إلى الأقلية الثورية و إلى من لم ييأس

بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إلى الأقلية الثورية و إلى من لم ييأس
ـ 1 ـ
عنوان معركتنا الدائمة : مواصلة تنفيذ المهام الثورية
مهامنا قاعدة وسقفا وبرنامجا هي:
السيادة على القرار.
السيادة على الموارد والثروات والتخطيط والعمل.
محاسبة مجرمي العهود الثلاثة .
معركتنا انخراط في المقاومة الشاملة للإطاحة بنظام الاستبداد والفساد والأساس فيها الاستقلال الذاتي سياسيا وتنظيميا للأغلبية عن كل مضطهديها وما الأشخاص أو الرموز أو الأسماء إلا مجرد تفاصيل لا تتوقف عندها أو عليها
معركة الحرية والكرامة معركة الأغلبية ضد نظام رأس المال وممثليه مافيات المال والسلاح والإعلام وكلاء الاستعمار وصنائع المخابرات.
ـ 2 ـ
سيأتي اليوم الذي يكون فيه صمتنا أكثر تأثيرا من الأصوات التي تخنقونها اليوم.
الكلمات لـ ـ August Spies ـ أحد قادة مظاهرات ماي 1886 من أجل يوم عمل من 8 ساعات والتي شارك فيها أكثر من 200 ألف عامل بمدينة شيكاغو وانتهت بمعركة دامية مع البوليس. August Spies أعدم في 11 نوفمبر 1887.
في منعرجات الصراع وفي أوقات " الفرز الحقيقي " الحركة الثورية والحركة الجماهيرية في حاجة الى مناضلين لا يتساقطون أمام الضجيج. وما أكثر الضجيج .... والتحشيد ....والمتساقطين. مستقبل الحركة بيد هؤلاء الذين لا يساومون ولا يتلونون. ولا يتوقفون ولا يسقطون.
ـ 3 ـ
لماذا تركنا مطلق الحرية لهؤلاء ليؤسسوا لإبعادنا عن كل قرار خاص بنا وبحقوقنا؟
هؤلاء هم:
راشد الغتوشي ـ الباجي قايد السبسي ـ حمة الهمامي ـ وداد بوشماوي ـ حسين العباسي و قبلهم مافيا الانقلاب على مسار 17 ديسمبر الثوري : الطبقية البرجوازية المحلية العميلة الوكيلة وحلفائها الخارجيين.
من فوض هؤلاء ليقرروا باسمنا نحن الملايين؟
من جعل منهم ساسة ومنقذين وممن سينقذوننا؟
من أعلاهم ومن سماهم ؟
أليس هذا هو الانقلاب الذي نتحدث عنه؟
أليسوا هؤلاء هم ممثلو الثورة المضادة التي نتحدث عنها؟
...
لا أتحدث عن الدمى الأخرى فهي دون فعالية تذكر راضية بـ "هاني معاكم ...".
لماذا نترك هؤلاء ونحن ندري أنهم :
مرتبطون .
عملاء.
سماسرة .
بيادق بيد مافيا المال والسلاح.
لماذا لا نأخذ قرارانا بأيدينا؟
انتبهوا لأمر مهم جدا وهو قدرة هؤلاء معا على الاستمرار بلعبة التلهية إلى ما لانهاية.
هي لعبة الاستمرار في الانقلاب وقد أتقنوها.
كلامي هنا موجه بالتحديد للشباب
نعم ...
سيكتب التاريخ يوما أنه بكم كانت تونس تمشي إلى الوراء ضد الساعة إن سكتّم.
سيكتب التاريخ أن تونس لا مستقبل لها بكم إن سلّمتم.
فهل سنتركها تمشي إلى الوراء!
ليس أمامنا إلا:
الانتظام باستقلال عن كل هؤلاء السماسرة المرتبطين ومواصلة تنفيذ المهام الثورية.
فقط يجب أن ننتظم ونقاوم وبذلك فقط لا يمكن أن نتوقف .
ـ 4 ـ
أحد أهم أسباب تعثر مسار 17 ديسمبر الثوري هو أن الفاعلين فيه بقوا مكبلين ممارسة ووعيا بأطروحات و أفكار ونظريات قديمة وليدة تجارب تاريخية أخرى ولم يتمكنوا من التأسيس النظري والسياسي والتنظيمي للمسار الثوري الذي فيه يفعلون والتقدم على أساس ذلك. لقد ظل هؤلاء أسرى تبني أشكال نضال وتنظم ومهام تأسست في سياقات تاريخية أخرى وقديمة:
مجلس تأسيسي
جبهة شعبية
مرحلة وطنية
ثورة ديمقراطية
دولة مدنية
برجوازية وطنية
دستور
حكومة إنقاذ
انتخابات
انتقال ديمقراطي
إلخ
وبالفعل فقد عرى مسار 17 ديسمبر الثوري كل هذه الأفكار و النظريات و أصحابها الذين لم يبق لهم غير تبرير واحد هو أن "الظروف غير ناضجة " لتحول تاريخي أو ثورة وهو ما قادهم إلى اللبرالية بقناعة راسخة.
حقا إن الأوهام تقود أحيانا إلى المشنقة .
وفعلا فتواصل الانقلاب وعودة التجمع و النفوذ الذي أصبح و بلا حد لجهازي البوليس والجيش يجد تفسيرا له في الخيانة التاريخية لهذه البيروقراطيات الحزبية والنقابية للأغلبية المَضْطَهَدَة هذه البيروقراطيات التي تواصل ممارسة دورها التي اختارته: الحارس الأمين لنظام رأس المال والدولة البرجوازية.
