أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حسين القطبي - من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن المذكور مثالا















المزيد.....

من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن المذكور مثالا


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 17:24
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


تقرأ هذه الايام في موقع عراق القانون مقالات مطولة لكتاب كانوا يصفون انفسهم بالماركسيين، الا انهم تحولوا الى الطائفية والشوفينية على غرار شخصية الترانسفورمر الكارتونية، نزعوا كل الصفات التي كانوا يغدقونها على انفسهم، من شيوعي سابق، ماركسي، انساني.. الخ الى خدمة المالكية، كنقيض للفلسفة الماركسية، فاغرقوا انفسهم بالطائفية والشوفينية والتبريرية، للاسف.
فعلا، من المؤسف ان يتحول هؤلاء من "صوت" الى مجرد "صدى" يرددون ما تمليه الماكنة الاعلامية الحكومية، او سلطة السيد المالكي بالتحديد، يوم يمتدحون الصدر، ويوم يذموه، ويوم يمتدحون الكرد ويوم يذمون، ويوم مع السنة واخر يذمون. كل ذلك حسب موجات الاعلام الرسمي، واستدارة المواقف السياسية لشخص رئيس الوزراء. هكذا تركوا اقلامهم تنساب بلا ارادة بين اصابع اصحاب المواقع الغنية، المرتبطة بالوزارة.

اليوم يتوجه الاعلام الحكومي الى محاربة السنة، والاكراد، معا، لان كل منهما يمثل خطرا على تولي السيد المالكي للولاية الثالثة، ومن الطبيعي ان تكون ساحة الصراع مع السنة هي الطائفية، فانزلق هؤلاء الكتاب الى هذا القاع بحجة ان السنة دواعش، ومن الطبيعي ايضا ان تكون ساحة الصراع مع القومية الثانية هي الشوفينية، فلم يتوانى هؤلاء الكتاب من النزول لهذا القاع ايضا.

وكان من المفترض ان يلتزم الكاتب الواعي، الذي سنحت له الفرصة في يوم من الايام للاطلاع على الفكر الماركسي، وعلاقته بالطوائف والقوميات، ان ينقل لنا التجربة الماركسية باعتبارها ارقى حل انساني لهذه المشاكل، وهناك تجارب ثرية لا حصر لها في القرن العشرين، تمتد على مساحات شاسعة من العالم، من الصين الى شعوب الاتحاد السوفياتي وشرق اوربا، الى بعض بلدان في افريقيا واسيا.

فالماركسية في جوهرها لا تصنف المجتمعات الانسانية كقوميات وطوائف، وانما تقسم السكان الى ظالم طبقي يستأثر بثروة المجتمع، ومظلوم كادح لا يصله سوى النزر اليسير من هذه الثروة، ولهذا لم يتأثر الماركسيون الحقيقون بالمشاعر الطائفية، ولا الشوفينية، وهذا هو بالتحديد سر نجاحهم في حل تلك المشاكل.

ولعل من اروع التجارب التي قدمها الماركسيون للانسانية هي ما قام به الماركسيون اللينينيون "الروس" عندما قسموا اراضي روسيا القيصرية، حال وصولهم الى السلطة، الى 15 جمهورية فيدرالية لم يكن لها وجود اصلا، بالاضافة الى مئات المناطق ذات الحكم الذاتي في كل هذه الجمهوريات، حسب الانتماءات القومية والطائفية، من اجل نزع فتيل التعصب القومي والطائفي. وكانت النتيجة ان انقسمت اكبر بلاد في العالم الى 15 دولة دون اراقة دماء، وانقذوا حياة الملايين من البشر.

وهنا اشير الى ان الماركسية اعطت الاولوية لحق تقرير المصير للشعوب والقوميات المتمايزة بما فيها حق تشكيل الدولة المستقلة الناجزة، ولا يمكن ان تتساوى الحقوق بين الشعوب اذا كان احدها يتمتع بدولة مستقله من دون ان يكون للشعب الاخر نفس الحق.

الا ان الماركسيين العراقيين "شكل تاني". فمن الكتاب "الماركسيين" لموقع عراق القانون هو السيد حسن حاتم المذكور، يقول عن نفسه بانه شيوعي قديم، منذ العهد الملكي، ويعنف في احد مقالاته السيد حميد مجيد موسى، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في احد مقالاته:
"لا اعتقد ان حضرتكم من جيل الخمسينات، كما لا اعتقد ان اصابعك قد احترقت بلهيب الانقلاب الفاشي في 8 شباط 63.. وليس من جيل الشهداء الذين دفنتهم انحرافات الحزب وتحالفاته وتبعيته في مقابرها السياسية والتنظيمية الجماعية.
انا واحد من جيل الستينات الذين كرر الخط العام للحزب اعادة تصفية معنوياته واتمانه وثقته واحلامه" .. الخ، يعنفه لانه اضطر الى التحالف مع قائمة اياد علاوي مرة، لأن:
"ضمن قائمة اياد علاوي قوى عنصرية وعشائرية وسلفية اضافة لمجرمي حزب البعث".. الخ (*)

اي انه شيوعي اكثر من الحزب نفسه، يقف في الخندق المعادي للقوى العنصرية والعشائرية والسلفية.

اما ما يخص حق الشعوب بتقرير مصيرها فيبدي فهما علميا، خصوصا في حق شعب كردستان في الاستقلال، ويوضح وجهة نظره بالاتي:
"سألت جنوبيا عن رأيه في ان تتحرر كردستان وتجمع اهلها في دولة مستقلة جارة مسالمة نافعة للجميع...؟
اجاب: الحرية افضل طريق للتوحد الانساني.. وفي جميع الحالات تبقى اربيل وكذلك السليمانية في اماكنها مثلما هي الحال بالنسبة الى العمارة والبصرة، ويبقى الجميع يرضعوا من دجلة الزلال وفاء.. انها الوحدة الوطنية وكذلك الاقليمية في اطارها ومحتواها الانساني لحرية تقرير المصير." (**)

وبالتأكيد لا يمكن لاي انسان الا ان يحترم هذا التوجه الانساني الواعي، الذي يسمو على التخندق الطائفي والشوفيني، ويؤسس لعلاقات انسانية متحضرة راقية تشبه الى حد بعيد ثقافة احترام الانسان في اوربا.

ولكن يبدو ان الاحداث الاخيرة قد غيرت اتجاهات البوصلة، او غربلت المفاهيم واولوياتها مثل ما يحدث في ورق اللعب قبل توزيعه على الطاولة، فما حدث بعد 10 حزيران في الموصل هو انسحابات للجيش العراقي من محافظات الشمال الغربي، ويبدو ان الحكومة العراقية وكجزء من صراعها مع قيادة اقليم كردستان حملت الاقليم بشكل يثير السخرية مسؤولية هذه "الهزيمة" من اجل ان تخلي مسؤوليتها المباشرة اولا، وان تحصد نقاط اكثر في اجتماعات النواب الجدد، على هامش تشكيل الحكومة الجديدة، على حساب القائمة الكردستانية.

فكان دخول قوات البيشمركة الى كركوك "بطلب من المالكي" من اجل ان لا تقع هذه المحافظة بيد قوات داعش، فتقيم مجازر انسانية ضد سكانها الكرد، وشيعة التركمان، ثم تستخدم فوق ذلك كقاعدة مؤمنة لدخول بغداد، كان ذلك الطلب اشبه بفخ اعلامي من اجل اصطياد البارزاني باقلام هذه النخبة من الكتاب.

وهنا على الكاتب الماركسي ان يكون اكثر دقة في التحليل وان لا ينساق الى تبريرات سلطة فشلت في الدفاع عن الارض ففقدت اربع محافظات في غضون 48 ساعة، وان لا ينساق، مثل رهط الكتاب الادنى وعيا الى مبرراتها، وان لا ينجرف في خارطة عداءات السلطة، على الاقل في ما يخص الشعوب، ومصير ملايينها.

ولكنه، وبعد كل ذلك ينسل ليضم نفسه الى جوق كتاب موقع عراق القانون، فتتدنى به اللغة الى:
"عائلة النجيفي تلعط سفلس خيانتها، ونحن هنا شهود زور على عبثية صراعات المثلث الشيعي من داخل التحالف، حيث يعاد قتل الحسين (ع)، عنصريي الاكراد ابتلعت شهيتهم ارض عراقية، رسموها في مخيلتهم (متنازع) عليها، ثم استقطعوها عبر دسيسة تفتقر الى الشرف ووضعوها خلف حدود الامر الواقع، سيرسمون متنازع عليها اخرى على حساب الضعف العراقي، وهكذا يرتفع سقف احلامهم حتى يروا الكويت حدودا جنوبية لامبراطورية برزانستان العظمى".
ويخلص الى "هكذا استورث الكورد وظيفتهم خنجر في خاصرة العراق" (***)

هل هذه هي حصيلة تجارب ماركسي خبر حقوق الشعوب وحقها بتقرير مصيرها، هل اصبح حق الشعب الكردي هو برزانستان؟ والنظال من اجل حق تقرير المصير هو خنجر في خاصرة الدولة المركزية؟!
اليس من المؤسف ان يتهاوى قلم كان حرا، الى هذه الهاوية، والذي كان شاعرا، الى لغة الاسفاف التحريضية، والرصين العلمي الى خطاب تحريضى بهذا التدني؟

حسين القطبي

(*) من مقالة "الرفيق ابوداود، اهكذا نمضى الى ما نريد؟ "
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=52221

(**) من مقالة "المستقبل العراقي: بين الجنوب وكردستان"
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=125729

(***) من مقالة "كركوك بين شوفينية صدام وعنصرية مسعود"
http://www.qanon302.net/in-focus/2014/06/19/22192



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟
- كردستان دولة عظمى في المنطقة!؟
- لماذا تفشل الحكومة العراقية في محاربة الارهاب؟
- الا الحرم الجامعي
- سامراء.. داعش قوية ام حكومة ضعيفة؟
- حول سرقة النفط... ملاحظات لم يتطرق لها الاعلام
- الاكراد يبدأون بسرقة النفط
- خيار الجماهير العراقية في الميزان
- المرحلة الثانية من ماراثون الوصول للسلطة
- الناخب الغلبان بين مطرقة داعش وسندان ايران
- شعدنه غير ابو سريوه!!!؟؟؟
- قطع رواتب الاقليم.. من هو المتضرر الحقيقي؟
- ان سرقت اسرق سوبر موشاك.. فضيحة جديدة في صفقات التسلح العراق ...
- داعش الدجاجة التي تبيض ذهبا
- محافظة للكرد الفيلية، بحاجة لتوقيع لينين
- مولد بلا حمص
- الخطوة التالية.. كبش فداء شيعي
- الارهاب اندحر الى غير رجعة
- الطائفية، حاضنة فكرية للارهاب
- ما بين فيروز وحسن نصرالله


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حسين القطبي - من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن المذكور مثالا