أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الأقباط وثورة 25 يناير















المزيد.....

الأقباط وثورة 25 يناير


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن ماتم فى مصر خلال 3 سنوات من الثورة خصوصا الفترة من 25 يناير وحتى 11 فبراير حدث عظيم من المستحيل الإمساك بمختلف تفاصيله وتحليل دقائقه الكاملة الآن وسوف يستغرق هذا الكشف وقتا طويلا، من تلك التفاصيل كيف خرج الأقباط من قوقعة الكنيسة وشاركوا بشكل واسع فى الثورة وتلك المشاهد فى ميدان التحرير التى ستظل راسخة فى عقولنا لا تمحى من قدّاسات الأحد للأقباط وصلوات الجمعة للمسلمين وصورا لفتاة قبطية تصب الماء لشاب سلفى يتوضأ، ويد تمسك بصليب خشبى والأخرى بمصحف، انها "يوتوبيا" رومانسية حالمة لمجتمع فاضل هارب من التاريخ والجغرافيا، ولكن تلك الصورة كانت مختلفة قبل وبعد ذلك ، فتلك اللحظة الإستثنائية نادرة التكرار فى حياة الشعوب من الصعب القياس عليها، وآخر لقطة مجّمعة قبل 25 يناير كانت فى منتصف الليلة الأولى من العام الجديد بانفجار هائل فى منطقة ميامى بالاسكندرية أثناء إقامة قدّاس عيد الميلاد بكنيسة القديسين نتج عنه مصرع 27 مسيحى بالاضافة لعشرات الاصابات لتختلط الدماء بالدموع وبشموع العذراء.
تتكثف عند الأقباط "عقدة الإضطهاد" ربما منذ عصر الشهداء الأول فى زمن الامبراطور "دقلديانوس" وما تعرضوا له من إضطهاد وقتل وذل وتعذيب وهروب، وربما هو شعور الأقلية التى تتعرض لإهدار حقوقها وعدم مساواتها مع الأغلبية فتشعر بالعزلة الشعورية والاضطهاد، وقد أدّى ذلك الشعور الى النكوص الإجتماعى والتقوقع والإحتماء الدائم بالكنيسة خوفا من الأجواء الخارجية اللافحة والإحساس بقوتهم فى تماسكهم، ونمّا كذلك الشعور بالحاجة الى قوة خارجية دولية داعمة لتعويضهم عن الضعف الداخلى "خصوصا لو كانت تلك القوة تحمل نفس الإرث الثقافى والدينى" لإحداث نوع من توازن القوة، ويؤدى ذلك الشعور أيضا بنفس القدر الى الإحتماء بالسلطة والإحتفاظ بتأييدها فى القرارات السياسية التى لا تتعارض ومصالحهم بشكل جذرى والأهم هو العلاقة الإحتفاظ بعلاقة ودية بالأغلبية المسلمة وعدم الاقتراب الى تلك المنطقة التى تمس المعتقدات مثال على ذلك فى محاولة البابا شنودة عدم الصدام مع التيار الغالب من المسلمين فى عدائهم التاريخى مع اليهود وآقراره بعدم مرافقة السادات فى زيارته للقدس ورفضه زيارة المسيحيين لها بعد توقيع معاهدة السلام متحملا والمسيحيين غضب السادات والصدام معه لينتهى الأمر بنفيه الى دير وادى النطرون.
كان الخلاف حول القيام بمظاهرات فى 25 يناير تقليديا مسألة مألوفة بين مختلف القوى السياسية من اليسار لليمين وهذا ما حدث بين رجال الكنيسة وعلى رأسهم البابا متوجسين من الثورة وخائفون من التغيير وما هو قادم، بينما الشباب المتمرد متحمس للمشاركة، كان البابا "كما صرّح فى إجتماعاته" يعتقد أن الاخوان هم البديل الحتمى للنظام القائم وأنه بغياب مبارك سينفتح الطريق واسعا أمامهم ، خاصة وهو يرى الواقع يطفح بالغلو الدينى والفتاوى المحرّضة ضد المسيحيين ويشهد عمليات التفجير والقتل تتصاعد وتجربة الاخوان فى برلمان 2005 لم تزل ماثلة، وكما نعرف فليس "الأقباط" حزب أوجماعة سياسية ذوى رأى متجانس ولكنهم قطاع طولى من النسيج الشعبى يحملون جميع تناقضاته، ولكن شعور الرابط الدينى والشعور بالاضطهاد المشترك هو ما يقرّب بينهم ويشكل وجهات نظر حول القضايا العامة بلا إختلاف كبير بين طوائفهم، ومع إشتداد الإضطهاد يزداد التفاف الاقباط حول كنيستهم فيزيدها والبطريرك قوة باعتباره ممثلا للأقباط.
