أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الدستور ونغل الباغة















المزيد.....

الدستور ونغل الباغة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1272 - 2005 / 7 / 31 - 02:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما كنا صغارا ،اعتدنا اللعب بدمية صغيرة، تشبه الى حد كبيرتمثال بوذا وهو يجلس القرفصاء، تسمى نغل باغة.والنغل لايعني هنا من لا يعرف من هو اباه،انما ،وحسب اللهجة العراقية، من يملك الشطارة والمهارة في تطويع الامور لصالحه مهما كانت الاوضاع.اما الباغة فهي نوع من البلاستك ذات المرونة الصلبة غير قابلة الكسراو الانبعاج. الميزة الوحيدة في نغل الباغة هذا ،هو انه ،وبأي شكل نرميه او نضعه يقفز جالسا على مؤخرته وينظر الينا بشماته ظاهرة وابتسامة ساخرة،وبتكرار ذلك يمتلكنا الحنق والغضب فنجهز عليه اما ركلا ورفسا باقدامنا الصغيرة او نلقيه في القمامة.لم نعرف سر نزوله على المؤخرة حتى وان رميناه راسا على عقب اوممدناه على الجنب، حيرتنا في ادراك كنه المسألة دعتنا الى شطر هذا النغل الى شطرين فلم نجد في مؤخرته الا فراغا يشبه فراغ راس رجل معمم من اتباع مقتدى الصدر.بعد حين ادركنا بان السر يكمن في مؤخرة الدمية فهي اثقل واعرض قليلا من الراس .
دستورنا الجديد يشبه الى حد كبير نغل الباغة هذا فهو نتاج زواج مصلحي يشبه زواج المتعة الموقت بين الاخوة الكورد ورجال الدين الشيعة اقتضته مخططات طموح لبلوغ اهداف تستوجب التنازل من الطرفين لتحقيق المنفعة الخاصة.او مقايضة اوجبها ثقل الطرفين السياسي في الجمعية الوطنية، مقايضة الفدرالية بالدين.لكن مؤخرة الدستور على عكس نغل الباغة، هي في مقدمته.فمهما قرات الدستور وراقت لك بعض جوانبه ستصطدم في مؤخرته المقدمة ....
الاسلام دين الدولةالرسمي
ولا يجوز سن اي تشريع او قانون يخالف ثوابت الاسلام واحكامه...
هذا ما يستند عليه الدستورويعطيه صفة وميزه لك ارنب ان اردت ارنبا وارنبا ان ابتغيت غزالا، وهذا ما يميزه عن عن بقية دساتير العالم المتمدن والمتحضرويعطيه مهارة النغل بالهجة العراقية.. مهما قراته او فهمته او حاولت تقليبه من اليسار او اليمين من الاعلى الى الاسفل او بالعكس ستثقله مقدمته فيعود منكوصا الى قوانين البداوة الاولى..
ليس من معنى اخر لدولة رسمية الدين سوى ان تكون منقبة الوجه محجبة الراس والاطراف لا يُرى وحهها الحقيقي الا من خلال ذقون رجال الدين وخطبهم المملة وفهمهم الخاطئ لدور الدين في المجتمع،وثقافتهم المعتمدة على قمع الحريات وواد الاحلام والتطلعات والانتقاص من النساء .عندما يكون للدولة دين فان ذلك لا يعني فقط تهميش العراقيين من اديان اخرى بل هو تهميش المجتمع باسره واستعباده و تحويله الى مجتمع عبيد الى الله الذي لا نرى تجلياته الا من خلال رجال دين يحكمون باسمه ويصدرون القوانين باسمه ويتسلطون على الناس باسمه ويقتلون باسمه ويجلدون باسمه ويثرون باسمه وينهبون باسمه ويغتصبون باسمه ويذبحون باسمه ويرهبون الناس باسمه ويمنعون ويبيحون باسمه ،فهل ستكون الناس عندها عبيد الى الله ام عبيد لمن يمتهن ويستغل اسمه .؟
ان يكون للدولة دين في ظل سلطة رجل الدين هي غيرها عندما يحكمها دستور يؤمن بان ما لقيصر لقيصر وما لله لله،فسطلة رجل الدين تقول ما لقيصر لله وما لله لله وما لله ولقيصر لنا نحن،فانا وكلاء الله وظله على الارض ومفسري كلامه وفارضي احكامه شائت الناس ام ابت ،فلا قول بعد قول الله ولا حكم بعد حكم الله ولا راد لامر وكيل الله ،وزنديق وملحد من عمل بالضد من امر وكلاء الله او له فهما مخالفا لفهم من يدعي سبر كلمات الله ومعرفة اسراه والغازه .
هل كان لهذه الدول الظالمة الشمولية على مر العصور ،دينا اخر غير دين الاسلام.؟ هل منع دين الدولة الاسلامي ان يقتل الانسان ويطمروهو على قيد الحياة ويحز راسه وتقطع اوصاله وتشرد عائلته .؟ بل هل منع دين الدولة الرسمي شيوع البغاء واللصوصية والتزوير والاغتصاب اكان في السعودية او في ايران اوفي السودان او في اليمن او في دولة طلبان او العصر الاموي او العباسي او في دولة الخلفاء الراشدين اوفي في عهد محمد نفسه وهو النبي المرسل.؟فاذا كان دين الدولة الرسمي ان لم يستخدم لاستغفال واضطهاد الناس فانه لم ينفعهم فهل لنا حاجة به .؟
لكن الامر الاخطر والذي يوقف ليس التقدم الاجتماعي والعمراني والعلمي على صعيد المنهج و التربية ،بل يوقف الحياة العصرية نفسها بمختلف جوانبها ويكبل يدا العالم والاديب والفنان والمبدع ويسجن الطموح الانساني خلف قضبان اراء واجتهادات رجال الدين ،هو منع اي تشريع يتعارض مع احكام الاسلام وثوابته. كل ما يلهي عن عبادة الله فهو حرام نقلا عن الامام الصادق،فالفن حرام والشطرنج حرام والتلفزيون حرام والسينما حرام والمسرح حرام ورياضة النساء حرام والامرأة عورة ،صوتها وشكلها وقوامها ووجها وكل اصابعها عورات لا يحق لفرد ان ينظر اليها اكثر من نظرة واحدة ،فالنظرة الثانية تسوجب الجلد وتعبتر بمثابة زنا.الخمر حرام والتبرج حرام وصالونات الحلاقة حرام وربطة العنق حرام والتنزه حرام والاحتفالات حرام والفكر غير الديني حرام والكتابة غير الاسلامية حرام والكتب العلمية التي تتعارض مع التصورات الدينة حرام ،قائمة طويلة عريضة من المحرمات والاحكام ترجع بنا ادبارا الى فترة كان يضن بها الراسخون بالعلم ان الارض مسطحة وان العلم هو معرفة اساطير الاولين .
اقد تختلف المذاهب في ما بينها في هذا الحكم او ذاك لكنها تجتمع كلها على مبدا اساسي لا يتغير هو ان لا عمل للانسان غير عبادة الله واطاعة رجاله وفق شريعة يكتبها ويشرعها ويفصلها ويبينها ويضع خطوطها الرئسية ويرسم خارطة المسموح وغير المسموح به ،رجال الدين وليس غيرهم. فالقانون الاسلامي لا يعرفه الا رجل الدين واي تشريع لا يتلائم ولا يناسب او يتفق مع ادراكه فهو غير جائز،لذلك ستكون المحكمة الدستورية او الاتحادية التي تنظر بملائمة القوانين لاحكام وثوابت الاسلام عبارة عن بطانة من المعممين التابعين للمرجعية الدينية المستقلة عن الدولة كما اقترح مشروع الدستوروالموجبة المهابة ولاحترام.اي ان المرجعية لها حق التدخل وليس من يملك عليهاسلطانا ان كانت ارائها واوامرها وفتاويها لا تراعي تطور المجتمع ومتطلباته وتسير بالضد من مصلحة الناس ككل عليها ولا يجوز التدخل بعملها او انتقادها.
اول شهيد سيسقط في ساحة الدين المقدسة هي المراة،فاذا كان على الرجال اطالة لحاهم ووشم جباههم باللون الاسود دلالة على التقوى والتخلص من قمصان نصف الكم ومن ربطات العنق وتغيير عاداتهم وهواياتهم ،فعلى المرأة ان تعد كفنها من الان، على ان يكون لون اسودا قاتما مكفهرا مثل الواقع والمستقبل ووجه رجل الدين العبوس.
ولكني واثق بان مثل هذا الدستور ان اُقر ،فسياتي اليوم الذي سنركله باقدامنا ونرميه غير نادمين في اقرب مزبلة مثلما رمينا نغل الباغة .وهذه المرة ليس النغل وحدة بل من اتى به ايضا.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يدعي تمثيل الله لا يحق له تمثيل الانسان
- برودة في اجواء بالغة السخونة
- انتخاب جلال الطلباني بداية لوطنية جديدة
- تيار الاوغاد الصدريين
- الاسلام حد السيف ام حدة الفكر
- محاصرون بين سكاكين الزرقاوي والاطماع الدينية
- من مستنقعات الارض الى مواخير السماء
- من اغتال العراقي مرة اخرى .؟
- تأجيل الانتخابات حلقة في مسلسل تآمري
- ان لم تكن ايران العدو الاول..فهي الخطر الاول
- غباء سياسي عراقي مع الاصرار والافتخار
- القضية الكوردية بيين تملقات مشعان الجبوري و نصائح خالد القشط ...
- الامن والعدالة العراقية ،عدم كفاءة ام عدم نزاهه.؟
- البعثية والصدامية
- هل فقد العرب و المسلمون انسانيتهم.؟
- المسلمات القومية والصفعة العلاوية
- شريعة اسلامية بلون السخام
- الاسلام الروحي الاجرامي المنظم هو الخطر وليس الاسلام السياسي ...
- هل ستكون هيئة علماء المسلميين خرقة لستر عورة الارهاب القميئة ...
- التفسير السياسي للقرآن


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الدستور ونغل الباغة