أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي














المزيد.....

بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 08:08
المحور: المجتمع المدني
    



في 23 حزيران الجاري نقلت فضائيات (الحرة عراق..مثلا) تصريحا للمرجعية الدينية في النجف يحمل اشارة الى التحالف الوطني (الشيعي) بأن عليه ان يختار لرئاسة الوزراء شخصا آخر غير السيد نوري المالكي يحظى بالمقبولية السياسية.
والملاحظ ان هذا التصريح جاء متزامنا مع لقاء وزير خارجية امريكا جون كيري بالسيد المالكي،وانتقاده سياسة حكومته (واستياء الكرد والسنّة وبعض الشيعة من القيادة الحالية) ودعوته لتشكيل حكومة وطنية تمثل اطراف العملية السياسية كافة،وتلقي سياسيين عراقيين لرسالة من امريكا مضمونها انها توافق على رحيل المالكي.
والحق يقال ان المرجعية الموقرة ما كانت راضية عن اداء السيد المالكي من سنتين لاسيما بخصوص عدم تأمينه الخدمات الحياتية الاساسية للناس، واستشراء الفساد الذي وصفته في خطب الجمعة بأن (في الحكومة لصوص وحيتان).
غير ان عدم رضاها كان يدخل في باب الزعل(الأخوي) واسداء النصيحة الصادقة من اجل التصحيح مع ان السيد المالكي كان قد ادار لها ظهره السياسي..وكان السياسيون الوطنيون يتمنون عليها ان تحذره بداية عام 2013 حين ماطل وتغاضى عن تلبية مطالب التظاهرات في المحافظات الغربية التي وصفها بـ(الفقاعات)..مع ان لدى المرجعية مؤسسات بحثية علمية يفترض فيها ان تدرس شخصية المالكي وعقليته السياسية بأنه يسير بالعراق في طريق محفوف بمخاطر يتهدد وجوده كدولة وكيان..فالرجل كان قد وقع في وهم قاتل تشكل لديه من ثلاثة مصادر:
الاول: تشكّيله جيشا غالبيته المطلقه من الشيعة،بمشاعر طائفية.فلأول مرة في تاريخ الجيش العراقي تطلق مسميات خاصة بطائفة معينة على تشكيلات عسكرية ونقاط سيطرة..وأهازيج طائفية من ضباط وجنود تستفز مشاعر طوائف ومكونات اجتماعية وتثير انتقاد كثيرين من الطائفة نفسها.فضلا عن أن أفراد هذا الجيش لا توحدّهم روح عسكرية وانتماء لكل العراقيين ،وأنه ولّى على آلاف الجنود،ضباط (دمج)تعوزهم الخبرة الميدانية ولا يحظون باحترام منتسبيهم..ورقّى الى مراتب عليا افرادا لا يتمتعون بمواصفات القائد العسكري.
الثاني:اعتماده مبدأ الولاء والثقة في اسناد المراكز الاساسية في الدولة الى المنتمين لحزب الدعوة، معظمهم يفتقد الخبرة والكفاءة وبينهم فاسدون،حماهم المالكي بمقولته الشهيرة (لدينا ملفات فساد لو كشفناها لانقلب عاليها سافلها) التي فسرّها العراقيون بأن بين شركائه فاسدون كبار لو كشفهم فانهم سيكشفون الفاسدين المحسوبين عليه ،فسلك طريقة (اسكت وانا اسكت)التي تعتمد في المافيا لا عند الرجل المؤتمن على ثروات البلاد.
الثالث:اعتماده مبدأ ترحيل الاخطاء والتقصير الى المشاركين معه في العملية السياسية.ومع ان بينهم من كان يتقصد عمدا عرقلة المالكي وارباكه،وان بينهم من يتهم بالتعاون مع جماعات ارهابية (او مقاومة) وآخرين لهم ارتباطات بدول اجنبية،فانه كان قد راهن على ان الغالبية المطلقة من العراقيين سيكونون الى جانبه.وزاده ذلك ثقة في نفسه انه كان الفائز الاول في الانتخابات الاخيرة وباكبر عدد من الاصوات..دون ان يدرك ان الأصوات التي حصل عليها لا تعادل عشر سكان مدينة بغداد..وأن حجم معارضيه يزداد قوة ومساحة فيما تتقلص مساحة مؤيديه وتقتصر على كتلته والمنتفعين من السلطة والمعتقدين عن حسن نية بوجوب دعمه وبأنه يمثل ضرورة مرحلة.
والسيد المالكي معذور ليس فقط لعدم امتلاكه النضج السياسي،وتورطه مع شركاء سياسيين بين مشاكسين وبين من وضع مصلحته ومصالح كتلته فوق مصلحة الوطن،ومجلس وزراء الوزير فيه يتلقى التعليمات من رئيس كتلته لا من رئيس وزرائه.بل هو معذور ايضا لأن العراقيين انفسهم هم اصعب خلق الله في علاقتهم بالحاكم،وان تاريخ العراق هو تاريخ عنف دموي من ثلاثة آلاف سنة.
الحقيقة المؤكدة ان المرجعية الدينية قد حرقت ورقة السيد المالكي..ولكن ليس (بعد خراب البصرة)..بل بعد خراب العراق الذي صار مصيره الآن على فوهة بركان..لن يخمده الا توحّدنا أمام خطر يتهددنا جميعا بعقلية جاهلية وأفعال بربرية همجية ،وان ندرك أن داعش لا تمثل أهل السنة،وأن تقسيم العراق لن يكون في مصلحة أحد ،وان على رجال الدين السنّة والمرجعية الدينية في النجف تهدئة الانفعالات الطائفية لجماهير واسعة مشحونة بدوافع الانتقام وأخذ الثأر،وأن على الجميع اسناد القوات العسكرية والأمنية ورفع روحها المعنوية وتفنيد الاشاعات بالصورة من موقع الحدث..وتصعيد وترشيد جهود الحكومة الحالية في ادارة المعركة لحين تشكيل حكومة جديدة..نأمل ان يسرع السيد المالكي في تسهيل امرها..ليكون بذلك قد قدم ما يعد الأفضل في خواتيم اعماله.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيارات صعبة..ومبادرة للحل
- العراقيون ..وكأس العالم
- الحاكم الفاشل..تحليل شخصية
- ليلة سقوط الموصل!
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (2-2)
- الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك
- وسائل السيطرة على التشاؤم لدى العراقيين
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)
- عذر عبد الآله الصائغ..العراقيون اجهضوا فرحتك!
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء ا ...
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية وا ...
- الطائفية والعشائرية والاأبالية هي الفائزة!. 1:خصائص جديدة عن ...
- من سيفوز في الانتخابات العراقية..؟تحليل سيسكوبولتك
- قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية ...
- لو كنت برلمانيا..ما هي أولوياتك؟
- الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)
- ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي