أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أهميــة العلــم.. يــا نـــاس!















المزيد.....

أهميــة العلــم.. يــا نـــاس!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1271 - 2005 / 7 / 30 - 04:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتوقع بعد العملية الإرهابية ، التى ضربت منتجع شرم الشيخ فى الساعات الأولى من صباح السبت الماضى، نفس ردود الأفعال التى تعودنا عليها فى أعقاب العمليات السابقة: بيانات شجب وإدانة.. موشحات من اللعنات والشتائم المستحقة للإرهاب والإرهابيين.. بكائيات ومراثى للضحايا الأبرياء.. ونداءات لرجال الدين بالتصدي لفقه العنف والموت بفتاوى مضادة دفاعاً عن صحيح الذين وحماية للشباب من الوقوع فى فخ الأفكار التى تكفر البلاد والعباد.
وبعد أيام وأسابيع يقل الاهتمام تدريجياً ويخفت الحماس رويداً رويداً ثم ننسى الموضوع بالكامل ونعود للانغماس فى المعارك الصغيرة والكبيرة بين "الموالاة" و "المعارضة"، ولا نتذكر هذا الكابوس اللعين إلا بعد أن يقع الفأس فى الرأس ونصحو – فجأة – على دوى عملية إرهابية إجرامية جديدة!
وها هى عملية شرم الشيخ الإرهابية تأتى – بقبحها ودمويتها ووحشيتها وغبائها وفاتورتها الثقيلة – لتنبهنا – ربما للمرة الألف – بضرورة الإقلاع عن هذا المنهج الانفعالي، وغير العلمى وغير العملى ، ولتذكرنا بان ظاهرة الإرهاب اخطر من أن تترك للحل الأمني فقط، ولتطرح على جدول أعمال الوطن والأمة – وبالذات على مراكز التفكير والبحوث والدراسات- قائمة طويلة من الأسئلة المتعلقة بنشأة الظاهرة الإرهابية والقوانين الحاكمة لتقدمها وتراجعها، وكمونها وبعثها، وانتشارها وانحسارها ، وخصوصيتها " الوطنية " وسماتها المشتركة "الأممية" .
وهذه الأسئلة لا تقع فى مجال اختصاص علم واحد من العلوم الإنسانية بل إنها عابرة لكل الحدود الفاصلة بين تلك العلوم .
فمن الناحية الفكرية نريد أن نفهم – بالضبط وليس بالظن- المرجعية أو المرجعيات الفكرية لهذه الجماعات ، والتراث الذي تستند إليه وتتغذى عليه وتستقى منه أيديولوجياتها وفتاواها، وعلاقة هذا التراث بالمؤسسات الرسمية وشبة الرسمية ، الدينية والتعليمية، التى تحتضن هذه الأفكار، ومواقف المجتمع من هذه المؤسسات ونفوذها فيه وعليه .
ومن الناحية السياسية نريد أن نفهم – بالضبط وليس بالشبه- الأهداف القريبة والبعيدة ، المحلية والإقليمية ، " الوطنية " و " الأممية"، لتلك العمليات التى تبدو عمياء وغبية وعبثية وفارغة من المعنى التى تشنها جماعات الإرهاب مع سبق الإصرار والترصد . وما هى نقاط التقاطع بين هذه الأهداف الخفية الحقيقية وبين أهداف القوى الدولية والإقليمية العظمى . وما هى العلاقة بين ظهور الإرهاب وبين مسألة الديمقراطية وجوداً وعدماً .
وما هى العلاقة بين حضور الإرهاب على المسرح وبين غياب أفق لحل حقيقي للقضية الوطنية ، وبالذات المسألتين الفلسطينية والعراقية ، فى ظل عربدة بلا رادع للدولة اليهودية واحتلال باطش وكريه لبلاد الرافدين على يد الإدارة الأمريكية وذيلها الإنجليزي . وهل الحرب الانجلو – أمريكية على ما يسمى بالإرهاب قد أدت ، وتؤدى، إلى استشرائه أم العكس؟
ومن الناحية الاقتصادية والاجتماعية نريد ان نفهم – بالضبط وليس بالتخمين – مدى التطابق بين خرائط الإرهاب وخرائط الفقر والبطالة.
ومن الناحية التنظيمية نريد ان نفهم – بالضبط وليس بالتقريب – الخلفية الاجتماعية والدينية والمذهبية والعمرية والقومية التى تغذى هذه الجماعات بأجيال جديدة من " المريدين" ، الذين يتحرق كل واحد منهم شوقاً للتخرج على أيدي أمرائها والحصول على رتبة " مشروع قاتل وقتيل" .
وما هى " الحوافز " التى تقدمها هذه الجماعات لمن يمكن ان ينضموا إلى صفوفها رغم المخاطر الفادحة التى تنتظرهم.
وما هى الاغراءات التى تسحر الباب شباب هؤلاء " المريدين"، وتغسل عقولها ، وتهيمين على تفكيرهم ، وتجعلهم يقبلون على الموت بالعشرات والمئات والآلاف وكأنهم ذاهبون إلى نزهة خلوية يضحون فى سبيلها بالغالى والرخيص بل بالحياة ذاتها.
وما هى مصادر تمويل هذا النشاط الإرهابي، بكل ما يحتاجه من بنية تحتية، وانتقالات محلية ودولية، واتصالات ورصد ، واستطلاع ، وإعاشة، وأماكن وأماكن بديلة للإقامة والاختباء، ومتفجرات، وتكنولوجيا القتل والتدمير، وأجهزة كمبيوتر، ومواقع إنترنت.. الخ.
وهل مصادر التمويل هذه محلية أم عابرة للقوميات؟
وما هى العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين هذه التنظيمات وبين أجهزة المخابرات العالمية وعواصم العالم ابتداء بواشنطن .. وربما انتهاء بتل أبيب ؟
وما هى العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين هذه الجماعات السرية وبين التنظيمات والجماعات الدينية العلنية ؟
وهل حظر نشاط بعض هذه الجماعات الدينية يعيق انتشار منظمات الإرهاب أم يزودها بعناصر جديدة كان ممكنا أن تتردد وتعيد حساباتها ألف مرة ومرة فى اتخاذ قرار بالنزول تحت الأرض لو أتيحت لها فرصة العمل العلني؟
وهل ارتداء هذه الدولة العربية أو تلك لـ " العمامة " وتبنيها لجانب من برنامج جماعات الإرهاب يسترضى هذه الجماعات ويهدئ من غلوائها وتطرفها أم يشجعها على التمادى ويعطيها قوة دافعة ومزيدا من الثقة فى النفس طالما ان الحكومات تراجعت أمامها – ولو جزئياً – وقبلت أن تلعب على أرضها وملعبها والتنافس معها فى ترويج بضاعتها؟!
وما هو التأثير "العولمة" على كل ما سبق؟
هذه بعض الأسئلة التى لا يمكن محاربة الإرهاب – بجدية – دون توفر إجابات دقيقة ومدروسة لها.
ولا اعرف إذا كانت هناك دراسات بهذا الصدد أو لا، وإذا كانت هناك دراسات فهل هى كافية أم غير كافية ، وسواء كانت كافية أم غير كافية فهل تم الاستفادة بالمتاح منها أم أن شأنها شأن الآلاف المؤلفة من الأبحاث الأكاديمية المفيدة مركونة على الأرفف يعلوها غبار الكسل والإهمال وعدم الاعتراف بالعلم لحل مشكلات الحياة.
وهل توجد – أصلا – مراكز لأبحاث العنف والإرهاب أم لا.. وفى حدود علمى انه لا توجد لدينا مراكز أبحاث متخصصة بهذا الصدد.
وهذا نقص فادح يجب تلافيه إذا كنا جادين فى مكافحة الإرهاب، ففقط وبالعلم والدراسات النظرية والبحوث الميدانية، جنباً إلى جنب مع المعالجة الأمنية الذكية والرشيدة، يمكن مواجهة هذا السرطان ذو المائة وجه والألف ذراع.
وغنى عن البيان .. أن إلحاحنا على توفير إجابات علمية دقيقة للأسئلة التى طرحناها ، وغيرها من التساؤلات الحائرة ، ليس ترفاً أكاديمياً أو علمياً ، وإنما هو ضرورة لرسم سياسات مضادة ومترابطة ومتساندة فى المجالات المختلفة الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعملياتية ، لمحاربة الإرهاب واجتثاث جذوره وتجفيف منابعه وتضييق الخناق عليه, وتوسيع دائرة المواجهة معه لتكون المعركة بينه وبين المجتمع بأسره وليس مع قسم من أجهزة الأمن فقط.
وكخطوة على هذا الطريق .. اقترح على جريدة "الجمهورية" أن تمسك بزمام المبادرة وان تنشئ وحدة أبحاث متخصصة فى قضايا الإرهاب ، ولن يكون هذا غريبا على تلك الصحيفة التى جار عليها الزمان بعد أن كانت أول مؤسسة صحفية تنتبه لأهمية البحوث للقضايا المجتمعية فأقامت أول مركز للأبحاث فى تاريخ الصحافة المصرية، لكن الجهل النشيط قضى على هذا المركز واغلق أبوابه بالضبة والمفتاح فى فترة مظلمة من تاريخ هذه الصحيفة المفترى عليها.
كما أتمنى أن تفتح "الجمهورية" صفحات الرأى فيها للباحثين والقراء لاثراء النقاش الحر حول كافة جوانب هذه القضية الشائكة دفاعاً عن الديمقراطية والسلم الأهلي وحق الأجيال الحالية والقادمة فى حياة آمنة .



