أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - تقدير موقف للأزمة العراقية الراهنة وآفاق حلّها ( الحلقة الثانية )















المزيد.....

تقدير موقف للأزمة العراقية الراهنة وآفاق حلّها ( الحلقة الثانية )


محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقدير موقف للأزمة العراقية الراهنة وآفاق حلّها ( الحلقة الثانية )
محمود جديد
ثانياً : الوضع العربي والإقليمي والدولي ( قبل الأزمة العراقية الراهنة )
- إنّ الصورة التي ارتسمت وشاهدناها في الأزمة السورية خلال الثلاث سنوات الماضية وتشابكاتها وتداخلاتها وتعقيداتها نراها تتكرّر تقريباً في الساحة العراقية خلال هذه الأيام على الصعيد العربي والإقليمي والدولي :
1 - على الصعيد العربي :
كانت أقطار الخليج قبل تشكّل مجلس التعاون الخليجي وبعده تشعر بالخوف والحذر من وجود نظام مجاور قوي في بغداد ، وخاصة بعد عبر ودروس اجتياح الكويت عام 1990 ، ولهذا استبعدت العراق من هذا المجلس خشية هيمنته عليه .. كما أنّ الوجودالمستمر للقواعد الأمريكية في هذه الأقطار ، والدور المتواطئ لهذا المجلس مع الإدارة الأمريكية في التحضير للعدوان الأمريكي على العراق في عام 1991 والمشاركة بتفيذه وتمويله .. وتقديم أراضيها ومنشآتها وبترولها للقوات الأمريكية الغازية عام 2003 لاحتلاله .. كلّها دروس وأدوار وممارسات يمكن تكرارها في كلّ محطة سياسية جديدة هامّة ...
- وبغض النظر عن سلبيات أسلوب تطبيق الديمقراطية في العراق بسبب قانون الانتخابات المقنّن وفقاً لدستور وُضٍع في ظل الاحتلال وارتكازه على المحاصصة الطائفية، وتأثير المال السياسي في الانتخابات إلّا أنّ قادة الخليج قد يرون أنّ لهذا الطريق انعكاسات سلبية على دول مجلس التعاون الخليجي ،لأنّه يفتّح عيون الجماهير في بلدانها على النظم الأسرية والعشائرية والقبلية السائدة فيها بصورة أكبر ، ولذلك فهي ترى من مصلحتها إفشال أيّة ممارسة ديمقراطية فيه مهما انخفض سقفها ، و إبقاء العراق غارقاً في أزماته الداخلية ، وقد سبق أن شجّعته على خوض حرب طويلة مع جارته إيران مدة 8 سنوات ، وموّلته لإلهاء واستنزاف البلدين معاً ..
واليوم فإنّه ليس من مصلحتها تواجد رئيس حكومة عراقية يصعب عليها احتواؤه ، والثقة مفقودة به ، وبغضّ النظر عن سلبيات وإيجابيات أيّ شخص يتبوّأ هذا المنصب ، وخاصة أنّ النظام المعتمد في العراق وفقاً للدستور هو نظام برلماني والسلطة الحقيقية بيد مجلس الوزراء ... وعندما جاءت نتيجة الانتخابات البرلمانية الأخيرة لصالح المالكي ازداد قلقها من استمراره في الحكم لدورة ثالثة في وقت ابتدأ فيه العراق يسيطر على أزماته الاقتصادية بعد تأخّر ، ويزيد من انتاجه النفطي بعد تلكّؤ ، ويتبلور اصطفاف المالكي مع المحورالإيراني السوري بعد تردّد، وكأمر واقع ( حسب منظوره) فرضته الأحداث بعد فترة خصومة مع نظام دمشق ، ولذلك قد يرى حكّام السعودية أنّه لا بدّ من كسر الحلقة الوسطى الضعيفة لهذا المحور لإبطال مفاعيله على أمن الأقطار الخليجية... وخاصّة أنّ العراق ابتدأ يسعى باهتمام لتسليح جيشه ، وتنويع مصادر أسلحته بعد المماطلة الأمريكية في ذلك ، كما عقد صفقات اقتصادية هامة مع طهران ، وأبرم معها اتفاقية مشروع نقل الغاز والنفط من إيران عبر الأراضي العراقية إلى سورية فالبحر الأبيض المتوسط ، هذا المشروع الاستراتيجي سيكون له انعكاسات سياسية واقتصادية هامة على الوضع في المنطقة برمّتها ..
