أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الاميرة السومرية الرسامة ( بتول آبي الفكيكي )















المزيد.....

الاميرة السومرية الرسامة ( بتول آبي الفكيكي )


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 18:08
المحور: الادب والفن
    


يغرقُ دوق من ويلز يدعى جيمس هانكن فورث يحب كثيرا تراث العراق ، في تأمل تلك المنحوتات الطينية التي تغريه بأحساس غريب من شبق روحي يفسره في كتاباته ( شبق صوفي لايدركه قس كنيسة كوتنبري ، بل يدركه كاهن يجلس على دكة زقورة أور ، يتأمل لوحة لوجهين من سومر ينسجان في نظرتهما رغبة المحارب في صناعة أسطورته ، اللوحة للرسامة السومرية ( بتول ــ آبي ـ الفكيكي ) وهي ربما من عائلة الاميرة السومرية بو ــ آبي . والمسماة خطئا الأميرة شبعاد ، التي يقول عنها التأريخ انها اول امرأة في التأريخ الحضاري من تعزف على آلة موسيقية ).
أقرا في أوراق الدوق وأتخيل مقدار شغفه باللوحة ونظرات الكاهن ، وأمضي في بحثي عن خواطر الرجل التي وجدتها في دفتر أودعه في مكتبة جامعة أكسفورد ، حيث سُمح لي بمراجعة هذه الخواطر التي تحدث فيها عن رحلته الى بلاد الرافدين بعد أن عرف العالم أسرار مقبرة أور المقدسة ، ومنها ما وجده السير ليوناردو وولي في الأقبية الملكية من لقى وكنوز وقيثارات وآواني نذرية مذهبة ولوحات رسمت بالزيت ومؤطرة بخشب الزان موقعة بختم اسطواني للذي رسمها الأميرة ( بتول ــ أبي الفكيكي ) حيث تعجب الدوق من سر الخطوط والاشكال التي تحمل في تفاصيلها مساحات عميقة من علاقات الروح بتلك الاشكال ، وتخيلها هو بفضل خبرته النقدية واقتناءه للوحات المشاهير من رسامي العصور الوسطى والحديثة إن هذه الرسامة وقبل سبعة الاف عام تعمقُ في رسوماتها العلاقة بين المكان وتلك الاطياف البعيدة التي يسميها السومريون ( الآلهة ).
دفعني اعجاب الدوق الويلزي برسومات هذه الأميرة ، ولأني انتمي الى ذات الأطياف التي كانت تحلق فيها مع الوانها والأشكال ، غادرت دفتر خواطر الدوق وذهبت ابحث عن الامكنة التي كانت مصدر خيال لها ، والغريب في أول كشف للوحتها التي وفرها لي المتحف العراقي ولوحات وجدتها معروضة في صالات مطار بغداد ومن بعض مما اقتناه لها امراء من أكد ونينوى وبابل ورؤساء عشائر في مناطق الاهوار من بني اسد وال بو محمد والسواعد وبني خيكان وطي وزراء في العهد القاسمي والعارفي والبكري. أكتشفت اني استعيد المعاصرة للوحات فنانة رافدينية تعيش في زمننا الحاضر تحمل ذات الأسم ، عندما كنت مرة وانا استعيد بهجتي في الديار التي فارقتها منذ أن احرقت عيلام اور وذهبت الى مدن الثلج ابحث عن رؤى العيش بهدوء ، عندما فاجأتني لوحاتها في مجلة فنية وجدتها مع واحد مع أصدقاء الطفولة ، استعرتها منه واخذتها معي في عودتي الثانية الى قريتنا في عمق الاهوار ، وهناك جذبني هاجسان الى صنع ثنائية الدهشة بين عالمين ( بتول السومرية وبتول القرن الحادي والعشرين ) ، ليفاجئني وجه اختي التي شاركت موهبة الغرام التي امتلكها في محاولتها لفك طلاسم عزلتي في غابات القصب وانا اسرق زورقنا الصغير وأبحر به بحثا عن تلك الوجوه المغرية التي كانت جدتي تحكي لنا عن اساطيرها ، وعليَّ أن اتذكر قصتها عن اميرة تشبه ملاكا من الوانٍ براقة ، كانت تأتي في ليل القرية وتطير حول الوجوه النائمة فوق سوابيط القصب وكانت ترسم من يعجبها نعاسهم وجمال وجوههم ، وكنت أحلم أن اكون انا واحدا من بين هؤلاء الذين ترسمهم الأميرة بتول ــ آبي ـ الفكيكي .
اشعر بالرعشة وانا أستعيد حكايات جدتي ، استفيق من ثمالتها واحس انها مخدوشة بخواطر اللورد الويلزي ، وفي استذكار وجه جدتي يستيقظ معي الجفن الغريب المتدلي من عينيها كشكل مفترض لعشتار ، وهي تختلق قصصا وهمية لتنال رضا الالهة في مغامراتها العاطفية على الارض ، وقد يكون أنا أحدهم ، وربما لوحة الفنانة المعاصرة بتول ، ويقال انها تسكن لندن الآن ، في نفي يتشابه تماما مع منافيَّ اهل اور يوم أتت عيلام لتسرق آلهة القمر وتحرق البساتين وتنهي فصلا حضاريا من صناعة الجمال والاساطير وسمفونيات الحزن التي كانت الاميرة شبعاد تعزفها بقيثارتها.
هذه اللوحة يتحدث عنها الدوق الويلزي وهي عبارة عن وجه لمحارب سومري مع فتاة ينسدل شعرها كما ينسدل المطر على خدود النساء في مراثي الحروب .
تخيلهُ كما أبي سين المنتحر بعد أحراق المدينة ، وكتب إن هذه الرسامة التي عاشت قبل الميلاد ، تصنع لنا نحن الاوربيون بأشكالها الفنتازية والآتية من ملامح العطر في زمان ميتوبوزاميا دهشة تدفعنا لصنع رومانسية اللون والحلم والذهاب بعيدا الى بيئة السحر والطقوس والتوابل واللازورد الذي يضيء في خواتم الملوك والكهنة والعاشقات والسحرة واغنياء بابل . ويكتب ايضا : إن الذي يرى خطوطها وعتمة الحزن في ريشتها سيكتشف تماما .لماذا تحتاج ارواحنا الى الطاقة المضافة لتنجز وظائفها الحياتية.؟
