أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - جريمة البارزاني














المزيد.....

جريمة البارزاني


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع هجوم الارهابيين الدواعش على الموصل قامت قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بتعزيز مواقعها الدفاعية على حدود المناطق الكردية-العربية في نينوى، والمناطق المذكورة تمتد من قضاء عقرة وحتى سنجار، وتغطي اكثر مناطق سهل نينوى.
وقوات البيشمركة تتواجد في غالبية هذه المناطق، وهي تحت ادارتها منذ سنوات، بعضها منذ العام 1991، واخر بعد 2003. ولم تتقدم "لاحتلالها" بعد العاشر من حزيران الفائت كما اشيع في الاعلام مؤخرا.
اما "احتلال" البارزاني لكركوك بعد انسحاب الجيش فينطوي على مغالطة اكبر من سابقتها، لان قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي، تحت قيادة البارزاني لم تتقدم في هذه المنطقة، وانما من تقدم للانتشار في المناطق الكردية فيها هو قوات الاتحاد الوطني الكردستاني المنافس الاكبر للبارزاني.
ولكن الاعلام الرسمي العراقي ينقل صورة اخرى، مخالفة لهذه الحقيقة تماما، في حملة اعلامية منسقة، سواء عن طريق وسائل الاعلام الحكومية، او الشخصيات البرلمانية التي تتسابق هذه الايام لاطلاق التصريحات، واجراء المقابلات التلفزيونية، وكلها تكاد تكرر نفس الخطاب وذات المقولة، وهي ان البارزاني "مجرم" لأنه استغل هزيمة الجيش العراقي امام الارهابيين، و"احتل" المناطق الكردية التي لم تكن خاضعة لاقليم كردستان.
والجريمة التي التصقت بشخص البارزاني لا تقف عند حد "احتلال" اراضي، بل تجاوزت حسب الاغلبية الغالبة من المتحدثين للاعلام الحكومي لترقى الى "خيانة" الوطن، كونه هو الذي حرك الارهابيين لاحتلال الموصل.
والفرض ان البارزاني هو الذي حرك الارهابيين لاحتلال نينوى، فقط من اجل الدخول للمناطق الكردية، يعني بالتأكيد انه هو الذي ارغم تركيا على القبول بهذا المشروع الذي تعارضه انقرة بشدة، ويعني ايضا، ان هذا الرجل هو الذي املى على "طهران" السكوت والتغاضي عن مصالحها، والافضع من هذا فرض على "واشنطن" القبول باحتلال الارهابيين لثاني اكبر مدينة في العراق، وتهديد العملية السياسي التي ترعاها في العراق. وصولا الى اجبار الاتحاد الاوربي والرأي العام العالمي اجمع على الخضوع لقراره المفاجئ هذا.
والاكثر من هذا قام باجبار الفرق العسكرية العراقية على التخلي عن السلاح والهرب (في الموصل وحدها كان هنالك 30 الف عسكري و 50 الف شرطي) بوجود القيادات العسكرية العراقية العليا في المدينة.
فمن هو هذا الرجل الذي يحرك الارهابيين، ويحرك امريكا، وتركيا، وايران، وفوق ذلك الجيش العراقي، بكل هذه المرونة والسلاسة، باشارات خفية لم تلتقطها بغداد، هل هو الرجل الخارق، من جنس الانس، ام ساحر، ام من قوم الجن حسب رأي الفقهاء؟ ولو وجدت نفسي مجبرا على تصديق هذه الفانتازيا غير العادية، فقط من اجل ان لا يبدو الاخوة المتحدثون للاعلام، والبرلمانيون، مبالغين، او لا سامح الله كذابين، في مسعاهم لتبرير الهزيمة، الا انني لا استطيع ان اصدق ان انسحاب الجيش العراقي امام داعش، هو فقط بسبب توزيع البارزاني الدشاديش على افراده! وهذا ما يفترضه السيناريو الحكومي للاحداث.
