عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 17:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مباعث التغير والإنقلاب في المجتمع السعودي
السنن التأريخية ومنطق العقل وقوانين علم الأجتماع تؤكد وبلا تردد أن المستقبل أمام المجتمع السعودي في شقه السياسي المهيمن على السلطة مغلق على كافة الصعد , وينتظر هذه العائلة وداعمتها المؤسسة الدينية المتحجرة وأقتصاد قائم على الريع والمضاربة وحركة رؤوس أموال تنتقل مع تنقلات المالكين ليس أمامها عاجلا جدا إلا أن ترضخ لأستحقاقات عالم السياسة الذي أثقلته هي بتدخلات وتحركات وفوضى مهووسة بطلب الغلبة والتعالي , هذه الأستحقاقات ستكون أولا كنس الطبقة الهرمة المتخلفة لصالح جيل أقل تحمسا للنهج الإعرابي البدوي وأكثر ليبرالية يقود مرحلة التفكك والتقسيم , والتي تشير لها كل الدلائل بقوة أن المملكة سوف تكون أربع كيانات متميزة بخصائص أما ديموغرافية أو مذهبية أو أقتصادية , عند هذا الحد سوف تنهار كيانات وأمارات خليجية أو تتجه للتوحد عندما يتمدد المارد الإيراني العراقي نحو البر الشرقي لها .
المشكلة أن المجتمع الحاكم السعودي الذي حول الكيان الأجتماعي للجزيرة العربية كلها إلى نطلق محكوم بمصالح العائلة المالكة وصبغها سياسيا وأجتماعيا ومذهبيا بصبغة العائلة الخاصة لم يدرك أن مؤازرة المؤسسة الدينية ليست هي الضمانة الدائمة للبقاء ولا الإمبراطورية الإعلامية التي ترتزق بمديح وتلميع الوجه المتخلف لها قادران على إسكات الصوت الشعبي وأحتواء كل الارتدادات التي يفجرونها مع الخصوم البعيدين والقريبين وخاصة مع أنفتاح المجتمع العالمي الذي لم تتمكن سلطة أل سعود من السيطرة عليه وتسخيره كي يبقى الشعب بعيدا عن المؤثرات الحضارية والفكرية والدينية الوافدة والعابرة للحدود والأطواق .
كذلك تأثيرات الربيع أو الخريف العربي ليست ببعيدة عن ملامسة المشاعر الوطنية الخاصة لشعب الجزيرة والخليج ونلاحظ أن قادة المملكة في باب تبريرهم للحركات العنفية المقاتلة والتي يقودوها ويمولها علنا وعلى منابر اعلامية ودولية يتحدثون بأنفسهم عن الديمقراطية وحق العيش الكريم ومنع الإقصاء والتهميش وضرورة المشاركة الجماعية في أدارة شؤون هذه البلدان , هذا ما سوف ينعكس صدى هزازا ومؤثرا بل كتسونامي يزلزل أركان ونظرية الحكم السعودية عندما يطالبهم الشباب الواعي والمثقف والذي يتواصل بجد مع كل التيارات الديمقراطية والليبرالية والعلمانية والمدنية عن مصير هذا الكلام في بلدانهم أولا على قاعدة إلزام المتحدث بما تكلم به .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