أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وعن الفساد... وتماسيحه البورجوازية...















المزيد.....

وعن الفساد... وتماسيحه البورجوازية...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وعــن الـفــســاد... وتـماسيحه البورجوازية...
حدثتني صديقة سورية (فيسبوكية) من دمشق العاصمة أن بعض أصحاب المطاعم ومحلات السندويش المعروفة, تقدم للزبائن أطعمة ولحوما فاسدة كليا. وقد أصيب مئات من الأطفال والبالغين من الزبائن بأمراض معدية خطيرة.. نتيجة تناولهم لهذه الأطعمة الفاسدة, وحدوث وفيات متعددة...
ولما سألتها عن مسؤولية السلطات المحلية عن المراقبة الصحية.. أجابتني على الشكل التالي :
" كنا نعاني من الفساد على مستوى مزعج... وبعد الحرب المشؤومة.. صرنا نعاني من الفساد على مستوى مفجع "...
علما بأن هذه الصديقة لم تسمح لي بأي يوم من الأيام انتقاد ــ ولو بشكل إيجابي ــ تصرف أبسط حاجب دائرة أو مؤسسة, أو حتى حارس بلدية.. منذ بداية الأحداث السورية. نظرا لالتزامها الكامل دون حدود لسلطات البلد... ولكن بعد ثلاثة سنوات وخمسة أشهر من الأحداث والنكبات والمطبات الظاهرة والخفية, والمناوشات والانتصارات والانكسارات والحصارات المتواصلة.. وانقطاع الكهرباء الدائم والمقنن.. وفقدان مياه الشرب.. بعديد من المدن والقرى والأحياء الشعبية.. دون أن يشمل هذا الأمبارغو الداخلي من القلة والتقنين والفقدان والحرمان, غالب المسؤولين والمدعومين والبورجوازية الخاصة التي ترعرعت حول السلطة... نلاحظ على بعض مراكز التواصل الاجتماعي (كما يسمونها).. وفي الفترات القليلة النادرة التي تعود بها الكهرباء للطبقات الشعبية.. تظهر من كتابات هذه الطبقات (الشعبية) كثير من الانتقادات الصريحة الشعبية البسيطة اللاذعة الحقيقية عن الفساد المستشري في البلد, بوقت طويل قبل الأحداث والنكبات.. واستمراره متفاقما أثناءها و بعدها.. يعني نفس خلايا الفساد, ونفس تجاره وحلقاته... وعادة وفي كل بلاد المعمورة.. أكبر المستفيدين من حالة الحرب وظلماتها وأخطارها ومضايقاتها العديدة.. هم طبقة الفاسدين التي تترعرع حول حلقات السلطة وحول موائدها.. وغالبا هي التي تلملم بقايا جميع الموائد.. قبل الحرب.. أثناء الحرب.. وبعد الحرب...
ولن أستغرب إن اكتشفنا يوما.. بعد نهاية هذه الحرب المقيتة.. بعد سنين مريرة عجاف.. أن نفس الفاسدين والذين تسببوا بابتعاد العديد من المواطنين المظلومين.. هم نفسهم الذين سوف يعودون لالتهام مشاريع كـعـكـات إعادة الإعمار.. إن وصلنا يوما إلى إعادة إعمار ما هدمته وفجرته هذه الحرب الغادرة... لأنهم وحدهم أول الذين غادروا السفينة قبل الأحداث وعند بداياتها.. ناقلين ثرواتهم الغير مشروعة إلى قصورهم في أوروبا وغيرها من بلاد النعيم الهادئ.. بعيدا عن الأخطار.. وصراخ أطفال النكبة... هم الذين سيعودون.. مناصرين من انتصر.. ومعادين من خــســر... معلنين أنهم حماة الديمقراطية والحريات الإنسانية... عائدين مع مخزونهم المعتاد من السيجار الكوبي الباهظ الثمن.. والــكــافــيــار.. لأنهم تعودوا على الكافيار... والملذات الأوروبية... وغــرائــز ترفهم لا ولم تتغير...
آه يا صديقتي الدمشقية.. أفهم غضبك.. أفهمه أكثر من أي إنسان آخر.. وخاصة عندما أرى كل هؤلاء الميليارديرية من تماسيح ما يسمى هنا "لاجئو الثورة السورية "... وليس عليهم أية من علامات اللاجئ السوري الحقيقي الذي غادر البلد بعد أن هدم بيته, وتفجرت الكنيسة التي لجأ إليها وذبح القس الوطني السوري الصادق الذي استضافه, بأيدي ملتحين يعتبرون كلمة "ديمقراطية" أو "حرية" ردة ضد الدين وشتيمة لإلاههم الذي يعبدون... وتترك له السلطات المحلية (الفرنسية) هنا.. بعد أن ينتظر أياما وراء أرتال من لاجئي بلاد الجوع والمآسي الحقيقية العديدة, فتات مساعدات. يعيش منها كل يوم بيوم... فاقدا كل أحلامه.. بلا أمل بانتظار أيام مجهولة معتمة.. مترقبا غدا مجهولا بلا نـهـايـة...
