أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - من جلب الشيشان الى سوق البزازين ؟ شيء من تسمية القماش وتأريخه














المزيد.....

من جلب الشيشان الى سوق البزازين ؟ شيء من تسمية القماش وتأريخه


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1272 - 2005 / 7 / 31 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


ظلت الأثواب بفرعيها النسائي والرجالي تشكل ستراً لجسد الرجل ضد النظرة الغرائزية التي أمتلكها الكائن البشري إزاء مفاتن الآخر وتكاد أن تكون ورقة التين أول ثوب تستر بهما أول البشر آدم وحواء عندما كانت الجنة موطنها السرمدي قبل أن تسكنهما المعصية الأولى ويغادرا الخلد إلى كوكب التناسل والحضارات : الأرض . ومن يومها حين شكلت الخلية الإنسانية الأولى كان الثوب المصنوع من جلد الحيوان قد عوض عن ورقة التين لسمكه ومتانته ودفئه وأستمر أنسان الكهوف يتخذ من جلود الحيوانات ثيابا بمقاسات مختلفة وموديلات تتبع الجغرافية والتضاريس حيث كانت جلود حيوانات الأراضي الدافئة تختلف عن الباردة والحارة لهذا شكل الفرو المأخوذ من فراء الدببة والثعالب ثوبا أساسيا لأنسان المناطق الثلجية فيما كان جلد الماعز والأغنام هو الثوب المفضل في المناطق المعتدلة .
وبتقدم عجلة التحضر تغيرت الأثواب البشرية وأشكالها والمواد المصنوعة منها إلى أن وصلت إلى النوع النسيجي الذي ظل قائما حد هذه اللحظة والمعتمد على النسيج الحريري والقطني والصوفي وبقي البعض معتمدا على الجلود .
شكلت الأقمشة والأزياء صورة من صور الحياة الاجتماعية وانعكاسا لطبيعة الحياة وخصوصيتها وبدا للناظر والدارس أن الأزياء تمثل جزءا من طبائع المجتمعات وخصائصها ، فالشرق له زيه المرتبط بالتقاليد والسنن وتعاليم الدين ، وللغرب زيه لهذا أنعكس الثوب على نمطية التفكير والثقافة الاجتماعية ليرتبط بالتالي بذهنية الإبداع والمواصفات الخاصة للبشر ، فالخمار والبرقع يصنع للرائي تصورا على الذي خلفه وكذلك العباءة ، فيما يبدو الزي الغربي أكثر مكاشفة للنظرة العلنية لشكل وجسد الآخر وبالتالي ما يرتديه المرء يعكس الرؤية الأخرى لما ترتديه الذاكرة ليرتبط الأمر بالكثير من الهواجس الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والنفسية وكلها تلتقي تحت الرداء لتكشف حقيقة وجودية أن الزي هو صورة واضحة جدا عن سلوك المجتمع وحتى ثقافته ولكنها تكاد تكون صورة غير عميقة ولكنها قد تعطي انطباعات أولى عن التكوين والسلوك الاجتماعي كما في زي قبائل الطوارق في الصحراء بين الجزائر وتشاد ومالي ، والزي الذي يرتديه أهل أفغانستان أو الهند أو اليمن أو سكان الأمزون والهنود الحمر ويكاد أن يكون زي الأنثى الأقرب للتعبير عن صورة المجتمع وعاداته وتقاليده فيما يبقى الزي الأوربي الغربي الأكثر شيوعا في المجتمعات المتحضرة .
عرف العراقيون والعرب عموما الأثواب منذ قديم الزمان وترينا الألواح والجدرايات المرسومة على جدران القصور والمعابد والمسلات وفي الرقم الطينية والأختام وأواني الجرار وغيرها صورا لبشر وكهنة وملوك يرتدون ملابس بتصاميم مختلفة وكل تصميم يخص طائفة بشرية ما حيث يختلف ثوب عامة الناس وهم من الفقراء عن أثواب الملوك والكهنة وكبار القوم وكان لكاهنات المعبد والقائمات على الطقوس النذرية أثوابا مختلفة أيضا وكانت النساء في ذلك الزمان تعتني جيدا في إكسسوارات الثوب وخاصة الأميرات والنساء الغنيات كما ظهر في التاج الخاص بالأميرة السومرية ( بو ـ آبي ) المسماة خطئاً الأميرة شبعاد والمكتشف في القبو رقم 800 من قبل رجل الآثار العلامة ( ليوناردو وولي ) في مقبرة أور المقدسة .
تعددت أنواع وأنماط الأقمشة بعد الثورة الصناعية في أوربا واختراع مكائن النسيج الآلية بعدما كان القماش يعمل بالمحالج اليدوية أو المغازل لتتعد أسماء الأقمشة حسب مادتها المصنوعة منها أو المكان المنتج فيه حيث كان الموسلين الموصلي مشهورا كذلك أقمشة دمشق وحلب ومع القرن العشرين ودخول الماكنة وبناء معامل النسيج الضخمة أتسع الثوب في شكله وتصنيعه وحملت الأقمشة أسماءها تبعا لمادتها وعلاقتها بالغرض المستعمل لأجله وكانت هناك أقمشة للفقراء ك ( النيسي والكودري والسواحل والبازة ) فيما كانت هناك أقمشة للأغنياء ( القديفة والستن والموهير والهربد والدانتيل والجرجيت ) ..
غير أن الأقمشة وبحكم تداخلها في الحاجة الاجتماعية أقترنت بالحدث الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي في جعل الناس يطلقون عليها مسميات لها علاقة بأحداث وظواهر تطفوا على السطح وتصير مثار حديث الناس لتحمل الأقمشة أسماء تقترن بمثل تلك المؤثرات والأحداث وفي جولة سريعة لسوق البزازين التقطت بعض أسماء ماكان يطلق على الأقمشة مثل ( لحية أبن صباح ، دم الشهداء ، الشيشان ، فنك تلبسني ، قلم صدام ، حاج متولي ، مسحب ، دمعة الخد ، ) ..
أسماء ما أنزل بها الله من سلطان ربطت حدثها بنوع معين من القماش ، والغريب أن من يطلق هذا الاسم على القماش يبقى مجهولا ولكنه يحمل في بعض رؤاه معاني ذات دلالات تمتلك الفهم السياسي والاجتماعي ، فمثلا قماش الشيشان وهو قماش يطلق على نوع رديء ورخيص من القماش والسبب أن القضية الشيشانية ارتبطت بذاكرة الناس بفقر هذا البلد ومعاناته وإلا ليس هناك علاقة بين تضاريس ومناخات الشيشان الباردة جدا ومادة هذا القماش الخفيفة جدا والمصنوعة من ألياف النايلون الصناعي وهي حبيبات من مشتقات النفط . فيما يرتبط قماش السواحل بفكرة الموت ويميل لونه في الأغلب إلى السمرة ويفضله الفلاحون ليكون لباسهم الداخلي فيما يفضل أهل المدينة اللباس القطني المصنع ميكانيكا .
وهذا يرتبط الثوب وقماشه بحدث وشأن لتطلق التسمية من ذاكرة رائقة ربما هي تاجر جملة أو مار مستطرق في سوق البزازين أو هكذا صدفة من فم أحدهم لتصير مفردة تتداولها الإناث كلما شعرن بالرغبة إلى ثوب جديد بعد استلام الراتب أو حضور حفلة أو سفر أو عيد .
فمن ورقة التين إلى قماش الموهير تسير أزمنة بين خلود واندثار وهذه في زمنها كانت ترتدي أثوابا بمقاسات مختلفة تعبر عن شخصيتها وسلوكها ورغبتها بأن تكون في مظهر تهابه العيون ..



