أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدو أبو يامن - هذا بوش أم هتلر.. لا أستطيع التمييز بينهما؟!! - 1-















المزيد.....

هذا بوش أم هتلر.. لا أستطيع التمييز بينهما؟!! - 1-


عبدو أبو يامن

الحوار المتمدن-العدد: 1272 - 2005 / 7 / 31 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا ليس استفهاما أبغي من ورائه الطرافة أو الدعابة، وليس هو كذلك استفهاما إنكاريا أو توبيخيا، وإنما هو استفهام حقيقي يبحث عن جواب حقيقي يحمل في طياته الأدلة الكافية التي جعلت الناظر لكلا الشخصيتين يزعم أنه لم يستطع التمييز بينهما، إذ اختلطت صفات الزعيمين المعنوية وآراؤهما الفكرية وخططهما الآنية والمستقبلية، وإذ تشابهت أفعالهما وسياستهما على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ولو نظرنا إلى السؤال من وجهة منطقية لوجدناه صحيحا منطقيا؛ حيث إن المناطقة يفرقون بين نوعين من الأسئلة : سؤال غير مشروع وغير صحيح من الوجهة المنطقية؛ وذلك لأنه لا يحتمل أن يوجد له جواب لا في الحاضر ولا في المستقبل، وذلك مثل: كيف نستطيع تربيع الدائرة، أو تدوير المربع؟ فهذا سؤال غير مشروع وغير صحيح وغير عملي. وسؤال بخلاف ذلك أي من المحتمل جدا أن يوجد له جواب حتى ولو لم يكن حاضرا ففي المستقبل، المهم أنه غير مستحيل الإجابة عليه، وذلك مثل السؤال السابق؛ فما وجه الاستحالة أن يكون هناك نوع من التشابه بين بوش وهتلر؟ وكلاهما زعيم قوي، وكلاهما يسيطر على قوة عظمى، وكلاهما فضلا عن ذلك له أهداف عسكرية توسعية إمبريالية، وكلاهما مهووس بالسيطرة والاستغلال والهيمنة على شعوب العالم ودوله؟
وفي الحقيقة هذا ما تزعم هذه المقالة أنها جاءت من أجله، أي الإتيان بالأدلة الواضحة والشواهد البينة على صحة الزعم الذي يحمله في طياته عنوان المقالة.
في كتابه ( السيطرة على وسائل الإعلام ) يفرق نعوم تشومسكي وهو بصدد توصيف الإعلام المسيطر في أمريكا منذ فترات طويلة على أمريكا، يفرق بين نوعين من الديمقراطية فيقول: (( المفهوم الأول يعتبر أن المجتمع الديمقراطي هو المجتمع الذي يملك فيه العامة ( الجمهور ) الوسائل اللازمة للمشاركة الفعالة في إدارة شئونهم، وأن تكون وسائل الإعلام منفتحة وحرة.... أما المفهوم الآخر للديمقراطية فهو: أن يمنع العامة من إدارة شئونهم وكذا من إدارة وسائل الإعلام التي يجب أن تظل تحت السيطرة المتشددة. وقد يبدو هذا مفهوما مستهجنا أو شاذا للديمقراطية، ولكن من المهم بمكان أن ذلك هو المفهوم هو الحاكم)). ( ص7)
ثم يتحدث عن فترة حكم الرئيس ( ويلسون 1916) وكيف حاول حمل الشعب الأمريكي على المشاركة في الحرب العالمية الأولى ضد الألمان، وأن الشعب الأمريكي كان شعبا مسالما، وهذه الحرب أوربية في الأساس، وكيف أنه من أجل ذلك أنشأ ( لجنة كريل ) والتي كانت مهمتها غسل دماغ الشعب الأمريكي، وإثارة مشاعره (( وقد نجحت هذه اللجنة في تحويل المواطنين المسالمين إلى مواطنين تتملكهم الهستيريا والتعطش للحرب، والرغبة في تدمير كل ما هو ألماني، وخوض حرب، وإنقاذ العالم!! ) ( 8 )
