أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - ما زلنا في حدود الذات.... ثالوث الذات ..القارئة و الكاتبة و المفكرة















المزيد.....

ما زلنا في حدود الذات.... ثالوث الذات ..القارئة و الكاتبة و المفكرة


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 13:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما زلنا في حدود الذات....
ثالوث الذات ..القارئة و الكاتبة و المفكرة
محمد طه حسين
لا اتخطى حدوده لا انا و لا غيري من البشر، ثقب اسود لا اجرأ على وضع الخطوة الاولى نحو اغواره، عواصف هوجاء تلفك و رياح عاتية تحد منك، لا تجد توازنك داخل متاهات اغوار الثقب هذا، متع لا متناهية ، تجد هناك ما تمنيتها يوما لان تملكها و تتمكن منها، تأتي اليك ما قصدت يوما لان تلتهمها و تلذ من حلاوتها نظرة او لمسة او لقمة او تضمها في حضنك ... او ان تطبق عليها قرارات نفسك.
مخيف هذا الثقب ، انه كالمارد يخطفك عند الاقتراب منه يضعك ما بين اصبعه، يصرخ و يمرح و يغضب و يضحك في آن واحد الى ان يجعلك مبتذلا الى الحد الحيواني لوجودك، ان هذا الثقب هو المساحة غير المكتشفة للذات، نحن من سكان هذه المساحة المجهولة و ننتمي كالجني الى الجغرافيات الداكنة تلك. الجني هو ما يتظاهر لنا مرة كأنه منا! ، و يختفي كأنه لم يظهر ابدا أو ان ادراكنا او وعينا يخادعنا!.
ما الحل في تشخيص مداركنا و تحديد رؤانا و تقوية نظرنا و اعطاء الذات اسقلالها ضمن حدودها الطبيعية، بعيدا عن التهديدات المعيارية الاجتماعية و الاخلاقية الكلاسيكية؟. ربما احد الحلول هو القراءة، اي اغناء الذات و الخريطة المعرفية بالرأسمال الرمزي و الثقافي كي تتمكن الذات من ايجاد علاقات جديدة من بين العناصر الفكرية و الثقافية ، و هذا التصور هو بالاساس يعني اغناء الفرد بوسائل معرفية يمكنه بواسطتها الغور الى الاعماق و السبر الى الاماكن التي ظلت و لحد الآن غير آمنة أو بالاحرى غير مكتشفة و غير مرسومة و واضحة للفرد كي يتحرك منها و اليها.
القراءة تتوسع معناها هنا و تشمل الجرئة في الحركة و التحول و كذالك البحث عن ما يجول و يدغدغ مخيلة الفرد من اسئلة ظلت خرساء الى الحين الذي فيه، و تعني القراءة اثراء الرأسمال الفكري و المعرفي لا فقط لتمكن الفرد من تخطيه بواسطتها للأمور اليومية بل لكتابة ذاته و البحث عن اسئلة ترتبط بها الاساس الوجودي للبشر كحيوان ناطق و عاقل يتجاوز كيانه النفسي و الجسدي و تغادر الى اللامتناهيات كي يطمئن نفسه و يرضي ذاته و يبقى في امان من حيث كثرة اسئلة الوجود.
هل كنا نقرأ لغرض اثبات وجودنا الفكري و المعنوي وفق التصور الديكارتي للوجود؟، او مانزال نقرأ لدفع الحاجات الاساسية و الخروج من الدائرة التي كنا سميناها في السبعينات (محو الامية)؟. النظام التعليمي من البدأ و لحد الآن يمر بمراحل و محطات اوعر الواحدة من الاخرى و لم تكن الغرض الاستراتيجي منه بناء الانسان المفكر بقدر ما حاولت الانظمة التعليمية خدمة الانظمة السياسية و تجهيز ذوات غير قارئة و غير مفكرة، كي تصب في النهاية المخرجات في مصب الرجعية الفكرية و السياسية التي تنتج في المحصلة العقليات الشمولية التي تتمحور دائما حول الاصنام السياسية و الاجتماعية و الثيوقراطية.
الذات القارئة هي الذات الكاشفة و المستطلعة لمكامن المجهول تقرأ لكي تتعلم ، تقرأ لكي تزيد من جرأتها في اختراق المألوف، تقرأ لكي لا تبقى ضمن اللغة السطحية على حد نظر جومسكي و تحاول الانتقال الى المرتبة الثانية للوجود الا و هي التحدث باللغة الثانية مثلما يصف جيل دولوز هذه اللغة بانها اللغة العميقة التي نغور بها الى الاعماق و نؤسس بواسطتها الاسس المتينة للبناء العقلي و الذهني لنا.
النظم السياسية و الدينية و حتى الاجتماعية يؤسسون لانسان تاسيسا مبنيا على الهرم البنائي للمجموعة القبلحداثوية و القبلديموقراطية الا وهي المجموعة ذات الجزئيات المتشابهة بحيث يمثل كل جزء المجموعة الكل من جميع النواحي ، و هذا بناء دوغمائي لا يمت الى استقلالية الفرد داخل المجتمع و يهدف في الاساس الى نمذجة الافراد لشخصية المجموعة و كذلك الاصنام التي تخضع المجموعة تلك لغرائزها السلطوية القهرية. القراءة تخطف الفرد من بين ايادي الانظمة التوتاليتيرية و تكسبه لغة اخرى يتعمق بها، يفحص بواسطتها غياهب وجوده السياسي اولا و الاجتماعي ثانيا و من ثم الثقافي و ....ألخ.
الانظمة التربوية و التعليمية التي ظلتا منذ تاسيسهما تعملان لتوفير الارضية الايديولوجية للانظمة السياسية التي توالت واحدة تلو الاخرى و تنتج افرادا مستلبين عقائديا و تغرس في نفوسهم قناعة بأنهم اقل شانا من ان يكونون احرارا و هم خاضعون الى اولياء امورهم السياسيون و الاجتماعيون و .....ألخ.
بمعنى ان النظم التعليمية عندنا لم تلتفت ابدا الى بناء الفرد ذاتيا بحيث يكون فاعلا و مؤثرا و يتفاعل مع ما حوله من المثيرات و المعطيات الموجودة. الذات عندما تكون مستلبة لا تبادر ابدا في زج نفسها في الامور و الاشياء الجديدة عليها و تلجأ دائما الى الملاجئ الفكرية و العقائدية لكي تفسروا لها ما تبدوا غريبا عليها. هذا الالتجاء و هذه الاتكالية في الحصول على المعنى تتجلى و تتمظهر على الاغلب عند المستلبين و المغتربين عن انفسهم، او من الافضل ان نسميهم ذوات هجرت منذ الازل اناهم و لم يعد هذين الايقونين الذهنيين على اتصال و تواصل دايناميكي.
الذوات التي انتجناها على طول مسايرتنا للانظمة التعليمية ذوات ملقنة و مطيعة، تلقت دروسا اخلاقية و قيمية ثابتة اكثر ما ايقنت من العلوم الكيفية التي تمكنها من الدخول الى معترك الحياة بالمعنى الفاعل و النشط لمفهوم الحياة. النظم التربوية و التعليمية كانت تهيئ الافراد للجهات السلطوية الحزبية و ليست للمجتمع، فالعملية لم تكن بالاساس عملية تنشئة اجتماعية بقدر ماهي تنشئة الافراد ايديولوجيا و طائفيا او حزبيا او مذهبيا، و هذا هو ميكانيكية العمل السياسي و ليس العمل التثقيفي كون التنشئة في مضمونها الاشمل هي عملية مثاقفة و تحويل الرموز الثقافية بواسطة النظام التعليمي الى ادمغة المدخلات اليها.
المناهج التي قدمت منذ البداية لكي تهيئ بمعيتها العقول، ليست مناهج مدروسة وفق المعايير الاساسية لبناء المنهج بقدر ما هي استعيرت من شتات المناهج الدخيلة على الثقافة الاصلية و لهذا لم تشجع هكذا مناهج ابدا الافراد لا على التفكير النقدي و لا على الانواع الاخرى من التفكير كالاستقصائي و الاستدلالي و الابداعي و التباعدي، و انما تظل تنمذج ذواتها التقليدية و تماحك تأريخ الآخرين.