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع السيد عبد الهادي مرهون نائب رئيس مجلس النواب البحرين ...
- الشعر وأنكيدو ومفاتن صاحبة الحانة
- الشعر والمتغير الحضاري ..غيمة في بنطلون لمايكوفسكي إنموذجا..
- غيوم حمر لوطن أزرق وعيون خضر
- مزامير ومسامير وقلوب كاهنات وموسيقى
- هايكو بالعسل ..وهايكو بالخل ..وهايكو بالقبلات
- ماركس ليس فلسفة فقط ..أنه رغيف مقسوم بالتساوي
- هل يكفي أن تقول لأمراة أنت رائعة ..ثم تذهب بعيداً؟
- حوار مع الكاتبة السعودية وجيهه الحويدر ..أمراة دأبت على أشعا ...
- قصائد للعلم الأحمر والرغيف الأحمر والخد الأحمر .. قلبي قوس ق ...
- من أجل صديقي عبد الله الريامي ..رسالة الى السلطان ..ليكن مرس ...
- المثقف وأيام الآن العراقي
- يوتيبيا خضراء ..وجفن أمراة ترتدي قمراً بلون المقصلة
- حكم مأخوذة من متن كتاب الحياة
- دمعة لندن ومنديل مفتي الديار الأسلامية
- سيناريوهات لرعاة المطر ورعاة البقر ورعاة الأفيال السومرية
- قضاءالجبايش العراقي وبطة شنغهاي
- أنت تشبه دالي ..وأنا أشبه صدر الدين حمه
- يازمان الوصل في الأندلس ..نحيب عبد الله الصغير بين مدريد وكا ...
- رؤى في تأسيس الديمقراطيات القادمة ..مقالة النائب البرلماني ع ...


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - من جلب الشيشان الى سوق البزازين ؟ شيء من تسمية القماش وتأريخه