أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - يعقوب بن افرات - نشوء وسقوط الامبراطورية الرأسمالية















المزيد.....

نشوء وسقوط الامبراطورية الرأسمالية


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 1271 - 2005 / 7 / 30 - 10:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المؤتمر الفكري لدعم

نشوء وسقوط الامبراطورية الرأسمالية

عقدت منظمة العمل الديمقراطي "دعم" مؤتمرها الفكري الثالث، تحت عنوان "نشوء وسقوط الامبراطورية الرأسمالية"، وذلك بين التواريخ 10-12 حزيران. عالج المؤتمر الموضوع في عشر محاضرات نظرية وتاريخية تطرقت الى موضوع "الجدلية التاريخية"، الامبراطوريات الرومانية، البريطانية والامريكية، "العراق - فيتنام الجديدة"، "تراجع الاستعمار الاسرائيلي"، "الثقافة في فترة انحلال الامبراطورية". كما تطرق المؤتمر في محاضرتين الى موضوع البناء النقابي كجزء من بناء البديل الثوري. وفيما يلي مقتطفات من مقدمة الامين العام لحزب دعم، يعقوب بن افرات.



يعقوب بن افرات
قرر حزب دعم التركيز في موضوع "نشوء وسقوط الامبراطورية الرأسمالية" بالذات على خلفية احداث 11 ايلول 2001 والحروب التي تلت هذا الحدث التاريخي في افغانستان والعراق. اذ علينا كماركسيين ثوريين ان نحدد ونفهم طبيعة المرحلة التاريخية التي نعيش، اذا اردنا النجاح لمهمتنا الاستراتيجية، وهي تغيير المجتمع نحو الاشتراكية.

ان عدم قيام حركة ثورية منظمة على نطاق عالمي للآن، لا يجب ان ينسينا هذا الهدف النبيل الذي اصبح حاجة ملحّة على ضوء المآسي التي يشهدها معظم شعوب العالم. ان كل ما نقوم به من نشاطات في مجال النشر والعمل النقابي، الشبابي، النسائي، الانتاجي والثقافي، مرتبط ارتباطا جدليا ببرنامجنا السياسي.

وينص هذا البرنامج على ان دحر الاحتلال وتحقيق الحرية للشعب الفلسطيني، مرتبطان بتغيير جذري على المستوى العالمي نحو بناء مجتمع اشتراكي بديل، وذلك من خلال تنظيم الطبقة العاملة على اساس ثوري. وقد اكدنا منذ تأسيس حزب "دعم" ان الكفاح التحرري الفلسطيني لا يمكن ان ينجح بمعزل عن الكفاح الاممي ضد الامبريالية الامريكية.

عندما نقول الامبريالية الرأسمالية فاننا نقصد النظام السياسي، الاقتصادي والاجتماعي الذي يسود العالم، ولكن عندما نتحدث عن سقوط الامبراطورية فاننا نعني بالتحديد الولايات المتحدة الامريكية. فما يميز النظام العالمي من الناحية السياسية هو سيطرة دولة عظمى واحدة على جدول اعمال العالم بالقوة العسكرية والاقتصادية.

ومن الناحية الاقتصادية يسمى هذا النظام بالعولمة. وهو نظام يعمل لصالح شركات متعددة الجنسيات، فرضت شروط عمل قاسية جدا على الطبقة العاملة في شتى انحاء المعمورة. واجتماعيا يهدف هذا النظام الى ضمان الارباح لنخبة متميزة وغنية، وشراء الولاء من الطبقات الوسطى، في حين يبقى معظم الناس في حالة البطالة، الفقر والأمية.

مصطلح "الامبريالية" عاد مؤخرا للقاموس السياسي، بعد ان شُطب منه منذ عقد من الزمن، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. الادارة الامريكية التي اعتادت وصف الاتحاد السوفييتي بانه "امبراطورية الشرّ"، اعتبرت سقوطه انتصارا لها، وراحت هي وحلفاؤها في العالم من مثقفين محبطين، يشنون حملة ايديولوجية شاملة لمحو وصمة "الامبريالية" عن جبين الامريكان، وتعهدوا بادخال العالم لعهد السلام والديموقراطية، وذلك على اساس تشجيع المنافسة الحرة بين الشعوب. فادّعوا زوال الحدود والغاء الجمارك وتحوُّل العالم الى "قرية عالمية" مسالمة متعاونة على تحقيق التطور والمساواة لكل اعضائها.

