أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى مكافأة أحد كبار الأصوليين















المزيد.....

مغزى مكافأة أحد كبار الأصوليين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مغزى مكافأة أحد كبار الأصوليين
طلعت رضوان
الواقع المصرى يُفرز كل يوم فصلا جديدًا من فصول الكوميديا السوداء التى يتغافل عنها المبدعون المصريون . من بين تلك الفصول حصول د. أحمد عمر هاشم على جائزة النيل ، وهى أعلى جائزة تمنحها الدولة فى مجالات (كما هو مُـفترض) الأدب والفن والفكر. فمن هو الشخص الذى نال اعجاب وتقدير اللجنة التى وافقتْ على منحه الجائزة؟
هو الابن المُدلل للمنظومة السياسية الفاسدة لنظام الحكم فى مصر، وبلغتْ قمة تألقه فى عهد حسنى مبارك ، الذى منحه عضوية مجلس الشعب (بالتعيين) لعدة دورات ، ثم عضوية مجلس الشورى (بالتعيين) ومنحه عضوية المكتب السياسى للحزب الوطنى (الحاكم) أما المناصب التى شغلها فهى : رئيس جامعة الأزهر، وعضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون (المصرى) ، رئيس لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون (المصرى) ، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب ، مسئول اللجنة الدينية بحزب رئيس الدولة (مبارك) ، المشرف العام على صحيفة (صوت الأزهر) وله مقال أسبوعى بها ، أستاذ ومحاضر بجامعة الأزهر. أما قمة الكوميديا السوداء فهى حصوله على عضوية مجلس إدارة اتحاد الكتاب المصريين ، ولكى تكتمل الكوميديا السوداء فكان لابد من حصوله على عضوية المجلس الأعلى للثقافة. والسؤال المسكوت عنه هو: ما علاقة سيادته باتحاد الكتاب ، وبالمجلس الأعلى للثقافة وبمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ؟ هو شخص صريح فى دفاعه عن الأصولية الإسلامية ، فلماذا تمنحه الدولة عضوية هذه الجهات (الثقافية) أو المـُفترض أنها (ثقافية) وإعلامية ؟ هل هناك تفسير آخر غير أنّ وجوده فى تلك الجهات لخدمة مخطط الدولة نحو تغييب عقل شعبنا؟
وهل اللجنة التى منحته جائزة النيل لا تعلم من هو الدكتور الشيخ أحمد عمر هاشم؟ ألم يقرأ أعضاء اللجنة كتابًا واحدًا من كتبه مثل (الشفاعة فى ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها) و(الإسلام والشباب) و(قصص السنة) و(القرآن وليلة القدر) ويتبيّن من تلك العناوين أنها كتب لا علاقة لها بالعلوم الاجتماعية ، كما يسهل على أى إمام مسجد أنْ يكتب مثلها .
ولأنّ الأصوليين يجتمعون على مائدة واحدة ، لذلك اشترك د. هاشم فى حديث تليفزيونى مُسجل وموجود على قناة اسمها (قناة الشيخ كشك) فى هذا الحديث تكلم عن ((كرامات الشيخ كشك)) والشيخ كشك هو أحد عتاة الأصوليين الرافضين لآليات الدولة العصرية ، وهاجم الفن ووجه الألفاظ المُعاقب عليها قانونـًا للمطربين والمطربات (خاصة أم كلثوم) وهنا نكون أمام مادة درامية تصلح لفن العبث أو اللامعقول ، بتكثيف تلك المفارقة : الشيخ الدكتور هاشم يحصل على جائزة النيل رغم أنه امتدح الشيخ كشك.
