أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألعقل نقمة ..!!














المزيد.....

ألعقل نقمة ..!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 13:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ألعقل نقمة ..!!
-أتعرف ؟ لقد استطعتُ تشخيص مشكلتكَ ..
هكذا خاطبتني ، فأجبتُها مُتسائلا بسخرية ،
-تقصدين مرضي ؟!! وضحكنا معا . كانت صاحبة التشخيص ، أكاديمية حاصلة على اللقب ألثاني (الماجستير ) في العمل الإجتماعي ، وهي مسيحية مؤمنة جدا ، تعمل في مركز إجتماعي للمرضى النفسيين في إحدى المدن ، وأنا أقوم بإرشادها مهنيا حول عملها في التأهيل النفسي . وعادة ، وبعد أن تنتهي جلسة الإرشاد ، فإننا نتطرق إلى أحاديث متنوعة تدور حول ألدين . خاصة وأن أعضاء المركز هم من ديانات متعددة (المسيحية ، ألإسلام والدرزية إذا اعتبرنا الدرزية دينا قائما بذاته ) . وللتوضيح فإن الإنسجام بين جميع الأعضاء في المركز ، قد يكون نموذجا للتعايش المُشترك بين أبناء الديانات جميعها ، والذي نحلم بأن ينتقل هذا النموذج الحي إلى مُجتمعاتنا ألعربية مُتعددة ألديانات والمذاهب .
-لا ..أقصد مُشكلتك . وذلك ، لأنك تستعمل المنطق والعقل في كل شيء ، أنت عقلاني أكثر من اللازم ..
هكذا أجابتني ، ردا على تساؤلي الساخر، واستمرت قائلة : لقد أحضرت لك كتابا لتقرأهُ ..
أخرجت من حقيبتها كُتيبا ، وفتحَتهُ على صفحة كانت قد حددت موضعها سلفا ، عن طريق طي رأس الصفحة ، وبدأت بالقراءة :" توكل على الرب بكل قلبك ، وعلى فهمك لا تعتمد (أمثال 3:5).
أي : لا تعتمد على المنطق ألبشري ، فالمنطق البشري والعقلنة يمهدان الطريق لإبليس حتى يخدعنا ويشوش أفكارنا .( كلام المؤلفة ..)
-يُذكرني هذا الذي تقرأينهُ ، بقول لأحد "الدعاة " عندنا ، نحن المسلمين ، الذي نصح مُستمعيه ، بالدوس على العقل بالحذاء ، إذا عارض العقلُ نصا ما ..!! عليك الإيمان بالنص ولو خالف العقل .. قلتُ ردا على إقتباسها الذي قرأتهُ من الكتيب ..
كُنتُ متعجلا ، لكنها أقرضتني الكتيب لأقرأه ثم أُعيدهُ لها في لقائنا القادم .
والكُتيب هو من تأليف جويس ماير عنوانه "ألذهن أو الروح " (مع تحفظي على ترجمة كلمة " مايند " الإنجليزية إلى ذهن )، وهي واعظة تلفزيونية ، تبثُ محطة تلفزيونية محاضراتها ، وحينما رأيتُ صورتها على الغلاف ، تذكرتُ بأنني شاهدتها وأنا أُقلب المحطات على التلفاز في البيت ..
ما علينا ، ما يرد في كتابها ، لا يختلف كثيرا عن فحوى ومضامين بعض الكُتيبات التي يتداولها قسم كبير من المسلمين ، كتبها بعض "دعاة " التجهيل الإسلامي . ولفتَ إنتباهي عناوين بعض الفقرات في الكُتيب كالعنوان ألتالي "العقلانية تؤدي إلى التشويش " أو " لا تُعقلن الأمور ، بل أطع بالروح " .
لكن ، وبما أنني لا أهدف ألى نقد الكُتيب ، فلن أُطيل في ذلك ، لكنني سأتحدث عن أهمية ألعقل في ، تقبُل الخنوع أو رفضه .
فالوعاظ ، أبناء جميع الديانات ، يطمحون في نهاية المطاف إلى السيطرة على رعيتهم ، وتسييرها ألوجهة التي يُريدون . لذا فتركيزهم الأساسي ينصّبُ على مُحاربة العقل ، والياته ، كالشك ، السؤال ، المُحاججة المنطقية والقياس العقلي المنطقي ، فإذا أستطاع ألواعظ أو الكاهن ، الشيخ أو الحاخام ،إقناع جمهور مُستمعيه بأن العقل هو مدخل إبليس ، وهو نقمة على المؤمن ، عندها يستطيعون أن يُمرروا لجمهور رعيتهم ما يُريدون دون نقاش أو جدال ، وتتحول قرائتهم الذاتية للنصوص وفهمهم الفردي الشخصي لها (أي للنصوص ) إلى دين ، من قبلها فقد قبل الدين ومن رفضها فهو من أتباع إبليس اللعين ..!!
