أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود عباس - لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)














المزيد.....

لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 04:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهرت ثقافة الإنسان على جدلية الخير والشر، وتطورت مفاهيمه الروحية والمادية على بنيتها، إما عن طريق الفلسفات المتنوعة المدارس التي خلقتها أو على عتبات الأديان المتعددة، واللتان تبحثان في الصراع بين طرفي النقيض، وبمنطقي الفكر المادي الإنساني أو الروح الإلهي. توسعت الأديان السماوية الثلاث فيها وربطتها بالإله المطلق، فكانت لهم تأثير عميق على تنشيط الصراع بين الجانبين، والتي سببت في خلق حروب متواصلة على أجزاء الأرض التي شملتها الأديان، وضمنها تلك التي سبقت السماوية بعصور ولم ترتبط بإله مطلق، ورغم تركيز نصوصهم على الروحانية وجوانب الخير والسلام، كنهج للحد من نزعة الإنسان الغريزية إلى العنف والشر، إلا أنها لم تتمكن من الحد منها إلا في بعضه القليل.
استطاعت البعض من الشعوب بعد مرورها على مراحل حضارية متعددة، وتثبيتهم لنظرية ابن خلدون بشكل عملي عن الحضارات والإمبراطوريات أو الدول الجانحة معظمها نحو الشر في كثيره، من تجاوز طغيان ثقافة العنف، وبلغوا مرحلة متقدمة من التعايش مع الثقافة السلمية وتفضيلها على العنفية حتى ولو كانت في أغلبها مركزة في الواقع النظري. ورغم جموح الشر نحو الظهور بين فينة وأخرى، وطغيان ثقافة العنف الديني المستسقاة من عصور الظلمات، كوسيلة مثلى للحد من إلغاء الأخر غير المرغوب فيه، إلا أنها تعتبر مرحلة حضارية متطورة مقارنة بثقافة الشر والعنف السائدة في شرقنا. مثلما حدث بين شعوب أوروبية التي بنت دول ديمقراطية سياسيا وفكريا، بعد صراعات دامت أكثر من مئتي سنة ضد الطغيانين الروحي والمادي المبنيتان على ثقافة العنف والشر التي سيطرت وأغلقت عليهم في أعماق عصور من ظلمات الفكر، تلتها حروب طويلة مدمرة شملت القارة كلها، دون أن تتجرأ شريحة على مواجهة طغاة العتم الفكري الديني ومنابع ثقافة العنف والشر، باستثناء حالات فردية، إلى أن تلت تلك الحروب ثورات شعبية غايتها نشر نوع من ثقافة السلام والخير، وكانت نتيجتها زوال سيطرة الدين على الإنسان. ورغم مرور قرون على تلك الثورات ونجاحاتها النوعية في تغيير الثقافة الدينية العنفية، لا تزال مخلفات تلك الثقافة ظاهرة في زوايا معينة وتظهر فجأة بحروب وشرور لا حدود لها، لتطمس الحريات ومنابع السلام عند ابسط ردود الأفعال.
هي نفسها الثقافة الدينية ومذاهبها المتناقضة، التي عرقلت المسيرة البشرية الحضارية قرون، تحاصر الإنسان في الشرق حاضراً، تحت غطاء دين آخر، بنهج مماثل، وطرق مشابه، لكنها هنا ملفعه بلحى وجلباب، وحجاب معتم، تتنكر تحت بنية عقيدة الإسلام. لا شك الرسالة النبوية توازن في نصها بين تناقضات الكون في إطار الفكر الإنساني، مثلها مثل أغلب الأديان الأخرى، الشر والخير، والصرعات الإنسانية كالعنف والسلام، وشموليتها تستند على التوافق بين النقيضين لتثبيت التكامل في طرفي جدلية الكون، وهي من أحد أسباب ديمومة الأديان. حضورهما المتوازن في النص القرأني فكريا ونظريا يتجه للتركيز على كمالية الإسلام الإلهي، بل حتى ولو جرد النص من البعد الإلهي وبحث فيه كإسقاط بشري، فإنه يظهر التكامل بين التناقضات الكونية، وبعرض أو مقارنة لبعض سوره أو آياته، تبين هذه الحقيقة، فمن أقصى التطرف والعنف تنتقل إلى أعمق حالات التصوف والمحبة والسلام، فالقضية ليس في النص بل في الذين يتناولونه ويطبقونه، وهذه الحقيقة تنطبق على كل الأديان والإيديولوجيات المتكاملة، وهو ما يحدث عندما ينقل النص ناقصا إلى الواقع الفعلي، ففي الساحات الميدانية عمليا هما طرفي نقيض، إما لا يستوعبهما الإنسان معا، أو لا يتمكن من التوافق بينهما، لذلك سخرهما أنصاف الألهة من البشر بعزلة عن بعضهما لغايات ذاتية، وهذه النزعة هي نفسها التي أدت إلى الثورات الثقافية في أوروبا، كما ذكر سابقاً، والتي تشبهها في كثيره الثورات التي تجتاح مناطق متفرقة في الشرق وتنتهك من قبل السلطات الشمولية وتيارات الإسلام العنفي المذهبي.
على مر التاريخ، أحدث الطغاة والمذاهب والتيارات المتطرفة خللاً وتشويهاً في توازن الجانبين، باستثناء فترات فضلت كفة على أخرى، وكانت لضرورات المرحلة، وهي نادرة، ظهرت منذ بدء الرسالة، كالمرحلة المكية حيث السلام والتآلف، تلتها مرحلة تزايد الحروب والغزوات والعنف في الفترة المدينية بعد الهجرة، كفرض واجب لنشر الرسالة في الجزيرة العربية، المرحلة التي لم تنتهي بوفاة الرسول، بل تفاقم استخدام القوة في نشر الرسالة مقابل الاستغناء عن جوانب المحبة والسلام.
واستمرت سيطرة الحروب والصراعات بكل أشكالها على المسيرة، أستند إليها الخلفاء الراشدين في سياستهم مع العالم الخارجي، رغم أن البعض لم يتخلى عن نوع من السلام والتصوف مع الذات وبعض المحاط من الرعية، لكن خلل المفارقة بين الجانبين تفاقمت مع مر العصور، خاصة بعد توسع جغرافية الدولة الإسلامية وثرائها، فأندرج خلفائها وقادتها في الصراعات حتى بين ذاتهم الروحية، فأتبعوا الجانب العنفي وطرق الشر لفرض السيادة، وكانت الحروب أسلوبهم الوحيد، ونادراً ما برز بينهم الشخصية الصوفية المهتمة بالجانب السلمي لنشر الرسالة أو تشييد سلطانه، باستثناء بعض الصحابة وعلماء الدين ومفكريها، والتكيات التي ظهرت من لدنها الطرق الصوفية، وهؤلاء أيضا بدورهم لاقوا الأهوال من قادة الإسلام العنفي...

يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقلال كردستان ثورة
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الثاني)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)
- مقايضة القوى الكردستانية على غرب كردستان
- لعنة السلطة السورية في غرب كردستان
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الثاني)
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الأول)
- حليمة رجعت إلى عادتها القديمة
- عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)
- الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني ( ...
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الثاني)
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الأول)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الثاني)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الأول)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الثاني)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الأول)
- السياسة الأمريكية في سوريا بين المصالح والأخلاق


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود عباس - لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)