وجاءت الحرب على العراق لتكشف طبيعة النظام الامريكي وخطورة برنامج المحافظين الجدد الواقفين على رأسه. فانقلب هؤلاء المثقفون الليبراليون مرة اخرى، وهكذا عاد مصطلح الامبريالية الى القاموس السياسي من جديد. اما نحن، فلم نشك من اللحظة الاولى بان امريكا بقيت دولة امبريالية مع فارق واحد انها اصبحت الامبراطورية الوحيدة دون منازع، مما سمح لها بالسيطرة الكاملة على العالم.

الجديد هو الحديث الذي يدور اليوم في الدوائر المثقفة عن "سقوط" الامبراطورية الامريكية، وذلك للمرة الاولى في التاريخ. فحتى القيادة السوفييتية اعتقدت انه ليس بالامكان اسقاط النظام الامريكي، نظرا لقدراته العسكرية والاقتصادية الهائلة التي تمكنه من الصمود والاستمرارية. وكان هذا الاعتقاد اساس تبني الحزب الشيوعي السوفييتي، منذ الخمسينات وحتى انهياره، سياسة "التعايش السلمي" بين النظامين.

ويُطرح السؤال: لماذا يتحدث هؤلاء المثقفون ونشيطو الحركات اليسارية في العالم عن سقوط الامبراطورية الامريكية، بعد ان اثبتت تفوقها على المنظومة الاشتراكية؟ ويبعث السؤال على الدهشة اذا اخذنا بعين الاعتبار غياب حركة ثورية اشتراكية بديلة، يمكن ان تملأ الفراغ الخطير الذي سيتركه سقوط النظام القائم.



من دروس التاريخ
ان ما يدفع منتقدي النظام الامريكي الى هذا النوع من التكهن، هو استنادهم لعِبر التاريخ الذي تطور على اساس سقوط الحضارات ونشوء حضارات جديدة محلها. ومن اهم ما يميز الامبراطوريات هو ان نهايتها تأتي عندما تبلغ اقصى توسعها، وتعجز عن حمل عبء هذا التوسع.

اما نحن فنعتبر سقوط النظام الرأسمالي امرا حتميا، وان الحركة العمالية الثورية انما تنبثق عنه وتنمو بشكل موازٍ لعملية انهياره. فالثورة الاشتراكية تحدث عندما تكون الظروف الموضوعية قد نضجت لذلك. ومن ابرز المدلولات على ذلك وقوع ازمة اقتصادية عميقة، عدم قدرة النظام على الحكم، تمرد المواطنين وفقدان ثقته بالنظام وبقدرته ان يضمن لهم وسائل العيش.

وكان ماركس وانجلس قد تكهنا بان الامبراطورية البريطانية ستسقط، رغم انها كانت لا تزال في اوجها. وقد مرت مئة عام من يوم صدور البيان الشيوعي عام 1848 وحتى اليوم الذي نالت فيه الهند، كبرى المستعمرات البريطانية ودرة تاجها، استقلالها في عام 1948.

كيف كان بامكان ماركس ان يحدد المصير الذي ستؤول اليه بريطانيا؟ هل كان نبيا؟ الاجابة هي طبعا لا، بل كان عالِما ثوريا تعامل مع التطور الاجتماعي والتاريخي بطريقة علمية. وكان هذا النهج تعبيرا عن العهد الذي نشأ فيه ماركس، والذي تميز بتطور ملحوظ في العلوم في كل المجالات: الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات، الطب وغيرها. وجميع هذه العلوم مرت نقلة نوعية، ومعها التطور التكنولوجي الذي مكّن الانسان من اكتشاف الكثير من اسرار الحياة والطبيعة، بدرجة غيّرت وجه الانسانية.

وقد اثر تطور العلوم على إحداث تطور مشابه في مجال الفلسفة والعلوم الاجتماعية، التي تخضع هي ايضا لقوانين محددة تسيّرها. وعلى هذا نضرب مثلا حالة الطقس التي اعتبرت امرا عفويا لا يمكن تحديده بدقة، حتى تعلم الانسان العناصر الفيزيائية التي تحكم هذا المجال، وبات قادرا على تكهن حالة الطقس في الايام الخمسة القادمة.

