أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - الشرطي














المزيد.....

الشرطي


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 12:31
المحور: الادب والفن
    


نشرت في احدى صباحات دمشق ..
وبينما كنت متوجها الى عملي .. وعلى الطريق ..
شاهدت سيارة شرطة جيب تويوتا ..
تصدم فتاة مدرسة صغيرة من المرحلة الابتدائية ..
توقفت .. وتوقف السائق بلباس الشرطة .. وقال انا ساسعفها .. وكان معه في السيارة شخص اخر يرتدي اللباس المدني ..واخذا الفتاة وذهبا .. .
اثارني الفضول ان اتبعهم ..
توجهوا باتجاه مشفى ابن النفيس على اوتوستراد ركن الدين .. حيث اليمين كله حقول ومزارع .. وقبل المشفى .. شاهدت حركة بالسيارة غير طبيعية .. من قبل السائق والذي جنبه .. ثم توقفت السيارة ..
انا على مسافة غير قريبة أبطأت سرعني كثيرا .
وجدت الرجل الذي بجانب السيارة يحمل البنت الصغيرة ويركض بها ويلقيها في الساقية القريبة من الطريق داخل البستان .. ورجع بسرعة وانطلقت سيارة الشرطي ..
تلبكت كثيرا كدت آجن من هول المشهد ..
لا اعرف ماذا افعل ..
اانقذ البنت ام الاحق المجرم ... ؟
نظرت يمنة ويسار .. وجدت سيدتين .. ناديتهما .. قلت لهمما .. وصوتي يتشرج وتهتز الحروف في لساني ..
الله يخليكن في بنت هون مصابة أرجوكم اسعفوها باي شكل .. وسألحق بكن الى المشفى بعد قليل ..
كدت اختنق .. توترت جداً جداً ..
خشيت ان ارتكب حادث ..
تشنج ظهري ..
ولم أعد أقوى على قيادة السيارة ..
كابرت على نفسي ..
وتتبعت أثرهم .. خرجوا من مدينة دمشق واخذو طريق حمص .. قبل مشفى حرستا دخلوا كتيبة حفظ النظام ..
سجلت رقم السيارة وعدت بنفس السرعة الى مشفى ابن النفيس ..
وفورا الى الإسعاف وجدت السيدتين .. ومعهم رجل
قلت لهم انا يلي قلتلكن تسعفوها .. وكان شرطي هناك يأخذ اقوالهن ..
تنفسن الصعداء .. لأنهم لايعرفن كيف يبرأن أنفسهن ..
أدليت باقوالي كاملة .. وأردت الاطمأنان على البنت ..
قالو انها تعرضت الى ضربات إضافية على رأسها ..
عندي صديق من ايام دراسة الحقوق .. دخل الشرطة وأصبح ضابطا في الأمن السياسي .. ذهبت الى عنده ورويت له القصة ..
تحمس الصديق .. وتحدث الى قائد كتيبة حفظ النظام وأعطاه المعلومات ..
في اليوم التالي اتصل بي ضابط الأمن .. وقال لي : روح لعند العميد .. قائد كتيبة حفظ النظام ..
ذهبت .. وهناك استقبلني العميد بحفاوة واحترام ..
ثم طلب من الحاجب .. إحضار الشرطي
وقبل ان يأتي قال لي العميد .. ان الشرطي سائق السيارة نكر ان يكون قد خرج كل ذلك اليوم من الكتيبة والكل شهد على ذلك ..
هل تعرف شكل السائق اذا شاهدته .. قلت له أكيد اعرف شكله ..
حضر الشرطي .. وقف قليلا دون اي كلام .. نظرت اليه بتمعن ..
طلب العميد من الشرطي ان يخرج ..
سألني .. هل هو ذاته ..؟
قلت : لا أبدا ولا يشبهه إطلاقا .
قلت له : وهل بالضرورة .. لا يقودها الا ذاك الشرطي ..
قال أبدا مسجلة باسمه ..
وهل من الممكن ان يكون احدا استعارها وعلى مسؤوليته .. قال ممكن ولكنه نكر ان يكون احدا طلبها ..
وهل لديكم سجل لتحركات الآليات .. قال نعم والسيارة لم يسجل انها تحركت ..
قلت له كيف يمكنني ان أشاهد كل عناصر الكتيبة .. قال لي صعب جداً
تعدادها كبير وهم موزعون بأنحاء عديدة من المدينة .. ويتناوبون ..
ياللكابوس ...
ولكن لا .. لن ادع الجاني يفلت ..
اعتذرت وذهبت .. وبقيت سنتين وانا ابحث عن ذلك الشرطي .. الى ان وجدته ...
بمباراة بكرة القدم بين فريق الفتوة وفريق المجد بملعب الجلاء بدمشق ..
انه هو بالتأكيد ..
يالهي ماذا افعل ..؟
اتصلت بصديقي ضابط الأمن
قال لي : ( خود اسمو من الضابط .. )
قلت له : بلكي ما رضي .. قللي حاول باي طريقة
وفعلا حصلت على اسمه من قبل احد العناصر ..
رجعت في ذات الليلة الى العميد لأتعرف عن أسباب عدم اكتشافنا له في حينها
فتبين انه كأن يعمل في تلك الفترة في قسم الآليات .. ولديه النسخة الثانية من كافة مفاتيح الآليات ..
وأثناء مناوبته .. وبعد ان ينام.الجميع كان يأخذ السيارة التي يعرف بانها لن تتحرك .. ويعيدها الى مكانها .. قبل بداية الدوام في اليوم التالي ..دون ان يعرف سائق السيارة المستلم لها .. و بعد يومين ..
قدم ضابط الأمن ..الشرطي للعدالة ..
وأخذ القصاص الذي يستحق ..
والفتاة تماثلت للشفاء كليا وأصبحت في الصف السابع ..



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاك الصباح
- ذو الرداء الابيض
- القائد المحتال
- الوسام
- سيدة اللانجري
- الانكسار
- الهارب
- النشيد
- قطار الانفاق
- كابتن في الجيش ..
- المحقق الأيديولوجي
- حقيبتي
- الغداء الحزين
- الخطر يحدق بي
- سوبرماركيت
- نبض الحياة
- اسرار
- ملف خاص
- الماضي يقرع بابي
- سيارتي والبيض


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - الشرطي