أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - حين تكون الهمجية عنوان تنظيم ما، فلا ينُتظر منه إلا الموت والخراب واليباب!














المزيد.....

حين تكون الهمجية عنوان تنظيم ما، فلا ينُتظر منه إلا الموت والخراب واليباب!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، تنظيم همجي لا يعود إلى حضارة البشر منذ أن وجد على هذه الأرض الطيبة، بل هو الحيونة بعينها، بل إن الحيوانات أفضل من هذا التنظيم ومن العاملين فيه، لأن الحيوانات قادرة على التمييز بين الصالح والطالح في كل ما تلتهمه. أما هؤلاء الهمج، الوحوش المتعرية من كل خلق إنساني وقيم إنسانية ومعايير بشرية، فهم كالجراد الأصفر يلتهمون كل شيء ويدمرون الزرع والضرع. لا يكتفون بقتل الناس، بمن فيهم الأسرى والجرحى والأطفال والشيوخ والعجائز والمرضى، وتخريب وتدمير كل ما يمرون به في دربهم ونهجهم المعوج، بل راحوا يدمرون كل الآثار الرائعة والشواهد الجميلة على حضارة العراق القديم والحديث، على الوهج الفكري الذي اتسم به شعب العراق منذ القدم كبقية شعوب العالم، فقد دمروا تماثيل شعراء العراق ومغنيه وفلاسفته، مقابرهم ومساجدهم ودور عبادة أتباع الديانات والمذاهب الأخرى وكل ما هو مقدس لدى الناس، كل الناس.
إن التحالف مع هذه الجماعات المتوحشة جريمة كبرى بشعة والدفاع عنها وتوفير الحماية لها جريمة أكبر وأبشع، لأنها الدليل على غياب الوعي وعدم الإحساس بالجرائم التي ترتكب بالعراق باسم الإسلام. وهذا الإسلام الذي يتحدثون به إسلام المنهج والنزعة والسلوك الفاشي، إسلام الموت والخراب واليباب، إسلام اللامعقول والهمجية الجديدة. ومثل هذه الجماعات المتوحشة لا يمكن لها أن تقتل حضارة الإنسان العراقي في القرن الواحد والعشرين، لا يمكن أن تعود بالعراق إلى قرون خلت حين كان المتوحشون من أمثالهم يرفعون الرايات التي سجل عليها اسم الله والنبي محمد ليقتلوا البشر ويستولوا على الأرض وينتزعوا ما يملكه الناس كغنائم وأسلاب ويمارسوا مع الشعب المغتصب ما يشاؤون من أفعال الرذيلة. إنهم يحملون الخبث معهم، إنهم يحللون اغتصاب النساء باسم نكاح الجهاد، كما فعل الكثير من اسلافهم الأوباش. إنهم الأوباش ولا نجد كلمة أسوأ منها لوصف هذه الجمهرة العدوانية التي تسمى داعش وكل المتحالفين المتوحشين معها من البعثيين المسلحين بزعامة درويشهم الأغبر عزة الدوري، ومن يطلق عليهم بالجماعة النقشبندية من غير المتصوفة وجماعات أخرى يصل عددها مجتمعة 14 تنظيم إرهابي وتخريب، بمن فيهم السيئ الصيت حارث الضاري وجماعته الباغية.
لم يكن لهؤلاء القتلة أن يجتمعوا ويغزوا مناطق أساسية واسعة من العراق من الداخل والخارج ويحتلوها ويعيثوا بها فساداً وقتلاً وتخريباً وتدميراً لكل الآثار الرائعة القديمة والحديثة لولا وجود هذا النظام السياسي الطائفي اللعين، هذه المحاصصة الطائفية المقيتة، هذا التمييز الأخرق والمرفوض دولياً على أساس الدين والمذهب أو القومية أو الفكر، لولا هذا الحكم الفردي المتسلط والمستبد بأمره، لولا قيادة هذا الحزب الطائفية بامتياز ورئيسه لما وصل العراق إلى هذه الحالة المأساوية والبائسة والممرودة بكل معنى الكلمة الشعبية. فعراق اليوم ممرود ومبتلى بمرضين كبيرين هما مرض الإرهاب والطائفية السياسية، إضافة إلى الفساد الذي تفاقم في هذه الأيام أكثر من السابق بسبب خشية البعض من عراق يحترق فليأخذوا ما يمكن الاستحواذ عليه قبل احتراقه أو أخذ الغنائم من الغير.
إن النظام الطائفي السائدة بالعراق والطائفية السياسية التي تمارسها الأحزاب افسلامية السياسية، سنية وشيعية، هما المسؤول الأول عما يجري ويحصل بالعراق، وما المالكي إلا الممثل الأبشع والأكثر مغالاة ومغامرة في استخدامها ضد المكونات الدينية والمذهبية الأخرى. وهو ليس الوحيد في ما يمارسه من سلوكيات طائفية، إذ نجدها في أطراف شيعية وسنية أخرى تبرز اليوم على نطاق واسع جداً. فتباً لكل الطائفيين السياسيين الذين يميزون بين البشر على أساس الدين والمذهب والفكر، وتباً لمن يعمل معهم ويسايرهم ويوافق على منهجهم وأساليب عملهم وعواقب إجرامهم. وتباً لمن أوصل العراق وشعبه إلى هذه الحالة الكارثية المريرة والمدمرة لكل ما هو إنساني وجميل في الشعب العراقي وحضارته وتراثه القديم والحديث، وتباً لمن يصر على مواصلة هذا الدرب اللاإنساني المدمر.
26/6/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستبدون متماثلون في السيرة والسلوك، صدام والمالكي نموذجاً!
- شروط تغيير اللعبة الطائفية الراهنة إلى عملية سياسية وطنية نا ...
- من أجل دحر قوى الإرهاب والطائفية السياسية المستباح بهما العر ...
- لتنتصر إرادة الشعب، كل الشعب، على قوى الإرهاب والظلام والطائ ...
- نوري المالكي والنهج الطائفي المتشدد والمشين بالعراق
- نحو نقاش هادئ مع السيد أياد عبد الرزاق حول رسالتي النقدية ال ...
- المجرمون القتلة من بعثيين وداعشيين .. يجب أن لا ينجو من العق ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد السيستاني وبقية المراجع والهيئات الدي ...
- حكومة الإنقاذ الوطني .. هي الحل الوحيد لوحدة الشعب العراقي!! ...
- لتتضافر الجهود لدحر الإرهابيين بالعراق ... لتتضافر الجهود لد ...
- لننتصر لأهلنا بالموصل والفلوجة ... ولكن من تسبب بالكارثة؟
- نعم لتوفير مستلزمات التعبئة الوطنية لمواجهة الإرهاب ... لا ل ...
- أليست المهمة الملحة .. توفير مستلزمات دحر الإرهاب أولاً؟
- هل هناك من هو أكثر بؤساً وفاقة في الفكر والسياسة من وزير الت ...
- وماذا بعد انتخابات 2014 بالعراق؟
- من أجل تعزيز المشاركة الواسعة في التحضير للمؤتمر الثاني لمنظ ...
- الأعمار بيد الله ... والموت حق، ولسنا مسؤولين عن موت العراقي ...
- نداء موجه إلى نقابة المحامين العراقية ومحامون بلا حدود والتح ...
- عبد الحسين شعبان يسيء من جديد للحزب الشيوعي العراقي وللمناضل ...
- الى أنظار الجميع: السفارة السودانية تصدر بياناً بائساً كحال ...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - حين تكون الهمجية عنوان تنظيم ما، فلا ينُتظر منه إلا الموت والخراب واليباب!