ثم يقول: (( ولكن الأمر الأكثر أهمية هو رغبتهم في السيطرة على فكر الأفراد الأكثر ذكاء في الولايات المتحدة، والذين سيقومون بدورهم بنشر الدعاية التي خططوا لها، وتحويل البلد المسالم إلى بلد تحكمه هستيريا الحرب، وقد حدث ونجحوا بالفعل، وكان هناك درس ما في ذلك المثال ألا وهو أن الدعاية التي تتم بإشراف الدولة حينما تدعمها الطبقات المتعلمة وحين لا يسمح بأي انحراف عن الهدف، بإمكانها أن تحدث أثرا كبيرا. ذلك كان درسا تعلمه هتلر وكثيرون غيره، ويتم اتباعه حتى اليوم)) ( 8 )
ثم يتحدث عن العامة والخطر الذي سيسبونه للديمقراطية لو حدث واجتمعوا أو فكروا أو بحثوا مشاكلهم، طبعا من وجهة نظر السلطة الحاكمة ومفكريها ومنظريها المشهورين أمثال: والتر ليبمان، رينهولد نايبهور، هارولد لازويل، والذي ينقل عن الأخير قوله: (( لا يجب أن نستسلم للدوجمات الديمقراطية التي تقول بأن الرجال هو القادرون على الحكم على مصالحهم، فهم ليسوا كذلك! نحن أكثر الناس قدرة على التحديد والحكم على المصالح العامة)). ثم يقول نعوم وهو بصدد وصف تدجين الناس: (( فما يسمى اليوم بالدولة الشمولية أو الدولة العسكرية هو أمر ليس بالمستحيل، فقط عليك أن تمسك بهراوات فوق رؤوسهم، وإذا خرجوا عن الخط ما عليك إلا أن تحطم تلك الهراوات فوق رؤوسهم، ولكن في مجتمع أكثر ديمقراطية وحرية فقدت هذه الوسيلة، فعليك إذن اللجوء إلى أساليب الدعاية والمنطق، فالدعاية في النظام الديمقراطي هي بمثابة الهراوات في الدولة الشمولية، وهذا أمر يتسم بالحكمة)) ( 12 )
وليعذرني القارئ على الإطالة في النقل؛ لأن ذلك كان ضروريا حتى نزيل عامل الدهشة والاستغراب اللذين قد يكونان مستوليين على بعض القراء، وكان ضروريا أيضا لوصف النظرية التي كانت تتعامل بها حكومات أمريكا المتعاقبة، حيث كان ينظر إلى الشعب بأنه قطيع ضال لا يحسن التفكير لنفسه فضلا أن يفكر بالمصالح العامة، وأن فن الديمقراطية الحقيقي هو تطويع الشعب أو القطيع الحائر لخدمة تصنيع الإجماع، فالتطويع يعني أن الأمور التي يراد لها التنفيذ ضد رغبات الشعب في الأساس، ولكن الإجماع عليها ممكن عن طريق الدعاية.
وفي حقيقة الأمر فإن هذا النوع من الديمقراطيات يمكن أن يطلق عليه ديمقراطية النخبة، النخبة الحاكمة ورجال المال والأعمال، والشركات الكبرى، والفئة المتعلمة أو المثقفة التي تدور في فلك السلطة أو تعمل من أجلها وتعطيها الغطاء الشرعي الضروري الذي يساعدها في الاستمرار ويساعدها في مجابهة أية مشكلات يمكن أن تنشأ في المستقبل، بحيث يظل الشعب بعيدا عن وسائل التأثير الحقيقية ويتلخص دوره كما يقول تشومسكي في( ديمقراطية المشاهد ).
ولو نظرنا إلى الحركة العمالية والنقابية في أمريكا لوجدنا أن ضعيفة أو معدومة، إذ يتم القضاء عليها وعلى أي اجتماع من شأنه أن يوحي بمجرد الخروج عن الخط المرسوم سلفا من قبل المتسلطين، والقضاء يكون بوسائل متدرجة من إغراء رؤساء النقابات إلى الرشوة، ثم إن لم تجد هذه الوسائل فالتهديد والوعيد، إلى التشهير والحملات الإعلامية، ثم إن لم يجد كل ذلك الاحتكام إلى قوات الشرطة ومكافحة الشغب، وتفريق المظاهرات والاعتصامات والإضرابات بالقوة، ( المظاهرات ضد العولمة في سياتل وجنوا وغيرهما )، عجيب يحدث كل ذلك، وأين في أمريكا؟؟ نعم يحدث كل ذلك وأكثر منه، والفضل في فضح كل ذلك يعود لكتاب شرفاء مثل تشومسكي في معظم كتاباته، وألبير كان في كتابه ( الخيانة العظمى ) ومايكل موور في كتابه ( رجال بيض أغبياء )) ووليام ج. ليدرر في كتابه ( أمة من الغنم ) وغيرهم.
