أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - تحت قبة البرلمان العراقي














المزيد.....

تحت قبة البرلمان العراقي


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يفتتح البرلمان العراقي اليوم : الثلاثاء 1 / 7 / 2003 أولى جلساته للقيام بالواجب اللذي لا بد لاعضائه من القيام به ، والبلاد تمر بمرحلة هي الاخطر من بين كل ما تعرض له العراق من اخطار ــ خطر التقسيم ، اذ استبق الغزاة هذه الجلسة واعلنوا عن قيام دولة بأسم جديد : هي الدولة الاسلامية ، مسقطين عن دولتهم الاشارة الى جغرافية مكان الدولتين اللتين ولدت هذه الدولة فيهما ، فلم يعد اسمها : الدولة الاسلامية في العراق والشام بل : الدولة الاسلامية مع اعلان اسم خليفتها ( البغدادي ) في اشارة واضحة الى ان دولة الخلافة الاسلامية وحدها القادرة على ازالة الحدود اللتي فرضها الاستعمار في اتفاقية سايكس ــ بيكو عام 1916 ...
ولكي لا تسبقنا اهواؤنا الآيدلوجية الى تقرير نجاح أوفشل جلسة هذا اليوم ، دعونا نصف بتكثيف شديد الجو السياسي العام اللذي يحيط بهذه الجلسة البرلمانية الافتتاحية ...
لنذكر انفسنا أولاً بأن اعضاء البرلمان ينتمون في غالبيتهم الى الكتل السياسية تفسها التي قادت المشهد السياسي منذ عام 2003 .. واللتي أمضت جل وقتها في صراعات سياسية أنتجت أزمات متتالية ، بلغت ذروتها في 10 حزيران تاريخ سقوط الموصل بيد ما كان يعرف باسم " داعش " ...
وكالعادة في توظيف الكتل السياسية لكل ما يحدث لصالحها ، حتى لو كانت هزيمة من حجم سقوط المنطقة الغربية برمتها في يد الارهاب ، سارعت الحكومة الى الاعلان ( على ما اعتدنا سماعه منذ نكسة حزيران 1967 بل منذ سقوط الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ) عن تآمر لملثمين صحراويين يعاونهم طابور خامس داخلي ، مبعدة بهذا التفسير أي سبب داخلي ومبرئة نفسها من مسؤولية الكارثة ، فلا مراجعة ولا نقد لسياستها السابقة ، متباهية بانها ستضرب بيد من حديد على الخونة والمتآمرين ...
فيما ركزت غريمتها ممثلة بالاحزاب والتكتلات الانتخابية السنية على الاسباب الداخلية وحدها ، فعممت مفهوم المظلومية تفسيراً لما وقع ، واكثرت من الحديث عن لاعدالة الحكومة الشيعية في تعاطيها مع سكنة المدن اللتي وقعت بسهولة بين فكي الارهاب ، فأناب هؤلاء المدنيون : " ثوار العشائر " ، لكأن أهالي هذه المدن لا قدرة لهم على قيادة نضالات دستورية من أجل حقوقهم المغدورة ...
والحق ان هذا الخطاب السياسي يتسم بالالتباس والمراوغة والانتهازية : يتأتى التباسه من كونه يزيد المشهد حلكة أكثر مما ينيره ، وتتأتى مراوغته من محاولته التقليل الكبير من شأن " داعش " وحضورها على الارض ، وبمحاولته النفخ في صورة " ثوار العشائر " وتصويرهم بصورة الفاتحين ..وتتأتى انتهازيته من محاولته التهام ثمرة الحدث لوحده بتصوير نفسه على انه الناطق باسم الفاعلين الاساسيين في الحدث والمعبر عن اهدافهم ..واعتقد ان هذا اللون من الوان الخطاب السياسي ( مقالة طارق الهاشمي المنشورة في جريدة الحياة يوم 15 / 6 أنوذجاً ) فقد رصانته النظرية بعد اعلان قيام الدولة الاسلامية قبل ساعات ، وسيتعرض دعاته الى الاضهاد والملاحقة ، اذ لم يقر هذا النوع من انواع دول الخلافة الاسلامية على امتداد التاريخ العربي الاسلامي بالمعارضة ولم يسمح بالتعددية السياسية ، ولهذا كانت المعارضات اللتي ضج بها هذا التاريخ معارضات مسلحة ، قدمت افغانستان نموذجاً عصرياً عليها في صراعات فصائلها المسلحة بعد رحيل دولة السوفيات عنها ، الى ان سمح لطالبان بافتراس الجميع وخنق اصواتهم ...
