أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - نهاية دولة لينين















المزيد.....

نهاية دولة لينين


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 17:03
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني ), جاء لينين متوكئا على عكازه الى اجتماع لجنة موسكو , والقى امامها آخر خطاب له ,قبل ان يصاب بالشلل الذي افقده القدرة على النطق .
تعمد لينين في خطابه ان يعلن عن بدء خطط التنمية في اطار نظرية الحزب الواحد , وقد احسن العرض .ورسم صورة مذهلة للمستقبل . وصفق له اعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب .
لقد نسي لينين ان نظرية الحزب الواحد ليست نظرية في الاقتصاد بل في السياسة وان الخلط في هذه النقطة مميت مثل اللعب بالنار .

تقوم نظرية الحزب الواحد بحسب الصادق النيهوم في كتابه
( الاسلام في الاسر : من سرق الجامع واين ذهب يوم الجمعة ؟)- ط4 – 2000 – رياض الريس – بيروت – لبنان .

على ثلاثة قواعد ادارية
القاعدة الاولى : ان الحزب هو صاحب الحق الشرعي في توجيه الاقتصاد مما يعني عمليا تسخير المال العام لخدمة السياسة قبل خدمة التنمية .
القاعدة الثانية :ان الحزب هو وريث وممثل للشعب وصاحب الحق الشرعي في ادارة املاكه , مما يعني بالتالي تخصيص الوظائف العامة لاعضاء الحزب وليس لاصحاب الخبرة .
القاعدة الثالثة :ان راس المال عدو للعمال والفلاحين . وان الحزب اللينيني مضطر الى اعتماد سياسة العنف الثوري ودكتاتورية البروليتاريا , التي تمنحه الحق في استباق الحوادث وتصفية اعدائه الراسماليين مقدما . وهي سياسة نجم عنها ان اصحاب راس المال في الاتحاد السوفييتي هربوا الى الغرب , وان اصحاب راس المال في الغرب لم يهربوا الى الاتحاد السوفييتي .

على ارض الواقع لم تكن خطط لينين سوى كلام طيب , بحسب الصادق النيهوم , لانها لم تكن تستهدف تنمية الانسان ,بل تنمية وتضخم جهاز الدولة واستخدام فائض القيمة من اجل مصالح الحلقة الضيقة من الحكام السوفييت ومن قيادة الحزب ومن اجل مصالح الدولة وليس من اجل مصالح الشعوب السوفييتية .
اختتم لينين خطابه بالقول:
( اليوم ايها الرفاق تولد معجزة الاقتصاد الاشتراكي في روسيا الاشتراكية ).
خلال 68 سنة التالية كان حزب لينين الواحد قد ضرب حوله سورا من حديد .وكانت الانباء عن خطط التنمية بوقا اعلاميا هائلا يستخدمه الحزب لاغراض الدعاية وليس لاغراض الاحصاء .
ونجح الحزب في رفع لينين الى مقام الرسل والانبياء والائمة . ونجح في رفع نظرية الحزب الواحد الى مقام العقيدة . وتكفلت نقود الروس الفقراء بشراء مايكفي من الذمم وغسل مايكفي من الادمغة لجعل هذه العقيدة موضع جدال مستمر بين مثقفي العصر مما فرض قاموسها على لغة الثورة في القرن العشرين . وقبل ان يصل غورباتشيف بوقت قليل كان النموذج اللينيني قد تحول على يد ماو الى ديانة مقدسة لها كتاب احمر مقدس . وكانت السفينة قد غرقت فعلا الى هذا الحد .

