أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - يحق للاجئ اليهودي في ألمانيا ما لا يحق لغيره















المزيد.....

يحق للاجئ اليهودي في ألمانيا ما لا يحق لغيره


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 329 - 2002 / 12 / 6 - 04:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أن هجرة اليهود من الاتحاد السوفيتي سابقا إلى الدول الغربية المختلفة كانت ولازالت تسير بلا توقف وبدون بطء. لقد عملت الوكالة اليهودية وهي من الوكالات التابعة للحركة الصهيونية التي تعتبر الأب الروحي للهجرة اليهودية إلى الكيان الإسرائيلي الذي أقيم على الأرض الفلسطينية. فقبل انهيار المعسكر الاشتراكي وبعده هاجر ملايين اليهود إلى فلسطين المحتلة وكذلك هاجر بعضهم إلى أمريكا واستراليا وكندا وأوروبا. وكان لألمانيا بعد الكيان الصهيوني النصيب الأكبر من موجات الهجرة المستمرة والمنظمة. ففي ألمانيا الحديثة يحق للاجئ من أصل يهودي ما لا يحق لغيره من اللاجئين المنحدرين من أصول غير يهودية. إذ يتمتع اللاجئ اليهودي القادم من جمهوريات المعسكر الشيوعي سابقا بمعاملة خاصة ويحصل فور وصوله إلى ألمانيا على امتيازات هامة تعطيه حقوق أكبر و أفضل من غيره وأهمها, حق تعلم اللغة والذهاب إلى المدرسة على نفقة الدولة, كذلك حق الإقامة المؤقتة بلا خطر رفض طلب اللجوء أو الإقامة, الذي يعرض صاحبه لخطر التسفير أو الترحيل كما يحدث مع باقي اللاجئين من كافة الجنسيات المختلفة. كما أن مجرد أصل اللاجئ يهوديا فهذا يمنحه حق العمل وفي حال حصل على العمل يحق له التقدم بطلب الحصول على الجنسية الألمانية. وفي هذا تشريع للعنصرية و مخالفة واضحة ترتكبها السلطات الألمانية التي تريد تبيض سجلها الأسود مع اليهود في عهد الحكم النازي. لكنها بهذه التفرقة العنصرية والعرقية بين اللاجئين من أصول يهودية وغير يهودية تكون كرست مبدأ أحقية اليهود وتميزهم مع أنهم مثلهم مثل غيرهم من البشر وهناك من اللاجئين من لديهم مشاكل سياسية وإنسانية واقتصادية وعرقية واثنية وحربية وأمنية وعسكرية واضطهاد وقمع وتشرد وملاحقة, ما هو أكثر بكثير من مشاكل يهود الجمهوريات الشيوعية سابقا. ومع هذا ترفض السلطات الألمانية معاملتهم نصف معاملتها لليهود. مع أن من اليهود من هم أيضا أنصاف يهود وليسوا يهودا سوى من خلال بعض الأوراق التي يحصلون عليها وفيها إشارة أو الاسم الرابع في جواز السفر حيث يدل على أن جد الأب كان يهوديا. يكفي أن تملك هكذا دليل حتى تصبح مواطنا ألمانيا..

في مقالة لها عن هذا الموضوع في أسبوعية  بوليتيكا البولندية كتبت من برلين الصحافية فريدة كوليغوفسكا "  يحصل اللاجئ من أصل يهودي على امتيازات عدة منها, حق العمل الذي يؤهله لطلب الجنسية,لا يطبق عليه بند التسفير كما اللاجئين من جنسيات أخرى,يتعلم اللغة الألمانية بدون مقابل, تدفع له مستحقات بقيمة 1200 مارك ألماني في الشهر للعائلة مع طفل واحد, يتم إعفائه من دفع إيجار السكن, بهذا يتميز اليهود عن غيرهم من اللاجئين وعادة ما يكونون في وضع أفضل من غيرهم من اللاجئين مثل الأكراد والأسيويين".

