أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الشرقاوى - رأيت بأننى : بعد خروجى من أمن الدولة














المزيد.....

رأيت بأننى : بعد خروجى من أمن الدولة


محمد الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 1271 - 2005 / 7 / 30 - 04:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يوماً ما .. وجدت طرقات همجية على باب منزلى ..
لم ينتظر من يقوموا بالطرق على الباب ان نسأل من بالباب !!
وجدتهم وقد كسروا باب المنزل ودخلوا فوجدونى اقف بين أمى وأختى الصغيرة ..
سألتهم أمى وهى تحاول أن تبدوا رابطة لجأشها وتستعيد قوة ابى ورباطة جأشة حينما كان يتعرض لزيارات يقوم بها زوار الفجر وقتها .. من أنتم ؟؟ وكيف تحطون باب منزلى ؟؟ ولماذا أتيتم ؟؟.
وللحقيقة تلقت أمى أجابة سريعة ولم تتحمل سوى أجابة واحده مِن مَن قاموا بكسر باب منزلنا وتحطيمة بعد منتصف الليل .. لقد صفعها شخصٌ ما صفعة واحدة .. وكما اسلفت فوالدتى لم تتحمل الا صفعة واحدة وهى السيدة المسنة التى لا تقوى على الحركة من الاساس ..
بعدها قاموا بدفع أختى جانباً بحنو بالغ مما دفع بها لكى تصطدم بالحائط المقبل ..
صرخت فى وجوههم .. ماذا تريدون ومن انتم ؟؟؟
قالوا وقد ارتسمت على وجوههم ابتسامة بلهاء ...
تفضل وبدون أن يعلوا صوتك أو أن تحاول عمل شئ ما يجعلنا فى موقف يحتم قيامنا بشئ لا نرغب بعملة معك ..
أخذونى كما انا ..
كانوا كأغبياء أنتهوا من حصة البلاهة وينتظرون أمتحان فى القسوة والتحجر ..
كنت أشعر بهم كأنس فقدوا أى ملمح للحياة اللهم الا أذا قلنا بأن دخول وخروج الهواء منهم يعتبر دليلاً على الحياة ..
خرجت معهم ووجدت جيرانى وقد اصطفوا فى شرفات منازلهم وكأنهم يشاهدون عملاً سينمائى يصور .. يتابعون بصمت شديد وتركيز عالى وبشوق غير عادى ..
اخذوا معىرفيقى الذى لا اتركة الا للحظات طوال يومى .. كتاب الشعر الذى اعشقة ..
واخذوا معهم الكثير من المنزل وأدخلونى الى احدى عربات الترحيلات والتى لا ترقى فى الاساس لنقل وترحيل حيوانات .. لا لترحيل متهمين وليس جنائيين مثبوت عليهم جرائمهم وان كان هذا لا يليق ايضاً بهم حيث انه فى البداية والنهاية انسان له الحق فى ان يتمتع بكل ما للغير ...
أحذونى الى احد السجون وما أكثر معتقلات وسجون بلادى .. فحاكمها يهوى بناء السجون والمعتقلات فى كافة أنحاء البلد .. وكبارى وأنفاق ثم يقوم بتوصيل هذه الانفاق والكبارى بالمعتقلات لراحة رجال الشرطة ..
فى عتمة الزنزانة الضيقة وضعونى .. وأصدقكم القول بأننى كنت احسب ان عتمة الزنزانة وتفاصيلها ليست حقيقية او ليست بهذا السوء والبشاعة .. ولكنى وجدتها وبعتمتها ورائحتها الذكية جداً أسوأ مما كنت اتوقع ..
جاؤوا الى وضربونى وعن لوغارتيمات فرعونية سألونى ..
ذهبوا وجاؤوا وذهبوا وجاؤوا .. أكثر من عشرين مرة وفى كل مرة يسألوونى .. يجلدوننى يصعقوننى بالكهرباء ..
وجن الليل ولم اعرف الا من انهم قالوا .. أن التزمت صمتك الاحمق هذا يا ابن القح...... سيأتى الصبح وقد فارقت الدنيا ..
سحلونى وسحبونى على اشواك واسلاك .. فى أوحال ومياة عفنة يطيب عنها العفن نفسة ..
جرونى طوال الليل ... على الطرقات والسلالم الصلبة ... امتلأ جسدى بالجروح ونزفت عيونى على ما جرى لى ..
ثم نادوا على الطبيب لكى يداوينى .. وحسبتة طبيب مثل باقى الاطباء ومن يطلق عليهم ملائكة الرحمة .. فما أن افترب منى الا وقد وجدتنى استجمعت ما بقى من قواى وقلت له .. هل يمكن ان تتصل بأحد اصدقائى لعله يستطيع المساعدتى ؟
قاطعنى بضربة حسبت ان جسدى بعدها انفصل عن روحى تماماً .. وحسبتنى وكأننى انعم بالعذاب فى جهنم .. وسمعته يقول أو هكذا يخيل لى .. من هو صديقك ؟؟ لابد أن تقول كل شئ ... وبدأت فصول أخرى من مسرحية تعذيبى ..
قام بعدها الطبيب بدهان جروح جسدى بالملح والرمال والليمون ... وظلوا فى هذا طيلة ساعات .. ثم تشاوروا فيما بينهم .. ووجدتهم بعدها يلقون على جسدى كله مياة .. حسبتها فى البداية مياة نظيفة ولكن بعدما لامست شفاهى واقتربت من انفى علمت انها مياة الحمامات او بول السجناء والمعتقلين والموظفين ايضاً ..
بعدها نادوا على أحد أصدقائهم قائلين ... يا فرج ... وغرقت لحظتها من هول ما توقعته فى سبات عميق



#محمد_الشرقاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 7 اسئله للسيد رئيس الجمهوركيه حسنى كبارى ومعتقلات
- مبايعة من القلب لك يا مبارك
- يا أى شئ .. أفعل اى شئ .. فقد طحننا اللاشئ


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الشرقاوى - رأيت بأننى : بعد خروجى من أمن الدولة