أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - مركز الدراسات المتوسطية : موقف واشنطن والقوى الإقليمية حيال الوضع في العراق!















المزيد.....

مركز الدراسات المتوسطية : موقف واشنطن والقوى الإقليمية حيال الوضع في العراق!


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مركز الدراسات المتوسطية
وجهة نظر


Viewpoint
Washington s position and regional powers about the situation in Iraq!
By Abdulrahman MATAR:

لقد وصل العراق الى الهاوية، بفضل سياسات الإقصاء والتهميش التي انتهجتها حكومة المالكي طوال فترتي حكمه، استطاع خلالها من تكريس الإنقسام الطائفي بحدّة لم تصل إليها البلاد من قبل، بمثل هذه الصورة المنظمة، بما لما يمكن تخيله بين مناطق الغرب، والجنوب، فيما كردستان تعزز من كيان الحكم الذاتي الصاعد بهدوء وروية نحو الدولة. لقد كان ولايزال تدخل طهران حاسماً في دعم المالكي، فيما يعزز الأخير من وصايتها على العمل السياسي، فأصبحت التيارات الوطنية غير قادرة على العمل، أو إعادة البناء وفقاً لما يفترض أن يكون عليه جوهر المشاركة الوطنية لإعادة بناء العراق الجديد بعد سنوات الحرب. لكن ماحدث، هو صعود ديكتاتورية طائفية جديدة.
لقد أضحت منطقة الشرق الأوسط بأكملها، في فوهة البركان، وتقف القوى الدولية التي ساهمت في الوصول الى هذه الحالة، عاجزة عن القيام باي شئ، سوى انتظار الأحداث عما ستؤول إليه. ولاتبدو في الواقع أنها تنتهج سياسات داعمة لإسقاط الديكتاتوريات بأقل التكاليف الدموية التي تدفعها شعوب المنطقة.



الموقف الأمريكي
جاءت زيارة كيري للمنطقة، إثرتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأن الادارة الأميركية، لن تكون داعمة للتدخل العسكري في العراق، في المدى النظور،أو حتى تأمين ضربات جوية تشلّ تقدم المجموعات العراقية التي تفرض طوقاً خانقاً على سلطة المالكي، وتقف على أعتاب المنطقة الخضراء. ولكن في الحقيقة لم تلبث تصريحات أوباما أن طوّتها مسألتين، أولاهما تلميحات كيري، بإمكان ذلك في ظل استجابة المالكي لخطة تسوية. والثانية هي الضربات التي نفذّتها طائرات بدون طيار على تجمع لداعش في القائم على الحدود العراقية مع سوريا.

