أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل يموت الدين ح4














المزيد.....

هل يموت الدين ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 03:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مع هذه الحقائق ما زالت طائفة من المفكرين الإلحاديين يرن أن أصل هذه الجينات الفطرية وهذه الوضعية التكوينية ليست أصيلة منذ أول إنسان بل هي نتيجة تحولات وطفرات مؤقتة وزائلة وستنقرض مع التطور العلمي والمعرفي(في احدث اكتشاف لعلم الجينيوم البشري وجد بان ظاهرة التدين والإيمان بالغيبيات لدى الانسان سببها جينات وراثية طارئة ومتنحية تشكلت عبر حقب من الزمن حيث مارس الانسان الدين والغيبيات وسيطرت على عقليته التصورات والأوهام والخرافات واختلطت بعادات وسلوكيات وأعراف وتقاليد نظمت على شكل نظام حياتي للحفاظ على النسيج الاجتماعي والتطور المدني وحياة الانسان وضمان وجوده وتكاثره وتحديه للطبيعة وبناء حضارته فكان هذا النظام اسمه الدين), هذا الكلام ينقصه الدليل العلمي ويناقضه أيضا الواقع الفسيولوجي والبيولوجي الأساسي للإنسان , المعروف أن الخارطة الجينية الأساسية عند الإنسان لم تتغير لا بالزيادة ولا بالنقصان ولكنها تتغير ترتيبيا وحدوث الطفرات الوراثية أمر أستثنائي وليس قانون عام , والمدعى أن الجينات الدينية طفرات وراثية يجعل منها قاعدة عامة لموضوع لا يقبل بهذا الطرح ولا يتناسب مع الإدعاء الأفتراضي أصلا فكيف بالبرهان العلمي المجرد والمحايد.
المغالطة المعرفية لا يمكن أن تنتج قاعدة علمية مهما دافع عنها من يؤمن بها دون أن يمتلك الدليل , قد يؤمن بها فرضية قابلى للنقاش وهذا أمر طبيعي ومهم وصحيح لكن الاسترسال ببناء نتائج ورؤى يدعي أنها قادرة على التنبؤ بموت الدين مع تضخم النتاج المعرفي دون أن يعزز ذلك بوقائع وبراعين منطقية وعقلية وعلمية يصبح الكلام نوعا من الهراء ونوعا من العبث الذي لا طائل منه (وبتعاقب الاجيال خلال هذا النسق الحضاري ضمن تربية وثقافة وسلوك مشتقة من الدين نشأت داخل جسم الانسان جينات وراثية وتشكلت بفعل ممارسة الانسان لحالة الدين وتوارثتها الاجيال اللاحقة من السابقة مضيفة عليها تشكيلات خلقية مكتسبة بتأثير البيئة الحضارية فان فعالية ونشاط هذه الجينات قد قلت بنسبة كبيرة ومنها ما هو غير فعال وذلك بداية من مرحلة التطور العلمي والتقني والمنطق المادي وإتباع العلمانية كنظام حياة ).
لقد ربط الكثيرون أيضا وبدون برهان ولا وقائع تساند الطرح على واقع حال التدين وعلاقته المجردة بالإنسان نتائج هي مجرد أمنيات وتأملات لم ينهض دليل علمي حتى على مساراتها القريبة ناهيك عن نتائجها البعيدة التي تتصورها والتي تنتهي في ان الدين اصبح مجرد ظاهرة فكرية ناتجة عن التخلف الحضاري للإنسان والتمسك بهذه الظاهرة يؤدي الى مزيد من التخلف او الى الرجعية , هذا الطرح أولا لا يعد لا أخلاقيا من جهة أن العلمانية تحترم المعتقد كما تحترم الوجود الفردي للإنسان وأن الاقتناع بالمؤديات والمعطيات الفكرية التي تطرحها العالمية لا تعني بالضرورة أن مصير الدين لا بد أن يتوجه لنهايته الحتمية , هذا نوع من النزق العاطفي الخالي من العقلانية أصلا .
يتصور بعض المهلهلين للعلمانية وهم في أبعد ما يمكن من فهم جوهر فكرة العلمانية أن العلم والمعرفة المجردة هي البديل القادم الذي سيحل محل الدين من خلال أستخدام نفس فرضية الطفرات الوراثية الجنية عندما يصبح العلم والمعرفة الوضعية بديلا عنه وأن التعامل اليومي والمستمر قادر على إحداث هذه الطفرات مما يهيئ لعصر جديد عصر يكون الجين الفطري هو جين العلم ,ويظنون أنه بإمكان كل انسان يجد في نفسه نزعة دينية نتيجة موروثات جينية ان يتخلص من هذه الحالة الغير طبيعية بالتعلم والثقافة والعمل واقتحام الحياة والتدريب الجسدي والنفسي والعصبي والفكري للتحول من حالة اللا طبيعي الى حالة الطبيعي , بأعتبار أن التعلق بالدين والانتماء لعالم الروحيات والمثالية الناشئة من وجود الجينات المعرفية التي تؤدي بالفطر للإيمان سيكون متاحا وسهلا وليس أستثناء ,بل ويحكمون بأن الطفرات ستتحول إلى قاعدة يمكن التحكم بها إنسانيا أي بواسطة الإنسان وأن الاستغراق بالأمر سيتمكن الإنسان لاحقا من التحكم بأبعد من هذا من خلال تهيئة العوامل المؤدية للطفرات وبإمكانه أخيرا أن ينتج نفسه إنسان كامل مطلق مثالي لا حدود له .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يموت الدين ح2
- هل يموت الدين ح1
- السياسة وجذر الدين
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح1
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح2
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح3
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح4
- ليس دفاعا عن الله ولكن دفاعا عن الإنسان
- هل من حق الكاتب أن يكتب عن نفسه
- الحال والمقال
- الليبرالية والموقف من الأخر
- ذئب المدينة نسر الفن خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة
- الثلاثاء الكبير هل يولد حدث كبير
- جغرافية الحرف وتبدلات المكان عند أديب كمال الدين قراءة في قص ...
- تواشيح الألم المقدس
- لا خيار أمامنا إلا العراق
- الأعراب والعربانية وصورة المعرفة
- تجديد العقل أم تجديد النظام العقلي
- الحجارة والتراب _ قصة قصيرة
- اللعنة


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل يموت الدين ح4