وصول رسول غورباتشيف

فجاة وصل الى لندن الخبير السوفياتي (ابل اجا نبجان ) وهو رئيس قسم الاقتصاد في اكاديمية العلوم السوفياتية . والمبعوث الشخصي لغور باتشيف .وقد دعاه المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن الى الحديث عن تجربة لينين .
قال الخبير ان اجهزة الحكومة السوفياتية كانت تكذب رسميا على الناس وتنشر معدلات نمو خيالية للانتاج القومي , بلغت 28%للفترة من 71 – 75 , وبلغت 20 %للفترة بين 76- 80 رغم ان الانتاج القومي نفسه لم تطرا عليه اية زيادة طوال هذه الفترة , بل كان راكدا في اشارة واضحة الى الازمة القائمة آنذاك حيث كانت اجهزة الحزب تعرف الحقيقة لكنها اختارت ان تكذب رسميا .
بشان الانتاج الزراعي , قال الخبير ان معدل الانتاج العام قد هبط الى 9%مما دعا الى اعادة توزيع الاراضي وفك مزارع القطاع العام . وبشان الانتاج الصناعي قال الخبير ان 71%من مجموع المعدات في المصانع السوفياتية اصبحت بالية وقديمة الطراز وغير صالحة للعمل , لان اجهزة الحزب التي تولت تخطيط المصانع نسيت ان تخصص ميزانيات للصيانة .
بشان الانتاج الرعوي قال الخبير ان 80%من تربة الاتحادالسوفييتي تربة سوداء وهي اغنى تربة في العالم , لكن الاتحاد السوفييتي نفسه لايزال عرضة للتجويع ,ولايزال يستورد مليون طن من اللحوم سنويا .بالاضافة الى ثلاثمائة الف طن من الزبدة . لكي يوفر للمواطن معدل استهلاك يقل بمقدار 20%عن معدل استهلاك مواطن اخر يعيش فوق تربة مالحة مثل هولندا .
بشان الادارة ,قال الخبيران شركات القطاع العام قامت على اساس انها شركات يملكها الحزب , وله عليها سلطة شرعية ,مما ورط الشركات في روتين مالي مريب , لايهدف الى استثمار المال العام ,بل يهدف الى تسخيره قانونيا لشراء الانصار , وتوفير عمولات لكبار الموظفين . وقد وصل الروبل الاسودالى جميع الجيوب الحمر , بما في ذلك جيب السيد رئيس تحرير جريدة ( البرافدا ).
في نهاية المحاضرة كان من الواضح ان مبعوث غورباتشيف قد جاء ليقول ان كل شيء في الاتحاد السوفياتي يحتاج فورا الى اصلاح فوري . وان الخطا الذي ارتكبه رجل طموح مثل لينين , يتم الان اصلاحه بخسارة قدرها 68 سنة من عمر الاتحاد السوفياتي .

الخلاصات والخاتمة

يقول الصادق النيهوم بان حقول القمح الخصبة في اوكرانيا يتناقص انتاجها تحت ادارة الحزب , حتى تعجز عن اطعام الفلاحين , فيما يخرج الفلاحون للهتاف بحياة الحزب في نشرات الاخبار .
مصانع متطورة في الاتحاد السوفياتي تنسى ان تضع في حسابها نفقات الصيانة .
صحافة محترفة تتحول على يد خبراء الحزب , مثل سوسلوف , الى منشور طفولي .
مخبر رسري برتبة عريف مثل السيد آندروبوف يترقى سرا حتى يصبح رئيسا للاتحاد السوفياتي .
كل شيء في تجربة لينين يبدو مستحيلا وخارجا عن حدود المنطق .
ادارة تقوم على قوانين لم يسنها الناس هي ادارة خرافية ,لانها لاتقرا الواقع ,بل تقرا مايقال عنه .وقد اختار لينين ان يتكلم بلغة العلماء , ويفكر بلغة السحرة ووفق الافكار المهدوية حيث الشيوعية هي نهاية التاريخ الافتراضي وليس الحقيقي .
لقد احتكر لينين لحزبه حق اصدار القوانين دون الرجوع الى الناس .بموجب نظرية اول صفة لها انها مجرد ( نظرية )وليست قانونا طبيعيا في عالم الناس .
لقد عاش لينين ومات في وطن خرافي مسحور يشبه الجنة شفويا.



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبلوم في الخطيئة
- الجنس والكبت الجنسي
- نحو وطن عالمي كوني - انساني
- الانقلاب والثورة ينفيان الديمقراطية
- زعماء العالم النموذجيون
- الانساق الثقافية المعمارية - الجنسية
- تاثير الجنس في الحركات الاسلاموية التكفيرية
- الجنس بين الاثارة وشحة الامكنة
- جدلية الدين والنص والتاريخ
- الانظمة الشمولية واصابعها الخفية
- اشكالات استعادة الفعل السياسي في العراق
- الشمولية البعثية وصناعة شخصية صدام
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 6
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 5
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 4
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج3
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 2
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 1
- حد الردة وحد الحرابة ومابينهما من سياسة
- حرب المعلومات وتسليع الثقافة


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - نهاية دولة لينين