حديث كيري، عن تشكيل حكومة شراكة وطنية، لن يقود الى تسوية سحرية للنزاع السياسي والعسكري، الذي يتأصل اليوم أكثر من أي وقت مضى. لن يلقى اهتمام المالكيـ أو مناوئيه، لكنه يعبّر عن حالة عجز بيّنة في معالجة ملف العراق، الأكثر التصاقاً بمؤشرات السياسة الخارجية والدفاعية الأميركية منذ عشرين عاماً.
يبدو قرار الرئيس أوباما منسجماً مع تصوراته بشأن السياسة الخارجية الأميركية التي أعلن عنها في خطابه أواخر مايو / أيار الماضي، محدداً عدم ارسال جنود الولايات المتحدة للقتال من أجل أحد في أي مكان من العالم، وأن التدخل العسكري ليس السبيل الوحيد للحلّ. إضافة لتاكيد التزامه سياسة التوازن في القضايا الدولية، فيما تفرض الضرورة التعامل " المحدود " مع إيران.
يحاول أوباما في مواجهة الأصوات التي ترتفع من حوله منددة بأسلوب " عدم القيام بأي شئ " أن يرسم طريقاً ثالثاً بين " نزعتي الابتعاد ، أو التدخل ". وهي سياسة حذرة، خشية الإنزلاق، تستند الى المصالح المباشرة والحيوية، مع محاولة إضفاء طابع القوة والهيمنة الأميركية والمعالجة الهادئة، وهي في الواقع حالة عجز واضح في معالجة الملفات الساخنة، في المنطقة بوجه خاص.
وفي الواقع، رغم أن محاربة الإرهاب جزء حيوي في استراتيجية أوباما، فإن خبراء واشنطن في الأمن والسياسة والدفاع ومحاربة الإرهاب، لم يقرأوا معطيات الواقع وتحدياته في كل من سوريا والعراق، بشكل جيد. بل إن داعش وحليفاتها من القوى المتشددة، قرأت جيداً سياسة واشنطن الجديدة بإنهاء التواجد العسكري المباشر في العراق وافغانستان، والتوجه نحو تقليص استراتيجيات التدخل العسكري.
وعلى رغم من تحريك واشنطن لحاملتي طائرات باتجاه العراق، والإقرار بإرسال 100 خبير عسكري وامني لمساندة الحكومة العراقية المنتهية ولايتها، والقيام بطلعات جوية لجمع المعلومات، فإن الولايات المتحدة أوضحت ان ذلك ليس دعماً يتصل بالمالكي وحكومته، وإنما يمثّل مساندة للعراق. وفي الواقع ينطوي هذا الأمر على موقف أميركي واضح، يحمّل المالكي مسؤولية التدهور الحاصل في العراق بسبب سياسة حكومته الطائفية، وفي الوقت نفسه تدرأ واشنطن عن نفسها التورط في دعم حكم نخره الفساد والولاء لإيران ولم يستطع انجاز تقدم في التوازن السياسي والمصالحة الوطنية، التي من شأنها ان تقود العراق الى الاستقرار.
بالمقابل تتحسب واشنطن من القيام بدعم أي عمل عسكري ضد مجموعات الحراك الوطني والعشائري ضد حكومة بغداد، بما فيها الدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ). هذا يفسر انها لاتريد استعداءً مباشراً اليوم مع هذه القوى، بمعنى أن لاتقوم باستهدافها عسكرياً بصورة مباشرة، خشية أن يقود ذلك إلى تهديد مباشر للولايات المتحدة ومصالحها عبر العالم، في استحضارٍ لرهابِ هجمات أيلول / سبتمبر 2001 .
تدرك واشنطن جيداً حجم التعقيدات الهائلة التي ينطوي عليها الموقف في العراق، وأي تدخل سريع غير مدروس بدقة، قد يشكل انزلاقاً لها في أتون حرب أهلية – طائفية، يحشد لها المالكي والقوى الداعمة له: ايران وحزب الله ، بما تمتلكه هذه الأطراف من خبرات طويلة في الحروب الأهلية وفي إثارة الفتن، وتجييش المجتمعات تحت سقف الطائفية والمذهبية، والتي عبر عنها المالكي ثلاث مرات، الأولى حين رأى فيما يحدث " تكراراً لهجوم أتباع يزيد على أتباع الحسين"، والثانية في دعوته للنفير العام للمدنيين على أساس مذهبي، والثالثة اتهامه السعودية، بأنها تقف وراء دعم الإرهاب في العراق.
الولايات المتحدة، وهي تأخذ بالدروس التي مرّت بها التدخلات الأميركية بدءاً من فييتنام الى أفغانستان ولبنان والعراق، ومايحدث في سورية، يمنحها القوة في اتخاذ قرار مثير للجدل بعدم حماية اتباعها في المنطقة، وهذا لم يكن وليد اليوم، لنلاحظ مواقفها من بن علي ومبارك وعلي عبدالله صالح، وهي بالقطع لن تقف الى جانب المالكي. لم تقف في السابق مع أي ديكتاتور خدم مصالحها بكل قوة، وأخضع شعبه لسطوة حكمه واستعباده، والشاه لايزال مثالاً حيّاً على الاستغناء عنهم عندما تتحرك الشعوب المقهورة.