وإذا أضفنا إلى هذا كلّه ، وجود علاقات متينة بين الأنظمة الخليجية وخاصة السعودية منها ، وبعض الشخصيات البارزة في المعارضة العراقية : الهاشمي ، العلّاوي ، حارث الضاري ...الخ ، وقسم من العشائر العراقية المتداخلة مع عشائر بلدان الخليج ، وتمويلها وتسليحها .. وفي الوقت نفسه ، فهي تستخدم التحريض الطائفي والقاعدة وأخواتها خارج بلدانها وتموّلها للتأثير على مجريات الأحداث في مناطق التفجّر ، لأنّ جيوشها عاجزة عسكريّاً عن القيام بهذا الدور ، وأنظمتها وإنجازاتها غير مؤهّلة للإشعاع والاقتداء ...
كما أنّ فشل السياسة السعودية والقطرية في حسم الصراع داخل سورية بعد ثلاث سنوات من الدم والدمار والخراب وعدم وجود آفاق قريبة لذلك ، وبدء النظام السوري في امتلاك المبادرة الميدانية ، واستمرار وتوسّع دائرة ( المصالحات ) مع الفصائل المسلّحة ، واتساع الهوة بين المجموعات المسلّحة وتناحرها ، وفشل الإئتلاف الوطني في لعب دور ممثّل حقيقي للشعب السوري ( أو حتى ممثّل لمجموع المعارضة ) وغرقه في خلافاته ، وعدم توفّر رغبة أو إرادة أمريكية في التدخّل العسكري المباشر في سورية وتبليغ السعودية بهذا الموقف من الرئيس الأمريكي نفسه ، وما تصريح أوباما الأخير الذي يرى فيه المعارضة المعتدلة عاجزة عن هزيمة نظام بشار الأسد سوى تأكيد جديد على الموقف الأمريكي .. عوامل كثيرة دفعت السعودية لمحاولة استثمار ماجرى في الموصل مؤخّراً ، سواء أكانت على علم مسبق به ومشاركة في التخطيط له أم لا ؟ وهي ستحاول الإمساك بهذه الورقة بهدف الحصول على مكاسب سياسية في العراق وسورية معاً ..
2 - الموقف التركي :
بعد فشل أوردغان في تحقيق هدفه بالانضمام إلى الاتحاد الأوربي اتّجه نحو تحسين سياسته تجاه كلّ من العراق وسورية ، وفي هذا السياق قطع خطوات هامّة من حيث إبرام العديد من الاتفاقات معهما في مجالات متعدّدة وخاصة الاقتصادية منها ، فنشطت حركة السياحة والتبادل التجاري ، وأزيلت الكثير من العقبات أمام حركة انتقال المواطنين بين البلدان الثلاثة .. وقد استفاد الاقتصاد التركي فائدة كبيرة نتيجة الانفتاح على جيرانه... ولكنّ السياسة التركية في السنوات الأخيرة اتّسمت بالانتهازية الفاقعة ، ففي أول امتحان عملي لها سقطت فيه ، حيث دغدغ الحلم العثماني مشاعر أوردغان ، بعد ظهور ( الربيع العربي ) في العديد من الأقطار العربية ، وكانت الساحة السورية الأختبار الأبرز على انكشاف وفضح الموقف التركي وهشاشته نظراً للحدود المشتركة الطويلة بين البلدين ، فركب أوردغان موجة الفصائل والمجموعات المسلّحة وغير المسلّحة في سورية وخاصّة الأخوان المسلمين ، ويسّر لها استخدام الأراضي التركية لعقد المؤتمرات ، واستقبال المسلّحين وتسهيل عبورهم إلى سورية ، وتقديم الدعم المباشر لهم ، أو عن طريق الموافقة على مرور الأسلحة والعتاد العسكري للمجموعات المسلّحة من مصادر خارجية أخرى .. وكانت تقديرات الساسة الأتراك بأنّ نظام دمشق سيسقط خلال أشهر .. ولكنّ الاستعصاء المزمن في سورية مع بروز مؤشّرات ميدانية وسياسية على تحسّن أوراق النظام ، وعدم وجود آفاق قريبة بإسقاطه جعلت حكام أنقرة يشعرون بخيبة الأمل والفشل والمرارة ، وصعوبة تصحيح مسارهم .. وعندما تفجّرت الأحداث في العراق بمستوى غير معهود ، وسيطرة داعش وحلفائها على الموصل وتمددها باتجاه المحافظات الأخرى قد يجعل أوردغان يعتقد أنّ في هذا التطوّر تعويضاً له عن خسارته في سورية ، وفرصة مناسبة لإنقاذ ماء وجهه ، وخاصة بعد الصعوبات والفضائح التي اعترضته داخل تركيّا نفسها ، وهو على أبواب انتخابات رئاسية سيخوضها في أجواء صعبة وغير مضمونة النتائج نظراً لاتساع دائرة خصوماته..