والغريب أن الحملات الإعلامية لكي تسيطر على أي خروج عن الخط المرسوم تستخدم ذريعة ( الذعر الأحمر ) أي الشيوعية، فأي حركة عمالية نشيطة، وأية إضرابات هي من تدبير الشيوعيين وأعداء الديمقراطية!!
ثم هناك إدارة الرأي العام عند القيام بأي حملة خارجية، فمن المعروف والمسلم به في السياسة الأمريكية هو إيجاد عدو خارجي، توظفه في سبيل خدمة خططها ومشاريعها والتي تكون عادة على حساب الإصلاحات والمشاكل الداخلية، تخلق هذا العدو خلقا إن لم يكن موجودا فعلا، وتخوف به الشعب المسكين وتشحن عواطفه وتثير فيه العصبية القومية ( فليبارك الله أمريكا!! ) وتصرفه بالتالي عن أية مشكلات حقيقية داخلية يعاني منها اقتصادية كانت أو اجتماعية، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى سقوط الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينات كانت الشيوعية هي البعبع الجاهز الذي يخوف به الشعب، والذريعة الناجحة التي طالما استخدمت حتى ملت، ثم الآن العدو الخارجي هو ( الحرب على الإرهاب ). لا يمكن أبدا في عالم اليوم، في بلد ديمقراطي مثل الولايات المتحدة، بل والتي يتشدق بأنه رائد الديمقراطية في العالم، لا يمكن تمرير هذه المشروعات من غير ماكينة إعلامية رهيبة تطحن عقول الشعب طحنا، وتدجنه تدجينا، وتصوغ إجماعه في الوجهة المرسومة له، والسؤال الآن هو: هل هذا عيب في الديمقراطية؟ نعم هذا عيب ولكن ليس في الديمقراطية كلها، وليس في الديمقراطية من حيث هي فكرة بديلة عن الاستبداد والطغيان والديكتاتورية، لأنها ليست ديمقراطية واحدة، وإنما هو عيب في التطبيق الأمريكي للديمقراطية خصوصا حين اخضعت ووظفت لأصحاب الأعمال والشركات الكبرى، وحين فرغت من مضمونها الحقيقي أي: حكم الشعب بنفسه لنفسه.
ثم هناك أمر آخر مهم جدا، وهو مسألة استغلال الأحداث داخلية كانت أو خارجية، وأحيانا افتعالها، فحادثة ( بيرل هاربر ) كانت السبب في دخول أمريكا الحرب العالمية الثانية، رغم أن الحرب كانت في عمقها أوربية أوربية، واجتياح العراق للكويت كانت سببا في خوض أمريكا ما يعرف بحرب الخليج الثانية، أو عاصفة الصحراء رغم ما قيل ويقال عن الأسباب الحقيقية وراء غزو صدام للكويت، وضلوع أمريكا في الأمر، حتى تضع يدها على نفط الخليج، وتقيم القواعد العسكرية على أراضيه، وأخيرا أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 والحرب الراهنة على الإرهاب، ومحاولة فرض أجندة على العالم للهيمنة والسيطرة المطلقة على جميع دول العالم، السيطرة الاقتصادية والسياسية بل وحتى العسكرية، قيل إنها امتداد لفكرة النظام العالمي الجديد، والتي أعلنها بوش الأب.
وعلى الضفة الأخرى من الصورة البشعة للطغيان والسيطرة والهيمنة والتلاعب بالعقول، واحتكار الثروات، وتدجين الشعب، نجد النظام الشمولي، نظام الحزب الواحد، والقائد الأوحد، وملهم الشعب، والمخلص والزعيم ( هتلر ) ، أب الألمان بل وربهم والذي يهتفون بحبه وتسبيحه صباح مساء.
