أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن حبيب فجر - العراق .. البحث عن نقطة التوازن














المزيد.....

العراق .. البحث عن نقطة التوازن


محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)


الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما من مشكلة الا ولها حل يرتكز، فيما لو أُريدَ له ان يكون صحيحا وضامنا للقضاء عليها، على الاعتراف بوجودها اولا ثم الدقة في تشخيص ماهيتها وابعادها ثانيا وكذلك على استشراف النتائج التي يمكن ان تترتب على بقائها دون حل ثالثا.
وما يمر به العراق هذه الأيام من اضطراب يمثل التحدي الأكبر الذي واجهه منذ تأسيسه ورسم خارطته الحالية على اثر تقسيم الإرث العثماني ولحد الآن. فبالاضافة الى مشاركته للعديد من دول اقليمه الاكتواء بلعنة الشرق الأوسط، المتمثلة في تغييب إرادة الشعوب عن رسم مسيرتها ثم الدخول في اللعبة العالمية والتمحور حول احد قطبي القوة في العالم دون اخذ مصلحة الجماهير بنظر الاعتبار، الا انه يكاد ينفرد بما يمكن ان يشكل لعنة ابدية ما لم يتم التوقف عنده والاعتراف بوجوده ووضع الآليات الملائمة للتعامل معه، ذلك هو التمايز الطائفي بين عربه تمايزا طالما تعكز عليه الحكام وغذوه ذودا عن كرسيهم، مضافا الى اجتراره من حين لآخر كل مشاكل التاريخ وتعقيداته.
ومخطئ من ينظر الى التمايز الطائفي بين الكتلتين العربيتين الاكبر في العراق، الشيعة والسنة، على انه هو المشكلة او اساس المشاكل التي مر وسيمر بها العراق. لان الاختلاف امر بديهي نابع من الطبيعة الانسانية على مستوى الافراد والمجتمعات يمثل الاصرار على رفعه او الغائه ضرب من الوهم واضاعة للجهد دون طائل، بل كثيرا ما يؤدي ذلك الاصرار الى نتائج على عكس المرجو منه. ولو لم يكن التمايز الطائفي موجودا فان امورا اخرى غيره ستحل محله لخلق حالة التمايز كل حسب مقاساته الخاصة. وتاريخيا، فيما لو كانت الطائفية مشكلة، لما استدعى الخليفة العباسي المستكفي (السني) البويهيين (الشيعة) لدخول بغداد وتخليصها من هيمنة الاتراك (السنة) سنة 945م ثم تلقيبه لكبيرهم، علي بن بويه، بمعز الدولة. ولو ان هذا التمايز يمثل مشكلة لما سكت سنة بغداد آنذاك عن هيمنة الشيعة على الدولة خصوصا وانهم ينتمون للمذهب الحنبلي المعروف تاريخيا بالتشدد المذهبي. بل اكثر من ذلك، واجه البويهيون مشاكل في العراق كان شيعته من اثارها في وجوههم كبني مزيد وبني حمدان. لكن يبدو ان هذا التمايز تم استخدامه كسلاح، واثبت فعاليته، في الصراع العثماني الصفوي للسيطرة على العراق، متحولا بذلك الى اداة سهلة ظل الطامعون بالعراق يستخدمونه ويطورونه على مر الزمان.
فمشكلة العراق الاساسية اذن لا تكمن في التمايز الشيعي السني بين العراقيين وانما مشكلته، بل ام مشاكله، تكمن في الصراع على السلطة فيه من قبل اطراف لا ترى في اهله سوى اداة تستخدمها بكل صلافة لتحقيق مكاسبها التي كثيرا ما تتقاطع مع حقوق المجتمع الطبيعية في تسخير ثروات بلده لنيل الامن والاستقرار والرفاه والرقي.
كما انه ليس من الصحيح ايضا النظر الى الحراك المسلح الذي تشهده المناطق السنية هذه الايام على انه هو المشكلة، بل يلزم التعامل معه على انه نتيجة من نتائج المشكلة آنفة الذكر.
ويبدو ان التجربة الديموقراطية بعد نيسان 2003 لم تكن بمعزل عن سابقاتها من انماط انظمة الحكم التي مورست في العراق حيث تشاركت جميعها بهيمنة مزاج الحكام وتغييب الجماهير واجبارها او استدراجها للانقياد للطبقة الماسكة بالسلطة عبر تأزيم الاوضاع وعدم فسح المجال للجماهير لتعبر عن غاياتها في اجواء هادئة مستغلة في سبيل ذلك ما يوفره التمايز، فيما لو تمكن الساسة من تغذيته وترسيخه، من امكانيات كبيرة لتفكيك وحدة المجتمع وتشتيت قواه، خصوصا ما كان مبنيا منه على اساس ديني كالتمايز الشيعي السني في المجتمع العراقي.
ان استغراق الطبقة السياسية، السنية والشيعية، في الفساد السياسي والمالي في عراق اليوم واستشراءه بدرجة مخيفة هو دليل واضح على ان هذه الطبقة مفصولة عن المكونات التي تدعي الانتساب اليها وتمثيلها ورعاية تطلعاتها، في حين لم يجن العراقيون منها سوى نهب ثرواتهم وارخاص دمائهم في دوامة صراع تم ايهامهم على انه صراع مكونات، في حين ان لا نصيب لهم فيه سوى الاستغراق في الضياع والهزيمة المتلونين بالوان اثبات الوجود وارغام الانوف والانتصارات المزيفة.
ولكي ينطلق العراقيون في معالجة مشكلتهم، فان عليهم ان يبادروا اولا الى تحديد نقطة التعادل او التوازن التي يتساوى عندها شيعتهم وسنتهم في حساب الربح والخسارة والانتصار والهزيمة والقهر والغلبة بينهما. عند نقطة التوازن هذه، يمكن للطرفين ان ينفتح احدهما على الآخر للتحاور والتفاهم في مستوى واحد مما يسهل عليهما امكانية الوصول الى الحل على عكس ما اذا تحاورا من مستويين مختلفين.
وفي ظل التشنج الحالي وغلبة صوت الرصاص على صوت العقل، ولجوء الطرفين الى الخنادق، فلابد من البحث في البواعث التي دفعت سنة العراق الى الاحتكام للسلاح ومعرفة ما يرتجونه من نتائج لاحتكامهم هذا، ثم مقايسة كل ذلك بتحركات مماثلة للشيعة في الامس العراقي القريب لتحديد نقطة التعادل التي ستوضح لكليهما ان لا سبيل امام أي منهما لالغاء الآخر او قهره، وان خيار الحياة والعيش الهانئ الكريم يتنافر بطبيعته مع ارخاص الدماء والتهاون فيها وان الدول تبنى بالعدل والانصاف لا بالظلم والاعتساف.



#محسن_حبيب_فجر (هاشتاغ)       Mohsen_H._Fagr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الشيعة
- العراق .. هزيمة المجتمع وانتصار السياسيين
- منعطفات الحياة
- السعوديون ليسوا دواعش
- المجتمع من العقيدة الى الهوية
- سنينَ العُمر
- حُبٌّ وخوف
- عندمائيات 2
- نصائح في طريق الفكر
- كوني الحبيبة
- الى أبي علي
- موت
- صرخة في صمت
- بردٌ وإباء
- شكوى
- الى أخي عبد الحسن
- الانقسام المجتمعي
- لتذهب آثارنا الى السائح ولا تنتظر مجيئه اليها
- رسالة من العالم الآخر
- الشعر الرافديني المعاصر ما بين الفصحى والعامية


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن حبيب فجر - العراق .. البحث عن نقطة التوازن