أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند الكاطع - أكراد سورية بين خطابين !















المزيد.....

أكراد سورية بين خطابين !


مهند الكاطع

الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كُلنا يعلم بانه هناك جهتين في محافظة الحسكة تستطيع حملَ السلاح بإشراف النظام السوري مباشرةً ودون قيود ، هما جيش الدفاع الوطني (عرب) ، قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الأتحاد الديمقراطي (اكراد) ، هناك تشكيلات انبثقت بعد الثورة ، واحداً منها يحمل لاحقة (العربي) والمتمثل بالتجمع الوطني للشباب العربي والذي طرحَ رؤية سياسية تتجنب العنف ، وتتجنب الطرح القومي حيث أوضح في الصفحة الأولى من تعريفه بالتجمع بأنه ليس تجمعاً "قومياً" خاص بالمكون العربي إنما جاء الأسم لأنه انطلق بقيادة شباب عربي ويعمل على الحالة العربية المغيبة في الجزيرة السورية ، كما أنه خصص جانباً من رؤيته السياسية للأقليات في سوريا عالج من خلالها المسألة الكردية الذي يعيش على تماس جغرافي معها .
الأحزاب الكردية الاخرى التي يزيد عددها عن 36 حزب تفرعت معظمها من حزب واحد بطريقة الانشقاق والاستنساخ كلها غير مسموح لها بحمل السلاح وتم تسليط حزب الاتحاد الديمقراطي PYD عليها والذي قام بنفيّ معظم قياداتها الى شمال العراق.

لكن اللافت للنظر والمراقب للخطاب السياسي الكردي حصراً الصادر من منطقة الجزيرة السورية سيجدُ تناقضاً رهيباً بين ما يصدرُ من تصريحات من حزب يمتلك قوة على الارض ويسيطر عسكرياً على الارض ومسموح له بحمل السلاح وهنا أقصدُ PYD ، وبين خطاب الأحزاب الكردية الأخرى والتي لا تسيطر فعلياً إلا على شبكات التواصل الاجتماعي ولا تمتلك انّ تحركَ اليوم عشرين شخصا على ارض الواقع في اي منطقة من سورية !!

الخطاب الاول :
هو الخطاب الصادر عن حزب الاتحاد الديمقراطي pyd المدعوم من النظام نلاحظُ بانه يسعى لطمأنة مكونات الجزيرة عبر خطاب يتجنب النفس القومي ويبشرُ بعهد ديمقراطي وإدارة ذاتية لجميع المكونات دون إقصاء أو تهميش ، حيث يؤكدون ذلك عبر ادراج اسماء "غير كردية" في حكومتهم الشكلية المؤقتة من كافة المكونات ولو انها اسماء محسوبة على السلطة بهذا الشكل أو ذاك ! حتى عسكرياً نجدُ انهم يسوّقون لانضمام عناصر من مكونات اخرى لقواتهم ، لا يهم ان كانوا جيش دفاع وطني ام لا ! المهم انهم يقولون بأننا لا نمثل قومية واحدة وليس لنا أهداف ومشاريع قومية خاصة على أراضي سورية ، فوجودهم السياسي في هيئة التنسيق لقوى المعارضة الوطنية وبياناتهم الصادرة جميعها تؤكد على وحدة سوريا ورفض كافة أشكال التقسيم بكل مسمياتها المنمّقة ، ورفض إطلاق مصطلح كردستان على أي جزء من اجزاء سوريا ، بيد أنه لا يخلو الأمر من التلاعب احياناً بالمصطلح اثناء مخاطبة الشارع الكردي حيث يستخدمون مصطلح "روج أفا" ومعناها الغربية ، أي الغرب من كردستان او غربي كردستان ويفسرونه للمكونات الاخرى "الغير كردية" بانهم يقصدون المنطقة الواقعة غربي كردستان العراق ولا يقصدون شئ آخر بينما في نظامهم الداخلي فأنهم لا يخفون اعتقادهم ايضاً بان هذه المنطقة كردية وجزء من كردستان ، إلا انهم رغم هذا لا يبالغون في بياناتهم وحديثهم العام لطرح هذه الشعارات وترديدها بمناسبة ودون مناسبة، لكن بالمقابل فهم يجدون بان الحل يكمل في دولة كونفيدرالية مبنية على تنظيم المجتمع لإدارة نفسه دون اي ترسيم للحدود او المساس بوحدة التراب السوري، ثم يعززون ذلك بأنهم لا يرفعون علماً كردياً ويكتفون برفع علم حزبي خاص بهم ، وقد صدر عن أحد قياداتهم مؤخراً تصريحاً كان له ضجة إعلامية كبيرة في الوسط الكردي ، حيث رفض الحديث المتداول عن إقامة اي دولة كردية في شمال العراق ، الأمر الذي جعله عرضة مجدداً للتشكيك الكردي به وبمواقفه القومية . ايضاً هناك ناحية هامة تتعلق بالغمر ، وهم جزء من السوريين الذين غمرت اراضيهم مياه سد الفرات وأسكنتهم الدولة بداية السبعينات في منطقة الجزيرة وتحديداً في الشريط الحدودي مع تركيا بعمق (15 كم ) في الاراضي السورية ، وذلك الشريط الحدودي ذو كثافة كردية تزيد عن المكونات الاخرى من عرب وسريان ، ونلاحظ أن حزب الاتحاد الديمقراطي يوجه خطاباً مطمأن اتجاه الغمر من حيث عدم تحميلهم تبعات سياسات النظام التي أسكنتهم هذه المنطقة الحدودية والتي يدعي بعض القوميين الأكراد الآخرين بأنها اراضي كردية ويجب ان تكون للأكراد فقط بينما يؤكد حزب الاتحاد الديمقراطي بانهم "اي الغمر" جزء من هذه المنطقة وجزء من شعبها و ما الى هنالك من تطمينات لا نُبالغُ اذا قُلنا بانها تلقى شعبية اكثر مقارنة مع خطاب الأحزاب الكردية الاخرى !!