رحيل المالكي: تجاذب اقليمي
ترى واشنطن – كما يبدو – أن رحيل المالكي - هو جزء أساسي من آليات التوصل الى حل سياسي أكد عليه اوباما مؤخراً، كما فعل كبار مسؤولي البيت الأبيض. لكن واشنطن في الحقيقة لم تطالب المالكي بالرحيل. طرحت الفكرة داخل الإدارة الأميركية في اجتماع ضم كبار القادة الأميركيين السياسيين والعسكريين، في ظل تجاذبات بين الديمقراطيين والجمهوريين. ولكن لم تكن هناك فاعلية لمثل هذه الدعوة، فالمالكي والائتلاف الذي يتزعمه، وقد سجل نصره في الانتخابات، هو حليف لواشنطن، ويفترض أن يضمن تنفيذ الاستراتيجية الأميركية فيما يتصل بالعراق. المالكي اليوم هو أقرب إلى طهران، التي أعلنت صراحة أنها مستعدة ليس فقط للتدخل العسكري، بل رفضت على لسان المرشد الأعلى رفضها لأي تدخل عسكري، هو بالأساس مطلب الحكومة العراقية، الذي رفضته واشنطن دون استبعاده، إذا ماتوافرت شروط ومعطيات اللجوء إليه.
موقف إيران وروسيا الداعمين للمالكي، سيعززان رفض الأخير للتنازل عن نصره في الوصول إلى حكم البلاد مجدداً، مع صعود مرشحين محتملين لخلافتة، مثل إياد علاوي، وعادل عبدالمهدي. لكن تعنت كتلة المالكي كما هو واضح حتى اليوم، سيفاقم الأزمة، مع وجود مواقف عربية تلتقي مع الرؤية الأميركية في ضرورة انسحاب المالكي، واعادة بناء سلطة متوازنة بين جميع المكونات العراقية، وفي الواقع فإن علاوي وعبدالمهدي، هما شخصيتان يجمع على أدائهما الوطني معظم العراقيين من مختلف الأطياف.
ان استمرار المالكي، بالصورة الطائفية، التي يجيّش فيها مواجهة الانتفاضة العراقية، وموالاته لقم، لن يقود إلى حلّ في المدى المنظور، ولن تتمكن الأطراف من القبول ببعضها في ظل التعامي عن الأسباب الحقيقة للحدث العراقي الراهن. كما أنه حاول الخروج من عنق الزجاجة، باتهام السعودية على ماسماه الارهاب والتمرد، على خلفية الموقف السعودي المعروف، بضرورة عدم استبعاد مكونات الشعب العراقي من المشاركة الحقيقية في إدارة بلادهم لحقبة جديدة، تقود الى الإستقرار. علاوة أنه لم ير في القوى المنتفضة، سوى أنها "دعشاء"!

بغداد وطهران : استنساخ التجربة السورية
المالكي، وحلفاؤه يستنسخون التجربة السورية، في التعامل مع انتفاضة العراقيين، من حيث الأخذ بالاتهامات ذاتها، بأنها مجموعات إرهابية، مرتبطة بالخارج، وأنها مؤامرة خارجية بأدوات داخلية عميلة. و حكومة بغداد تستند الى دعم كل من ايران وحزب الله، اضافة للموقف الروسي الجديد الى جانب المالكي . كما انتهجت بغداد الأسلوب ذاته، في مواجهة "الانتفاضة" أي اللجوء الى الحلّ الأمني والعسكري.
مع تقدم القوى المناهضة للمالكي واكتساحها للمدن الكبرى، يبدو أن الاستعانة بميليشيات مدنية لمتحزبين موالين للحكم في إطار انتماء طائفي مذهبي، ليس بعيداً عن استعانة الأسد بمجموعات الشبيحة والجيش الوطني، ولا يختلف الأمر بالنسبة لإطلاق سراح السجناء وفي التعامل مع القوميات، خاصة في استمالة اقليم كردستان العراق، تماماً كما توالي قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني BKKنظام الأسد التي حلّت محل قواته المندحرة والمنسحبة من مناطق عدّة في الشمال السوري.