يتسع الهور الى ابعد من خيال فرحتي بالعودة ، أحمل رسوم بتول ( المعاصرة ) وأترك الدوق مع عشقه للأميرة وخطوطها الثملة في صعوبة تفسير تلك الاساطير اللونية في مساحات لوحاتها حيث تؤمن وبفطرتها القادمة من حقول رز المشخاب إن النخيل الذي ترسمه ليس ليُنتج تمورا نصدرها الى اوربا ، ونصنع منه الحلوى ويصير غموسا لفقراء سومر ، بل ترسمه ليكون ظلا للعاشقين وهم يمارسون ببراءة الفراشات غراما طفيفا من لمسة الخد ومعانقة الاصابع المرتعشة لبعضها .
يتسع الهور ، واجلس مع أهل قريتي التي عبرت اجيال الجوع والحرب والجفاف وهجرة قطعان الجواميس الى اطراف العاصمة . اتحاور معهم واستذكر تلك الازمنة التي ذهبت ولن تعود ، وأستمع منهم عن ظنك أبي وموته بمرض بالتدرن الرئوي ، واختي التي اختطفتها الزنازين ، وجدتي التي فارقها الجميع وبقيت وحدها وبالرغم من ذلك لم تتوقف عن سرد الحكايات ، كانت تحكيها لنفسها ، وربما تحدثت عن حكايات جديدة لو دونها احد المتعلمين في قريتنا لاضافة للتراث الشفاهي العالمي روعة تتفوق حتى على خيال ماركيز وبورخس ومحفوظ .
لكن الجميع كانوا منشغلون في جبهات الحروب ، والذين بقوا في القرية يفكرون اولا بالخبز وبعلف الجواميس بعد أن شح الماء ولم يعد البط الصيني والسنونو الكندي يشتيان في الاهوار. وجميع الاسماك لم يعد لها وجود مع جفاف الماء .
كنت اتحدث معهم والمجلة التي استعرتها من صديق والتي تحمل لوحات الرسامة العراقية التي تعيش في لندن على ركبتي عندما جلبت انتباه احد الشيوخ من اصدقاء ابي .وقال مالذي على ركبتيك .
قلت مجلة ؟
قال :وماذا تعني مجلة
قلت :اشبه بكتاب وفيه صور ملونة.
قال : نحن لانعرف كتابا سوى القرآن الكريم وتلك التي يدرسون فيها ابناءنا في المدرسة ، وكتاب اخر ملفوف بقماش اسود يجلبه معه قارئ قريتنا الحسيني يحمل نعاوي مصيبة كربلاء ، وغير هذا لانعرف شيئا اخر اسمه الكتاب.
قلت : هناك الانجيل كتاب لمسيحي عيسى ابن مريم.والتوراة ليهود موسى ، وللصابئة كتاب يسمونه الكنز ربا ، وهناك كتب لديانات لاتعرفها ياجدي.
قال ــ ولكنها لن تكون مثل القرآن وكتاب النعاوي الحسينية.
قلت : هي معهما في مسار واحد.
قال : يعني فيها اسم النبي ( ص ) وعلي فاطمة والحوراء زينب وبنات الحسين رقية وسكينة وآل البيت ( عليهم السلام .)
قلت : الأمر يحتاج الى شرح طويل ياجدي .خذ المجلة وتصفحها فلربما نعومة اوراقها تقودك الى التعلم لاقتناء المناديل ، وانظر فيها لوحات مرسومة لفنانة عراقية تدعى ( بتول الفكيكي ) ربما تعيد اليك شيئا من اخيلة تفتقدها .
أبتسم احد المتعلمين من أبناء قريتنا وقد تخرج معلما من سنوات وتعين في مدرسة القرية .وقال بعد أن تأمل اللوحات في المجلة :وكيف سيفهم جدنا هذه الحداثة وتلك التعابير الى تحتاج الى ناقد عليم ليفكَ الغاز الوجوه والالوان والافكار.
قلت : اشعر انه سيفكها.
غضب جدي ، وقال بغضب:هاتها ، حتما سأفهم رسوماتها.
بأنشداد غريب .وعيون تضاء وسطها الف شمس والف ابتسامة اغراء من فم ممثلة هوليودية تأمل جدي لوحات بتول .
فجاة أصابه الذهول ، ارتعشت اجفانه وارتجفت اصابعه ، وغار في تأمل عميق ، ثم قال :يا ولد تلك المرأة تجسد حكايات جدتك مشتهاية كلها ، وكأنها أتت من رحمها ، ورضعت من ثدييها ، بالرغم من ان مشتهاية اضربت عن الزواج ، رغم انها كانت اجمل نساء القرية ، لقد تزوجت حكاياتها التي كانت ترويها لكم وتقول انها متعتي في الحياة.
ظل لدقائق مع اللوحات وكنت أتخيل اجفانه تشارك اجفان اللورد جيمس هانكن في الكتابة بأعجاب عن الحدث الروحي المغري لخلق ازمنة من العطر وأنثيالات التفكير بعوالم الخلطة السحرية لوجود الانسان والمكان ، ومثل هذيان عراف راح الجد يحيل تأمله للوحات بتول الى استعادة متخيلة لحكايات مشتهاية ليصف لنا كما ناقد شهير يقف امام لوحاتها في واحد من كاليرات لندن ليقول لنا :
هي ترسم روحها السومرية ببهجة الانثى ، وكأنها تعيد كتابة حكاية المكان وأساطيره بذات الحبكة التي امتلكها العرافون والكهنة والشعراء ورعاة قطعان الجواميس من اجدادنا الذين سكنة قريتنا وباقي القرى التي تمتد من تلاقي النهرين في القرنة والى ناحية الطار في سوق الشيوخ.
تربكني هذه الاشكال ، اشعر أنها ترسم الروح العميقة التي اودعنا فيها كل اشياءنا ، تمائم امهاتكم ، الابوذيات ، الغاز التلول التي تقع في أعماق الهور، وحكايات العشق التي كانت حدائق حقول الرز مسرحاً لها .
هذه المرأة ترسمكم ، وانتم هنا تتحدثون عن ظلم الحكومة لكم ، لأن الامريكان حرروكم ومازال العطش فيكم ينشر الجفاف بأجسادكم وارواحكم.
دع المجلة معي ياولدي ، فهذه الصور لتلك المرأة تحتاج الى تأمل طويل وتفاسير لايقدر عليها سوى أمها ( الحكواتية ــ مشتهاية )
ضحكت وتساءلت من أين اتى الجد بهذا الخطاب النقدي التحليلي وهو لم يدخل مدرسة بحياته . وكيف اجاز له أن ينسب الرسامة بتول الفكيكي الى رحم مشتهاية التي لم تتزوج في حياتها .؟
قرأ تساؤلي وقال : الذين كتبوا الأساطير والحكايات التي نتداولها الى اليوم وكذلك جدك مشتهاية لم يدخلوا مدرسة في يوم ما ، ومريم ايضا ولدت عيسى ولم يمسها بشر قط.
تعجبت من حكمة الجد ، وقلت :خذها تمتع بلوحات تلك المراة ، يبدو انها قد سحرتك.
أحتضن المجلة كما يحتضن انسانا كان قد فارقه من الف عام وقال :شكرا ياولدي انها اجمل هدية احصل عليها في حياتي..!