الجند والقادة القادمون من بغداد، المرتبطون مباشرة بامرة السيد المالكي الشخصية، ولا يستقبلون الاوامر الا من شخص رئيس الوزراء، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، كلهم انصاعوا لاوامر البارزاني بالانسحاب، تحت اغراء دشاديش مجانية، قدمها لهم البارزاني، وهذا حدث في الموصل وكركوك وتكريت وبيجي والرمادي وحديثة وعانة والرطبة والقائم وحتى الحدود السعودية!!! حدث العاقل بما يقوله البرلمانيون، فان صدق فلا تعتب عليه!
مرة اخرى اقول، لم يقم البارزاني بدخول مناطق نينوى بعد العاشر من حزيران، وما قامت به القوات التابعة للحزب الديمقراطي هو التمركز في بعض النقاط الدفاعية، وحماية لبعض القرى الكردية، والتي تسكنها الاقليات المهددة من قبل عصابات داعش، واغلبها تضم اغلبية كردية، ولم تتقدم اصلا نحو المناطق غير ذات الاغلبية الكردية، سواء في تلعفر "التركمانية" او "الشرقاط" او اي من البلدات العربية في المحافظة.
ولم يتقدم البارزاني باتجاه المناطق الكردية في كركوك او المناطق الكردية في ديالى، ولم يحرك داعش وامريكا وتركيا والسعودية وايران... الخ فلا اعتقد ان الرجل يمتلك كل هذا الجبروت على العالم، وليس لديه شيفرة الخلق.
كل ما قام به البارزاني هو مجموعة من التصريحات الصحفية، التي تطالبه بها جماهير اقليم كردستان، لا غير، ولكن كل هذه الفبركات حول "جريمة" البارزاني ما هي الا محاولات ، تهدف الى تبرير هذا الفشل الحكومي العسكري المجلجل "بالجلاجل"، ولايجاد شماعة تعلق عليها الهزيمة بعد صدمة السقوط.
الجريمة الحقيقة هي فتح الحدود العراقية السورية لتحركات العصابات الارهابية، وهي مهمة الجيش، والتغاضي عن تحركاتهم المفضوحة، وهي مهمة الامن، وبعدها سحب الجيش من المدن المستهدفة، وهو قرار القيادة العسكرية، ثم وبعد كل ذلك محاولة القاء اللوم على الاخرين في محاولة استغفال عقول الملايين من العراقيين، وتبرير الهزيمة لجيش المليون جندي امام 300 مقاتل.
والمجرم الحقيقي هنا هو المسؤول المباشر عن سقوط البلاد في هذه الهوة، رأس هرم السلطة في العراق، هو وجيش المحللين من اتباعه، وكل برلماني يحاول تزويق الهزيمة، وكلهم في بغداد بالتحديد.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلسة البرلمان.. فاصل ونعود
- الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟
- كردستان دولة عظمى في المنطقة!؟
- لماذا تفشل الحكومة العراقية في محاربة الارهاب؟
- الا الحرم الجامعي
- سامراء.. داعش قوية ام حكومة ضعيفة؟
- حول سرقة النفط... ملاحظات لم يتطرق لها الاعلام
- الاكراد يبدأون بسرقة النفط
- خيار الجماهير العراقية في الميزان
- المرحلة الثانية من ماراثون الوصول للسلطة
- الناخب الغلبان بين مطرقة داعش وسندان ايران
- شعدنه غير ابو سريوه!!!؟؟؟
- قطع رواتب الاقليم.. من هو المتضرر الحقيقي؟
- ان سرقت اسرق سوبر موشاك.. فضيحة جديدة في صفقات التسلح العراق ...
- داعش الدجاجة التي تبيض ذهبا
- محافظة للكرد الفيلية، بحاجة لتوقيع لينين
- مولد بلا حمص
- الخطوة التالية.. كبش فداء شيعي


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - جريمة البارزاني