ولكن هل تاريخه مع نظام مبارك وحزبه الفاسد ، وامتداحه للأصوليين أمثاله (كل) مؤهلات حصوله على جائزة النيل ؟ الشيخ الدكتور قدّم نفسه منذ سنوات على أنه مبعوث العناية الإلهية لحماية الدين الإسلامى ، ففى عام 2000عندما كان يشغل منصب رئيس جامعة الأزهر، طالب بسحب رواية (وليمة لأعشاب البحر) للروائى السورى الكبير حيدر حيدر، من المكتبات ومصادرتها ومنع تداولها وقال عنها ((الفجور ليس من الفن والإبداع)) وأنها رواية مليئة بالكفر. ثم ذهب ليرأس اجتماع اللجنة الدينية بمجلس الشعب وطالب بحرق الرواية. وناشد الشباب بعدم قراءتها. كل ذلك رغم أنه اعترف فى تصريح لمحرر مجلة روزا ليوسف (عدد 19مايو2000) أنه لم يقرأ الرواية وإنما اطلع على بعض صفحاتها ، أى أنّ سيادته يعترف بأنه مشى وراء طلبة جامعة الأزهر (الذين لم يقرأوا الرواية مثله) وإنما اكتفوا بما كتبه صحفى فى صحيفة الشعب الإسلامية/ العروبية (عدد28 إبريل2000) وكان العنوان الرئيسى للصحيفة (وزارة الثقافة أصدرتْ رواية تسب الرسول وتـُهاجم الذات الإلهية الخ) والمقال مجرد ترديد لما كتبه الكاتب (حسن نور) فى مقال فى صحيفة الأسبوع (28فبراير2000) بعنوان (تجديف وفـُحش فى رواية وليمة لأعشاب البحر) وبعد أنْ تمّ تهدئة الطلبة الذين لم يقرأوا الرواية ((وبدا أنّ الأزمة قد مرّتْ وانتهتْ أو أوشكتْ على النهاية ، كان هناك من هو جاهز لأنْ يلقى على بقايا النيران كمية من البنزين فأعادتْ إشعالها وتوهجها ، وكان د. أحمد عمر هاشم هو الذى فعل ذلك)) (لمزيد من التفاصيل انظر: وليمة للإرهاب الدينى - تأليف حلمى النمنم - كتاب الحرية - رقم 45- عام 2000- من ص 78- 88)
ولأنّ الدكتور الشيخ مؤمن بالتراث العبرى/ العربى/ الإسلامى فهو ضد المرأة لأنها فى ذاك التراث (عورة) و(مبعث الفتن) الخ ، لذلك فإنّ سيادة الدكتور الشيخ أحمد عمر هاشم فى لقاء تليفزيونى قال أنه ((لا يجوز للموظفة أنْ تدخل مكتب رئيسها للتوقيع على بعض الملفات دون (محرم) وكانت د. سعاد صالح (وهى أصولية مثله ولكنها اختلفتْ معه) تجلس على يساره فى الاستديو، فقالت له إنّ المصالح الحكومية أماكن عامة. ومكتب المدير أو رئيس المصلحة يدخله الموظفون فى أى وقت ، وبالتالى فإنّ شرط وجود (محرم) فى (الخلوة غير الشرعية) غير مُـتحقق فى المصالح الحكومية الخ . ولكن الأستاذ الدكتور الشيخ هاشم أصرّ على رأيه. وعندما قالت د. سعاد حتى ولو كان الباب مفتوحًا ؟ قال ((نعم حتى ولو كان الباب مفتوحًا)) وهكذا جمع سيادته بين إقصائه للمرأة (المسلمة) ونفى حقها فى ممارسة حريتها أثناء تأدية وظيفتها ، وبين موقفه المُعادى للعصرنة والحداثة.
ولأنه يعرف أسلوب الأصوليين (فى كل دين) فى مغازلة الحكام ، شبّه الرئيس السيسى بالنبى محمد . وقال إنّ السيسى ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ((جاءا من أجل حماية الدين وأنهما شبيهان برسل الله. وقال فى مداخلة تليفزيونية لبرنامج (القاهرة اليوم) أنّ تشبيه مواقف السيسى بموقف النبى محمد أمر لا ضرر منه. وأنّ هذا التشبيه تشجيع للمسلمين على الاقتداء بالنبى)) والدكتور الشيخ يكتب فى صحيفة الأهرام بشكل منتظم ، ومقالاته شبيهة تمامًا بخطبة الجمعة فى كل مساجد مصر مثل مقاله المعنون (فضل شهر شعبان) المنشور فى الأهرم (28مايو2014) ومقاله المعنون (الإسلام وحقوق غير المسلمين) قال فيه ((يقف الإسلام من غير المسلمين فى رعايتهم موقف الأمان ، بل إنه لم ينه عن البر ما داموا لم يقاتلوا المسلمين)) (أهرام 21 ابريل 2014) فكيف يكون (الأمان) مع حرمانهم من الوظائف القيادية فى الدولة ؟ ومع ضرورة أداء (الجزية) وحرمانهم من الدفاع عن الوطن بعدم انضمامهم لجيش الدولة ، وهذا هو المعنى والمغزى والهدف من أداء الجزية. وهذا الموقف من المواقف الثابتة لدى كل فصائل الأصوليين ومن بينهم الأصولى العتيد د. محمد حبيب الذى شغل منصب نائب (مرشد) الإخوان وقال ((حين تتسلم الجماعة مقاليد السلطة والحكم فى مصر فإنها سوف تـُبدل الدستور السارى حاليًا بدستور إسلامى يحرم بموجبه كافة غير المسلمين من تقلد أى مناصب عليا ، سواء فى الدولة أو فى القولت المسلحة. وأنه من الضرورى أنْ نوضح أنّ هذه الحقوق إنما ستكون قاصرة على المسلمين وحدهم دون سواهم)) (صحيفة الزمان 17/5/2005) وفى سنة 1984 صدر فى لندن (نموذج الدستور الإسلامى) نصّتْ المادة رقم 14منه على أنّ ((مواطنة الدولة حق لكل مسلم فقط)) (د. كمال مغيث - الحركة الإسلامية فى مصر- مركز الدراسات والمعلومات القانونية لحقوق الإنسان – عام 97- ص212)
والأستاذ الدكتور الشيخ الذى حصد جائزة النيل قال للصحفى حسن الخطيب بصحيفة (فيتو) عن فترة وجوده طالبًا فى الجامعة ((كنتُ فى الجامعة. وصليتُ الفجر وجلستُ أقرأ القرآن وأخذتنى غفوة من النوم فرأيتُ رسول الله يطوف حول الكعبة. ورأيتُ أننى أتبعه وأطوف خلفه)) (صحيفة فيتو 20 إبريل 2014) أى أنّ الرجل يعترف بأنه من أتباع (الميتافيزيقا) وكل ما وراء الطبيعة ، فما علاقة ذلك بالعلوم الاجتماعية لينال جائزة النيل ، وهل السبب أنّ أعضاء اللجنة من الأصوليين أمثاله ؟ وأنهم ضد مبدأ (المواطنة) الذى يُردّده كل الأصوليين فى المساجد وفى كتاباتهم . وحدث أننى سمعتُ خطيب المسجد المجاور لمنزلى يقول فى خطبة الجمعة ((إنّ المسلم أخو المسلم.. ولا تصدقوا ما يقوله البعض أنّ المسلم أخو المسيحى)) ثم بدأ فى توضيح أسبابه وفقــًا لمرجعيته الإسلامية. وعندما انتهى الخطيب من خطبته التى حرّض فيها على مشاعر الكرهية ((لا تصدقوا ما يقوله البعض أنّ المسلم أخو المسيحى)) تذكرتُ موقف د. أحمد عمر هاشم الذى كتب ((الإسلام لا يمنع التعامل مع غير السلمين ، لكن يمنع المودة القلبية والموالاة ، لأنّ المودة القلبية لا تكون إلاّ بين المسلم وأخيه المسلم)) (جريدة اللواء الإسلامى – عدد 153) فهنا تطابق الأستاذ الدكتور مع إمام المسجد ، فلماذا لا يحصل أئمة المساجد على جائزة النيل ؟ وهل هدْم مبدأ (المواطنة) أحد أهم أسباب حصول الدكتور الشيخ على تلك الجائزة؟ ولكن كل هذه الأسئلة التى يطرحها عقلى الطفولى بفطرته الساذجة (كوم) وسؤالى عن (تشكيل) اللجنة العليا لجوائز الدولة (كوم) لوحده ، فمن الذى يختار تلك اللجنة ؟ وكيف يتسق موقفها (وبالأدق يتناقض موقفها) مع موقف الدولة ومع موقف شعبنا خاصة بعد 30يونيو2013 أى بعد عزل محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين عن السلطة؟ وأنّ الدولة (كما يُقال) ستبدأ عهدًا جديدًا لترسيخ قواعد الدولة المدنية العصرية الحديثة ؟ ثم تأتى لجنة الجوائز لتؤكد أنّ لا شىء تغير فى مصرنا المنكوبة بمتعلميها ، ولتؤكد (ثانيًا) أنّ فصول الكوميديا السوداء / العبثية/ الواقعية ما زالتْ مستمرة ، ولا أحد يعرف متى سيكون الفصل الأخير.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوميديا / سوداوية / عبثية / واقعية (2)
- كوميديا / سوداوية / عبثية / واقعية
- الحقوق الإنسانية والإسلام (3)
- الإسلام وحقوق الإنسان (2)
- الإسلام وحقوق الإنسان (1)
- التعصب العرقى والدونية القومية
- الشعر والثقافة العربية / الإسلامية
- عبد الوهاب المسيرى والمدرسة الناصرية / العروبية
- المعيار العلمى للهوية الثقافية
- حدود العلاقة بين التراث والإبداع
- الدين والحياة
- الديانة العبرية ومعتقدات الشعوب القديمة
- الديانة العبرية وأساطير بعض الشعوب (3)
- الديانة العبرية وأساطير الشعوب القديمة (2)
- حق الأقليات الثقافية فى الدفاع عن خصوصياتها
- الديانة العبرية وأساطير الشعوب القديمة (1)
- معوقات الحداثة المصرية
- صناعة النجوم فى الميديا المصرية (5)
- صناعة النجوم والميديا المصرية (4)
- صناعة النجوم والميديا المصرية (3)


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى مكافأة أحد كبار الأصوليين