أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - سيحترم البارزاني المادة 140 رغم أنفه















المزيد.....

سيحترم البارزاني المادة 140 رغم أنفه


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا أحب أن أكون بهذه الحدة مع القادة الكرد ولكنهم داسوا بالبطن.
لستُ بذلك الساذج الذي يرى أن السيد مسعود البارزاني، رئيس إقليم كردستان، سيعود إلى رشده ويحترم الدستور والمادة (140) منه – بدوافع الطيبة الذاتية والشعور بالمسؤولية وإحترام الحكومة الفيدرالية وإحترام جماهير كركوك وغيرها من المناطق التي دخلتها قوات البيشمركة بالتزامن، المقصود أو العفوي، مع دخول داعش إلى الموصل لا بالقتال بل بذوبان التشكيلات العسكرية في الوقت المخطط وكانت التشكيلات، ضباطاً ومراتب عدا الغراوي(1)، متكونة من موصليين وكرد. إنه "إنقلاب ذوبات الثلج"(2).
قبل أن يزور السيد مسعود كركوك بتأريخ 26/6/2014 ويصرح بأن المادة(140) قد أصبحت منجزة وطويت صفحتها، وراح يخاطب "رعاياه" الجدد من عرب وتركمان ومسيحيين ويطمئنهم إلى حسن معاملة الكرد (الأخ الأكبر) لهم ويعدهم بكرمهم وسخائهم، وراح يفصل للعراق ثوباً يلبسه – قبل ذلك كان هناك تثميناً لدور حكومة الإقليم من جهة وعدة إنتقادات لها من جهة أخرى مع شك خطير.
بلا شك أن دخول قوات البيشمركة إلى كركوك، حتى لو لم يكن عفوياً، كان عملاً إيجابياً لحماية كركوك من عناصر داعش بعد أن نفّذت القطعات العسكرية هناك "إنقلاب ذوبان الثلج" أيضاً وبقيت كركوك بلا حماية شأنها شأن الموصل.
أما الإنتقادات فهي:
- عدم إستحصال الإذن من الحكومة الفيدرالية مقدماً قبل دخول كركوك.
- عدم التنسيق مع القيادات السياسية المحلية من العرب والتركمان والمسيحيين.
- التصريح بأن قوات البيشمركة لا تريد قتال داعش ولكنها تحمي حدود كردستان فقط.
- تصريح السيد رئيس إقليم كردستان بضم كركوك إلى الإقليم.
- إثارة موضوع إنفصال كردستان عن العراق مع وزير خارجية ألولايات المتحدة السيد جون كيري عند زيارته لكردستان مؤخراً.

الشــــــــــــك الأكـبـــــــــــــــــر:
هناك شكوك بوجود تزامن بين جميع ما جرى من نشاطات في ذلك اليوم المشؤوم 10/6/2014 بكونها حلقات قد تبدو منفصلة عن بعضها البعض ولكنها كانت ستتصل لو نجح مخطط "إنقلاب ذوبان الثلج" وذابت الدولة العراقية على الأقل من جنوب بغداد حتى الحدود السورية؛ وكان سيجلي السيد أسامة النجيفي الطغموي(3)، رئيس مجلس النواب الذي لم تنتهِ ولايته إذ تبقت أربع أيام من عمره (وكان تأريخاً حاكماً للإنقلاب) – كان سيجلي الغموض عن إسم الدولة التي لم يذكرها بالإسم في تصريحه في فضائية (الحرة – عراق) يوم الإنكسار 10/6/2014 حين قال: العراق يتعرض لعدوان خارجي وإن هناك إنهيار عسكري وإنهيار عام.
لو نجح الإنقلاب بفعل "الإنهيار العام" الوهمي الذي كان النجيفي سباقاً لإعلانه لتثبيط العزائم والإسراع في تحقيق "الإنهيار العام" الفعلي – لو نجح الإنقلاب لأعلن السيد النجيفي إن إيران هي الدولة المقصودة التي جاءت لتقضي على "ثورة السنة" بـ "صنيعتها" داعش(4) .

