أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - أرى تحت الرمادِ وميضَ نارٍ















المزيد.....

أرى تحت الرمادِ وميضَ نارٍ


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أرى تحت الرمادِ وميضَ نارٍ
ويوشكُ ان يكون له ضِرامُ

وهذا الضِرام ‘ن توهج حقاً ، لا سامح الله ، فسيحرق الجميع بدون رحمة وبدون استثناء. سيحرق كل القوميات على ارض العراق ، سيحرق كل ما يلحق بهذه القوميات من اديان وطوائف واعتقادات . لا ينجو منها حتى اولئك الذين يحاولون إيجاد ملاجئ لهم بين مضرمي هذا الضرام . سوف لن ننجى من هذا الحريق الهائل الذي تعده قوى الظلام والإرهاب للعراق واهله جميعاً إذا لم نلتق مع بعضنا ، نجلس مع بعضنا البعض لنتحاور حول ما يجمعنا اليوم على الأقل والذي لم يزل اسمه العراق . نتحاور لنجد البدائل التي نراها ونريدها . البدائل العابرة للطوائف والعشائر والقوميات والأديان . البدائل لكل العملية السياسية التي مارستها القوى المتنفذة في سياسة العراق منذ احد عشر عاماً والتي شكلت في جوهرها إمتداداً لسياسة التسلط الدكتاتوري البعثي . لنعمل على إنقاذ ما يمكن انقاذه ، وهو الكثير لحد الآن ، وذلك قبل فوات الأوان وقبل ان يخرج كل شيئ من ايدينا ونظل ننتظر ما يقرره الآخرون لنا . وهذه الدعوة للقاء والحوار يجب ان تتبناها القوى الحريصة على العراق ارضاً ككل وعلى العراق شعباً ككل إذ لا يمكن التعويل على حكومة مارست اللصوصية ونواب نامت ضمائر الكثير منهم في التنادي للقاء كهذا وحوار كهذا.

ولابد لهذا اللقاء من الخروج بحلول آنية لتفادي بلوغ الأزمة إلى موقع اللارجعة. ومن اهم هذه الحلول الإتفاق الشعبي للقوى الخيرة المؤمنة بالتعددية والإنسانية وحقوق كل المواطنين على تحالف بين هذه القوى . تحالف لا مكان فيه للطائفيين ودعاة التعصب القومي ورواد العشائرية والمناطقية . تحالف يؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية كحل امثل لمجتمعنا الذي عانى ما عانى من الدكتاتوريات على اختلاف انواعها وتوجهاتها السياسية والدينية التي تمثلت في السنين الاحد عشر الماضية بالسياسات الحمقاء لقوى الإسلام السياسي ومشاركيها في نهب خيرات الوطن وإيصاله إلى هذه الحالة التعسة التي لا يستطيع معها جيش بعدته وعتاده من الوقوف امام عصابات إرهابية لا وصل يوصلها سوى الجريمة.

ومع كل ما تعرض له الجيش العراقي والقوى الأمنية من تشكيل طائفي ووجود متميز لقوى النظام السابق بين صفوفه ينبغي على القوى العراقية الوطنية الخيرة ان تساهم بانتشال تلك القوى الأخرى التي لا زالت في الجيش والمنطلقة من العمل في سبيل الوطن والتصدي الجدي لقوى الإرهاب وحلفاءها من البعثفاشية وكل القوى الدينية الأخرى التي تريد النيل من وطننا واهلنا ، ودعم التشكيلات الوطنية بكل ما يمكن من الدعم في هذه المرحلة حتى وإن ادى ذلك إلى الإستغناء عن كثير من الخدمات العامة وما تتطلبه من جهود واموال ، فالمعركة اليوم هي بين وطن وشعبه من جهة وقوى الظلام بكل تصنيفاتها وتشكيلاتها وتسمياتها من جهة اخرى.

قد تُعبِر حالة التطوع لقتال العصابات الإرهابية والتي تجاوب معها الكثير من بنات وابناء شعبنا حالة من القناعة التامة بوجوب الدفاع عن الوطن وهو يتعرض لخطر جدي اليوم . وقد تكون القناعة الدينية قد لعبت دورها ايضاً في الدفع بهذا الإتجاه الوطني . إلا ان ذلك يجب ان يتجاوز ردورد الفعل الطائفية اولاً وذلك من خلال تأكيد الجهات الدينية التي اطلقت فتاوى التطوع على ان مثل هذه الفتاوى هي للعراقيين جميعاً دون تمييز ديني او قومي او مناطقي او عشائري. وتفسيرها بشكل واضح على انها واجب ديني لمن يتبعون مرجعية هذه الفتاوي ، وكطلب وطني من الآخرين الغير منضويين دينياً ومذهبياً تحت توجيهات اصحاب هذه الفتاوى سنية كانت او شيعية . وثانياً يجب العمل على تنسيق وتنظيم عمليات التطوع هذه بالشكل الذي يجعل المتطوعين يساهمون بعمل دفاعي جدي لا بتقديمهم كطعم بشري غير منظم وغير مدرب التدريب الكافي لمعركة كهذه . فالحروب الحديثة اليوم لا يقررها العدد ، بل العدة والتقنية في استعمال هذه العدة . ومما يجب التأكيد عليه هنا هو مسألة الإبتعاد عن جعل حالات التطوع هذه للدفاع عن الوطن منطلقاً لعودة المليشيات الحزبية الى الشارع العراقي ثانية والإبتعاد عن كل مظاهر المسيرات العسكرية داخل المدن والتركيز على جعل التدريبات داخل المعسكرات الخاصة والحرص الشديد على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحصر إقتناء السلاح بيد الدولة بعد إنجاز مهمة تحرير الوطن وإعادة الهيبة للدولة وقوانينها.

كما لا يجب ان يغيب عن هذا اللقاء الوطني الواسع التحاور حول كل السبل والإمكانيات لتقديم العون والمساعدة بكل اشكالها وصورها وعلى جميع المجالات لأهلنا الذين غزتهم وحوش العصابات في الموصل وتكريت والأنبار وديالى ووضعتهم تحت طائلة همجيتها وتخلفها الفكري سواءً فيما يتعلق بمجريات حياتهم اليومية او بمستقبل حياتهم تحت هذه الظروف الحرجة والصعبة التي يمرون بها، لاسيما وان الأنباء تتوارد يومياً عن الجرائم التي ترتكبها العصابات الغازية بحق اهلنا في هذه المناطق الخاضعة لنفوذهم .

التجربة المريرة التي خاضها شعبنا مع المجالس النيابية السابقة لا يريد ان يكررها مع المجلس المنتخب حديثاً والذي لم ينعقد بعد .لذلك يصبح من الضروري جداً ان يبين النواب الجدد مدى اهليتهم للثقة التي اولاها اياهم منتخبوهم ويبادرون إلى عقد جلستهم الأولى باي شكل من الأشكال ، فالحكومة الحالية ليس من مصلحتها اجتماع المجلس الجديد ، بالرغم من الحاجة الماسة اليه تحت هذه الظروف، إذ يجب ان ينبثق عن هذا الإجتماع حكومة جديدة . إلا ان السؤال هنا هو هل باستطاعة المجلس الجديد الذي وصل معظم اعضاءه إليه عبر الإنتماءات الطائفية والقومية والحزبية ان يأخذ زمام المبادرة والعمل على تجاوز كل هذه المسميات ويتجه للعمل الوطني وحسب ؟ سؤال ينبغي للتجمع الوطني العراقي ان يجد ما يُطمئِن المواطن العراقي للجواب عليه.

