أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - بدعة آريوس وكيفية تصدي التعاليم الأرثوذكسية لها














المزيد.....

بدعة آريوس وكيفية تصدي التعاليم الأرثوذكسية لها


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 01:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ويرمز لبدعة آريوس بـ « شق ثوب المسيح»، كما رأى البابا بطرس خاتم الشهداء البابا الـ17 رؤيا أثناء سجنه، وشاهد فيها السيد المسيح واقفاً بثوبٍ ممزقٍ، فقال له: «من الذي مزّق ثوبك يا سيدي»، قال «آريوس»
فحاول البابا إرجاع آريوس عن معتقده الخاطئ وكان شماساً مكرّساً فلم يرجع، وإستمر في بدعته للنهاية، وعندما نال البابا بطرس خاتم الشهداء أكليل الشهادة، وتولى بعده تلميذه أرشلاوس الكرسي. فحاول أريوس وتظاهر بالتوبة و بالرجوع عن معتقده الخاطئ ، حتى أن البابا صدق حيلته فحالله بعد أن كان محروماً من الكنيسة على يد البابا بطرس، فرقاه البابا أرشلاوس من رتبة شماس مكرّس لرتبة كاهن، ولم يدم البابا أرشلاوس على الكرسي سوى ستة أشهر وتنيح. فأتى بعده البابا ألكسندروس البطرك الـ19 و أكد على« مساواة الآب لأقنوم الإبن الكلمة في جوهر لاهوتي واحد»، ليؤكد ويشدد على الإيمان الصحيح ضد بدعة آريوس، وهو الإيمان الصحيح الذي حمله في قلبه وعلى عاتقه أثناسيوس الرسولي طيلة خدمته منذ أن كان شماساً، وهي العبارة التي أضيفت في قانون الإيمان النيقاوي «مساوي للآب في الجوهر»
حيث إنكر آريوس إلوهية السيد المسيح متأثراً بالفلسفة اليونانية، وأعتبر أن الإبن الكلمة المتجسد الذي هو«اللوغوس - λ-;-ό-;-γ-;-ο-;-ς-;- »وهي كلمة يونانية بمعنى« الكلمة » ومأخوذة من الفعل « ينطق» و« النطق المعقول- العقل المنطوق به» ومن هنا جاء معنى« الكلمة» بمعني «عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل»، و هي كلمة تقابل لقب «الإبن»، وقد إعتبر آريوس « اللوغوس الكلمة » إله مخلوق وليس من جوهر الآب، وأنه كائن وسيط بين الآب وبين العالم المخلوق، لأنه لا يليق بالله أن يتصل بالخليقة عن طريق التجسد لأنه أسمى من أن يكون له علاقة وإتحاد لاهوته مباشرة بطبيعة إنسانية مخلوقة ! فاللوغوس عند آريوس أقل مرتبة من الله الآب ! وهذا اللوغوس فقط أداة لخلق العالم.

و إن كان المسيح هو الخالق للعالم وكائناته كما يقول الإنجيل:«كل شيء به كان وبغيره شيئاً مما كان»«يو1: 3» و« كان في العالم، وكون العالم به...» «يو1: 1» و «الذي به أيضاً عمل العالمين»«عب1:1و أيضًا :« فإن فيه خلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كانوا عروشًا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق .»«كو1: 16» و:« ورب واحد: يسوع المسيح، الذي به جميع الأشياء، ونحن به»«1كو8: 6».

فالسيد المسيح هو صورة الله غير المنظور :«الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة»«كولوسي1: 15»
وهو كديَّان للبشرية فى مجيئه الثانى قال أنه سيأتي في مجده ومجد أبيه، فالمجد الإلهي واحد في الطبيعة الإلهية للآب والإبن ، وأحيانا كان يقول أنه سيأتي في مجده فقط، مما يدل على أن المجد الإلهي للاهوت إلهي واحد متحد الأقانيم:«ابن الإنسان متى جاء بمجده ومجد الآب والملائكة القديسين »«لوقا9: 26 »، وأيضاً: «فان إبن الإنسان سوف يأتي مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله»«مت 16: 27».

والإنجيل نص صراحة على مساواة الآب بأقنوم الإبن حيث قال:« الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله، لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس»« فيلبي2: 6».
فلماذا الآب مساوٍ للإبن، لأن لاهوت الله لا ينقسم ولا يتجزأ ويملأ الوجود، لهذا الإبن الكلمة المتجسد كما يقول الإنجيل:« فيه يحلِّ كل ملء اللاهوت جسدياً »« كلوسي2: 9»
والسؤال:« إن كان الإبن الكلمة الأزلي هو الخالق قبل تجسده الإلهي ومعادلاً لله وحل فيه كل ملء اللاهوت جسدياً.. فكيف يكون أقل مرتبة من أقنوم الآب كما إدعت الآريوسية؟!»

هذه هي العقيدة الصحيحة عن طبيعة لاهوت الإبن الكلمة كما أعلنها الإنجيل وتنبأت عنها التوراة عن المسيا المتجسد و حفظت العقيدة طقساً حياً عايشته كنيسة الرسل ورسختها التعاليم الأرثوذكسية منذ التسليم الرسولي وتناقله لنا الآباء بحرص وأمانة وتشديد حتى وصل إلينا. لهذا أي تعليم دخيل يتم كشفه لأن الإيمان تعاليمه ليست نظرية وليست محفوظة ومدونة فقط، بل طقوس إيمانية حية تمارس، لهذا يخبرنا المؤرخ الكاثوليكي «شاف – Philip Schaff» أن آريوس كان شاعراً ومرنماً وموسيقياً ومبدعاً موهوباً أستطاع أن يدس هرطقته في عقول الناس وفكرهم وإيمانهم وكان يمررها إليهم ضمن تراتيله بطريقة سهلة الحفظ وتداولتها الناس وإنتشرت هرطقته ! ولولا كنيستنا الحيّة و تعاليمها المُعاشة تتناقل تعاليمها الإيمانية في طقوسها وحفظت لنا الإيمان، وتصدت لهذه التعاليم الغريبة لكانت إندثرت التعاليم الصحيحة وسادت الهرطقات. ويذكر لنا المؤرخين كيف مات آريوس موت غريب بإنسكاب أحشائه من بطنه في الحمام، ومات مفصولاً عن حياة الشركة بالكنيسة الأرضية فحرمه الله من حياة الشركة السمائية.

هذا هو الإيمان بتعاليمه الأرثوذكسية وسلامة فكره الكهنوتي والسرائري منذ عهد التلاميذ، وكما حفظه و حماه أثناسيوس بمجمع نيقية وأكمل مجمع القسطنطينية قانون الإيمان لتحافظ كنائس العالم على الإيمان الصحيح كما تسلمته الكنيسة الأولى من تلاميذ الرب يسوع و القديسين. حيث كان أثناسيوس الرسولي محاوراً قوياً لم يهب أحد ، حتى قيل له « العالم ضدك يا أثناسيوس» فقال لهم« وأنا ضد العالم», و إحتمل آلاماً كثيرة ونفى كثيراً وأثناء نفيه بأوروبا جذب نفوس كثيرة من الوثنيين للمسيح. كان خلالها كرسي روما والأسكندرية متحدان في كنيسة واحدة. ساد العالم مسيحية آريوس إلا الكرسي المرقسي السكندري الذي حافظ على الإيمان الصحيح، وعلينا نحن أيضاً أن نحفظ إيماننا كما تسلمته كنيستنا الأولى مهما كلفنا من ثمن، لأنه ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس.





#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنيسة المقطم، رمزاً للمحبة و اللاطائفية
- متحرشون لكن متدينون بالفِطرة !
- و أخيراً فازت الراهبة النجمة كريستينا سكوتشا
- قبطي كافر على ما تُفرج !
- ظاهرة الإلحاد ما بين إستخفاف الإعلام و سقطات ريهام !
- الشهيد مارمرقس، كاروز الديار المصرية
- ما بين مارى سامح و مريم الحسيني، وطن جريح
- تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي
- لعازر هلم خارجاً !
- كنيسة الله التي إقتناها بدمه
- يا إما تتفكك الدولة !
- صليبك يا ماري، محنة برهامي
- الشفاء بالطب الإنجيلي !
- ارفعي حجابك، هذه ثورة !
- متى تدُق أجراس الكنيسة بالسعودية ؟!
- صراع الآلهة، و دول الحريق العربي
- عندما تُغتال آدمية الإنسان مرتين !
- أنَصَافُنا تَتَآكل
- الفراعنة، و قصة حب خالدة
- نون النسوة لا تُريده ذكر وسيم !


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - بدعة آريوس وكيفية تصدي التعاليم الأرثوذكسية لها