أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - أحلام ليل الفخاتي ....!














المزيد.....

أحلام ليل الفخاتي ....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 00:44
المحور: الادب والفن
    



(( عندما قرات لأول مرة مسرحية شكسبير ( حلم ليلة صيف ) استعدت حلما سومريا في صيف ذلك الليل الذي تهيمن عليه غراميات الآلهة ونعاس الجواميس ، وعبارات غزل سريانية كان ابي يهمسها بمسامع امي قبل المواددة كي اولد انا ، ومثله ، أهمس الى الفخاتي الساكنات ليل نهر الراين الجرماني ، بذات الغراميات ولكن بلغة اجنبية))
خاطرة كتبتها في ليلة باردة.........!

الفخاتي الطائر في أنوثته ، والنَجرالطائر في ذكورته ..
ذلكَ مكتسبٌ من قواميس هواة الطيور ، أولئك الذين يسكنون سطوح بيوت الطين في قريتنا منذ زمن الملك السومري أور ــ نمو وحتى اليوم .
أكتب في دفتر أشعار صباي عن الفختاية :هي امرأة تعجن نظرتها بليل باريس ، وصدرها بقيمر السدة ، وفخذيها برقص الممثلة الهندية الساحرة آشا باريخ.
يقرأ المعلم تعريفي ، فيجن ويتساءل : كيف لصبي من قرى الأهوار أن يمتلك هذه الجغرافية من الغواية والعطر ، ومجلة واحدة لم تدخل القرية منذ أن كُسرتْ الواح أور بسنابكِ العلاميين وحتى اليوم.
يصبغني الخجل بحمرته البريئة وأتذكر أنوثة أمي في غواية نظرتها وهي تصنع لأختي دمية ذكر من الطين ، أراقب حركة اصابعها ، فأتعلم ، ولكن أصابعي المرتعشة ذهبت لتضع نهدين الى تلك الدمية فتحولت الى امرأة سكنت خيالي مذ أن حفظت أول نشيد مدرسي وحتى أصغائي الصباحي لصوت فيروز وأنا في غربتي أو عندما يذهب بي الليل الالماني عميقا مع صوت داخل حسن ، وانا اجلس على كرسي هزاز في بلكون شقتي ، ومرات يدفعني الحنين الى بهجة الخوف والعشق في ظهري الحرب عندما كنا نسمع أم كلثوم تغني شمس الاصيل ونحن نتمنى ان تعود بنا هذه الشمس الشهية الى قرانا والسوابيط والتمتع بقيلولة الجواميس الغارقة في الماء هربا من قيظ تموز والرياح الشرجي.
تقول وهي ترى نهدي الدمية : أنا علمتك صناعة الدمية الذكر وليس الدمية الفختاية .ثم تضحك وتقول : أنت مثل ابيك تحب أن تصنع الغزل مبكرا..!
يخفق قلبي ، ويرد خجلي وسعادتي بأبتسامة أمي وأردد مع نفسي :سعيد لأن هذه الدمية ستذهب بي الى احلام أخرى،أحلام ليل الفخاتي.
وتأتي الأحلام ، ولكن بثوب المنفى .أرتديه ، فيستيقظ في ذلك الحنين الجارف للفخاتي التي اصنعها من الطين ، لذلك الشرجي الذي يخنق انفاسي كلما اردت أن اصنع بهجة لحنجرتي أغني ، لعل غنائي يجلب السمكة الى شبكة ابي ، والطير الى مصيدتي ، والشفاء الى سعال أمي.
لكن غنائي لن يعيد سوى صدى المراثي في ليل القرية ، فتحمل امي سعالها وظهرها المحدودب ، لتعين وتواسي جيراننا عندما فقدوا صبيا غرق في عمق الاهوار وهو يعيد قطعان الجواميس الى حضائرها بعد قيلولة النهار الطويل.
هو الموت من يبعد طيف الانوثة ويخفف من غلواء رعشته بين افخاذي في الليل وانا ممدد ولاشيء فوقي سوى الله ونجومه وخيال اميرات بشعر اشقر.
ابقيت الايام هناك ودلفت الى ذكرياتها من خلال شبابيك دمعتي لذكرى أبي وأمي ، اضعها على شاشة الحاسوب واجمع لحظتي السريالية واخطط منها تفاصيل لوحة سومرية احملها بحنان هوادج سبايا كربلاء والائي تم أسرهن في سقوط بابل واشورواور ، واجعلها غلافا لروايتي ، تلك الحكاية التي اسبح معها في القدر الجديد لطفولتي البعيدة حيث يقال أن البط الصيني والسنونو والحذاف عادوا ، ونصف الماء غطى الارض اليابسة ، وان القصب نهض من جديد ، اما الفخاتي فلا اعرف إن كانت قد عادت ثانية تمرح في السماء الصافية ، قادمة من بساتين الريف المجاور للامكنة الحضرية والممتددة على طول ضفاف الفرات.
انا امتد ايضاً ولكن على طول السرير ، اتأمل سقف الغرفة ، فيرتسم في مخيالي زخارف المكان البعيد ، وكما دهشتي الاولى عندما رايت سقف كاتردائية الفاتيكان والفسيفساء التي تغطيها بمهارة انامل مايكل انجلو ، لاتذكر هذا السحر الروحي في مقاربة لسقف غرفتنا المصنوعة من الطين والقصب وتلك الزخارف الفطرية التي نسجتها امي على البساط الملون والذي علقته على جدران الغرفة ، وكان الاحمر يطغي على كل تلك الوجوه والاشكال الذي توارثته من خيال اساطير المكان ، البراق الذي حمل النبي ( ص ) في اسراءه ومعراجه، والفخاتي الطائرة في سموات حمراء ،وأسود وغزلان تجري ، واشكال انثوية لا اعرف ملامحها ولكن أمي تقول : انها ربات العالم القديم .
بين رسوم انجلو ، ورسوم أمي يستيقظ الحس في ذهولي امام فيسفاء اللحظة الاوربية ، لاقارنها بلحظة في ليل الاهوار ، فأتمنى امي لتجيء هنا ، في باحة الفاتيكان وتتأمل هذا النمنمات اليسوعية وتتعلم منها.
يأتي صوتها من داخل صمت قبرها : لا ياولدي لن اتعلم غير ما كنت اراه في ذلك المكان الذي ولد فيه ابوك وانا وانت.
أحترم رغبة امي واهمس : أمي لاتريد ان تزور روما والفاتيكان.
يرد صوتها :يكفيني انني ازور روحك كل ليلة ، استعيد معك احلام الفخاتي.

