أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - كصة بكصة














المزيد.....

كصة بكصة


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 18:30
المحور: المجتمع المدني
    


قد لا يعرف البعض سيما صغار السن ما تعنيه عبارة "كصة بكصة" التي كانت شائعة كأحدى طرق الزيجات في القرى والارياف، لكنها اضمحلت كثيرا في السنوات الاخيرة ولم يعد يعمل بها الا عدد قليلة جدا، هو زواج كأي زواج ولكن الاقتران ثنائي بمعنى ان يتزوج احدهم بفتاة مقابل ان يزوج اخته لاخ زوجته على سبيل المثال، لم تكن تلك الزيجات فاشلة رغم ان القرار بالدرجة الرئيسية يعود لولي الامر ، كانت المراة ترضى بقسمتها وتخلص لزوجها حتى ان بعضهن يترجمن رغباته وميوله لسلوك يومي وتجد في طاعته فرحة كبيرة، بعضهن يتفاخرن امام النساء الاخريات بقوة زوجها وصلابته وخوفها منه، مثلما يتفاخرن بعض النساء هذه الايام بتمردهن على ازواجهن وانقيادهم لهن حتى في الباطل أحيانا للأسف الشديد، فتنازل كثير من الرجال عن مكانتهم بحجة التطور والحداثة، لكن عوائل ظلت قابضة على تقاليدها وتسري على افرادها اعراف توارثوها عن اباءهم واجدادهم.
ان عبارة "كصة بكصة " لا يقتصر معناها اليوم على الزواج بل صارت تطلق منذ فترة غير قليلة عند اهالي القرى والنواحي على جانبي طريق الفاو - بصرة او ما يطلق عليه "طريق الموت" على حوادث السيارات، يحصل الاصطدام بين سيارتين من جهة المقدمة، فالطريق ذو ممر واحد رغم ان طوله يقارب 100 كيلو مترا ،والسائقون يسيرون بسرع عالية جدا كونه طريق خارجي، ينجم عن تلك السرع حوادث مروعة جدا تزهق العديد من الارواح، لسببين اولها قوة الصدمة، و الاخر عدم وجود مستشفى قريب لإنقاذ المصابين، وهذا ما حدى بالسيد "احمد هلال الربيعي" مدير ناحية السيبة الواقعة في منتصف هذا الطريق للمطالبة ولعدة مرات الجهات المعنية بتوفير مفرزة طبية متخصصة بالإسعافات الاولية اضافة لإسعاف لنقل الجرحى، حتى لو كانت بحجم كرفان لكن مطالباته لم تجد اذان صاغية ولم تحرك ساكنا وبقي الحال على ما هو عليه، من يشاهد بقايا اشلاء السيارات امام مركز شرطة ناحية السيبة او يشاهد صفحة الفيس بوك لأعلام ناحية السيبة و ما ينشر(السيد عباس الاسدي) مسؤول الاعلام بالمديرية من صور لحوادث مروعة تقع بين الحين والاخر ينتابه شعور بان نوعا من الارهاب المرعب يهدد سالكي هذا الطريق، ولا ادري ان كان المسؤولون في وزارة الصحة قد سمعوا ان البلدان المتقدمة تنشر سيارات الاسعاف على جانبي الطرق الخارجية وبمسافات متقاربة كأجراء احترازي للحوادث الطارئة، ولا يحتاج المواطن هناك ان يرفع صوته عاليا مثلنا مطالبا بهذا الحق ولا يجد من يسمعه، يبدو ان وزارة الصحة ممثلة بدائرتها في محافظة البصرة غير معنية بأرواح المواطنين وسلامتهم، ولو خصصت مفرزة بسيطة لبعثت برسالة طمأنة لسالكي الطريق وقللت من مخاوفهم سيما الموظفين والذين يقطنون مركز البصرة ويضطرون لقطع هذا الطريق ذهابا وايابا بشكل يومي وهم مرعوبون، يحبسون انفاسهم عند كل حالة اجتياز خوفا من حوادث " الكصة بكصة" ويقرؤون المعوذات عدة مرات قبل ان تنطلق بهم مركبتهم وهم في حيرة وليس لهم سوى انتظار ان ينجز الطريق الثاني الموازي لطريق الفاو – بصرة- ليقلل بشكل كبير من حوادث "الكصة بكصة" ولا يعودون لتذكر هذه العبارة الا في حالات الزواج المسماة بهذه التسمية، وألى ان يفرحوا بافتتاح ( بالسايد الثاني) يكونوا قد فقدوا عدد غير قليل نتيجة الحوادث المروعة ولعدم معرفة منقذيهم بالسيارات الاهلية من اصحاب النخوة والشهامة بالطريقة السليمة في نقل الجرحى ولا بالاسعافات الاولية، قد تتحرك نخوة وشهامة المعنيين في دائرة صحة البصرة ويلبوا طلب السيد مدير ناحية السيبة بعد وقت غير قليل، حتى لو حصلت هذه المعجزة، لن نشكرهم لانهم سيكونون قد قاموا بواجبهم ( ولا شكر على واجب)، ولن يخفف هذا عنهم اثم وزر تأخرهم عن تلبية النداء امام الناس ورب الناس .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقرب نقطة دالة
- الاعيب السياسيين في سوق الخضار
- لناخبينا ذاكرة
- الصحة ومحرقتها العجوز
- مخ ولسان
- الرقم الابيض وايامه السود
- ماؤنا مالح كدمعنا
- بصرتنا لا تزرع الشوك
- فؤاد المهندس
- من البصرة الى اسطنبول
- السراق وبائع الملح
- لم يقطفوا سوى الثمار الجوفاء
- الواحد أكبر من الاربعة
- أحذروا.. الديناصور يبتلع البصرة
- خارج أسوار الحياة
- الكهرباء تدخل موسوعة غينس
- ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز
- لصوص الليل والنهار
- لنتعلم من الصبور
- جسر المقام نهاية حلم


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - كصة بكصة