من هذا نستدل على الفرد القارئ في مجتمعنا بأنه يقرأ ليشغل نفسه و يغيب وجوده اكثر ليتلذذ بالنصوص و ماجريات احداثها لا لكي ينتج من خلال قرائاته افكارا و علاقات تختلف من العلاقات الموجودة اساسا بين مكونات و جزئيات النصوص المؤطرة. فالحالة هذه ظلت قائمة و لحد الآن و لهذا تختفي دائما العقول المبدعة و لا تظهر الى السطح في اية مؤسسات تربوية و ثقافية و حتى الاكاديمية في المجتمع.
عندما تظهر الى السطح بفعل هذه الانظمة الدوغماتية افرادا يقرأوون و يكتبون فقط بالمعنى السبعيني للكلمة، ترى و تفهم بانك داخل مفقس للعقول المتماثلة تشبه الى حد المطابقة مجتمعات الطيور التي تقوم الجهات بتدجينها صناديقا وراء صناديق. الفاعل وراء كل هذه المآسي ليست السلطة السياسية و لا الدينية و الاجتماعية وحدها بقدر ما هو الفرد نفسه ايضا له دور في تغييب نفسه و اعادة تناول نفس المأكولات الثقافية السابقة له، حيث القدرة على الاقدام و الجرئة على الخروج الى معترك التفكير و التفاعل مع مستجدات الواقع منكمشة و التلذذ بما هو ثابت اصبحت سماتا رئيسية في البنية الشخصية للافراد حيث الفرد لا يجهد نفسه في البحث عن الاجوبة لما يحيره من الاسئلة و الدغدغات الفكرية التي يشغل مخيلته و لا يدعه ان يستقر، و لهذا يظل قلقا الى الابد يبحث عن آليات دفاعية نفسية للاحتماء بواسطتها كي يبعد اناه عن الصراعات تلك، انه يعيش بالمقلوب حيث الآنيات اصبحت تمنيات و لهذا سلم نفسه للاقدار كي تعيد له قدرا ضئيلا من الأمان و الاستقار السايكولوجي.
الذات التي ظهرت على هذه الشاكلة لا تجد شيئا لانتاجه سوى نفسها و لا يستنسخ الا عقلها، بهذا سيدور حول دائرة مغلقة تماما و تستمر في الدوران من حولها حيث يحس بأن الزمن ليس له لا بداية و لا نهاية، هذا الاحساس الاسطوري بالزمن لديه يتأبد.
المثقفون المؤطرون ضمن الاطر السياسية و الدينية و الاجتماعية من هذا النوع و الذين ترعرعوا داخل هذه البيئات العقلية يكتبون ما قرأوه نمطيا و تشبه العملية على حد كبير عملية الأكل و من ثم البراز اي التخلص من فضلات ما اكلوه، الحالة هذه لا تخرج عن نمطية الانتاج البدائي للانسان التقليدي و لهذا نرى دائما و هم ثابتون على عاداتهم حيث سيطرة القوى الشهوية و النزوية الآنية لديهم على قوى العمل البناء لاجل تحقيق ذات اقوى و انشط لها دور في الحراك الاجتماعي و الحضاري في المجتمع.
الذات الكاتبة عندما تكون فاعلة بمعنى هي خارجة عن نفسها و تبحث في كل الجهات لما تطلبها و لا تقيد كيانها بالمكان التقليدي و لا الزمن الكلاسيكي و الاسطوري، تدخل الذات النشطة الكاتبة الحديثة الرؤى مكامن الموجودات و المعطيات كي تكتمل ذاتها من خلالها لتكون موجودا في ذاتها و لذاتها، بمعنى انها كونية التفكير و موضعية العمل. ان المنظومة الغامضة و المتشابكة التي اسمها الذات هي لا متناهية الحدود من حيث الفهم البشري، وقعنا مستنقعاتها منذ ان بدأنا نفكر، لابد ان نسبح فيها و نغوص الى اعماقها و لا نثبت خطانا و نراوح في سطوحها، فالبقاء في السطح هو الاقرار بالاغتراب عنها و البقاء في دوامة ازلية الذات الكلاسيكية التي لا تقدم لنا سوى الاشكال و المحتويات المألوفة.