وإذا أضفنا إلى ماتقدّم ذكره ، احتضان الهاشمي الفار من وجه الملاحقة القضائية العراقية له ، ورفض تسليمه للحكومة العراقية ، ووجود صلات مباشرة مع داعش نفسها وما سلّفها من دعم وتسهيلات ، ومحاولة اللعب بورقة الأخوة التركمان في العراق ، وبتحسّن علاقات أوردغان مع البرزاني ووجود مصلحة مباشرة بينهما من خلال تسويق نفط منطقة الإدارة الذاتية في العراق إلى السوق التركية أو غيرها في ظل غضب حكومة بغداد من هذه الخطوة .. كلّها مسائل وعوامل مغرية للقادة الأتراك للدخول في مغامرة سياسية جديدة على الرغم من قضيّة اختطاف الأتراك في الموصل والتي قد تكون بمثابة ذر الرماد في العيون ، ولن يكون من الصعب حلّها ، وهنا نلاحظ عدم اهتمام السلطات التركية بالأمر بالمستوى المطلوب ...
والخلاصة هنا ، إنّ أوردغان سيكون متعاطفاً ومسانداً لما جرى في الموصل ، ومؤيّداً لإزاحة المالكي من رئاسة الحكومة الحالية ، وقطع الطريق على وصوله لهذا المنصب في الحكومة القادمة ...
3 - الموقف الإيراني
سبق أن انتقدنا الموقف الإيراني في العراق خلال العشريّة المنصرمة ، سواء من خلال افتتاحيات جريدة الحزب السابقة " الديمقراطي " المناقشة والمعتمدة من هيئة التحرير ، أو من خلال المقالات التي كتبتها في حينه ، ولكنّنا ميّزنا جيّداً بين الموقف الإيراني في العراق ، وموقفهاالداعم للمقاومة اللبنانية والفلسطينية ، وأنصفناه ، وخاصة في ظلّ غياب الدور العربي مع الأسف والذي يترك فراغاً أمنيّا وسياسيّا يغري الآخرين لمحاولة ملئه ..
- يعبّر النظام الإيراني عن موقف واضح داعم للنظام السوري وحزب الله ، فهو حليف استراتيجي قوي لهما ، ويقدّم كافّة أوجه الدعم والمساندة ، وهذا موقف ثابت لن يساوم عليه حسب تقديرنا في المدى المنظور ووفقاً للمعطيات الراهنة .. كما يدعم الحكومة العراقية متسلّحا بغطاء الإرادة الشعبية الطافية على السطح المتمثلة بنتائج الانتخابات الأخيرة ، وسيكون حريصاً على عدم وصول بدائل أخرى تحدّ من نفوذه في العراق ، نظراً لمصالحه الكبيرة المشروعة وغير المشروعة هناك ، ولا سيّما كون العراق يلعب حلقة جيوسياسية هامة لتحقيق أهداف السياسة الإيرانية في سورية ولبنان وفلسطين لا غنى عنها، ولوجود حدود مشتركة معه تجعل مايجري في العراق له تأثيرات وانعكاسات مباشرة على الداخل الإيراني .. ومن هنا ، سيكون الموقف الإيراني مدروساً بعناية فائقة واهتمام كبير ضمن دائرة من الاحتمالات التي لا تلامس الخطوط الحمر للأمن الإيراني حسب تصوّرهم ، وهذا ماسنفصّله في الحلقة القادمة التي ستعالج الأزمة الراهنة في العراق بشكل مباشر ...