بروكسل صيف 2013



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاميرة السومرية الرسامة ( بتول آبي الفكيكي )
- كالكسي ( 5 ) وآي فون( 5 ) وصريفة* .......!
- أساطير الجفجير.....!
- السنونو هذا الطائر الشيوعي .....!
- طيري ياطياره طيري ...!
- المِعدان يعشقونَ أيطاليا وصوفيا لورين...........!
- ( الموت بالخازوق فقراً ومنفى )
- داعش لاتشبه مراكش ..ولا تشبه العش ..
- فاجينتي مالا.. اللون الأحمر والعنبر ..!
- الناصرية.. شهيدٌ من دير متي والزقورة وبطن الحوت..!
- خوذة الله وخوذة العباس.وخوذة الجندي المنكسر ..!
- الناصرية تبكي من أجل نينوى ..!
- ملاكٌ على شكل قصيدةٍ ونهدْ.......!
- النشيد التأريخي لمعدان باريس
- الله وروح الشاعر والرسام والموسيقي والصائغ..!
- أحتمالات الغيب في شهوة الكأس
- وجه المونليزا قراءة جديدة في رؤى الجمال والعولمة
- الناصرية ... ألأطفال الفقراء شهداء شموع زكريا
- رسالة رثاء إلى ماركيز وأحمد المظفر وأنكيدو.............!
- أساطير الناصرية والسينمات الصيفية..!


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - أحلام ليل الفخاتي ....!