المؤشرات الدّالة على أسلوب متقارب في محاولة إدارة الأزمات عبر القوة المفرطة، في كل من سوريا والعراق، لاشك يتصل بذراع الاستراتيجيا الأمنية العسكرية الإيرانية، التي تهيمن على القرار في البلدين المتهالكة حكوماتيهما، رغم انتفاضة الشعوب ضد الديكتاتورين الأسد والمالكي. ايران اليوم هي الحلقة القوية الوازنة، سواء مايتصل بالأوضاع على الأرض، أو في عمليات التفاوض السرية والعلنية، وحشد التاييد الدولي بالتعاون مع موسكو، وتغذية النزاعات المسلحة عبر دعم حلفائها بالمال والسلاح والخبراء والمقاتلين المنتمين الى عقيدة طائفية محددة. وتحاول طهران جاهدة لستثمار الحدث العراقي – السوري الراهن، كورقة ضاغطة في اتجاهين هما: مفاوضات النووي الإيراني المتواصلة دون تحقيق شئ، مع استمرار المشروع. والثاني في فتح قنوات اتصال وتعاون جديدة مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، فيما يسمى الحرب على الإرهاب، بعد أن طال الخطر واحداً من أهم حلفائها الموالين لها: المالكي وحكومته الطائفية.

تمدد داعش ومخاطر الإرهاب
كانت واشنطن تراقب عن كثب نمو وتصاعد وانتشار حركة الجماعات المتشددة في العراق، برعاية مباشرة أو غير مباشرة من طهران وبغداد، وعلى الرغم من إداراكها لمخاطر تناميها، فقد آثرت التغاضي عنها..الأمر ذاته فعلته دول الاتحاد الأوروبي، وهي اليوم تعيد بناء مواقفها واستراتيجياتها، بما يشكل لبلدانها حماية من مخاطر انتقال الإرهاب إليها، خاصة بعد اكتشاف ادلة على وجود أعداد مهمة من مواطنيها، في صفوف داعش وجبهة النصرة، تم تجنيدهم على أراضيها( فرنسا وبريطانيا ).
ولم تساند أي من تلك الدول بصورة فعلية، على تحجيم وجود داعش في سوريا. وقد واضحاً في الشهور الثلاثة الأخيرة، أن خطة داعش تقوم على التمدد والانتشار من الرقة باتجاه الرمادي، كنقطة اساسية، وخاضت معارك طاحنة مع الجيش الحر، في ريف الرقة ودير الزور وريف الحسكة. وقد تمكنت بالفعل من السيطرة على الحدود والتحرك بحرية كاملة.

وبغض النظر عن الخريطة التي نشرتها داعش، لدولتها المستقبلية التي تضم بلاد الشام والعراق والكويت، فإنها اليوم تتوسع ايضاً باتجاه حلب، لاستعادة السيطرة على الريف، ومن ثم المدينة لاحقاً. وقد منحها الوضع الجديد في العراق، قدرة كبيرة على بثّ الرعب، وإرهاب القوى السياسية والمجموعات المسلحة في المنطقة بأكملها، وكذلك استيلائها على العتاد الحربي الكبير، من أسلحة الجيش العراقي. وقد بدأت تنقل كل يوم في الليل كماً هائلاً من السلاح والذخيرة والعربات العسكرية والاموال .
ويرى مراقبون أن ماتقوم به داعش، ثمة قوى اقليمية ودولية داعمة له، بهدف تحقيق مصالح واستراتيجات، تقود الى تفيكيك المنطقة بالكامل.

كركوك : درب الدولة
تلعب طهران اليوم دوراً مهماً في تطوير علاقة بغداد مع إقليم كردستان بهدف مسألتين هما تحييده عن الدخول في صراع ضد حكومة المالكي، وتشكيل حزام مانع لتمدد" داعش" الى كركوك.و ثانياً: استخدام أراضي الإقليم ومواقعه، في أي عمل عسكري تقوم به الحكومة المركزية ضد " الإرهابيين ". وذلك بمقابل موافقة المالكي وكتلته على تطبيق فوري للمادة (140) من الدستور العراقي، وضم كركوك المتنازع عليها إلى إقليم كردستان العراق.
هذا الاتفاق الذي رعته طهران قبل أيام، يأتي ضمن التطورات الأخيرة، التي مكنّت للبشمركة بسط سيطرتها الكاملة على مدينة كركوك، وخاضعت معارك قصيرة وسريعة، منعت توغل داعش في المنطقة، وبالتالي فرضت وجودها كقوة اساسية منظمة ومدرّبة، على خلاف الجيش العراقي الذي ترك كل شئ وفرّ. وفي الواقع فإن داعش والقوى المشاركة لها، وضعت في اعتبارها عدم التصادم مع الأكراد أو تهديد مصالحهم.