لكن لاشيء فات وكل شيء مازال ممكنا. وأول الممكنات هو الاستعداد للمعارك الطبقية القادمة والتي لا يمكن تلافيها بالتأسيس لحركة ثورية مستقلة سياسيا وتنظيميا عن رأس المال وقوى رأس المال.
هذا أول الممكنات .
وهذه مهمتنا اليوم ولاشيء غيرها أيتها الأغلبية الطبقية من الخدامة والمفقرين والمعطلين والشباب.
ـ 5 ـ
معركتنا مع هؤلاء جميعا وصارت منذ 17 ديسمبر مكثفة في: لنستقل ذاتيا ولننتظم ونقاوم.
هؤلاء هم :
الذين يخططون وينفذون ويستفيدون من الوضع منذ 14 جانفي إلى الآن .
هم الحلقة المركزية المتحكمة في ملفات الانقلاب على 17 ديسمبر.
هم مافيا السياسة والمخابرات التي في الظل وفي بيروقراطيات الأحزاب والجمعيات والنقابات..
هم مركز كل قرار وكل سياسة منذ التخطيط لتهريب الديكتاتور إلى اليوم.
هم الحلقة المركزية في الثورة المضادة الحلقة المركزية المتحكمة بالمال والسلاح والإعلام والتي تخترق كل الإدارات وكل المصالح وكل الأجهزة وكل الأحزاب وكل الجمعيات.
هم الرأسماليون الفاسدون المندمجة مصالحهم مع مصالح رأس المال العالمي ممن صنعتهم سياسات بن علي.
هم غرفة أصحاب المشاريع والبنوك و الأعمال والذين يعاضدهم طاقم كبير من المتنفذين في كل مستويات الإدارة بما في ذلك مصالح البوليس والجيش لتسهيل أعمالهم وتمرير مخططاتهم وتنفيذ استراتيجياتهم .
مصالح هؤلاء تحرس عليها وتدعو لها أحزاب و جمعيات ونقابات وشخصيات التوافق الطبقي والسلم الاجتماعي و الارتباط والتمويل .
هم مافيا بأتم معنى الكلمة مصلحتهم الأولى و الأخيرة أن يتواصل النظام أي أن تتواصل مصالحهم وتحمى هيمنتهم الاقتصادية و السياسة.
هم المافيا التي وفرت الغطاء كي لا يحاسب فاسدو 3 عشريات ومجرمو 3 عشريات.
هم المافيا التي مكنت جهاز القضاء الفاسد من أن يتواصل.
هم المافيا التي مكنت البيروقراطية العسكرية الفاسدة من أن تبقى .
هم المافيا التي أبقت على البيروقراطية البوليسية المجرمة والفاسدة بل ودعمتها .
هم المافيا التي أتلفت ملفات القناصة .
هم المافيا التي هربت الطرابلسية و آل بن علي وحفظت لهم ممتلكاتهم وأموالهم.
هم المافيا التي أوصلت النهضة للحكم في 23 أكتوبر 2011 .
هم المافيا التي كونت الأحزاب التي فرخت من التجمع المنحل.
هم المافيا التي تخترق أغلب الأحزاب والجمعيات وتمولها .
هم المافيا التي تهيمن على مؤسسات الإعلام
هم المافيا التي تحكم الآن وتتحكم في كل الوضع وتخطط وتنفذ استراتيجيا بقاء النظام.
معركتنا مع هؤلاء جميعا وصارت منذ 17 ديسمبر مكثفة في :لنستقل ذاتيا ولننتظم ونقاوم.
ـ 6 ـ
النخبة هذه كفئة كانت تاريخيا منتوج الطبقات المهيمنة وقد كانت دائما عون هذه الطبقات على السيطرة على الأغلبية المحكومة.
المحكومون لا يحتاجون نخبا ولا حاجة لهم لإنتاج نخبهم إنهم يحتاجون أكثر لصهر قوتهم الطبقية في تنظيمات مقاومة تحقق استقلالهم الذاتي عن هيمنة كل نخبة على كل المستويات.
سيأتي اليوم الذي يكون فيه صمتنا أكثر تأثيرا من الأصوات التي تخنقونها اليوم.
ـ 7 ـ
17 ديسمبر قتل تنظيمات الأقلية الفوقية البيروقراطية المرتبطة ولكن للأسف مازال يتعثر في إنتاج بدائلها المقاومة المستقلة ذاتيا وهو أمر طبيعي ولا يخيفنا لأن الصراع مستمر ونحن متأكدون من تخليص الحي من الميت والمسالة مسالة صراع وشروط ولن تتأخر هذه الولادة إلى ما لانهاية.
ـ 8 ـ
الانتظام درجة متقدمة من المقاومة.
المقاومة لا تنتفي لغياب التنظيم .
دعوة لننتظم تعني لنقاوم ونحن مسلحين بسلاح التنظم .
طبعا التنظم الذي نعنيه هو تحقيق الاستقلال الذاتي في السياسة والانتظام .
أي المقاومة دون ارتباط بالنظام وأجهزته وصنائعه وأدواته وأعوانه .
أطروحة المجالس المواطنية الثورية هي التحقيق الأدق للانتظام الذي نؤسس له في الهئيات الثورية المستقلة.
ــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
جوان 2014

#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات