أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كافي علي - أفتونا يرحمكم الله














المزيد.....

أفتونا يرحمكم الله


كافي علي

الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 04:31
المحور: الادب والفن
    


انتهى دور السياسة ولم تعد طوق نجاة أو رصاصة موت. حان وقت التخبط في متاهات العقل. لم يعد هناك ما يفصل بين الحق والباطل سوى الرحمة، والرحمة لا تحتاج الإيمان بالعقل والاتكال عليه بل إلى اليقين بعبثية الوجود ولا جدواه.
لم يتسبب هروب الجيش أمام مجموعة من المسلحين في ثاني أكبر مدينة عراقية بطريقة مخزية بصدمة لاتباع المذهب الشيعي من الوطنين الملزمين بالولاء للوطن قبل الطائفة. أن الصدمة الحقيقة تمثلت بالزمن القياسي الذي اصدر فيه المرجع الاعلى للمذهب الشيعي في النجف فتوى لم يسبقه إليها احد من المراجع.
في عام 1991 هجم صدام حسين بالحرس الجمهوري بكل ما يُعرف عنه من قوة وشراسة ومهارات عسكرية عالية على جميع المدن ذات الغالبية الشيعية ومنها النجف وكربلاء وكان ضرب ضريحي الإماميين علي والحسين نتيجة من نتائج ذلك الهجوم الذي اهلك الحرث والنسل، لكن لم نسمع بأن المرجع الخوئي أفتى بالقتال أو القتال الكفائي. هل بحكمته ادرك السيد الخوئي مقدار الخطورة في كلمة تصدر منه وأنها بالتأكيد ستتجاوز أبعاد الأزمة بين شريحة من شعب وسلطة لتشمل العالم الإسلامي ؟ ربما! من الصعب التوغل في عمق الفقه المذهبي ومعرفة الأسباب التي منعته من اصدار الفتوى ولكن من حقنا كمثقفين البوح بتساؤلاتنا واستنتاجاتنا عسى أن يجد لها أصحاب الشأن حلول تنتشل المغلوبين على امرهم من واقعهم المأسوي.
كيف يمكن لمجاميع من السلفيين المتطرفين، تسللوا من خلف الحدود بسبب خلل في منظومة الدولة العسكرية أن تدفع المرجعية لفتوى تدعم الحكومة وتجعل من العراق ثكنة عسكرية طائفية تتغنى ببطولات القتلة من امثال ابو درع وابو عمر البغدادي؟ المرجعية التي صمتت كل تلك السنين على نخر الدولة من قبل حكومة جاهلة فاسدة؟ أليس من حقنا طرح هذه التساؤلات أم الامر يتوجب الصمت والانزواء في ركن الطائفة حفاظا على سلامتنا من داعش؟
رغم الإحباط من فوز المجرم نوري المالكي في الانتخابات إلا اننا استبشرنا خيراً بانفصال خطاب المرجعية عن الخطاب السياسي لدولة اللاقانون. توسمنا بأنها ادركت حقيقتها كمنهل للفقه الشيعي وليس مركزاً للاستشارات السياسية، وأنها بادرت كالازهر في مصر بغسل اردان المذهب من فسق الساسة وفجورهم. لم نكن نعلم بأننا بحاجة إلى بعض المجاميع المسلحة من داعش لتبديد أوهامنا ووضعنا أمام جدلاً أكثر خطورة من البحث عن الدوافع وراء صمتها على المالكي وحكومته. هل ما يعانيه العراق كل هذه السنوات نتاج تعاون مشترك بين الحكومة والمرجعية؟ بعد أن وجد المالكي نفسه في منزلق خطير يهدد ولايته الثالثة. سارعت المرجعية ،دون أن تضيع الوقت، بانتشاله بفتوى تعسكر البلد وتزج شبابه وأطفاله في قتال هرب منه جيش بكامل عدده وعدته. فتوى تشرع للسفاحين الذبح على الهوية وتستبيح دماء نصف الشعب بحجة القضاء على الإرهاب.
بعد كل أزمة عنصرية طائفية يختلقها المالكي لإثارة النزاع بين ابناء الشعب الواحد، وبعد كل أزمة اجتماعية سببها الفساد وغياب الخدمات، وبعد كل أزمة أخلاقية سببها سرقة المسؤولين للمال العام والفرار خارج البلاد، وبعد كل مجزرة ترتكبها الحكومة من أجل السلطة، نجد بأن المرجعية تكتفي بالشجب والادانة. لماذا سقوط الموصل اخترق حاجز صمتها ونطقت بالفتوى؟
هل من حقنا الشك بأن المسألة لا تتعلق بمسلحين داعش ولا سقوط المدينة تلو الأخرى بقدر ما تتعلق بالمصالح المشتركة بين المرجعية متمثلة بالسيد السيستاني والمالكي وحكومته؟ كان من السهل جدا احتوى الأزمة لو أمرت المرجعية اتباعها من السياسيين بإقصاء المالكي وتشكيل حكومة وطنية من الكفاءات يطمئن لها الشعب العراقي بكل طوائفه وقوميات. حكومة تكون بذرة للتغير وحافزا لعودة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد، تدفعهم بلا ريب لحماية الارض وطرد الخطر القادم من خلف الحدود.



#كافي_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة الوطن أم خارطة الكنز
- الانتفاضات العربية بين سطوة العنف ورغبة التغيير
- كروب الإنسان الكوني
- إلى العالم العراقي عبد الجبار عبد الله
- ماذا لو همست بأن السيستاني...؟
- الجثة المطلية بالشمع
- يا بنات أورشليم
- تخثر الزمن
- نفخ الصور
- فخ ولاية الفقيه
- رغد بنت الرئيس المخلوع
- موت العراق مناسبة وطنية نجفية
- القدر العراقي لا يركب إلا على أربعة
- رسالة إلى أيوب
- أنا أفهمك يا سعدي يوسف
- للأسف البعث صكار المحاصصة
- الخطاب الثقافي للدولة
- تخيلي امرأة
- بكلمات وجيزة
- بحثي المحموم عن حكاية


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كافي علي - أفتونا يرحمكم الله