ثالثاً - الموقف الدولي :
1 - الموقف الأمريكي :
خاضت الإدارات الأمريكية سلسلة من التدخّلات الخارجية بعد الحرب العالمية الثانية ، وكان أبرزها في فيتنام ، وأفغانستان ، والعراق وفشلت في تحقيق أهدافها باستثناء العراق التي تحققت جزئياً ، وما نشهد فيه من تطورات هو من نتاج الغزو الأمريكي بشكل رئيسي ونظام المحاصصة الطائفية الذي فرضته ، والدستور المسموم التي صاغته وسوّقته .. غير أنّ بروز تحديات جديدة استراتيجية على مستوى العالم متمثلة في بروز الصين كقوّة اقتصادية عملاقة وطموحة لتطوير قدراتها العسكرية بما يتماشى مع هذه القوّة ، وظهور مجموعة البريكس ذات الامكانيات العسكرية والاقتصادية والبشرية الضخمة ..كلّها تجذب الاهتمامات الأمريكية بعيداً عن تأثير اللوبيات إلى أماكن أخرى .. يضاف إلى ذلك رغبة أوباما في التخلّص من المستنقع الأفغاني ، وعدم الخوض في مغامرات عسكرية جديدة تنهك اقتصاده أكثر فأكثر ، فخياره واضح جلي : لا تدخّلاً عسكرياً في سورية أو في إيران كما ترغب فيه السعودية و( إسرائيل ) ، وإنّما يفضّل استنزافهما بأساليب أخرى ، أو استيعابهما بهدف قطع الصدع الجيوسياسي في القارة الآسيوية الممتدّد من الصين مروراً بروسيا وإيران وصولاً إلى سورية والبحر المتوسط ، منطلقاً من وجهة النظر القائلة بأنّ الإيرانيين براغماتيون أكثر ممّا يتصوّر البعض ، فعندما يحافظون على بعض مصالحهم ، وتتيسّر لهم طاقة للنجاة مع الغرب لن يدخلوا أحلافا مع قوى عالمية أخرى وسيحافظوا على علاقات طيبة مع الجميع ... ومن جهة أخرى فأوباما الذي وقف ضد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وكان وزيرا خارجيته ودفاعه معه في هذا الموقف ، والذي حصل سابقاً على / جائزة نوبل للسلام / ،ودخل العد التنازلي لانتهاء ولايته الثانية ، لن يغامر بحرب جديدة ، وخاصة أنّ الشعب الأمريكي ، والقوات المسلّحة لا ترغب بذلك ، وفي ظلّ تحديات اقتصادية واجتماعية ضخمة ..
هذه المعطيات ستدفع الإدارة الأمريكية إلى عدم الانجرار عسكريّاً ثانية إلى العراق والخوض في مستنقع الأزمة الراهنة ، ولا سيّما الانتخابات الجزئية للكونغرس على الأبواب ، والحزب الجمهوري جاهز لتصيّد أيّة خطأ تقع فيه إدارة أوباما ..
وبما أنّ الموقفين الأمريكي والإسرائلي متداخلان ومتطابقان في معظم الحالات فمن المفيد الإشارة هنا إلى
أنّ ( إسرائيل ) كانت دائماً تنظربعين القلق من وجود عراق قوي وله اهتمامات قومية ، وخاصّة نحو القضية الفلسطينية ، وقد أشرت سابقاً إلى خطورة تشكيل جبهة عسكرية شرقية بالمنظور الإسرائيلي ، ولذلك يسعى الكيان الصهيوني بكل قوته من أجل تفكيك العراق وإبقائه ضعيفاً ...وهذه سياسة ثابتة لدى كافة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ حدوث نكبة فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني ..
وقد عبرّ نتنياهو بوضوح عن الموقف الإسرائيلي عبر برنامج "واجه الصحافة" الاسبوعي الذي تبثه قناة ان بي سي الامريكية بقوله :"إن الذي نشهده في الشرق الاوسط اليوم في العراق وسوريا هو الكراهية الشديدة بين شيعة متشددين تقودهم ايران وسنة متشددين تقودهم القاعدة وداعش وغيرها."
ومضى رئيس الحكومة الاسرائيلية للقول "كلا المعسكرين يعاديان الولايات المتحدة، وعندما يحارب خصماك احدهما الآخر لا ينبغي لك ان تدعم اي منهما بل تسعى الى اضعافهما معا ."
