أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مليكة طيطان - صون الذاكرة من النسيان















المزيد.....

صون الذاكرة من النسيان


مليكة طيطان

الحوار المتمدن-العدد: 1271 - 2005 / 7 / 30 - 10:03
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


قراءة في شريط /ألف شهر / للمخرج المغربي فوزي بنسعيدي
صون الذاكرة من النسيان

أحداث الشريط كما تواثرت لم تنبع من رحلة خيالية في جزيرة المخرج ، فالأمر يتعلق ببعد زمكاني قريب جدا ، هو بعدله من الأسماء والأوصاف الكثير فمن القمع الأسود الى سنوات الرصاص أو الجمر...الخ وصولا الى فترة اللاوضوح ...لا أدري هل اقبال صناع السينما المغربية الناشئة فرضته شروط موضوعية تواكب التحولات العالمية وكذلك المحلية ، او أن الأمر يتعلق بالمبدعين ...وجدوفي البعد المعلوم وسيلة لاثارة شهية المتفرج( متفرج من نوع خاص) ؟ ...هل توفرت للابداع مقومات الحكي الصادق المنقح بالخيال الخصب يقبله المنطق أولا ، وثانيا حكي يعبر عن المرحلة بتوظيف زاد يشكل حقلا مفاهيميا للأحداث ؟ ...ودائما في نفس السياق هل المبادرة لا تعدو أن تكون مجرد ثرثرة على سطح هذا البعد ؟ ....وبصيغة أخرى أي متفرج يوجه له الانتاج الدرامي الذي جعل من سنوات الرعب فضاء الاشتغال ؟ ثمة ملاحظة لها علاقة بهذا التساؤل ، في المغرب مازلنا نخوض معركة محو الأمية الأبجدية فما بالنا بأمية أخرى وهي طبعا نتيجة حتمية لتبلد انفعالي حتى عند الفئة التي تصنف بأنها مثقفة هي اذن الأمية السياسية ان صح التعبير والتي تطال حتى النخبة ولنردد مع لينين((أعلى مراتب الوعي هو الوعي السياسي
شريط فوزي ندرجه ضمن الآليات المساعدة على التحسيس بحقيقة بعض الأشياء التي غطت البعد المعلوم ...ثمة حقوقيين معنيين عاقدين العزم على ازاحة ستار التعتيم تكون الحقيقة في مقدمة أهدافها ، هذا المنتدى المغربي للحقيقة والانصاف اختزل المبتغى من أجل العمل على كشف الحقيقة في ملف الانتهاكات الجسيمة، وانطلاقا من هذا الاعتبار يبدو دور الكشف الجغرافي عن ثنايا هذه المرحلة مفيدا جدا ، هو اذن حفظ للذاكرة وكذلك من أجل تحقيق ضمانة عدم تكرار ما جرى
= قراءتي لألف شهر مكنتني من تلخيص مراميه في التالي
أولا = ملامسة ما يسود المجتمع المغربي من اللاتكافؤ اجتماعي والذي أفرز حياة حقيرة بكل تلاوين القهر والعنف وتدمير انسانية الانسان الى حد الاستئصال
ثانيا = هذا المعطى ( اللاتكافؤ ) واكبته أفعال وردود أفعال تعبر عن زمن حقيقي ولدت مؤساسته مشلولة وكائنات تعد من غرائب التاريخ تميزت بلي عنان القانون ، هو اذن الاغتيال ، الاختطاف ، النفي ، الاعدام خارج اطار القانون
البطل في نظري والذي لم يظهر على الشريط هو المعتقل السياسي ، ينتمي الى شريحة اجتماعية مغبونة تقطن بدوار عشوائي قريب من المدينة يجسد بالفعل مقولة ترييف المدن ، هو رجل تربية وتعليم لم يثنيه دخله القليل من تحمل أثقال وهموم الكادحين ، هو رمز النخبة الاستثنائية الخارجة من الطوق ...بكل تأكيد صيغت له تهمة جاهزة كما هو شأن الرفاق وكان استفراد الآلة بهم خصوصا وأنهم لا يتوفرون على حضن يأويهم من لسعات زمن موبوء ، وبمعنى أكثر دقة لا ينتمون الى أحزاب يستظلون تحت سقيفتها ...انهم خارج الشرعية ، يعبر عن الموقف رفيقه الذي يقوم بزيارة خاطفة للأسرة ( نصحته عدة مرات أن يلتحق بالحزب الذي أنتمي ا
اليه ...الله يهديه راسو قاسح ) ...الشريط لعب على دمج مفارقات غريبة في الفضاء الواحد
الفضاء الأول = حضرة السلطة ، فالقائد الأول الى حد ما شخص يطبق التعليمات بشكل جاف ، أي بدون ابداع لأساليب قمع وتنكيل موازية لعمله معتمدا فقط على عين السلطة التي لا تنام ( المقدم ) ....أسرة القايد تقليدية لكن يولد النقيض وهي المفارقة الغريبة والأسلسية ،ابنته الشابة ( مليكة ) تبدو وهي تنطلق في درب التمرد على العادات والتقاليد ( عدم الصوم في رمضان ...التدخين ...الخ ) يتدرج هذا التمرد ليكتسي لونا آخر ، حينها تظهر فجوة نحو معانقة الشابة لفكر نقيض في هذا الفضاء أفقيا - عموديا مليكة تلامس الفكر الماركسي اللينيني ...تدخل الكاميرا غرفتها الموصودة دوما في وجه أفراد الأسرة فتنقل بسرعة صور بعض الشهداء