نقل ماركس للحركة الثورية طريقة فكرية كاملة لفهم المجتمع البشري، وذلك من خلال معرفة وتحليل تاريخ الانسانية. وما نريده نحن قبل الخوض في مسألة الامبريالية ومصيرها التاريخي، هو فهم المقياس الذي يحدد تطور التاريخ، وهو مقياس "المادية التاريخية".

هذا المقياس يحدد ان تطور التاريخ والبشرية ليس امرا عفويا او تعبيرا عن ارادة الهية، بل نتيجة لقوانين وأسس مادية اقتصادية تحكم نشاط وحياة الانسان. ويتم هذا التطور بطريقة "جدلية"، اي انه نتيجة للتفاعل بين عناصر متناقضة. ولكن المحرك الأساسي للتاريخ هو صراع الطبقات الذي يحدد ان التناقض الرئيسي هو بين العمل المأجور ورأس المال، او كما حدده البيان الشيوعي: بين النبلاء والشعب، بين الاقطاعي والقن، بين العامل وصاحب العمل.

ان الظواهر الاجتماعية هي كاية ظاهرة مادية اخرى، موجودة في وضع من التكوين المستمر، لها بداية، فترة ازدهار ونهاية. وحتى اذا الكون نفسه بلا بداية ولا نهاية، فان هناك بداية ونهاية لكل كوكب فيه، وكل ظاهرة اجتماعية او حية. ويمكن ان نرى في هذا التعريف نفسه تناقضا بين ما هو أبدي وما هو عابر، فالمادة أبدية ولكن كل مشتقاتها عابرة.

من هنا لا يمكن ان نتعامل مع الواقع على انه ارادة الهية ثابتة، كما تريدنا البرجوازية الحاكمة ان نفكر، بل علينا ان ندرك انه معرّض للتغيير المستمر، ولنا نحن كعنصر واع دور مهم في إحداث هذا التغيير.

وقد لاحظ ماركس ان التاريخ "يتقدم" ويتطور من حضارة الى حضارة، من النظام الشيوعي القديم (المُشاع)، نحو النظام القبلي، والعبودية، ومن بعده الاقطاعية وصولا الى الرأسمالية، وهذه الاخيرة تُفسح المجال لحضارة جديدة هي الاشتراكية. وعليه فالطرح الاشتراكي هو جزء من هذا التطور التاريخي، وليس مجرد أُمنيات او تكهنات. انه تحليل علمي لمصير الانسانية، مؤسس على تحليل التاريخ.



من روما الى القدس
مؤخرا، وتحديدا بعد حرب العراق، بدأت المقارنات بين الامبراطورية الامريكية الراهنة، والامبراطورية الرومانية التي نشأت في القرن الاول قبل الميلاد واستمرت الف عام. ولعل احد اوجه المقارنة هو اعتبار روما امبراطورية كبيرة جدا، سيطرت على "العالم" على اساس قوة عسكرية واقتصادية هائلة، ومع ذلك سقطت، ولو على امتداد مرحلة زمنية طويلة، حتى تحوّلت الى اقطاعيات منفصلة خاضعة للكنيسة الكاثوليكية.

وكانت روما بحاجة للمستعمرات لاستيراد العبيد، الذين شكّلوا الايادي العاملة "الرخيصة" في ذلك الحين. وكان حرمان الانسان من الحرية اساس النظام الاقتصادي القديم الذي سُمي بنظام العبودية. كانت هذه وسيلة الانتاج الأساسية التي بنت عليها الارستقراطية الرومانية كل ثروتها. فاذا كان بيل غيتس، صاحب شركة "ميكروسوفت"، يؤسس ثروته على احتكاره للتكنولوجيا الحديثة واليد العاملة الرخيصة، ففي روما كانت الارض هي مصدر الثروة الاساسي، وكانت العبودية الطريقة التي تم بها الانتاج الزراعي.