خرجت الانتخابات بنتيجة متواضعة لكل تحالف وبنتيجة أكثر تواضعاً لكل حزب من احزاب هذه التحالفات ، فأغرقت هذه النتيجة حلم كل هذه التحالفات في تحقيق فوز ساحق وتشكيل حكومة اغلبية سياسية مع اغلبية مريحة داخل قبة البرلمان ، فزادت هذه النتيجة من زيادة تصلب شرايين هذه الكتل السياسية وقللت من امكانية انفتاحها على بعضها ..اذاً ستحضر هذه التكتلات السياسية الى البرلمان بقوى متكافئة الى حدا ما ولا امكانية ( عدد برلماني مريح ) لأحدها في ان يفرض الخيار السياسي اللذي قر قراره عليه ...
لكن صورة المناخ والجو السياسي العام المحيط بجلسة برلمان هذا اليوم الافتتاحية لا تكتمل من غير الاشارة الى تأثير العامل الخارجي على ارادة اعضاء البرلمان وكتله السياسية الاساسية ، وهو تأثير قديم وسابق حتى للحظلة التغيير التي تمت عام 2003 .. وتتميز علاقة الداخل / الخارج هذه ، بكون وشائجها تتعمق اكثر فاكثر كلما ازداد الصراع الداخلي بين كتلها السياسية اواراً .. لكأن كتل الداخل السياسية تعبير وانعكاس لما بين دول الخارج من صراعات ، وكل منها تمثيل لواحدة من هذه الدول في الداخل العراقي ، فتزداد نتيجة هذه العلاقة مآسي العراق وتتعمق انقسامات كتله وبالتالي مكوناته الاساسية ..
واهم القوى الدولية المؤثرة في الداخل العراقي : ايران من جانب ، والعربية السعودية وقطر وتركيا من جانب آخر ، وامريكا وبريطانيا من جانب ثالث .....
تتفاعل هذه التأثيرات الخارجية مع قوة الفتاوى الدينية الصادرة عن مراجع الطائفتين ، ومع نظرية " الامر الواقع " الكردستانية الداعية الى ضرورة احترام الحقائق الجيوسياسية الجديدة ..
مجموع هذه التأثيرات : الداخلية والخارجية اللتي تحيط بالجلسة الاولى من جلسات البرلمان ، ستجعل الكتل السياسية مقتنعة بوهم شعار التغيير اللذي رفعته جميعها في الانتخابات ، وستضطرها الى العودة مجداً للعمل بالمنطق اللي لا مفر منه : منطق المحاصصة ( أي اعادة انتاج الكوارث والنكبات في الدورة البرلمانية الجديدة ) دون ذلك لا طريق امام أي تكتل منها الاّ استخدام السلاح ــ وهذا بحد ذاته انقلاب على العملية السياسية اللتي اختاروها هم بانفسهم والعودة مجدداً الى منطق الغلبة بالسيف .. واظن ان الكتل الثلاث مؤهلة عسكرياً اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، بما حازته من ميليشيا واسلحة ، على خوض هذه المغامرة اللتي ستنهككها جميعاًً ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المعارضة
- لغط جديد وتشرذم جديد
- عن الخلق والدهشة في رواية - فرانكشتاين في بغداد -
- الدعاية الانتخابية / 6 ... العبور من الديني الى الدنيوي
- الدعاية الانتخابية / 5 ... التغيير
- السارد والعالم
- الدعاية الانتخابية / 4 ... في خطاب الدعاية الانتخابية
- الدعاية الانتخابية / 3 صور المرشحات وثقافة الحجاب
- الدعاية الانتخابية 2 وجه الصورة الانتخابية الآخر
- الدعاية الانتخابية... 1 انهم يشبهوننا
- هل في هذا دفاع عن المالكي ؟
- ثقافة القتل بدم بارد
- ما الذي يجري ؟
- بعض المفاهيم السيافقهية الارهابية
- المراوحة في مرحلة التأسيس
- هل كان الملك فيصل الاول رؤيوياً ؟
- لا أحد / رسالة الى سماحة السيّد مقتدى الصدر
- مواجهة مصر لعصرها
- بداية نهاية مرحلة سياسية
- نيلسون مانديلا


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - تحت قبة البرلمان العراقي