ان عملية التفكير هي ما تتوسط عمليتي القراءة و الكتابة اي انها تقع بين دائرة المدخلات المعرفية و دائرة المخرجات، قريبة هذه المقاربة من التصور البياجوي للبناء المعرفي للفرد، حيث الخطاطات(سكيما) المعرفية بعد ان تستقبل موادها الخامة من الرموز تجرى عليها عمليتي التمثل و المؤامة ، بمعنى تقوم الخطاطة مرة بمقارنتها بالمحتوى المعرفي في الداخل و ادماجها في بنية تنظيمها الداخلي و التي اجرت ترميزها و صنفت ضمن الذخيرة المعرفية للفرد، و مرة ثانية تتأثر بالمثيرات الموجودة في المحيط الخارجي كي تتوائم معها، و هذان مفهومان مرتبطان في نظر بياجيه بالتكيف كعملية موازنة بين التمثل و الموائمة. و الحياة المعرفية و حتى الفيزيكية هي دائما تدور وفق هذا التوازن التي يؤمن به بياجيه في ابستيمولوجيته التكوينية.
ان التفكير يلعب دور التكيف مع الداخل و الخارج المعرفي للفرد، و هذا هو العمل الدايناميكي لكل فرد في طور البناء المعرفي له، و لكن عدم تشغيل الذات لقدرتي التمثل و الموائمة الموجودتين اصلا لديها يعني وقوع الفرد صاحب هذه الذات في كسل ذهني و مستنقع عقلي لا يستهان به، و يضعنا في موقف عقلي نقر من خلاله بأن الفرد قد شلت لديه القدرة على التفكير و الانتاج المعرفي لديه.
الملاحظ للوسط الثقافي و الفكري الكوردي يرى بأن النتاجات الثقافية التي تمطرنا دائما بمحتواها الخفيفة المؤسسات الثقافية تختفي فيها الكاتب من بين سطورها و لا يستطيع اى قارئ ان يقر من خلال قرائاته للنصوص بأن الكاتب موجود يفكر، و لهذا نفهم الى حد كبير ان غياب الابداع في المنتجات الفكرية قد يرجع جل اسبابه الى اختفاء الكاتب وراء اقوال الغير و انشغاله بالاستعارات اكثر ما ينشغل بالاستثمار العقلي و الاستدلالي لاظهار الجديد.
الجديد دائما يأتينا من خلال التفكير ، حيث البناء الفكري يعلو بالبحث الدؤوب وراء ايجاد العلاقات الجديدة من بين العناصر الموجودة و التي نستطيع ان نسميها المنبهات و المثيرات المعرفية التي تظهر الى المحيط دوما، فأذا استمر الكاتب تصوير البناء الهرمي لافكار الغير بمعنى انه يقدم نفس الصور الموجودة في اذهان الآخرين حينها لن يقدم لنا اي شيئ يشيد له بانه يفكر و ينشط ذاكرته، فالاستنتاج هذا يدل بان العقل الثقافي الراكد لدى الكاتب ان كان يمر بهذه المصائب يخرج من ذات غير نشطة و فاعلة، و الذات غير الفاعلة لا يمثل نفسها بقدر ما يمثل الغير و ينتج تصورات الغير، و لا تعي وجودها فالذات عندما لا تقدر على الوعي بنفسها لا تمكنها التفاعل مع الموجودات المحيطة و بهذا هي تبقى دائما غير مكتملة من حيث التكامل الانطولوجي و تظل مبحثا للآخر النشط كي تمارس عليها فاعلياتها.
داهية الوقوع في شباك الآخرين لكي يكشفون وجودنا غير النشط مبينة و واضحة لدينا فالكتابات الكوردولوجية عنا و التي كتبها الآخرون قد تجد اهمية و قدرا اكبر من التركيز لدى الاوساط الاكاديمية و الثقافية الكوردية و هذا دليل على ان الباحث الكوردي لا يفكر حيث يفكر الآخرون نيابة عنه، و من هنا تكمن خطورة الركود و الكسل الذهني السائد و المنتشر في الاوساط الفكرية و المعرفية لنا.
