أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - مسرحية فاشلة من مشهد واحد















المزيد.....

مسرحية فاشلة من مشهد واحد


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 329 - 2002 / 12 / 6 - 04:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 قبل أن ترفع الستارة وينطلق الممثلون والممثلات لأداء الأدوار الموكلة إليهم ..جدد المخرج تحذيراته بضرورة الالتزام بالسيناريو وعدم الخروج عن النص..ولقد أختار هذا المخرج القدير العديد من الممثلين الذين سبق وان شارك عدد منهم في أعمال مسرحية سابقة, وأدوا أدوارهم ببراعة نالت استحسان النقاد رغم فشل تلك الأعمال جماهيريا..!! 

وبالرغم من مجهودات المخرج في مقاربة أحداث المسرحية للبيئة العراقية, إلا أنها باءت بالفشل , فلم يكن اختيار قاعة المسرح والديكور موفقا, وليس لهما علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالحدث أو بالبيئة .. وكأنه يراد لهذه المسرحية أن تفشل ومنذ البداية !! أما الممثلون ورغم كثرة البروفات التي شاركوا بها فما زال الارتباك والرهبة ظاهرين على محياهم ولم ينجح المكياج الداكن حجب ذلك.. والغريب في الأمر أن هؤلاء الممثلين, وبالرغم من سحناتهم الشرق أوسطية , وألبستهم المتنوعة والتي تجمع ما بين القديم والحديث ,في بلاد الرافدين, يتحدثون ويتحاورون بلكنة أجنبية وبلهجات عدة , لا يجمعها جامع.. والأهم في ذلك , يبدو أن ممول هذا العمل المسرحي والمخرج قد اتفقا على عرض هذه المسرحية فقط لوسائل الإعلام وهيئة نقاد منتقاة بدقة لكي يجري تقييمها بالشكل المتفق عليه.!!.

ما يحز بالنفس حقا أن هؤلاء الممثلين الهواة , يظنون أنهم وبمسرحيتهم الهزيلة هذه, قادرون على انتحال شخصية الإنسان العراقي الصامد والمناضل والثائر الذي وطيلة أكثر من ثلاثة عقود قدم ولا يزال يقدم حياته ثمنا لحرية الشعب وسعادته ..واليوم يخرج علينا من كان يحمل بيده سيفا أو مدفعا, يقتل به أبناء شعبنا, منذ شباط الأسود وإلى يومنا هذا, ليذكر شعبنا , بأنه ضحية همجية النظام ودمويته, وأن هناك جزارا في بغداد , كان حليفه يوما ما , يجب التخلص منه!! أما كيف, ففكرة المسرحية أعدت , وبالصورة الآتية:


أولا: يجب عليك يا شعب وادي الرافدين أن تؤيد المشروع الإنساني الأمريكي ..تحرير العراق .. عبر حرب مدمرة وضروس , أو كما بدأ يصفها البعض بحرب عالمية ثالثة!! لأنها الحل (الوحيد) القادر على منازلة الدكتاتور وآلته القمعية ودحرهما!! لا يهم حجم الضحايا من شعبك , والتدمير الهائل الذي سيطال ما تبقى من البنية التحتية .. فصدام قد قتل الألوف من أبناء شعبك , ومستعد لقتل المزيد .. فلا تنصت لصيحات ونداءات دعاة السلام , فهؤلاء هم الرعاع ..من أساتذة الجامعات وطلاب وعمال ومثقفين وأحزاب يسارية وممثلي الكنائس والجوامع ..كل هؤلاء لا يريدون مصلحتك , بل العداء لمفاهيم الحرية والديمقراطية!!!   


ثانيا: يجب يا شعب العراق أن تتنازل عن حقك بالعيش بحرية على أرض وطنك , وتترك الأمور المهمة بأيدي (أمينة) تعرف جيدا كيف تديرها.. وأمامك النموذج الأفغاني !! وبعد مرور عام على (تحريره) باستخدام الأسلحة الذكية وغير الذكية , لم يقتل بها غير بضعة مئات من المارقين والإرهابيين , وعشرات الألوف من السكان العزل فقط !! وسيكون لك مجلس (لويا جيركا) يرسخ الطائفية في البلاد , التي هي صمام أمان (للمحرر) ووبال على العراقيين!! فما زال الشعب العراقي غير مؤهل لممارسة الديمقراطية , ولا بد من توعية الشعب لفترة قد تطول, من اجل استكمال مستلزمات بناء الديمقراطية في عراق الحضارات!!