الوسيلة المضمونة لإحكام السيطرة هي في إلغاء العقل ، بل وإعتبارهُ نقمة لا نعمة !!
لكن ما ألهدف أو الفائدة التي يجنيها الواعظ من السيطرة على رعيته أو جمهور المؤمنين به ؟؟
أعتقد بأن ألإجابة على هذا السؤال ،مُكونة من شقين ، ألشق ألذاتي ألنفسي ، والشق ألمادي .
فالمُسيطرون أو المُصابين بخلل الرغبة في التحكم بالأخرين ، عانوا في رأيي ، أوما زالوا يُعانون من نقص في الثقة بالذات ، لذا يطمحون بالتعويض عن هذا النقص بإثبات قدرتهم في السطرة على الأخرين والتحكم بهم ، وقد يكونون قد وقعوا سابقا في مراحل حياتهم المبكرة ، تحت سيطرة شخصية طاغية وكاريزماتية ، نقلوا أو "استنسخوا " عنها ، هذه الرغبة واستعملوها هم بدورهم لإثبات قدراتهم على السيطرة والتحكم بالأخرين ، مما يضمن تعويضا عن النقص الذي عانوا منه في حياتهم .
أما الشق الأخر ، وهو الجانب المادي ، فالسيطرة والتحكم بالأخرين ، عن طريق تغييب عقولهم ، يُسهل ويمهّد الطريق أمامهم ، لقول أي شيء ، بما في ذلك "قدراتهم " (أي هؤلاء الوعاظ )على ألتواصل مع القوى الخفية ، وقدرتهم على "معرفة " المستقبل ، من أجل مكاسب مادية دنيوية .
وليس بمُستغرب بأن تنضم مجموعة من "الوعاظ " ، أبناء جميع الديانات إلى قوائم الأغنياء ، فالقرضاوي ، عمرو خالد وبعض الوعاظ الوهابيين من الأغنياء بمعايير فوربس .
ناهيك عن بعض المُشتغلين "بالكابالا" من وعاظ اليهود في إسرائيل ، الذين بلغت ثرواتهم مئات الملايين من الشواقل (كما أثبت هذا الإدعاء البرنامج التحقيقي التلفزيوني " الوجه الحقيقي " والذي يُعده ويقدمه الصحفي القدير أمنون ليفي على القناة الاسرائيلية العاشرة ) ، وينطبق هذا على نجوم التلفزيون من الوعاظ المسيحيين .
فإذا غيبتَ عقلك ، فقدتُ مالك ألقليل ، أيضا ..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتانياهو نصير الشعوب !!
- قيمة أخلاقية جديدة ...كراهية ألعرب .
- سلام الله على الأغنام ...مع الإعتذار للأغنام الحقيقية!!
- حماس وإسرائيل : تقاطع مصالح أم -حصان طروادة - الفلسطيني ؟؟!
- نجاحات داعش ..
- أُحرث وأدرس لبطرس..
- اللغة والوعي
- رمضان : ذكريات ، أزمات وحروب .
- ألمرأة في فتاوى أليهودية الأُرثوذكسية ..
- -علاج- الإلحاد..
- الإسلام ألسياسي وفن ألمراوغة ..
- ألأُنثى بين التبخيس والإستغلال في ألثقافة ألعربية ..!!
- -ومن ألحب ما قتل- ..مُهداة للأستاذ محمد حسين يونس .
- ألعائلة المثلية :جدلية أخلاقية ..
- بين ألكيفية وألماهية ..
- داعش تكشف العورات وتُمزق الأقنعة ..!!
- ألتحرش ألجنسي : جدلية الإنتقام أو فكر ثقافي جديد ؟!(4)
- ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة :ألخوف الإجتماع ...
- ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة :(ألبهمنة) ( 2)
- ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة (1)


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألعقل نقمة ..!!