الخـطــــــــــــــأ الاســــــــــتراتـيـجـــــــــي:
في خضم تلك الظروف أجد قدراً غير قليل من المصداقية في الطرح الذي يقول أن تحرك البيشمركة هو جزء من مخطط "إنقلاب ذوبان الثلج"، ولكن، ومع فشل المخطط ككل (الذي كان بسبب تصميم الجماهير العراقية وصمود باقي القطعات العسكرية وإعلان الرئيس المالكي عن "الجيش الرديف" وأخيراً وأهمها دعوة المرجعية الجماهير إلى "الجهاد الكفائي") – في خضم تلك الظروف وجد السيد البارزاني أنه من المناسب لعب دور البرئ المستفيد مما حصل فضم إلى دولته كركوك بدعوى أن عراق ما بعد 10/6/2014 يختلف عن عراق ما قبل ذلك التأريخ المشؤوم وأنحى باللائمة على الحكومة الفيدرالية والرئيس المالكي بالذات.

ينطوي ذلك على خطأ استراتيجي خطير وقع فيه البارزاني ولا يقل أهمية عن الخطأ الاستراتيجي الذي وقع به الطغمويون وعلى رأسهم أسامة النجيفي وأياد علاوي وصالح المطلك الذين ورطوا مليون مواطن برئ في الرمادي والفلوجة وباقي مناطق الأنبار وصلاح الدين والموصل وغيرها فدفعوا بهم إلى النزوح من بيوتهم ومواجهة حياة لا تليق بالبشر ودونما مبرر عدا محاولة تنفيذ التصميم الطغموي الضيق وهو "أحكم أو أقتل أو أخرب" مما جعلت الجماهير المعذبة تحنق عليهم وتلفظهم وتكشف نواياهم المؤدية في نهاية المطاف إلى تفتيت العراق طبقاً للمخطط الصهيوني المرسوم لكافة الدول العربية والإسلامية.

البــرزانـي سـيعـــــــــود صـاغــــراً للدسـتـــــــور:
أرى أن السيد البرزاني قد أخطأ الحساب ولم يعر أهمية للجماهير ورغبة الجماهير. وأعتقد أنه قد بالغ بفاعلية الأطراف الخارجية المعادية للديمقراطية العراقية وعلى رأسها شركات النفط الإحتكارية واليمين الأمريكي وإسرائيل والنظم العميلة لهم في المنطقة وهي تحديداً السعودية وتركيا وقطر. لقد نسي الحكمة الأزلية: كلمة الشعب هي الأقوى على المدى البعيد.
سيضطر السيد البرزاني للتراجع عن قراره بضم كركوك والدوس على الدستور بإحدى الوسائل التالية:

أولاً: إذا رضيت جماهير كركوك بمكوناتها الكردية والعربية والتركمانية والمسيحية وغيرها بالإنضمام إلى كردستان فسيقتضي ذلك إجراء إستفتاء تقوم به المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ويقتضي إنسحاب قوات البيشمركة أولاً لضمان الحيادية. ستؤيد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي هذه الإجراءات بكل تأكيد.

ثانياً: لو إعترض زعماء المكونات على ضم كركوك للإقليم فسيستلزم ذلك إنسحاب قوات البيشمركة ومزاولة لجنة المادة (140) الممثلَة فيها الأمم المتحدة لتقرير مصير كركوك والمناطق المتنازع عليها.

وإذا رفض السيد البرزاني الإنصياع فسيواجَه بأحد الإجرائين التاليين:

- أما ضغط أمريكي حازم وحاسم لا تقوى حكومة الإقليم على مواجهته ولا تقوى إسرائيل وتركيا على تلطيفه؛ وهو لا ينبع من حب أمريكا للحق والحقوق والعدالة ووحدة العراق، بل وببساطة أن مصالح أمريكا تقتضي ألا يستفز أحد الحكومة الفيدرالية لئلا يؤول ذلك إلى مزيد من التقارب بين بغداد وطهران وهو يوم أسود لإسرائيل، علماً أن ما يثير قلق واشنطن أن التوزيع النفطي في العراق هو كالتالي: 2% في كردستان و 17% في كركوك و81% في وسط وجنوب العراق.