فالحزب النازي أو هتلر؛ لأنك إذا قلت هتلر فقد قلت الحزب النازي ( حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني!! ) وإذا قلت الحزب النازي فقد قلت هتلر، فهو الواحد الموجود وما عداه عدم أو في حكم العدم، استخدم ذات الأساليب التي استخدمتها الحكومات المتعاقبة في أمريكا، فليس هناك إضرابات أو نقابات، وليس هناك معارضة، والآلة الإعلامية النازية الهتلرية الجوبلزية ( نسبة إلى وزير الدعاية النازي الشهير جوبلز ) أشهر من أن تذكر، وعبادة الزعيم معروفة أيضا، والتلاعب بعواطف الشعب ومشاعره وإثارة النعرات القومية، واللعب على حبل المشاعر المحطمة بعد هزيمة الألمان في الحرب العالمية الأولى، وفرض معاهدة ( فرساي ) عليه، ( مثل ما حدث بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، واستغلال حالة الشعب الأمريكي المعنوية والنفسية واللعب على حبل التخويف من الإرهاب والإرهابيين أعداء أمريكا التي يكرهونها لأنها يكرهون قيم التقدم والديمقراطية الأمريكية!! )، وفي كتابه ( كفاحي ) يقول عن السيطرة على عقول العوام (( جماهير الشعب أحيانا لا تعي وتنقاد بعواطفها، ولا بد من قائد حكيم يوجهها ))، ولا أدري هل هناك فرق بينه وبين قول مفكري النخبة الحاكمة في واشنطن حين يقول أحدهم وهو ( رينهولد نايبهور ) عالم اللاهوت ومحلل السياسة الخارجية والذي يوصف بكونه لاهوتي المؤسسة الحاكمة وهو عميد المفكرين من عهد جورج كينان إلى كيندي : (( بأن المنطق هو مهارة ضيقة يتمتع بها عدد قليل من الناس؛ ذلك أن غالبية الناس منساقون وراء عواطفهم )) ، ثم يعلق تشومسكي في كتابه الآنف الذكر: (( بأن هؤلاء من يملكون المنطق لا بد وأن يصنعوا أوهاما ضرورية وتبسيطات عاطفية لإبقاء الأغبياء السذج على ما هم فيه، وقد أصبحت تلك النظرية جزءا أساسيا من العلوم السياسية المعاصرة)) ( ص12 ).
وخلق النموذج للعدو الخارجي والمتمثل بالنسبة للنازية في كل ما هو غير ألماني؛ فاليهود حشرات طفيلية، وحيوانات قذرة، و(( الفرنسيون مخنثون منحطون يجب سحقهم، والتشيكوسلوفاكيين خنازير سلافية، والروس كلاب ضخمة بلهاء منتنة )) ( أدولف هتلر، لمؤرخ النازية د. لويس ل. سنيدر، ص74 ).
وأما بالنسبة لاستغلال الأحداث الحقيقية أو المفتعلة فقد ذكر الدكتور سنيدر في كتابه السابق، حادثة احتراق مجلس الشعب الألماني ( الرايخشتاج ) وكيف استغل الحزب النازي الحادثة، والتي تبين فيما بعد أنها من تدبيره، وكيف نكل بخصومه السياسيين، و (( لم يمر يوم واحد بعد الحريق إلا وكان هتلر قد أعلن حالة الطوارئ العامة، فأوقف الحقوق المدنية ومنها حرية الصحافة والاجتماع، وتم تحطيم دعاة السلام والليبراليين والديمقراطيين والاشتراكيين تحطيما تاما بواسطة الدعاية المضادة العنيفة والتي تكلفت مليون مارك)) ( السابقص63 ).
وأما بالنسبة للدعاية والعلاقات العامة وإخضاع الرأي العام في أمريكا فيقول تشومسكي بأنهم (( ينفقون ما يقارب البليون دولار سنويا، ودائما هم ملتزمون بمبدأ السيطرة على العقل العام )) ( سابق ص13).
ويقول ( سنيدر ) في كتابه السابق بأن الحزب النازي حين طرد اليهود البولنديين في عام 1938 من ألمانيا، قام شاب يهودي في باريس وهاجم السفارة الألمانية بقصد قتل السفير، ولكنه قتل سكرتيرا له، فعندما بلغ هتلر الخبر، (( ثار في غضب شديد، وفي ساعات قليلة هوجم اليهود بقسوة في جميع أنحاء ألمانيا، وخرجت الجماهير إلى الشوارع تحرق المعابد والممتلكات اليهودية وتعتدي على المقابر بالنبش والتخريب ويهاجم اليهود العزل داخل مساكنهم.)) ( ص115 ).