(جبيهة رحال ....عبد اللطيف زروال
المفارقة الموالية في نفس الفضاء (السلطة) هي شخص القايد البديل بعد أن أحيل الأول على التقاعد ، الرمز الجديد ينتمي عن جدارة واستحقاق الى الزمن الحقيقي الذي أنتج الرعب وهذه الكائنات ، لم يكتف بالمقدم بل اعتمد على صغار الموظفين الجشعين وكان المخرج موفقافي اختيار الممثل محمد بسطاوي للقيام بهذا الدور أتقنه وبامتياز وكما هي العادة ( دوره لشخص العبدي في المسلسل التلفزيوني جنان الكرة لفريدة بورقية )
الفضاء الثاني = أسرة المعتقل مكونة من ثلاثة أفراد ، أب المعتقل ، زوجته -أي المعتقل - ثم ابنه الذي يتابع دراسته بمدرسة ابتدائية بالدوار ، قدما للاستقرار مع الجد بعد الاعتقال ...خاصية واحدة تجمع الحاضرين بالغائب انها الحكرة -أي الغبن - ...صبغت حياتهم بالرماد ...مشاهد تدمي القلوب الموجعة ....يحس المشاهد وكأن سياطا طائشة تحز جغرافية جسده ....الشيخ (الأب)على دراية بتفاصيل النضال ينتمي الى جيل المقاومة وجيش التحرير ساهم الى حد كبير ...لكنه الآن أمام قدره المزدوج يبحث عن فتات يسد به رمق الحفيد وأمه ...ولأنه ثمة أبطال صنعوا مرحلة المقاومة لم ينتم الى حزب أو أفكار بقدر ما كان انتماؤه الى منطق الوطن ، انه الاجماع العام لصحة المقاومة ومنطقية المبادرات ...لكنه الآن انفض عنه أصحاب تدبير الملف (المقاومة) لكي يفسح المجال لأشخاص لم يعرفوا الحدث لكنهم تربعوا على سدة هذا المكسب ...وبما أن المعايير انقلبت رأسا على عقب زحفت أسماء غريبة الى صفوف المبادرة التاريخية عنوة حينما نبتت فجأة كالفطر فاستفادت من الامتيازات وأكيد من بينها رخصة مقلع الحجارة الذي يشتغل فيه الشيخ حيث يدفن بين جنبات صخوره سر بطولته الماضية كما يقص عليها حكاية ألف شهر رتبت له الآن عصرا للهدم والتدمير والازدراء وتلك هي المفارقة
وكمفارقة أخرى تستحق التأمل لأنها بالفعل وقعت ، في الفترة التي يؤدي ضريبة نضال رجل تعليم عانق المبدأ والاختيار بكل تأكيد هو ضمن زمرة أبناء الحرية الذين تميزوا فداسوا الجحيم ونارها ترعى بين جنباتهم لهذه الأسباب يخبر الرفيق الزائر الأسرة بأن سبب منع الزيارة خوض المعتقلين لاضراب عن الطعام ...هم متأهبون لتحديات اختزالهم في أرقام لا تعترف بهم كحملة أفكار وقناعات انسانية وبالتالي أصحاب منهج في الحياة ، أقول مقابل هذه الصورة يظهر معلم الدوارالخالي من الفضائل يبدو وكأنه مندمج في زمرة السلطة حيث يقنع بالفتات ( طعام فقير يحمله التلاميذ ....ثم رضى آخر حلقة في السلطة عنه (المقدم ) مثلا
وكتتويج لهذه القراءة أقول بأن نقل حقيقة الأشياء بالملموس والخاصة بهذا البعد أي عن طريق الصورة والصوت لا يستطيع أقدر المخرجين سوى على تجاذب الحديث على سطحها لأنها أمور تأبى التصوير والرسم والتوضيح واسألوا الاستثنائيين ....هذا البعد ومن زواياه مازال من الآثار الأدبية والفنية الممتازة والبكر والتي تتطلب أبنية فكرية شيقة تصاغ كمادة قابلة للتطبيق فهل تمت الاستفادة من زاد المرحلة حينما أطل مثلا - دليل العنفوان - كان وأخواتها ثم حديث العتمة ...فالعريس وكذلك -رقة صخر ...؟ وهل مازال في مخزون الاستثنائيين المزيد لأن الصفحة لم تطو بعد ....هكذا يصرح بعض الحقوقيين



#مليكة_طيطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة .....ذكرى جميلة
- توظيف زمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في السينما المغرب ...
- علي المرابط والآخرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


المزيد.....




- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مليكة طيطان - صون الذاكرة من النسيان