أما التماسيح... كتماسيح المجتمع السوري.. أو كل المجتمعات... هم يعيشون في القصور التي اشتروها.. قبل الأزمة.. وأثناء الأزمة.. وفور وصولهم إلى الأراضي الأوروبية المختلفة.. وفي أحلى مناطقها مناخا وطيب حياة.. بواسطة شركات أمنت لهم كل وســائل الرخاء والرفاه.. والبهاء. حتى لا يتغير أي شـيء من نمط حياتهم.. ولم يتغير أي شيء سوى استحالة استيراد خدمهم من الفيليبينيات والحبشيات والتايلانديات.. لأن نظام العمل والأجور يختلف كليا عن النظام (الغير مقيد) الموجود في سوريا.. وتختلف الأجور وساعات العمل.. وخمسة أسابيع عطلة سنوية إجبارية في السنة... وخمسة وثلاثون ساعة عمل في الأسبوع الواحد... هذا هو نظام العمل في فــرنــســا الذي لم يعتادوا عليه بعد.. ولا يفهمون قواعده.. بينما كان خدمهم ــ في ســوريـا ــ يعمل أكثر من عشرين ساعة في اليوم الواحد و365 يوم في السنة بمائة دولار في الشهر... بينما الحد الأدنى للأجور هنا 1.200 أورو في الشهر الواحد. بالإضافة إلى التأمين الصحي والتقاعد وتعويضات البطالة التي يساهم رب العمل بالقسم الأكبر من نفقاتها. مما خفف من عنفوان شواربهم المصبوغة قليلا.. واضطرارهم إلى الاكتفاء بأبسط خدمات بعض شركات الصيانة والتنظيفات.. بانتظار أملهم باستيراد يــد عــامــلــة رخيصة.. من بلد جائع آخــر...
لأن التماسيح البورجوازية... بأية غابة أو مــســتــنــقــع.. تبقى تماسيح بورجوازية.
أما أنا فلن أتـرك لهم لا بلد مولدي.. ولا هذا البلد الذي لجأوا إليه... ولن أترك اليأس ولا الحزن ولا الاستسلام أن يــغــزو قلبي وأملي.. وإمكانية التخلص من هؤلاء التماسيح.. حتى يعود الأمل إلى بلد مولدي ســـوريـا.. بداية من التخلص منهم وكل من يخنق آمـل هذا البلد.. من استرجاع آماله وحقوقه وحضارته وجماله.. وأن الشابات والشباب الذين صمدوا وقاتلوا من أجل بقاء وحدته الــمــمــزقــة اليوم.. صـامـديـن بـوجه كافة الــغــزاة.. هم وحدهم الذين تبقى لهم حـق وواجب وفخر تشكيل قواعد مستقبله وإعادة إعماره على أسس جديدة صحيحة.. بعيدا عن كل الأسس المنخورة التي عانى منها هذا الشعب المناضل الصامد الأبي الفخور... لهم وحدهم ســوريـا الأمل.. ســوريـا المستقبل... والتي تـرفض كل اشــكــال الخلافات الإسلامية و الدينية الوهمية الخرافية.. وحليفة البورجوازيات التماسيحية الــتــاخــة..... وبــهــم وحــدهــم ســـوريـا ســوف تـــحـــيـــا...
***********
على الهامش :
ــ غــضــب
مما لا شك فيه لدى قراءة هذا المقال الانتقادي الصريح.. سوف يغضب العديد من أصدقائي في سوريا وفرنسا وغيرها من الموالين بلا قيد أو شــرط.. معترضين قائلين أنه بهذه الفترة الصعبة جدا من نكبات بلدنا سوريا وأحداثها المتوالية المؤلمة.. لا مجال للنقد والانتقاد.. لأننا في حالة حــرب...وجوابي على هذه الحجة الدائمة الغبية.. أنني ككاتب حـر غير ملتزم بحزب أو إله أو زعيم.. ولا التزم سوى بخلاص بلد مولدي من كل الآلام التي اجتاحته وما زالت تجتاحه من ستين سنة حتى هذه اللحظة.. اتأثر بواقع الحقيقة والحدث الحقيقي الآني.. ولا استطيع كما يفعل غالب الملتزمين.. بالصمت والتغطية عن هذا الطرف أو الطرف الآخر.. وأسمي القطة قطة... رغم أن كل حقيقة تجلب المصائب لمن يكشف الغطاء عنها...
لكنني بأي حال من الأحوال لا يمكنني أن أقبل أن يحكم بلد مولدي أو أي بلد في العالم بشريعة وأنظمة دينية, مهما كانت. لأن هذه يعني في نظري نهاية كل إنسانية.. وخاصة كل حــضــارة...
وهمي الوحيد.. بعد هذا العمر... أن ســـوريـا يــجــب أن تـــحـــيـــا.....................
بــــالانــــتـــــظـــــار.....
للقارئات والقراء الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية صادقة طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة مقارنة إنسانية... وقرارات غريبة.
- France 24... والمصداقية الإعلامية... وهامش آخر.
- أوكار الدبابير... وشعوب الغباء.
- مستر جون كيري... ايضا وأيضا...
- جريدة لوموند الفرنسية... ومسيو فابيوس...
- سوريا والعراق...إلى أين؟؟؟...
- الفوتبال... وما أدراك ما الفوتبال؟؟؟!!!...
- أحاديث.. تساؤلات.. وخواطر...
- ديمومة الكذب المتواصل.. في بلاد الغلابة...
- عودة إلى مانيفيست الحوار المتمدن
- شتائم -سورية-...
- الانتخابات السورية... والقرية الناتوية!!!...
- كلمة حرة... لإنسانة حرة
- تحية وتأييد إلى سيدة بن علي
- هل تعرفون قصة مهدي نموش؟؟؟!!!...
- العجوز العاهرة...
- رد للمعارض السوري صلاح بدر الدين
- آخر توضيح وتفسير.. للأصدقاء وغيرهم...
- الشرعية... واللاشرعية!!!...
- رسالة قصيرة إلى البابا فرانسوا...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وعن الفساد... وتماسيحه البورجوازية...