ثالثا: عليك تطبيق جميع قرارات الأمم المتحدة التي وقع عليها الجزار صدام حسين (الحليف سابقا) في خيمة صفوان دون قيد أو شرط.. وهذا يعني بالضرورة أن تلك القرارات لم تكن تستهدف النظام , مرتكب الجريمة , وإنما الشعب العراقي برمته والذي انتفض ضد النظام وقمعت ثورته بدعم وإسناد من (محررك) المزعوم الحالي.. وإن لم تكن كذلك فلماذا يتحمل الشعب وزر جرائم طاغية , أقسى جرائمه هو قتل الألوف من أبناء شعبه الكرد بأسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا..؟؟

رابعا: رغم أن (محررك) ليس طامعا بنفط العراق الغزير, فإنه ومن دافع الحرص على مصلحتك , فإنه سوف يزودك بالتكنولوجيا الحديثة والخبرات (لم تكن لديك مثلها من قبل) لكي يساعدك على استخراج وتسويق النفط وبأسعار مغرية لكي تستطيع المنافسة في السوق العالمية وبذلك يكون بإمكانك دفع فاتورة حمايتك من الأعداء وبقاء القوات المحررة في بلادك, ومن ثم بناء اقتصاد البلاد المدمر...ولا تنسى أن محررك بحاجة إلى جهودك لتنفيذ مخطط رسم المنطقة وبما يخدم مصلحته وأهدافه الستراتيجية !!  

هذه باختصار , الرسالة التي يريد مخرج المسرحية أن يوصلها لمن يهمه الأمر ..وهذا ما ينوي هؤلاء الممثلون إنجازه من اشتراكهم في هذا العمل المسرحي الهزيل .. أما شعبنا العراقي في الداخل والأحزاب والقوى الوطنية الأخرى التي لم تستهوها المغريات وبقيت ملتزمة بمبادئها ومصداقيتها تجاه وطنها ورفضت المشاركة في هذه المسرحيات العقيمة والبائسة, ستبقى تعمل من اجل جمع شمل المعارضة الوطنية العراقية وتحقيق برنامجها الوطني الديمقراطي , خاصة وإن ملامح وأهداف الحملة العسكرية الأمريكية باتت واضحة للعيان ..

إن شعبنا العراقي يريد من ممثليه الحقيقيين أن يوحدوا صفوفهم وجهودهم ويضاعفوا من نضالهم في الداخل أولا,  والضغط المستمر على الجامعة العربية , والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عموما لتنفيذ التزاماته تجاه شعبنا وهو حمايته من طغيان صدام من خلال تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 688 , أسوة بالقرارات الأخرى , وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية في العراق تحت إشراف الأمم المتحدة كما حدث في بلدان عدة..وسحب الاعتراف من نظام صدام إن رفض ذلك ومنع التعامل معه , وتقديمه للمحاكمة للجرائم التي ارتكبها بحق شعبنا  عموما..وبذلك فقط نستطيع درء المآسي والويلات التي سيجلبها معه قانون تدمير العراق واحتلاله..

ثم نسدل الستارة بهدوء دون نوقظ الجمهور .. 


            



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم من ذاكرة التأريخ !!
- هل نزع سلاح النظام العراقي ..أو تغيير النظام .. يمر عبر خيار ...
- لعبة القط والفار..هل تنفع هذه المرة؟!
- الشرعية الدولية...بين مفهومين
- النفط والبارود..وعود ثقاب !
- عندما تصبح الوطنية عيبا ..والعمالة للإجنبي فخرا
- قانون تحرير العراق ..أم قانون إحتلال العراق..هذا هو السؤال ...
- من تخدم الحملة الشرسة على اليسار العراقي؟


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - مسرحية فاشلة من مشهد واحد