ويجتهد العلماء لفهم الاسباب التي ادت لسقوط روما، وتمكن كل منهم من اكتشاف جانب من الحقيقة. وكذلك للماركسيين تحليلهم الخاص، وهو تحليل جدلي، يتم فيه فهم الحاضر من خلال فهم الماضي. ويرى الماركسيون ان ما يربط روما بأمريكا هو الطبيعة الاستغلالية للنظام، والسعي للهيمنة على العالم كشرط اساسي لوجوده.

وكما قامت الامبراطورية الرومانية بتقليد وتبني الثقافة اليونانية، وبناء جبروتها على هذا الاساس، كذلك وُلدت الامبراطورية الامريكية من بطن بريطانيا العظمى، "الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس". وجاء سقوط بريطانيا بعد ان استنفذت طاقاتها في الحروب العالمية ضد فرنسا والمانيا، منافستيها في القارة الاوروبية. ومهّد سقوطها لنشوء الامبراطورية الامريكية الحديثة.

وإذا كانت الامبراطورية البريطانية قد تكونت على اساس الاحتلال المباشر للمستعمرات، بهدف استغلال المواد الخام والأسواق، فقد "حسّنت" أمريكا اسلوب السيطرة على العالم، وذلك بشكل غير مباشر من خلال الاستثمارات الرأسمالية، الامر الذي عرف بالاستعمار الجديد.

ولا ريب ان اكبر درس تاريخي من سقوط الامبراطورية البريطانية، هو سقوط الاحتلال والاستعمار، اللذين تحولا الى اشياء من الماضي، لا تستطيع ان تمنع الشعوب من الاستقلال والحرية. فمنذ الحرب العالمية الثانية تحررت القارة الآسيوية والأفريقية، وتكونت دول جديدة نتيجة الحروب التي قادتها حركات التحرر في العالم ضد الاحتلال. وكان آخر انجاز في هذا الاتجاه سقوط نظام التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا. لقد اصبح النظام الاستعماري تاريخا، ومنه لم يبق الا الاحتلال الاسرائيلي للشعب الفلسطيني، آخر معقل للنظام القديم.

ولا بد هنا من التذكير بان سقوط الامبراطورية البريطانية لم يفسح المجال لنشوء امريكا كقوى عظمى عالمية فحسب، بل الاهم انه افسح المجال ايضا لنشوء اول نظام اشتراكي في العالم توسع بعد الحرب العالمية الثانية ليشمل اكثر من نصف المعمورة.

ولا بد في هذا المضمار من التطرق الى واقعنا المرير، فإسرائيل وليدة النظام الامبريالي البريطاني القديم، ووجودها متعلق بوجود الامبراطورية الامريكية، فهي كما تتقدم معها تتقهقر معها ايضا. ومن هنا تنبع اهمية المصير الذي سيؤول اليه الاحتلال الامريكي للعراق، لانه سيحدد مصير الاحتلال الاسرائيلي للشعب الفلسطيني.

وككل الامبراطوريات، وصلت اسرائيل ايضا الى ذروة في توسعها الاقليمي، وذلك بعد حرب 1967. وفيها امتدت الخريطة الاسرائيلية من سيناء لحدود الاردن، وسادت حينها المقولة الشهيرة "ابدا لم يكن وضعنا افضل من الآن"، وتم من بعدها احتلال لبنان في محاولة لرسم خريطة جديدة للشرق الاوسط. واليوم، يستعد شارون للانسحاب من غزة بعد ان تم الانسحاب من لبنان ومن قبله من سيناء، حتى تقلصت الخريطة الاسرائيلية من جديد ولا احد يعرف اين ستكون الحدود النهائية.

هذا التراجع الملحوظ في الايديولوجية الصهيونية التي تركت برنامج "ارض اسرائيل الكبرى"، وتناور اليوم بين خطة اوسلو وخطة الانفصال من اجل منع سقوطها خاصة في مواجهة ما تسميه "الخطر الديمغرافي" للعرب، يدل على محدودية القوة في فرض السيطرة على الشعوب. ولكنه ايضا يشير الى تراجع كبير في الهيمنة الامريكية للمنطقة. فمن التجربة الصهيونية يمكننا فهم ايضا محدودية القوة العسكرية الامريكية ونقاط الضعف الاساسية للامبراطورية التي تحاول دون طائل ان تفرض نظاما جديدا على العراق.