لذا فإن أمريكا تريد من الطغمويين والحزب الديمقراطي الكردستاني البقاء ضمن العراق في إطار حكومة ضعيفة تواصل الأخذ بمبدأ المحاصصة لإضعافها ودفع الناس إلى الكفر بالديمقراطية والعزوف عن الإنتخابات وفي ذلك توفير للشروط اللازمة أما لهزيمة برلمانية للتحالف الوطني وأما إنجاح إنقلاب آخر قد يكون من قبيل "إنقلاب ذوبان الثلج" أو من نوع آخر.

- وإذا تلكأت أمريكا لسبب أو آخر في الإيعاز للسيد مسعود بمغادرة كركوك فهناك إحتمال كبير أن تشن مكونات المحافظة حرب تحرير شعبية تدعمها الحكومة المركزية من أجل فرض إحترام الدستور وأعتقد أنها معركة ستوحد العراقيين من جميع الأطياف بضمنها الشعب الكردي أو بعض تلاوينه بالأقل، وستؤيدها الأمم المتحدة والمجتمع العربي والإسلامي والدولي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): قال الخبير الاستراتيجي الدكتور هاشم الهاشمي في فضائية (الحرة – عراق) بأن اللواء مهدي صبيح الغراوي، قائد الشرطة الإتحادية في الموصل، ذهب لإستطلاع الوضع الأمني في الضفة التي كانت تحت سيطرة داعش. ولما عاد وجد أن الوحدة التي تحت أمرته قد تبخرت. إذ ظهر أن الضباط قد أشاعوا بين الجنود أن القائد قد هرب ودعوهم إلى الإنصراف فإنصرفوا إلى بيوتهم.
(2): أقترح إضافة مصطلح جديد إلى القاموس السياسي وهو : "إنقلاب ذوبان الثلج". لوصف هذا النوع الجديد من الإنقلابات العسكرية الذي نفذه الطغمويون مع دول خارجية وصنيعتها داعش مع شكوك بتنسيق جهة عراقية أخرى.
وإذا ما أُخذ بهذا المصطلح فسيكون ثاني مصطلح يخترعه العراقيون في دنيا الإنقلابات العسكرية. كان المصطلح الأول قد أطلقته إحدى المجلتين الأمريكيتين (النيوزويك أو التايم) على الإنقلاب العسكري الفاشل الذي قاده رئيس الوزراء اللواء عارف عبد الرزاق على نفسه حين كان ينوب عن رئيس الجمهورية المشير عبد السلام عارف الذي كان في زيارة للمغرب. ومع ذلك فشل الإنقلاب!!!
عليه إقترحت المجلة الأمريكية إطلاق إسم "كو دي رزاق" أي "إنقلاب رزاقي" ليُضاف إلى إسم "كو ديتا" وهو المصطلح العالمي للإنقلاب العسكري وأصله فرنسي. "كو دي رزاق" تعني إنقلاب عسكري يقوده شخص على نفسه ويفشل!!
(3): للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي" بمفرداته: "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
(4): من ضمن الحملة الإعلامية ضد النظام السوري خرجت نظرية مضحكة مفادها أن "داعش" صناعة سورية - إيرانية. العجيب أن البعض الطيب الساذج في العراق قد صدقها كالسيد علاء اللامي .



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي أمام الإختيار الوحيد: الإنتصار
- من الذي مهّد للإنكسار في الموصل؟
- ناصر طه شاعر ومثقف ومن تعساء العراق!!
- أردوغان والنجيفي وداعش وحلف الناتو
- مؤامرة واسعة على العراق
- أي تحالف يريد النجيفي؟4
- رد على تعقيب من مواطن سعودي
- حقيقة الصراع السعودي الإيراني
- أي رئيس وزراء وأية حكومة؟
- أي تحالف يريد النجيفي؟2/2
- أي تحالف يريد النجيفي؟(2)
- الناطقة بإسم الهيومان رايتس ووج الأمريكية غير مقنعة
- بلغ العراق مرحلة الحسم: فأما الإعمار وأما الإنهيار3/2
- بلغ العراق مرحلة الحسم: فأما الإعمار وأما الإنهيار3/1
- الإنتخابات هي فرصة الشعب لإنزال العقاب
- أفكار خطيرة لدى الجلبي3/3
- أفكار خطيرة لدى الجلبي3/2
- علاوي وماسترياني!!
- أفكار خطيرة لدى الجلبي2/1
- العراق وفنزويلا وأمريكا


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - سيحترم البارزاني المادة 140 رغم أنفه