الخطاب الثاني:
هو الخطاب الذي تتبناه الأحزاب الكردية الأخرى ، والتي تعيش معظم قياداتها اليوم خارج سورية ، ولا تملك قوة عسكرية داخل سورية ، وابرز كتلها هي : البارتي ، اليكيتي ، التقدمي الديمقراطي ، إضافة إلى احزاب وتيارات أخرى ، حيث تطور خطاب تلك الأحزاب بعد الثورة فنجد انها على النقيض تماماً من حزب الاتحاد الديمقراطي ، فهي تتبنى شعارات قومية عنيفة لا تحملُ إلا إقصاء الآخر ، فتعرف نفسها شعب أصيل وهذه الارض تاريخية له وهي جزء من كردستان ، واسمها كردستان الغربية وان أردت (كردستان سوريا) وأنها ألحقت بسوريا بموجب سايكس بيكو ، وان العرب الموجودين هم أقلية لا تذكر ومعظمهم مستوطنين او بدو استقروا في كردستان ، حيث صرح أكثر من قائد حزبي كعبد الحكيم بشار الذي يشغل منصب نائب رئيس الائتلاف السوري اليوم و الذي اقر بأن نسبة الأكراد في الجزيرة أكثر من 75% دون وجود اي دليل على تلك الادعاءات المخالفة تماماً لواقع الجزيرة . و يستمر خطاب الاحزاب الكردية في كل مناسبة ومقال ومقام بالحديث عن المدن والآثار والأنهار في الجزيرة كيف تنطقُ بكرديتها منذ الاف السنين وأن جميع الحضارات (الميدية ، الميتانية ، السومرية ، الحثية ، الهورية ، ...الخ) هي حضارات كردية ! دون أن يستند ذلك إلى اي شئ علمي او بحث موضوعي ، فمدينة رأس العين المعروفة بهذا الاسم قبل الفتوحات الإسلامية أصبحت بمفهوم تلك الأحزاب "تعريب بعثي" لمدينة كردية هي سري كانيه لم نسمع بها إلا عندهم ، وأنَّ مدينة "عين العرب" شمال حلب تعريب بعثي "لكوباني" رغم أن الأسم المحلي لعين العرب (كوباني) مشتق من اسم شركة المانية COMPANY تواجدت نهاية القرن التاسع عشر ، كما يحتوي الخطاب الحزبي الكردي ايضاً على حث السوريين للاعتراف بفيدرالية كردية على منطقة يتم الاعتراف بكرديتها التاريخية كشرط حد أدنى للانضمام للمعارضة ، اضافة الى اعتراف السوريين بان على ارض سوريا هناك شعبين احدهما سوري والآخر كردي ، بمعنى أنهما متجاورين ولكل منهما ارضه وخصوصيته وان حالة وجودهما في دولة حالة اتحادية فيدرالية أمر لا بدَّ منه ، وان اللغة الكردية لا يجب ان يسمح لها للناطقين بها فقط إنما تكون لغة رسمية ثانية في سوريا ! هذا ما يفسر طبعاً تأخر انخراط الاحزاب الكردية في الثورة السورية إلا بعد مرور ستة أشهر من أنطلاقتها ، كما يفسر تذبذب الأحزاب الكردية في الأنضمام للمعارضة السورية والذي تمثل في الانضمام لهيئة التنسيق ثم الانسحاب منها ، ثم الانضمام للمجلس الوطني السوري والانسحاب منه ، ثم الانسحاب من مؤتمر القاهر ، وقد تأخر انضمام تلك الاحزاب المجتمعة تحت اسم المجلس الوطني الكردي إلى الإئتلاف حتى اواسط نوفمبر -تشرين الثاني 2013 ، أي قبل نحو 8 أشهر فقط ، بعد وضعها شروط انتهازية لذلك الانضمام وقد تم الموافقة عليها من قبل الائتلاف ، ولا شك بأنها لن تكون ذات أهمية إذا لم يتم إقرارها في دستور سوري يصوت عليه السوريين .
جدير بالذكر بأن جميع تلك الأحزاب والتجمعات والهيئات الناتجة عن اجتماع تلك الاحزاب يجب ان تكون "كردية" فلا يمكن أن تجد أي قوى غير كردية ضمن إطاراتها التنظيمية ، ولا حتى على مستوى الاعضاء ، اعتبار ان هدفها الاول والأخير هو قومي متعلق بكردستان فقط والشأن السوري حالة مجاورة ومؤقتة ، يمكن التعامل معها تماشياً مع الظروف الحالية فقط!
أما بالنسبة للغمر الذين غمرت اراضيهم مياه سد الفرات ، فأن هذه الأحزاب تعتبر وضع المغمورين سياسات عنصرية موجهة بشكل اساسي للأكراد ، ويجب اجتثاثها ، ولا يخفي المثقف الكردي القومي دعوته و بشكل واضح الى طرد المغمورين على اعتبار انهم مستوطنين استولوا على أراضي كردية !
طبعا عدم وجود قوات عسكرية لهذه الأحزاب على ارض الجزيرة حتى هذه اللحظة قد يجعل الخطابات التي يدلون بها اليوم لا أهمية لها ، أو قد لا تلقى أكتراثاً اساساً من عامة الشعب الذي ينظر إلى ما يحدث على ارض الواقع ولم يعد يهتم بالتصريحات ، لذلك نلاحظ بأن الأنظار والإعلام موجه بشكل اكبر لما تقوم به القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي pyd وخاصة قوات YPG وقوات الاسايش ، ودوماً نجدُ أنتهاكاتها ومعاركها وضحاياها تحت المجهر ، على اعتبار أن الحواجز والمعارك والاقتحامات للقرى شئ ملموس ونتائجه من قتل وجرح المدنيين أو اعتقالهم تحت ذرائع شتى أمر لا يحتاج لتكهنات أو توقعات ، أنما أمر يحصل أمام الجميع مما يجعل الرأي العام كله مسلطاً عليه .