إنّه الموقف الإسرائيلي ذاته الذي ينصح أمريكا به ، فهو يريد ترك الصراع مفتوحاً بين أعدائه لاستنزافهما وإضعافهما ،وضمن هذا السياق يشجب أي تعاون أمريكي في العراق للمساهمة في معالجة أزمته الراهنة ... ولكنّه يرى في الوقت نفسه أنّ إيران هي العدو الأكثر خطورة ، ولذلك يحرّض الإدارة الأمريكية باستمرارعلى محاصرتها وتدمير برنامجها النووي
2 - الموقف الروسي :
يحاول بوتين ملء أي فراغ يحدث في الشرق الأوسط من الجوانب العسكرية والاقتصادية والدخول في أيّة ثغرة تحدث ، لأنّه يعتبر هذه المنطقة واقعة ضمن مجال الأمن القومي الروسي .. وينظر بقلق لأيّ نجاح تحققه المجموعات المتطرّفة في البلدان الإسلامية ، ويدرس باهتمام انعكاس ذلك على المسلمين في الاتحاد الروسي الذين يبلغ عددهم ما يزيد عن ( 20 مليون مسلم روسي ) ضمن حدود روسيا الاتحاديّة ، وتمتّع حوالي 17 مليون منهم بأكثرية عددية ضمن جمهوريات وأقاليم روسيا ، ووجود إرث قديم من المتاعب الأمنية والسياسية في بعضها ،وخاصة في الشيشان ، وداغستان ، وأنغوشيا ، يجعل هذا كلّه القادة الروس ينظرون باهتمام وحذر كبيرين من انتشار الأفكار الدينية المتطرّفة بين صفوف المسلمين ، ويخشون من محاولة أمريكا وأتباعها في العالم الإسلامي من محاولة استثمارها وتوظيفها لإرباك وإشغال روسيا ، وإلهائها بأمورها الداخلية ، واستنزاف قدراتها العسكرية والاقتصادية ، وعرقلة تنميتها ، .. وهنا من المفيد توضيح ما يلي :
- يوجد 15 كياناً سياسيّاً روسيّاً في منطقة الفولغا والقوقاز الروسية ( من أصل 83 مكوّناً للاتحاد الروسي ) يتمتّع فيها المسلمون بأغلبية سكّانها بنسب متفاوتة ، وبالتالي فهي تشكّل بيئة مناسبة لتحريكها وإثارتها في حال تغذيتها من قبل أطراف خارجية ( إسلامية ، وغربية ) .. ولذلك من غيرالمحتمل أن ينتظر القادة الروس ليروا النار تشتعل ضمن الداخل الروسي ، بل سيحاولون حماية أمنهم القومي في دائرة أوسع قد يصل مداها إلى البحر المتوسّط ..
ولذلك سيتفاعل بوتين مع الأزمة العراقية بكثير من الاهتمام والجدية ...وسيكون موقفه مشابهاً في الكثير من الجوانب لموقفه في سورية ولو بدرجة أقلّ نظراً لتواجد قاعدة بحرية للأسطول الروسي في طرطوس ...
يتبع في حلقة قادمة
في 28 / 6 / 2014 ك



#محمود_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقدير موقف للأزمة العراقية الراهنة وآفاق حلّها ( الحلقة الأو ...
- حقائق عن صلاح جديد - الحلقة الثانية -
- حقائق عن صلاح جديد
- العلاقات السعودية - الإيرانية إلى أين ؟
- صفقة حمص في الميزان
- سورية : محرقة ومغرقة حتى إشعار آخر
- أكاذيب ممزوجة بحقائق حول صلاح جديد / الحلقة 6 /
- أكاذيب وحقائق حول صلاح جديد / الحلقة الخامسة /
- أكاذيب وحقائق عن صلاح جديد / الحلقة الرابعة /
- أكاذيب وحقائق عن صلاح جديد / الحلقة الثالثة /
- أكاذيب وحقائق عن اللواء صلاح جديد / الحلقة الثانية /
- أكاذيب وحقائق عن الشهيد صلاح جديد
- - غزوة الأنفال - في كسب : الدوافع والآفاق .
-     - طبخة جنيف 2 لم تنضج بعد ، وقد تحرقها المقامرات  وكثرة ...
-            مؤتمر جنيڤ-;- 2 محطة للحلّ أم للتصعيد ؟ 
- اتفاق جنيڤ-;-2 شرّ لا بدّ منه ، ومحطّة لكشف النوايا وا ...
- اختطاف رجاء الناصر سيناريو معكوس لاختطاف عبد العزيز الخيّر و ...
- الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة بالتقسيط على سورية ، ولا بدّ م ...
- وداعاً أبا أحمد ( الدكتور إبراهيم ماخوس ) ، أيّها الرفيق الغ ...
- أوباما بين التخبّط والتردّد والمراجعة


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - تقدير موقف للأزمة العراقية الراهنة وآفاق حلّها ( الحلقة الثانية )