أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - المال الأوروبي يغزو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان... بيرسو : خدمات تنموية و أهداف مشبوهه















المزيد.....

المال الأوروبي يغزو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان... بيرسو : خدمات تنموية و أهداف مشبوهه


محمد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 16:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


2/7/2014
التمويل القادم من الخارج سواء جاء من جهات رسمية أو حتى شعبية ” لأن أي تمويل مراقب من الجهات الرسمية ” له أهداف سياسية ، احياناً تكون واضحة و علنية ، و في معظم الأوقات تكون مخفية و مغلّفة بتبريرات إنسانية. التمويل و لا سيما الاوروبي و الأميركي لشعوب القارات الفقيرة (افريقيا و أسيا على وجه التحديد ) تضاعف مئات بل آلاف المرات بعد انتهاء الحرب الباردة و انهيار النظام الاشتراكي العالمي في بداية تسعينيات القرن الماضي و الهدف كان واضحاً و معلناً ، الا و هو مساعدة الفئات الاجتماعية الأكثر فقراً لردم بؤر التوتر الاجتماعي و إحتمالية تحولها الى ثورات اجتماعية. اما التمويل على الصعيد الفلسطيني و الذي تضاعف خرافياً أيضاً مع بدء المفاوضات العلنية و السرية ما بين الاسرائيليين و الفلسطينيين و التي توّجت باتفاق أوسلو (١-;---;--٩-;---;--٩-;---;--٣-;---;--) و ان لم تكن علنية هذه المرة الا ان المتابع يمكن ان يتوصل اليها بسهولة ، و هي تشكيل بيئة شعبية فلسطينية حاضنة لمشروع السلام القادم و نبذ سياسة المقاومة المسلحة و التركيز على تحسن الظروف الاجتماعية و الاقتصادية للفلسطينيين تحديداً داخل المناطق المحتلة، و هذه السياسة تمثلت بمحورية الحل الاقتصادي الذي كان عرابه الاسرائيلي شمعون بيريز و تحول الى سياسة رسمية لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ، ووجد في الساحة الفلسطينية مؤيدين و انصار لاسيما داخل الفئات المتربعة على العرش الاقتصادي الفلسطيني اي الفئة الكمبرادورية التي شكلت وسيطاً تجارياً ما بين اقتصاد الاحتلال القوّي و سوق الاستهلاك الفلسطيني الناشئ و الواعد ، ووجدت هذه الفئات تعبيراتها السياسية بالعديد من الرموز لعل أبرزهم السيد سلام فياض. اما على صعيد اللاجئين فقد تمحورت المساعدات التمويلية بهدفين مترابطين ، الاول تحسن الخدمات الاجتماعية و الاقتصادية مترافقة مع تشكيل وعي حقوقي يركز على القضايا الاجتماعية الاقتصادية اي المصالح اليومية الآنية و يركب آلياتها التنفيذية اي استنباط و تشكيل هيئات مجتمعية جديدة تبتعد بشكل متسارع او متباطئ عن الهيئات الوطنية و الفصائلية و تتناقض معها بشكل متدرج وصولاً الى الحلول مكانها تحت شعار العجز و عدم القدرة التمثيلية ، في حين ان الهدف الحقيقي هو إعطاء الأهمية المطلقة للهموم اليومية الاجتماعية الاقتصادية على حساب الهموم الوطنية المتمثلة بالعودة. ان خارطة الطريق هذه و لأسباب عديدة لا مجال للغوص بها هنا ، تحقق نجاحات ملموسة و غير مسبوقة و هي ما تؤدي الى الهدف الأساس للتمويل الخارجي ، الا و هو تشكيل وعي لدى اللاجئين باستحالة إنجاز الأهداف الوطنية (اي العودة) و للتماهي مع عملية السلام القائمة باعتبارها خاصة ما بين الاسرائليين و الفلسطينيين المتواجدين على ارضهم ، اما الحلول المقترحة- الواقعية من وجهة نظر الممولين -للاجئين فتتمثل بالتوطين بمعزل عن جغرافية التوطين سواء كانت الدول المضيفة حالياً او غيرها . انطلاقاً من هذا الفهم المدرك لأهداف العمليات التمويلية ، هناك سياسة قامت عليها الغالبية العظمى من الجمعيات الأهلية الفلسطينية و التي يمكن رسم ملامحها. اولاً ؛ قبول التمويل غير مشروط ، و إدارته التنفيذية للجمعيات الأهلية الفلسطينية ، اي ان التمويل يجب ان يمر عبر القنوات الأهلية الفلسطينية و ليس بشكل مباشر ما بين الممول و المستفيد. ثانياً: ان تكون المشاريع الممولة من أوليات الحاجة لدى اللاجئين و تستهدف فئات اجتماعية واسعة. ثالثا: حصر العلاقة ما بين الممولين و المستفيدين بعملية مراقبة الخطوات التنفيذية و من خلال القناة الفلسطينية الوسيطة، و عدم السماح بتشكيل هيئات مجتمعية خاصة بالمشروع الممول ترتبط مباشرة بالممولين . وحدها مؤسسة بيرسو البريطانية تخرج عن هذه الأعراف و تدخل مباشرة الى قلب المستهدفين من خلال مشاريع براقة و بحملة إعلامية و شعبية متجاوزة السياسة المعتمدة من قبل الجمعيات الأهلية الفلسطينية. لقد كانت الإطلالة الإعلامية الاولى لمؤسسة بيرسو و من خلال شخصيات بريطانية و احتضان السفارة البريطانية في بيروت في العامين (٢-;---;--٠-;---;--٠-;---;--٨-;---;---٢-;---;--٠-;---;--٠-;---;--٩-;---;--) و من خلال مشروع تحسين الادارة المحلية لمجتمع اللاجئين ، وقتها لم تطرح بيرسو مشاريع اقتصادية و خدماتية بل دخلت مباشرة الى مشروع انتخابات الهيئات المحلية و تشكيل هيئات و مؤسسات كالشرطة المجتمعية و غيرها ، مات المشروع في مهده لانه كان مباشراً، و مستفزاً و واضح الأهداف و المعالم، يومها خاض المعركة الاعلام اللبناني ولاسيما صحيفتي “السفير و الاخبار” وسط لامبالاة فلسطينية. اليوم ، تبدو بيرسو و كأنها استفادت من التجربة الماضية ، تعود بنفس المشروع إنما من بوابة الخدمات و الموظفين الفلسطينيين و هيئات شكلت على عجل و مولت حتى التخامة . يمكننا إيراد الملاحظات السريعة التالية. ١-;---;--) ان المشاريع الخدماتية التي تقوم بها بيرسو، لا تراعي اولويات الحاجة، و مع تضامننا مع التجار و اصحاب المحلات في ظروفهم ، الا انهم يعتبرون من اكثر الفئات الاجتماعية راحة اقتصادية في المخيم ، و الأساس في تراجع دور السوق إنما يعود لأسباب أمنية و يعود أيضاً لسنوات عديدة الى الوراء، اي للعالم ١-;---;--٩-;---;--٩-;---;--٠-;---;-- عندما حوصر المخيم بسلسلة من الحواجز العسكرية للجيش اللبناني منذ ذلك الوقت تراجع دور السوق من سوق يؤمن احتياجات المنطقة الى سوق محلي محدود، لن تنفع الديكورات بعودته الى سابق عهده ، بل اساساً الظروف الأمنية و السياسية . ان اهتمام بيرسو بالمشاريع ذات البعد الاعلامي الصارخ على حساب مشاريع تراعي أولويات الحاجة لدى المواطنين ، ان (٤-;---;--٥-;---;--) الف دولار الذي قدمته بيرسو لبناء خيمة في السوق لا تشكل سوى ٨-;---;--٪-;---;--ًمن المساعدات التي قدمتها جمعيتي نبع و النجدة الاجتماعية منذ بداية العام (٢-;---;--٠-;---;--١-;---;--٤-;---;--) حتى بداية شهر حزيران من العام نفسه و في إطار مشروع واحد هو دعم النازحين الفلسطينيين من سوريا . ومع ذلك فان الاستخدام الاعلامي و الشعبي و الدخول في تسييس المشروع يبدو واضحاً من خلال التغطية الاعلامية التي شكلت منبراً لشتم و التشكيك بفصائل العمل الوطني الفلسطيني. كما ان تشكل هيئات مجتمعية ألتفت و تلتف حول بيرسو و مشاريعها فقط، و اعلان الاستمرار الواضح و الصريح لتمويل مشاريع المبادرات الشبابية و لاحقاً الشعبية التي تتوالد بوتائر متسارعة ، و بأهداف متناقضة ، و ادوار فضفاضة و عناوين إعلامية بعيدة كل البعد عن عمليات التأطير و التنظيم لتشكيل حركة جماهرية ضاغطة إنما يستدعي الانتباه و التبصر لما ورائيات هذه الخطوات و عمليات التمويل السريعة و يجيب بلا أدنى ريب عمن كان وراء حركات الشباب المطالب بالهجرة و غيرها . على رغم كل التناقض ما بين المبادرات و الهيئات الشبابية و الشعبية و الاختلاف بعقائد و أفكار أصحابها ، الا انه يجمعها عنوان واضح ، هو استهداف فصائل العمل الوطني و رموزها ، و تتجاوز بنقدها و أسلوب عملها، عمليات التصويب الواجبة الى ما هو ابعد و اخطر و هو ما تناولناه في بداية هذا المقال. ان تحول المشاريع الاعلامية الصدى ، و ذات التأثير المحدود على الواقع الاقتصادي و المعيشي للاجئين منبراً لاستهداف الآخرين الذين يقدمون بالمعنى الخدماتي فقط ما يفوق مئات بل آلاف الأضعاف مما تقدمه بيرسو ليس الا وجهاً قبيحاً عن ممول أقبح هجرنا في السابق و يستمر لشطب حقوقنا الوطنية ، بيرسو ليست تحت الاشتباه … انها الشبهة بحد ذاتها