شاركت قطاعات من الشباب القبطى فى الأيام الأولى للثورة وتحولت االى مشاركة أوسع بعد سقوط الداخلية فى 28 يناير بل نزل عدد من القساوسة الميدان متجاوزين تعليمات الكنيسة، وكما يقول لينين فالثورات هى "كرنفال المضطهدين"، وربما كان مشاركة الطوائف غير الأرثوزكسية أكبر نسبيا ويبرز هنا دور الكنيسة الانجيلية وراعيها القس "سامح موريس" باحتضانها لثوار التحرير مسلمين ومسيحيين والدور المتميز للمستشفى الميدانى الذى أنشأته، علما بأن العالم الغربى ليس متحمسا للمسيحيين الأرثوذكس بقدر تعاطفه مع الكاثوليك والبروتستانت ( من المعلوم أن أغلبية أوروبا الغربية من الكاثوليك بينما الاغلبية الامريكية من البروتستانت).
إنفضّ الميدان فى 11 فبراير وعاد الجميع لمنازلهم وكأنهم غسلوا أجسادهم فجأة من سحر تلك الأيام المجيدة وروح الوحدة والتسامح التى سادت، نعم فى الأيام الأخيرة قبل سقوط مبارك كان التمايز فى الميدان قد بدأ يظهر مع وجود أكثر من منصه " للإسلاميين واليساريين والليبراليين.." وبدأت رموز الإخوان والسلفيين تعمل على فرض وجودها على مداخل الميدان وفى القلب منه، وشهدت تلك الأيام محاولات الإخوان اظهار سيطرتهم وبدء وجود أكثر من خيمة لهم للحجز والتحقيق والتعذيب أيضا، وشهد الميدان فى الأسبوع التالى لسقوط مبارك مباشرة "18 فبراير" صعود الشيخ "يوسف القرضاوى" لمنصة التحرير ليؤم الحضور ويصلى بهم، ولم تمر سوى أيام قليلة حتى بدأت صور الإحتقان والاعتداء على المسيحيين تتصاعد، فقد شهد شهر مارس ثلاثة أحداث عنف بدأت بهدم كنيسة صول بأطفيح وتلاها حادث عنف طائفى ضد الأقباط بمنطقة المقطم ثم حادث قطع أذن مسيحى فى محافظة قنا، وفى الشهر التالى حدثت إنتفاضة مسلمى قنا ضد تعيين محافظ قبطى، ومن المهم تذكّر أن الإسلاميين لم يضيعوا وقتا فبدؤوا معركتهم مبكرا بالإستفتاء على تعديلات الدستور الذى أعدته لجنة ذات طابع اسلامى برئاسة المستشار "طارق البشرى" وعضوية المحامى الاخوانى "صبحى صالح" فى 19 مارس وإعتبار الإسلاميين أن التصويت بنعم هو الطريق للجنة وارتفعت دعايتهم على المنابر عن محاولة العلمانيين والمسيحيين إلغاء المادة الثانية "رغم انها لم تكن مشمولة بالاستفتاء" وحديثهم عن "غزوة الصناديق" وتصريح أحد شيوخ السلفية أن مصر اسلاميه ومن لا يعجبه ذلك عليه بالرحيل خارجا. وإستمرت أحداث العنف والإعتداءات فى التصاعد وصولا الى "مجزرة ماسبيرو" فى اكتوبر 2012.
لا أعتقد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة كانت لديه نية مسبقة أو خطة جاهزة لتسليم البلاد للإخوان "كما يعتقد البعض"، ولكنه بالتأكيد إضطرّ للتعامل معهم بصفتهم الأكثر عددا وتنظيما وتأثيرا فى الشارع، وكونهم تنظيم واحد ملتزم له رأس واحد يسهل التعامل معه فى مقابل مئات التنظيمات والإئتلافات الضعيفة والهشّة لثوار تحركهم عواطفهم أكثر من عقولهم ويقودهم الشارع ومزاج الجماهير بدلا أن يقوموا هم بقيادته، نعم لقد إستدرج المجلس العسكرى لعمليات صدام كثيرة لم يكن يسعى لها أو يرغب فيها والتى تزيد من عزلته وضعفه وكان معظمها ناتج عن ضعف الخبرة بإدارة شئون الحكم ومواجهة المؤامرات السياسية للأحزاب والقوى السياسية ( ليس هنا مجال التقييم السياسى لتلك المرحلة)، فمن جاء بالاخوان وحلفائهم للحكم بشكل رئيسى هم نحن بأخطائنا وانقساماتنا وأيضا هى الجماهير من خلال الصندوق.
جاء خروج الشباب القبطى للتظاهر فى مواجهة الدولة والأغلبية وعدم الإكتفاء برفع الصوت داخل أسوار الكنائس حدثا مدويا وتاريخيا بدأ بشكل خجول فبيل ثورة يناير عقب حالات إعتداء وعنف، حدث هذا فى ديسمبر 2010 بتظاهرهم أمام مبنى محافظة الجيزة بعد الإعتداء على كنيسة العمرانية ومرة ثانية بعد الاعتداء على كنيسة القديسين بالاسكندرية وشارك معهم كثير من الشباب المسلمين فى المظاهرات تنديدا بالاعتداء ومعلنة خروج الشباب الاقباط عن طاعة القيادات الكنسية الرسمية، وشكلت أحداث ماسبيرو فى 9 اكتوبر 2011 ذروة المأساة فى الصدام بين القوات المسلحة والأقباط والتى راح ضحيتها 23 مواطنا مسيحيا وعشرات المصابين، وبلغ الغضب المسيحى أقصاه مما دعا البابا الاقباط الى صوم 3 أيام لهدوء أرواح الضحايا وهى المرة الثالثة لمثل هذا الصوم منذ الفاطميين، ومازالت تفاصيل الحدث غامضة ولكن يبدو أن المجلس العسكرى الذى كان فى مواجهة شبه يومية ميدانية وضد قوى احتجاجية اجتماعية ووجد أنه عاجز عن الفعل ولا يملك الاّ ردود أفعال متخبطة، لذا كانت محاولته ضرب الحلقة الأضعف من الأقباط الغاضبين متوهما أنه يحقق فرض الهيبة ومغازلة الجمهور المسلم، فالاقباط يمثلون الهدف الأسهل عبر التاريخ الحديث لمصر خاصة فى الأوقات العصيبة والفورات الشعبية فمنذ ثورة 25 يناير ورفع الغطاء عن قوى المجتمع حدثت عمليات متكررة من الاعتداء والعنف ضد الأقباط ووصل الأمر الى تكرار عمليات اندثرت تاريخيا مثل التهجير..حدث هذا فى اكتوبر 2011فى المنيا لأسرة مسيحية اتهم أحد أبنائها بنشر صور مسيئة للرسول وتكرر الامر فى 2012 بتهجير اسر مسيحية فى بنى سويف وبعدها دهشور والعامرية واسيوط ورفح نتيجة خلافات شخصية تطورت لصراع أو قصص حب، وقد صاحب التهجير او سبقه عمليات قتل وحرق للمنازل والممتلكات، على أن الهجمة الأكبر ضد الأقباط تلت فض اعتصامى رابعة والنهضة حيث بدأت موجة همجية من الإنتقام منهم لمساندتهم حركة الشعب فى 30 يونيو وإزاحة جماعة الإخوان من السلطة.
القادم..الأقباط و30 يونيو



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقباط والثورة (1)
- الكبت الجنسى كمدخل طبيعى للتحرش
- داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق
- دون مكابرة .. مصر بلد فقير الموارد
- المشير عبد الفتاح السيسى .. وصناعة الزعيم
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الرئاسية
- الإخوان المسلمون والصعود الى الهاوية
- الإسلاميون ونهاية التاريخ
- حقيقة -الجيش المصرى الحر- فى ليبيا
- الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد
- إنتقال الحكم .. إنقلاب أبيض فى البيت الحاكم بالسعودية
- فتاة المصنع .. فيلم يخصم من رصيد محمد خان السينمائى
- حقيقة علاقة عبد الناصر التنظيمية بالاخوان و حدّتو
- تدمير البحرية التجارية فى مصر .. خطة ممنهجة
- فنزويلا بين الثورة والثورة المضادة
- وداعا عبد المجيد الخولى.. شهيد الفلاحين
- شبه جزيرة القرم ...محورالصراع بين روسيا والناتو
- فؤاد الشمالى.. شيوعى لبنانى من مصر
- الدكتور محجوب عمر.. شيوعى مصرى فى صفوف المقاومة الفلسطينية
- ليبيا فى مفترق طرق


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الأقباط وثورة 25 يناير