أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة وهيب - الحيل الشرعية في كتابة النصوص الدستورية














المزيد.....

الحيل الشرعية في كتابة النصوص الدستورية


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 1273 - 2005 / 8 / 1 - 04:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المثل العراقي الساخر (خبزه لاتثلمي وباقة لاتفلّي وأكلي حتى تشبعي). ومن المؤسف ان نجد انفسنا مضطرين الى القول ان هذا المثل ينطبق على سلوك الأحزاب الأسلامية العراقية خلال عملية كتابة الدستور. فبدلا من ان تقول ، هذه الأحزاب، صراحة انها ضد مباديء حقوق الأنسان وضد مساواة المرأة بالرجل تلجا الى طريقة (خبزة لاتثلمي واكلي حتى تشبعي) في عملية اقرب الى التضليل منها الى الصراحة والوضوح والشجاعة. فمثلا تقول المادة السادسة من الباب الثاني من مسودة الدستور التي نشرتها صحيفة الصباح:( تكفل الدولة الحقوق الأساسية للمرأة ومساواتها مع الرجل في الميادين كافة طبقا لأحكام الشريعة الأسلامية) وهذا النص يتعمد خداع المتلقي في مسألتين: الأولى ايهامه ان الدستور سيكفل المساواة للمرأة في الميادين كافة، والثانية ايهامه ان احكام الشريعة الأسلامية نفسها ستكفل هذه الحقوق . وفي حقيقة الأمر ان جوهر هذه العبارة ينص على عدم مساواة المرأة طبقا الى (فهمهم) لاحكام الشريعة الأسلامية الذي اوحى لبعضهم باصدار القرار 137 في ايام مجلس الحكم المنحل والذي توجه الى سلب اغلب حقوق المرأة العراقية التي حصلت عليها عبر القانون رقم 80 لسنة 1959 .
اما العجب العجاب فستجده في المادة الثالثة عشرة من الباب الأول التي تقول : ( تلتزم الدولة العراقية بالمعاهدات الدولية بما لايتعارض مع احكام هذا الدستور) ومصدر العجب هنا هو ان المعاهدات الدولية ملزمة للدول الموقعة عليها ، على الأقل ،ولايجوز لهذه الدول خرق هذه المعاهدات ، وكان حريا بمواد الدستور العراقي ان لاتناقض او تعارض مضمون المعاهدات الدولية خاصة وان العراق دفع ثمنا غاليا بسبب تحايل النظام الصدامي على بعض القرارات والمعاهدات الدولية. وهنا يستمر الخداع فالأسلاميون في حقيقة الأمر يرفضون فقط نوعا خاصا من المعاهدات الدولية وهي تلك الخاصة بحقوق الأنسان والداعية الى مساواة المرأة ولكنهم بدلا من التصريح بهذا الرفض وبدلا من تسمية الأشياء بأسمائها يلجاون الى العبارات المخادعة التي تحاول اخفاء مقاصدهم .نفس الخداع نجده في المادة السابعة عشرة من الباب الثاني التي تقول : ( يتمتع العراقي فضلا عن الحقوق المذكورة في هذا الدستور بجميع الحقوق المنصوص عليها في المعاهدات الدولية التي يكون العراق طرفا فيها بما لايتعارض مع احكام الأسلام )حيث ان هذه المادة تحاول اخفاء رفضها لبعض مباديء حقوق الأنسان الأساسية ومساواة المرأة الواردة في المعاهدات الدولية بحجة تعارضها مع احكام الأسلام، وتقوم بتبشير العراقي بانه( سيشبع)من كثرة الحقوق التي سيوفرها له الدستور( المقيد باحكام الشريعة وتفسيراتها المتعددة) والمعاهدات الدولية (المرفوضة من قبل الأحزاب الأسلامية بحجة تعارضها مع احكام الأسلام) .
ان نية الأحزاب الأسلامية المعروفة هو اقامة دولة دينية تلتهم حقوق الأنسان وتستعبد المرأة وتعيدها الى عصر الجواري والحريم وسرقة كل مكتسباتها التي حصلت عليها عبر نضالها الشاق، غير ان هذه الأحزاب لاتجرأ ان تقول هذا بصراحة ووضوح( ربما بسبب التقية) لذا فانها لجأت الى الصياغات المضللة التي توهم الناس ان الدستور سيحمي حريات وحقوق العراقيين الأنسانية ويقيم مجتمعا ديمقراطيا ، في حين ان التمعن في هذه النصوص سيكشف عن معاداتها لحقوق الأنسان ومساواة المرأة ويمهد الطريق الى هيمنة المؤسسة الدينية على الحياة السياسية عبر نص المادة الخامسة عشرة من الباب الأول الغامض الذي يقول : (للمرجعية الدينية استقلالها (استقلالها عن من)ومقامها الأرشادي ( وهو تعبير اقرب الى المرشد الأيراني)كونها رمزا وطنيا (بعض الأيات يرفضون الجنسية العراقية)ودينيا رفيعا).
ان توجه الأحزاب الأسلامية نحو اقامة دولة نصف دينية ( ستسترد نصفها الأخر لاحقا بأذن الله) امر كشفه مقترحهم بتسمية العراق( بالجمهورية العراقية الأسلامية الأتحادية). ورغم كثرة الحديث في الدستور عن الحرية والمساواة الأ ان المدقق سيلاحظ ان الحريات التي يتحدثون عنها مقيدة بفهمهم للشريعة الأسلامية، ومهددة بالالتهام والتقييد من خلال تفسيرات سنسمعها لاحقا عن احكام الشريعة . ان مسودة الدستور العراقي التي نشرتها صحيفة الصباح سوف لن تضع العراق على دروب الديمقراطية الحقيقية التي تضمن المساواة وتصون حقوق الأنسان، بل ستضع العراق على دروب الدولة الدينية الموحشة. سنذبح مرة اخرى بواسطة الدولة الدينية التي يمهد هذا الدستور لأقامتها بعد ان (شبعنا) ذبحا على يد الدولة البعثية ،غير أن ذبحنا هذه المرة سيكون ذبحا حلالا وعلى ( الطريقة الأسلامية) وسيزف جلادونا الى نيف وسبعين حورية.الله يرحمنا.



#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديون في ذمة العراق
- من المشهد العراقي.. تظاهروا .. انها الحرية
- من المشهد العراقي ... جدولة بناء القوة
- ليس للعراق مشكلة مع الحكومة الأردنية
- المزايدات السياسية سلاح المفلسين
- البعث يواجه الأمتحان الوطني ثانية
- محمد والناصرية
- تشويه سمعة العراق
- المهرهو ثمن استعباد المرأة العراقية
- البعث... مصالحة ام أجتثاث
- الأصرار
- مباديءالبعث بين النظرية والتطبيق
- مليون توقيع ... مليون خيبة
- شركاء في الجريمة
- عراق مابعد الأنتخابات
- المرأة بين الظلم والشعور بالظلم
- رمّانتان... بيد الدكتور الباجه جي
- انّي ادّعي
- ليست دعاية انتخابية ... شيعة ونساء العراق انتخبوا العلمانيين
- الديمقراطية الأرهابية


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة وهيب - الحيل الشرعية في كتابة النصوص الدستورية