#محمد_بهلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النازحون الفلسطينيون من سوريا ... تهجير ومعاناة مضاعفة
- إسرائيل و أحداث العراق، إنتصار مؤقت... و هزيمة متوقعة
- الديمقراطية لحماية الثورة و ليس لأ حتوائها
- المصالحة والسؤال المشروع
- المقاومة الشعبية بوجه تحالف أوباما - نتنياهو
- أحد عشرة شهيداً ألا يكف ؟! ...
- 63 عاماً على النكبة
- الذكرى 63 للنكبة والحلول الديمقراطية للوحدة الوطنية
- مصالحة الاضطرار
- قوانين الأبارتهيد الجديد في -إسرائيل-
- الحملة الشبابية الفلسطينية لإنهاء الانقسام في لبنان
- الحركات الاحتجاجية في العالم العربي
- جبهة اليسار أكثر من ضرورة ...
- مبادرتا أبو مازن وهنية ... تكتيك احتوائي للحركة الشعبية
- ماركسية القرن الواحد والعشرين
- أمريكا والتغييرات في العالم العربي من الحياد إلى القمع
- الخيار الفلسطيني ... الشعب يريد إنهاء الاحتلال
- الموقف الأمريكي من انتفاضة مصر ... مصالح لا قيم
- مصر بعد تونس - اليسار من رؤيا النهوض إلى النهوض الملموس
- عملية -وادي السلقا- بين المفاوضات الحائرة والإستراتيجية البد ...


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - المال الأوروبي يغزو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان... بيرسو : خدمات تنموية و أهداف مشبوهه