أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد نجيب وهيبي . تونس - تونس : تحول التاسيس الى اقتسام بقايا تركة بن علي او في سياسة الغنيمة .














المزيد.....

تونس : تحول التاسيس الى اقتسام بقايا تركة بن علي او في سياسة الغنيمة .


محمد نجيب وهيبي . تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 19:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تونس : تحول التاسيس الى اقتسام بقايا تركة بن علي او في سياسة الغنيمة .

درجت العرب في غزواتها على اقتسام مغانم الحرب بين قادتها يوزعونه كيفما ترائى لهم على الاحياء من الجند والمحضيين والاتباع والمشائخ بعد ايفاء مركز الخلافة نصيبه الكامل منها وقد كان للمغانم واقتسامها دور كبير في تجييش الجيوش وجمعها وحثها على "الفتح" وكان لاقتسامها اولوية حتى على البناء والتشييد ونشر الحضارة .
ويبدو ان تونسنا وقادتها لم يشذوا على القاعدة هذه المرة فمذ رفع شعار "المجلس الوطني التاسيسي" ايام حكومة الغنوشي (محمد) وقبلها بقليل كانت الفوضى تعم المشهد السياسي الذي تداخلت اولوياته واضطرب قادته في سعيهم الى الاستحواذ على نصيب من التركة (الغنيمة) فكانت شعاراتهم وبرامجهم مجترة من التاريخ ومن حواف الكتب والمراجع الكلاسيكية يمينا ويسارا . فولدت ركيكة متضاربة متضادة وفاقدة للبوصلة . رفع شعار التاسيس دون البحث في ماهية وحدود ووجهة ما يجب ان نؤسس له دون تحديد القوى الاساسية المحركة والمؤطرة والراسمة لهذا المنحى التاريخي الذي وجدنا انفسنا شعبا ونخبا في منتصف طريقه فكان ان تجمعت قوى متضادة جوهريا من حيث تصورها للنمط المجتمعي الذي يرتقي بشعبنا و لنظام الحكم وطبيعته وحتى لشكل السلطة المرجوة . فشهدنا التقاء هجين ومشوه بين قوى اليسار الشيوعي "الراديكالي " واليمين الديني مع طيف واسع من منظمات المجتمع المدني والحقوقي في جبهة 14 جانفي في تجمع مربك حكمت عليه تناقضاته واقطابه برفع شعارات لا قدرة له على تحقيقها ولا قدرة لها على رسم مستقبل واضح "لجمهورية العدالة الاجتماعية " التي كان يجب ان تقوم على انقاض "جمهورية المافيا لبن علي " . فلم يخرج منتصرا من هذا الجمع غير قيادات اليمين الديني المهاجرة التي تمت عملية تبييض وجهها و"مقرطتها " والحاقها بالحراك الثوري بوصفها احد صناعه وقادته الرئيسيين .
ومن ثمة انطلقت الرحلة الثانية في مسيرة الاقتسام ما قبل البناء ووجدنا نفس قوى اليمين الديني وحلفائه (بعد ان تم تمدينهم قد هاجرو من الجبهة الثورية الى الاخرى المعتدلة في تظبيق رشيق لمبدأ التقية وسياسة المراحل ) تلتقي مع قوى اليسار الاشتراكي "الديمقراطي المعتدل" وطيف واسع من القوى الديمقراطية والمدنية في اطار هيئة بن عاشور التي وضعت الضوابط القانونية والسياسية لتحويل مطلب "التاسيس " الراديكالي الى عملية سلسة لتغيير شكل السلطة واستكمال مسار الاصلاح السياسي للنظام السابق لا غير . ومثل سابقتها حكمت عليها تناقضاتها وتضاد المشاريع باعطاء الاولوية مرة اخرى لاقتسام بقايا التركة والمغانم فخرجت شعاراتها الهادفة لبناء الجمهورية الديمقراطية وعهودها ضبابية مختنقة لا وجهة واضحة لها .
فغلبت على العملية برمتها عقلية المحاصصة وتبادل الادوار والتسارع لاقتناص الفرص وانتزاع اصوات الناخبين (المنتشين بفرحة فرار ديكتاتور وبهجة قوتهم الهادرة ) غصبا وكرها ومسايرة . ترغيبا وترهيبا بالدين ومن الدين برغد العيش ومن الفقر ... الخ والكل في هذا يخطب ود اباطرة العالم واولي امر النظام القديم سرا وعلنا محبة وحاجة.
فخرج علينا في النهاية هذا المولود المشوه مجهول الهوية والنسب الذي اذاقنا العذاب الوانا اثناء وبعد عمره الافتراضي والمسمى زورا "المجلس الوطني التاسيسي " بحكوماته المؤقتة الثلاث التي اختلفت في كل شيئ الا في ثلاث :البقاء غصبا طالما ارادت ذلك . اغراق الشعب والبلاد في المديونية وشضف العيش . توفير العدل في اقتسام غنيمة السلطة وبقايا تركة الفار بين قيادات العهد الجديد وكل حسب موقعه من سادة القرار الحقيقيين "اسياد الدولة العميقة " بالداخل والخارج فامست بتكنوقراطها وساستها بخليفتها ومهديها وما بينهما بلاء على العباد والبلاد ثقيلوا الطلعة باهتوا البرامج والحلول لا هم لهم الا مزيد اغراق الميزانية والتنكيل بمواردنا واستقلالية قرارنا الوطني ورج اركان اقتصادنا الوطني وتصديع اعمدته (المؤسسات العمومية ) .
لا يفوتهم في هذا كله (وكل حسب مقدرته) تحصيل "الاجماع الوطني!!! " و اطلاق "الحوارات الوطنية !!!) برعاية المحتسبين واشراف القوم حتى لا يستولي احدهم على نصيب الآخر من الغنيمة وطبعا حق مركز "الخلافة " القرار والتخطيط خلف المحيط محفوظ لا تطاله يد الثوار والا طبق عليها الحد . فتسابقت الالسن على الفضائيات تلميعا للصور وجمعا للمحبين والمريدين . فترى قادتنا تارة يتسابون يخون بعضهم بعضا واطوارا اخرى متحابين يتقاسمون الهم واللقمة سويا ويوزعون محضييهم في كل الادارات والوزارات مغرقين الدولة في "البطالة المقنعة " العمالة الزائدة ومغرقين ميزانيتها في شطط من مصاريفهم .ويقدمون فروض الطاعة لسيد البيت بترتيب وتنسيق لا يشق صفهم الا صوت شاذ من هنا او هناك من هذا الركن او ذاك لشباب وبضع مواطنين آمن بمشروع التغيير وأعتقد في امكانية نجاح انتقال حقيقي (او مسار ثوري ) حلم به يوما خارج منطق الاغارة وقسمة الغنيمة .



#محمد_نجيب_وهيبي_._تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لما تونس ؟ ثم ما العمل ؟


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد نجيب وهيبي . تونس - تونس : تحول التاسيس الى اقتسام بقايا تركة بن علي او في سياسة الغنيمة .