دوسلدورف في 29 حزيران 2013



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كالكسي ( 5 ) وآي فون( 5 ) وصريفة* .......!
- أساطير الجفجير.....!
- السنونو هذا الطائر الشيوعي .....!
- طيري ياطياره طيري ...!
- المِعدان يعشقونَ أيطاليا وصوفيا لورين...........!
- ( الموت بالخازوق فقراً ومنفى )
- داعش لاتشبه مراكش ..ولا تشبه العش ..
- فاجينتي مالا.. اللون الأحمر والعنبر ..!
- الناصرية.. شهيدٌ من دير متي والزقورة وبطن الحوت..!
- خوذة الله وخوذة العباس.وخوذة الجندي المنكسر ..!
- الناصرية تبكي من أجل نينوى ..!
- ملاكٌ على شكل قصيدةٍ ونهدْ.......!
- النشيد التأريخي لمعدان باريس
- الله وروح الشاعر والرسام والموسيقي والصائغ..!
- أحتمالات الغيب في شهوة الكأس
- وجه المونليزا قراءة جديدة في رؤى الجمال والعولمة
- الناصرية ... ألأطفال الفقراء شهداء شموع زكريا
- رسالة رثاء إلى ماركيز وأحمد المظفر وأنكيدو.............!
- أساطير الناصرية والسينمات الصيفية..!
- أسطورة غرام سومرية ( حكاية ، يوسف الناصري )


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الاميرة السومرية الرسامة ( بتول آبي الفكيكي )