والسؤال الذي يمكن طرحه بعد هذا الأستعراض للخطاب السياسي والواقع العسكري في الجزيرة :
هل حزب الاتحاد الديمقراطي اكثر ديمقراطية و خطابه أكثر عقلانية من الأحزاب الكردية الاخرى ؟
وهل امتلاك الأحزاب الكردية الاخرى سلاحا سيجعلها اكثر إجراما بحق المكونات الاخرى او المخالفين لمشاريعها استناداً لخطابها السياسي وأهدافها المُعلنة؟

أسئلة اطرحها لإيجاد فرصة لإعادة النقاش الموضوعي البعيد عن التعصب ، والمستند لدراسة تحليلة و وقائع بعيداً عن العواطف أو التكهنات.



#مهند_الكاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على رؤية الأستاذ عبد العزيز التمو
- حركة خويبون .. ومضة في تاريخ النضال الكردي
- هندسة بقايا وطن !
- الرد على مقابلة المدعو .. بولات جان !
- عبد الباسط سيدا .. يسقطُ في مُستنقع البعث الكُردي !
- من تل برك .. محافظة الحسكة .. توثيق إنتهاكات قوات الحماية ال ...
- الثورة الأوكرانية أسقطت القناع عن خذلان العالم للسوريين !
- أستمرار أنتهاكات حزب العمال الكردستاني .. بلدة المناجير في م ...
- توثيق إنتهاكات قوات الحماية الكردية الحليفة للنظام في سوريا
- النظام السوري يُحسِنُ استخدامَ الورقة الكردية!
- صمود تل حميس ... يهزم قوات الحماية الكردية !
- أكذوبة الإدارة الذاتية في -غرب كردستان-
- لست من دعاة الفيدرالية ولا القومية في سوريا !
- آلهة الكذب المميزين
- الفيدرالية ... رفضها في سوريا .. وقبولها في اليمن !
- الإحصاء الإستثنائي في محافظة الحسكة 1962
- الحركة الكردية في سوريا ... ماضي و حاضر
- مواجهات في مدن الجزيرة السورية .. من المستفيد .. رؤية تحليلي ...
- إرهاصات الخطاب الكردي في ظل الثورة السورية .... وجهة نظر عرب ...
- 12 آذار بين أنتفاضة قامشلو ... وأحداث القامشلي


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند الكاطع - أكراد سورية بين خطابين !