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارون يطلب مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب!
- شرم الشيخ ترتدي ملابس الحداد.. ولا عزاء للمتهاونين
- رياح التغيير تهب علي الصحافة القومية
- وزير الصحة .. مصطفى النحاس باشا!
- ! مطالبة علي الهواء باستقالة وزير الخارجية
- !من الذى شن الهجوم على لندن.... ولماذا؟
- لعنة صفر المونديال تطارد الدبلوماسية المصرية
- إيهاب الشريف : ثلاثية الحزن والسخط والدهشة
- مطلوب حوار وطني حول مستقبل صحافة تبحث عن هوية الصحافة »القوم ...
- إنقاذ السفير المصري المختطف.. كيف؟!
- تقرير الأرقام القياسية للفساد يدق أجراس الخطر
- طوارئ.. في دارفور فقط
- الهموم الأكاديمية في حوار ساخن بالتليفزيون المصري
- »إبن الحداد« أطاح بــ »شاه إيران «الجديد
- مستقبل الصحافة.. أولي بالرعاية
- مصر والسودان
- نعم.. »ك« وريا.. وليست »س« وريا
- مبادرة هيكل
- الانتماء للوطن.. أهم من النوم في سرير الحكومة
- العالم يضبط البيت الأبيض متلبساً بالنصب علي القارة السوداء


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أهميــة العلــم.. يــا نـــاس!