وماذا حدث بعد الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا لا يحتاج إلى تفصيل، فمن أجل تسعة عشرا إرهابيا يجرم المسلمون والعرب كلهم، بل ويجرم الإسلام ذاته، وينادى بهدم الكعبة وقصفها بالطائرات، ويحارب المسلمون والعرب في مساجدهم وأعمالهم، ويضيق عليهم في أرزاقهم، ويقبض عليهم من غير دليل بل لمجرد أنهم عرب أو مسلمون، ويعتقلون من غير تهمة ولا جرم، فلا هم أسرى حرب فيعاملون معاملة الأسرى المنصوص عليها في المواثيق الدولية، ولا هم مجرمون قد حكم عليهم من قبل المحاكم، بل ويساء معاملتهم، ويدنس كتابهم، ويهان دينهم؛ ويضيق على الحريات المدنية، وحرية الصحافة، ويتم انتهاكات الحرمات والتجسس والتصنت على المكالمات ومراقبة البريد الإلكتروني، وتفتيش أجهزة الكمبيوتر، فأي فرق بين الحالتين؟؟
وإذا أتينا إلى مسألة العنف وتصفية الخصوم السياسيين فلسنا بحاجة إلى تفصيل ذلك فيما يتعلق بالأنظمة الشمولية، إذ كانت هي القاعدة المتبعة والسنة المرعية التي يأخذ بها الطغاة حفاظا على سلطتهم غير الشرعية، ولكن في أنظمة ديمقراطية مثل النظام الأمريكي فإن سجل وكالات المخابرات الأمريكية( سي أي أيه) في الاغتيال والتصفية الجسدية وأساليب التعذيب البشعة من أسوأ السجلات التي عرفتها البشرية، وهو أسود من كل قبيحة يندى لها جبين الإنسان في كل مكان وكل زمان.
ولو أخذنا في تتبع أوجه التشابه لطال الكلام، وتشعبت الأحاديث، ولكن لنقل في الختام كلمة موجزة.. العبرة في كلا النظامين، الشمولي والديمقراطي الأمريكي، ليس بالأساليب أو المقدمات وإنما بالنتائج، وإن كانت الأساليب تتشابه في كثير من الأحيان، وهي إن اختلفت في الدرجة فإنها لا تكاد تختلف في النوع، وأما النتائج فهو ما نرى من أساليب القهر الأمريكي والتسلط ومحاولة السيطرة على العالم وثرواته ومفاصله، وهذا الإنفاق الباذخ والفاحش في الحرب على ما يسمى بالإرهاب،( إلى الآن مائتان وخمسون مليار دولار ) وهذا الإنفاق على الترسانة العسكرية الأمريكية، وحرب النجوم، وغزو الفضاء، ومحاولة نشر الصواريخ الباليستية، وسباق التسلح النووي، وماذا كانت تصنع النازية طيلة صعود نجمها في الثلاثينات وأوائل الأربعينات من القرن الماضي؟!!، وهذا الهوس الأمريكي ( من ليس معنا فهو ضدنا ) أي عدونا مع الإرهابيين وأعداء أمريكا، وأمريكا مصدر الخير للعالم، والشر متمثل في كل ما ليس أمريكيا، في حين كان النازيون ( الجنس الآري ) هم صناع الحضارة وصناع التقدم والعلوم والفنون والتكنولوجيا والآداب، وأما غيرهم من الشعوب والأجناس الأخرى فهم هدام الحضارة وأعداء التقدم وأعداء ألمانيا، ألمانيا التي فوق الجميع!!
وإلى لقاء.



#عبدو_أبو_يامن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قنوات التدجين الفضائية العربية!!
- ماذا يريد هؤلاء؟ ( زورق الإنقاذ ) 3
- قضية سيد القمني، تضامن أم ضمانات؟
- ماذا يريد هؤلاء؟ ( الليبراليون الجدد ) 2
- ماذا يريد هؤلاء ( الصحوة الإسلامية )؟؟ 1
- تحرير المرأة أم تحرير الرجل أم تحريرهما معا؟؟
- جنة بوش أم جنة ابن لادن؟
- فنارات على دروب التقدم 2
- فنارات على دروب التقدم
- إسلاميات
- تعرية الذات العربية
- باسم الشعب نبدأ


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدو أبو يامن - هذا بوش أم هتلر.. لا أستطيع التمييز بينهما؟!! - 1-