ما من شك ان كردستان العراق، لم تتاخر في العمل على تهيئة كل الظروف التنموية والاجتماعية والاقتصادية، التي تقود الى " بناء الدولة " بانتظار توفر الغطاء السياسي الملائم في اللحظة التاريخية المناسبة، واليوم ثمة علاقات جيدة مع تركيا، مع غياب الدولة في الشمال السوري، ومباركة طهران لعلاقات حسنة للإقليم مع الحكومة المركزية. والواقع، فإن استمرار الوضع في في سوريا والعراق، وتطوره باتجاه مزيد من الفوضى والخراب، يمنح الكورد قيمة إضافية في العمل على الاستفادة من كل الظروف - بما فيها لقاء برزاني / كيري - التي يمكن اعتبارها " فرصاً تاريخية " قد لاتتكرر في المستقبل.

الفوضى الدامية
تمتلك الإدارة الأميركية، من القدرات والآليات، التي تمكنها من القيام بدور فاعل وحاسم في المنطقة، بعيداً عن استخدام القوة او التلويح بها، وقد نجحت في الواقع في اجبار الأسد على تسليم الترسانة الكيمياوية، وهي قادرة اليوم على منعه، من مواصل القتل والتدمير ضد السوريين، وقد خرجت الأوضاع عن السيطرة في العراق. وليس من مصلحة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، امتداد الحرب وتداخلها في المنظقة الممتدة من غزّة وجنوب لبنان، حتى افغانستان، مروراً بسوريا والعراق.
ويبدو بقاء المجتمع الدولي، عاجزاً عن الفعل، متفرّجاً ومتغاضياً عما يدور في المنطقة، هو في الحقيقة شريك في اطلاق الفوضى ودفعها نحو تنظيم اتجاهاتها، بما يخدم إعادة التكوين السياسي والاجتماعي، وهذا لايمكن انجازه في عقود طويلة، وبمزيد من المذابح التي يبشر بها تطور الوضع، وتدفق المال والسلاح والمقاتلين في المنطقة، يقابله تصلب الديكتاتوريات، وتنامي التشدد الذي لن يبق على الإطلاق حبيس الجغرافيا، بما يحمله من عقيدة، ويضمره من خطط وأفكار.
ان الفوضى المنظمة التي تجتاح المنطقة، من شأنها إنهاك القوى عبر حروب طويلة، واستنزاف كل القوى والموارد، وغياب الاستقرار لسنوات طوال .
____________________
- كاتب سوري
- مدير مركز الدراسات المتوسطية




#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاحلّ في الأفق..والفوضى تربك التحالفات
- موقف واشنطن حيال الوضع في العراق!
- العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!
- مركز الدراسات المتوسطية : تقرير حول انتخابات الرئاسة السورية
- صهيل الشعر يمطر بهاء المعاني..!
- سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط
- التسوية السياسية وغياب الإرادة الدولية !
- واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!
- دموع البابا فرانسيس
- كيمياوي الأسد :الطريق الى الجحيم !
- سوريا والغرب وإعادة التكوين
- الرقة تذبح بصمت
- الرقة على أعتاب كارثة انسانية
- اتحاد الديمقراطيين السوريين / أفكار أولى حول التجربة
- دعوات مشبوهة لدور اسرائيلي في الأزمة السورية
- سمات العمل السياسي للمعارضة السورية
- خليل صويلح في ” سيأتيك الغزال ” : سيرة العطش،وشغف الأحلام وا ...
- سُحب الغواية
- دمشق
- اجتماع اتحاد الديمقراطيين السوريين / نتائج وتوصيات


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - مركز الدراسات المتوسطية : موقف واشنطن والقوى الإقليمية حيال الوضع في العراق!