في برلين حيث كانت تحكم ألمانيا العقول التي أنجبت النازية وخططت لمذابح الهولوكوست التي أودت بحياة ملايين الأوروبيين ومنهم اليهود أيضا, هناك في ظل الرايخ الألماني وفي عاصمة ألمانيا الموحدة  يتعلم اليهود كيف يكونون يهودا بعد اندماجهم وانحلالهم في المجتمعات الأوروبية وخاصة السوفيتية سابقا. فاليهودي القادم من روسيا وأوكرانيا وغيرهما من الجمهوريات السابقة,الدول المستقلة الحالية لا يعرف عن اليهودية سوى ما قرأه في الكتب والصحافة مثله في هذا مثل غيره من الناس المسيحيين والمسلمين والملحدين والبوذيين وغيرهم. فهو يأتي إلى ألمانيا من اجل حياة أفضل و مستقبل أفضل تماما كما غيره من اللاجئين الذين يلجئون إلى ألمانيا وغيرها لأسباب اقتصادية وإنسانية, ونستثني هنا اللاجئين لأسباب سياسية ودينية.  ومعروف أن كافة اليهود الذي لجئوا إلى ألمانيا تبنتهم هناك مؤسسات يهودية تعمل بشكل منظم على تهويدهم من جديد وذلك من خلال تعليم الأطفال اللغة العبرية في مدارس يهودية أعدت خصيصا لليهود اللاجئين القادمين من الاتحاد السوفيتي سابقا. في تلك المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية يتعلمون اللغة العبرية ويتبعون التقاليد اليهودية ويمارسون الشعائر الدينية اليهودية, يأكلون الطعام المحلل يهوديا. وتقول الكاتبة في نفس المقالة" يقوم الأطفال اليهود بعد المدرسة بتعليم أهاليهم ما تعلموه في المدرسة والكنيس, وبهذه الطريقة يكون اليهود من أصل روسي وأوكراني هم المنقذ الذي ينقض اليهود في ألمانيا من الانقراض, لكنهم بنفس الوقت يجهلون ماذا يعني أن تكون يهوديا".

بقي أن نذكر القارئ الكريم بأن لليهود في المانيا علامة فارقة في أوراقهم الثبوتية تؤكد أنهم من صنف آخر من البشر يختلف عن الآخرين لذا يتوجب معاملتهم معاملة خاصة تختلف عن معاملة الآخرين. وقد يستطيع أي يهودي ألماني ابتزاز أي مواطن ألماني غير يهودي من خلال إبراز تلك الهوية التي تحمل علامته الفارقة, وبهذا يكون اليهود في ألمانيا هم من ميز نفسه بيهوديته هذه المرة وليس أعداء اليهود كما كان في السابق أيام النجمة الصفراء. وتقول الكاتبة غوليكوفسكا " في تعليقه على هذه العلامة المميزة أو الفارقة في بطاقات اللاجئين اليهود القادمين من المعسكر الشرقي سابقا يقول نيكولا غالينير من الجالية اليهودية في برلين : طبعا هذه العلامة تذكر بالنجمة الصفراء لكنها في الحقيقة تعطي الموظف الألماني إشعار بأن اليهود الروس يجب أن يعاملوا بطريقة أفضل وليس أسوء من الأجانب الآخرين".

أليس هذا إرهابا من النوع المبطن لكل موظف ألماني و أليس هذا ابتزازا لكل ألماني قد يقوم كل حامل بطاقة مميزة باتهامه بأنه عنصري ومعاد للسامية لأتفه الأسباب, وكيف تقبل ألمانيا بتلك العلامات الفارقة والبطاقات المميزة؟؟؟؟ فعلا أن تلك البطاقة مثل السيف الذي يجرح كيفما دار أو استدار. 

 

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بولندا بين زمنين - الحلقة الثانية
- لقطات من مواسم الحج السياسي إلى القاهرة
- وجدانيات نرويجية
- مصائب قوم عند قوم فوائد..
- حق العودة حق مقدس للاجئين
- لتتوحد أصواتكم من أجل ثباتكم
- أيلي يشاي يسقط المواطنة عن العرب وهو يشرب الشاي
- بولندا بين زمنين - الحلقة الأولى
- نتنياهو الكذاب
- متسناع ينزع القناع..
- جنود قتلة ولصوص
- يوم الأجانب الشرفاء في فلسطين
- درس أمريكي في الأخلاق المصطنعة والحريات المسلوبة
- شركة ايغد الصهيونية للباصات تطالب السل طة الفلسطينية بتعويضا ...
- من خزان الذاكرة
- نوفمبر, يوم تاريخي للعرب ولليهود معا 19..:
- سمير القنطار فارس هذا الزمان
- إرهابيات
- طلعت يعقوب,الرمز الفلسطيني المميز
- الاستعمار البريطاني سابقا أساس المشاكل كلها


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - يحق للاجئ اليهودي في ألمانيا ما لا يحق لغيره