عهد الثورات الاشتراكية
وقد رأى لينين في كتابه الشهير "الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية" ان الحرب الدموية بين الدول الاستعمارية الكبرى، بريطانيا، فرنسا، المانيا وروسيا، هي مؤشر على سقوط النظام الرأسمالي برمته. ونادى لينين الطبقة العاملة في كل اوروبا، لتحويل الحرب التي تستخدم فيها البرجوازية الشعوب طعام مدافع لتحقيق مصالحها، الى حرب اهلية تقودها القوى الاشتراكية ضد القوى الرأسمالية في كل بلد وبلد، بهدف تحقيق البرنامج الاشتراكي ووضع حد للاستغلال والحروب.

وقد فتح سقوط الامبراطورية البريطانية عهد الثورات الاشتراكية، كما تكهن لينين استنادا الى تحليله الماركسي ونظرية المادية التاريخية. وقد شملت هذه الثورة دولا وحضارات مختلفة تماما: فبعد روسيا انتقلت الى الصين، كوبا، فيتنام وغيرها من الدول والشعوب التي اختارت طريقة الاقتصاد الاشتراكي كوسيلة لتحقيق النمو.

اليوم، وبعد ان سقط الاتحاد السوفييتي وانحرفت الصين عن الاشتراكية، يطرح السؤال بكل الحدة: هل يمكننا بعد اعتبار الاشتراكية بديلا للرأسمالية، وهل يقود انهيار الامبراطورية الامريكية الى موجة جديدة من الثورات الاشتراكية؟

الامر المؤكد ان امريكا في طريقها للزوال. نظامها السياسي الفاسد من ناحية، صعود اليمين المتدين المحافظ فيها من ناحية ثانية، اديا لانقسام داخلي عميق جدا بين الليبراليين والمحافظين، وهي علامات واضحة على فقدان البوصلة وتزعزع الأساس الايديولوجي الذي وحّد الامة الامريكية.

ومن جهة اخرى المنافسة الشديدة التي تواجهها امريكا من جانب حلفائها في السوق الرأسمالية، والديون الخارجية الكبيرة التي تعاني منها، تشير الى ان الاقتصاد الامريكي لا يستطيع تلبية نفس مستوى المعيشة الذي اعتاده المواطن الامريكي. كذلك كان حال روما، ثم بريطانيا التي اضطرت للاقتراض من امريكا لتمويل احتلالها للعالم، حتى خضعت لها في نهاية المطاف.

وما يدفع العالم اليوم للمقارنة بين امريكا وروما، والتكهن بسقوطها، هو احتلالها للعراق. فقد تحول العراق الى فيتنام جديدة ونقطة اختبار خطيرة ستحدد مصير الامبراطورية برمتها. ان احتلال العراق ليس سوى محاولة يائسة لاعادة عجلة التاريخ للوراء. فبهدف تثبيت هيمنتها والحيلولة دون سقوطها، اضطرت امريكا للعودة لاسلوب الاستعمار القديم، اي الاستعمار المباشر الذي شهده العالم منذ ما قبل التاريخ الميلادي، والذي قاد دائما الى سقوط الامبراطوريات.



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارون يرسم الحدود وحده
- شرق اوسط جديد؟
- امريكا:مجتمع المُلكية ينقلب على دولة الرفاه
- هبوط الدولار يهز العالم
- الانتخابات الامريكية الدين يلعب لصالح بوش
- بين الواقع وعدم الواقعية
- عرفات ودحلان لا يلتزمان حتى النهاية
- الفوضى تستبدل الانتفاضة
- سعر النفط يهز اقتصاد العالم
- اعادة الانتداب المصري
- بناء الحزب العمالي مهمتنا الملحّة
- مغامرة بوش وشارون تعمّق الفوضى
- شارون يسلط سوط الانسحاب
- البورصة الامريكية تنتظر الحرب
- دعم ينطلق لبناء الحزب العمالي - اسرائيل
- انتفاضة شعبية في بوليفيا
- دعم يبني اسس- الحزب العمالي
- واخيرا اعترف بوش بفشله الاقتصادي
- الازمة الاقتصادية تعكر صفو انتصار الجمهوريين في امريكا
- امريكا تُدخل العالم لحالة الحرب الدائمة


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - يعقوب بن افرات - نشوء وسقوط الامبراطورية الرأسمالية