وحتى نستطيع إطفاء هذا الضرام لابد لنا ، كعراقيين اولاً واخيراً ، ان لا نفتش عن مضرميه بيننا فقط ، بل ان نمتد إلى ما حولنا من الأعداء خارج حدود وطننا . فكلاب الخليج تنبح علينا منذ امد طويل تريد نهش لحومنا . وسلاطين آل عثمان يتحينون الفرص بنا حالمين بالموصل وما جاورها ، وليس الهجوم الأخير على الموصل ببعيد عن هذا الحلم . وإلى وقت قريب كانت البعثفاشية في سوريا مصدراً اساسياً لدخول قوى الإرهاب إلى وطننا . وسليلي الخيانة في مملكة الأقزام وحلفاء الصهاينة في الأردن يعيشون على فتاتنا وهم يبصقون كل يوم في الإناء الذي يقتاتون منه . ودكتاتورية ولاية الفقيه تجد في عملاءها بيننا اوسع الطرق للتحكم في مصيرنا والسيطرة باسم الدين والمذهب على مقدراتنا . هذا إضافة إلى الأطماع التي لم ولن تتوقف من موجهي السياسة الدولية اينما حلوا وفي اية عاصمة كبرى كانوا والذين لم يتوقف سيل لعابهم ومحاولاتهم لإلتهام ما يقدرون على إلتهامه من خيراتنا فجعلونا شعباً مستهلكاً لا نقوى على انتاج ما يؤهلنا لمواكبة الحضارة العالمية .كل ذلك يجب ان يكون محور حوارنا ايضاً كي نتمكن من فرز العدو عن الصديق ولكي نعلم بعدئذ مع مَن يمكننا ان نتعامل مستقبلاً .

كما يجب علينا ايضاً ان ننبذ التقوقع الذي جعله الإسلام السياسي والتخلف الفكري الإنعزالي جزءً من خصوصيتنا المزعومة التي طالما رددوا اناشيدها في مقولات بائسة مثل : النصر او القبر ، أو : إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له الجبابرة ساجدينا ، او : كنتم خير امة اخرجت للناس ، او ما شابه ذلك من المقولات التي لا علاقة لها بالواقع المرير الذي نعيشه اليوم كشعب متخلف إقتصادياً مقهور سياسياً ضعيف عسكرياً يعم فيه الجهل والفقر البطالة . يعيش الكثير منه لآخرته قبل ان يعرف الحياة في دنياه . ويعطل هذا الكثير فكره قناعة منه بمقولة : لا تفكر لها مدبر . وغير ذلك من وسائل إلهاء الناس عن القيام بدورهم بالتغيير المنشود نحو عالم الحضارة والمدنية . يجب علينا ان نلتقي مع العالم وحضارته وتقدمه العلمي ، كما يجب ان ندعوا هذا العالم وقواه الخيرة للوقوف معنا في محنتنا اليوم .

هذه الأمور وغيرها الكثير التي لا ينبغي لنا السكوت عنها بعد اليوم ، وبعكسه فسوف لن يكون ذلك اليوم الذي نصبح فيه رماداً لضرام شديد ببعيد.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الم يتعلم اسلاميو العراق من اخطاء انتفاضة آذار الشعبانية ؟
- لماذا لا نجعل من كل ارض العراق سامراء ؟
- البعثفاشية الجديدة ترتدي الجبة والعمامة ... فاحذروها
- أيها الناس ... إنه العراق . . .
- حربنا مع الإرهاب
- من المسؤول ...؟
- صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق ...
- الجدل حول الحكومة العراقية القادمة
- التغيير ... بين الشعار والتطبيق على المسرح السياسي العراقي
- حُسن السلوك والسيرة ... شهادة تفتقر لها ملفات الأحزاب الديني ...
- الشيخ قال كِدَه ...
- ثمانون عاماً
- عشر وعشرون لم تثلم مواضينا فاستنجدت تبتغي عوناً بخمسينا
- وسنظل نواجه التخلف الفكري
- مغالطات اليعقوبي
- نعم ... نحن لها
- مَن سيكسب الرهان ...؟
- وماذا عن الإثراء الفاحش ... مولانا ؟
- نواب ام أذناب ؟
- سوريا بين مآسي الحاضر وآفاق المستقبل


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - أرى تحت الرمادِ وميضَ نارٍ