التفكير في اظهار الجديد يتجلى في عقول فاعلة ، الفاعل يرنو الى جميع الاتجاهات كي يكون هو صانع الحدث، صناعة الحدث تأتي نتيجة غور الفكر الانساني في اللامتعارفات لديه و تثبيتها في الخارطة المعرفية. الثابت من الفكر قد لا يتحول الى اى شيئ آخر اكثر من المفكر منه قبلا و هذا دليل على كبر حجم الركود في ذهنية الفرد و عدم اقدامه في التقرب من الخفايا التي بحاجة الى الكشف و التقصي. الجرئة في ايجاد التغيير بمعنى تحريك الزمن حيث الاحساس بالزمن لا يأتيك الا من خلال الحركة و ايجاد حالات لا تشيه سابقاتها.
الفقر الفكري السائد في الاسواق الثقافية الكوردية نتيجة طغيان و غلبة المحسوبين جهلا على الفكر و الثقافة ادى الى ضعف مقاومة العقل امام الهجمة الاخطبوطية للمعلومات و المنتجات العقلية خارج جغرافية الذات الكوردية، و كذلك الايدز الثقافي المنتشر بين العقول التي تنتمي الى المؤسسات الرسمية و غير الرسمية في البلد يحول دون الترفع على المحاكات الفكرية.
من البداهة عندنا ان العوائق الاساسية لضيق افق الكتاب و الباحثين و عدم قدرتهم و امكاناتهم في التشخيص كثيرة منها تأريخية حيث للفكر الماورائي بكثرة مناهله له اكبر التاثير، فالتقوقع حول الذات و انحباسها داخل النصوص المؤطرة يشل القدرة على الحركة و يطوق الفرد المفكر من كل الجوانب كي لا يخرج عن المساحات المحددة للتفكير و لا يلقي على الآخرين غير الحكايات الكبرى(حسب توصيف جان فرانسوا ليوتار).
و منها اسباب اجتماعية تقليدية حيث البقاء الازلي ضمن الاشكال المعرفية القديمة يخدم في النهاية حفظ النوع الاجتماعي اللامتغير و التمسك بالانماط الدوغماتية خشية الوقوع في مخاطرات التحدي الفكري. و منها اسباب سياسية داخلية ضمن حدود الجماعة نفسها و خارجية بفعل التصادمات و الانجذابات الاقليمية و الدولية و تأثيرها على الداخل الكوردي، فالحالة الجيوسياسية التي تواصل معها الكورد قديما و لحد الآن جعلت من الواقع الكوردي لا يحتمل بفعل قهرية السلطات الاقليمية و المراكز التي وزعت عليها كردستان، فالسياسات التي كانت تمارس ضد الكورد من كل الجهات تشبه بعضها من حيث محاولات الصهر القومي و حروب الابادة العرقية. و لهذا اثرت الى حد كبير في اشغال الفكر الكوردي ضمن حدود البقاء القومي و التي تجسدت في ادبيات المقاومة و الحنين الى الوطن.
الاسباب تلك التي اشرنا اليها لا تخرج الذات خارج دائرة النقد و التحقيق الاكاديمي حيث الذات الكوردية خائفة الى حد الفوبيا من تجاوز المألوف الفكري و هذا يضعها ضمن دائرة الركود الذهني والوجود غير الفاعل. فالمبادرات الفكرية الابداعية هي فردية الى درجة كبيرة حيث تخرج بفعل حركية و نشاط( الفرد المخاطر) الى حيز الفضاء العام و تصبح موضوعات للجدل و التحدي و الصراعات و من ثم تتموضع من بين العينيات.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذات تتقنع........ذات تحن الى طفولتها!!
- مالك الدم الحزين!!
- الاصل الميتافيزيكي و السيبرنيتيكي للذات
- الذات المثقفة و الذات الاكاديمية
- اننا محكومون بأن نتلقى أكثر مما يعطي!
- أنانا لا يساوي ذاتنا
- ذاتنا و القلق الاخلاقي
- نحن كائنات المآزق
- مجتمع من الجماجم...مقبرة للتماثيل....حديث عن الديموقراطية و ...
- اطلاق التسميات في العراق ...هلاوس ام جهل معرفي؟.
- لماذا فشلت الديموقراطية كسابقتها الشيوعية في الشرق؟!!
- قلق الجغرافية....جغرافية القلق


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - ما زلنا في حدود الذات.... ثالوث الذات ..القارئة و الكاتبة و المفكرة