أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ابراهيم حمي - النازحون من حساباتي المقبلة














المزيد.....

النازحون من حساباتي المقبلة


ابراهيم حمي

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 18:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في ما مضى من الأيام الخوالي، كنت أعتقد أن الكذب و المراوغات والنصب والاحتيال صفات مرتبطة بالذين قهرتهم الظروف وقست عليهم وعليهن الحياة بصعابها ومشاكلها وبؤسها و فشلها المتربص بكل الأفراد والجماعات التي اختارت أو أو اختير لها أن تكون خارج الدائرة المشمولة بالإحاطة الأمنية الغذائية، ومستلزماتها من الضروريات الاحتياجية للعيش، وباختصار مفيد يعني الذين يصنفون ضمن الهوامش التي يصنعها الحكام وأنظمتهم الاستبدادية وتخطيطاتهم المبنية على القهر والاستعباد.
ولكن اكتشفت فيما بعد أن الصورة معكوسة تماما وبأن الذين يتمتعون بتلك الصفات هم من يسمون أنفسهم بعلية القوم أو الصفوة أو النخبة، التي تستطيع أن تغير الغلاف الخارجي لتلك الأنماط من السلوك وتكيفها حسب مصالحها ورغباتها وطموها وتطلعاتها.
فأصبح النفاق والاحتيال منظومة فكرية يعتمد عليها البعض ولا حرج ما دامت المصطلحات قابلة للتكييف والتطويع و الاجتهاد حسب قدرة الفرد وإمكانيته على لوي وتحريف الحقائق وتصوير الهزائم على أنها انتصارات و الفشل على انه نجاح باهر، واحترام للضوابط سذاجة والوفاء بالمبادئ غباء وعدم استيعاب المرحلة، واستغلال للمواقع استقلال في القرار والخيانة تكتيك ذكي للتجواز ليس إلا، و الانتهازية و التشعبط طموح، وإقصاء الرفاق تطهير، والدفاع عن الحقيقة والمنطق تعصب، والقيم والأعراف النبيلة قوالب جامدة ولا تلائم العصر.
إنها الانتلجنسيا أو النخبة المتعلمة كي لا أقول المثقفة لأن الثقافة لها مفهوم أخر أوسع وأكبر وأنبل من هذه الظاهرة من السلوك والنفاق الاجتماعي المستشري في أوساط أشباه المثقفين.
والمعضلة والطامة العظمة هي أن هذا النمط من السلوك الذي أصبح منظومة فكرية في المجتمع امتدت إلى بعض الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات الحقوقية التي تأسست على أفكار ومبادئ ومنظومة مغايرة لما أصبح سائدا بها، بالرغم أنها لا زالت ترفع الشعارات الداعية لتغيير المجتمع، مما خلق انفصاما فظيعا بين الممارسة المتشبعة بالسلوك الانتهازي والخطاب الغارق في الطهرانية وكل المبادئ التي تأسس عليها خطاب اليسار الذي نضال بصدق وقناعة بهذه الأفكار وبهذه المبادئ وقدم في ذلك التضحيات تلو أخرى من اجل تسود فعلاً في المجتمع لولا قوة وبطش ومكر النظام المخزني ومن يدور في فلكه ومحيطه الذين أجهضوا بأساليبهم القدرة كل ما أسسه الرواد من قيم و أعراف نضالية لتكون بديلاً لمنظومة التخلف والهمجية.
فماذا تبقى اليوم في الساحة من هذه القيم التي تفرض ربط النظرية بالممارسة والشعارات بالسلوك النضالي لمن اختار و اقتنع بالنضال مع الشعب ومن أجل الشعب وليس للركوب على الشعب وعلى مآسي ومعانات الشعب وخداعه وجعله مطية للوصول وتحقيق لأغراض شخصية لا غير.
إنها الردة والانهيار الأخلاقي الذي تسرب من نافدة اليسار بفعل فاعل بدون شك.
فرغم أنني لست من الذين يؤمنون يعتقدون بنظرية المؤامرة، ولا اميل لهدا المنطق وهذا التحليل الذي ينفي المسؤولية عن الذات و عن دورها، إلا أنني متيقن أن هناك اختراق مدروس من الداخل وساهم فيه طبعا العامل أو العوامل الخارجية بشروطها الذاتية والموضوعية التي فرضتها التحولات السلبية المرافقة لجملة من الانتكاسات والانكسارات والهزائم مند مطلع الستينيات إلى اليوم.
مما انعكس على حياة و نفسانية الأجيال اللاحقة، والتي لم يعد يهمها الماضي و أمجاده كما قال الشهيد عمر، و التي لا يهمها إلا مستقبلها و حاضرها الذي وجدته مليء بالأزمات السياسية والاقتصادية، و انسداد الأفق في وجهها. الشيء الذي جعلها تكفر بكل قصص الماضي وتقاطع الإطارات السياسية التي لا زالت تقدس الماضي و تسكن بين خباياه متجاهلة الحاضر و مستجداته الواقعية.



#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهة السؤال (قصيدة)
- تحية وإجلال لقائدة اليسار
- -الجامعة المغربية-الأزمة وإرهاب السياسات الرسمية
- أنشودة للحرية
- بين الأمير المنبوذ و سخافة الصحافة تضيع حرية الرأي... وتضيع ...
- كان غيرك أشطر (قصيدة)
- استدراك متأخر (قصيدة)
- الإعتراف في حضرة الذات
- القضاء على الفساد أم محابة للفاسدين!
- التحالف النقابي بين الأزمة و الانحراف
- لاشيء فيك يقنعنا أنك -وطنا- للكل
- لن تستطيعوا اغتيال صمتي!
- الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من البديل النقابي إلى البهدلة ...
- عندما تنهار الاصنام (قصيدة)
- عندما يصبح الإنحراف النقابي إختيارا حداثيا (على هامش المؤتمر ...
- لحظة حلم (قصيدة)
- أعزائي الشهداء
- ثائر بلا هوية
- ترجل أيها الفارس
- الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بين النضال وإلانحطاط (على هام ...


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ابراهيم حمي - النازحون من حساباتي المقبلة