أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مريم نجمه - شهادات حيّة من الداخل السوري , الروائية سمر يزبك ؟ - 3















المزيد.....

شهادات حيّة من الداخل السوري , الروائية سمر يزبك ؟ - 3


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 19:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



رسالة الروائي لا يُستهان بها ,
وما الثورات العالمية سوى من أذكى نارها وشعلتها من الكتاب والأدباء والشعراء والطلاب , من الفلاسفة والمفكرين والروائيين والفنانين والمحامين , وكل من يملك ضميراً ومشاعراً وسلاحاً للوعي والتحرر .

تواصل الكاتبة السيدة سمر يزبك شهادتها في رواية ( تقاطع نيران ) :

- (( تأكّدت انهم قرّروا اعتقالي , ولم أشعر بالخوف فهذا اعتراف أخير بالموقع المضاد , وسحب كل عمليات الجنون التي كانوا يستلذون بتعذيبي بها طوال الأيام الماضية . كنت أتظاهر بالتماسك , وأريد التصديق أن ما حدث منذ شهر , وحتى الاّن , مجرد كابوس سأصحو منه قريباً . كانت أقل من دقيقتين , كل تلك الأفكار مرّت بأقل من ذلك , لأني كدت أسقط أرضاً رغم وجود رجلين , الأول إلى اليمين والثاني إلى اليسار , يقومان بتحريكي , و بكل هدوء وأناقة , لا بد أن لديهما أوامر منه بذلك , لكني عندما كدت أسقط , حمَلاني . عرفت أننا ننزل على درج . أفلتني أحدهما , يبدو أن الدرج ضيق . أحاول الرؤية من تحت العصبة , لكنها كانت محكمة ومشدودة , وبدأ تنفسي يضيق , أظن أننا نزلنا عدة طوابق , لست متأكدة , لكن دواراً بدأ يعصف بي , وروائح عفنة , تختلط بروائح غريبة لم أعرفها من قبل . توقفنا أخيراً , ومرذلك الألم الحارق من أسفل ظهري , وارتجفت , اعرف جسدي الهش.

يد تفكّ العصبة عن عيني . لم أتوقع أن يكون ما ينتظرني مهولاً , رغم أن كل ما كان أمامي هو السواد . السجن وكل ما كنت قد سمعته وتخيلته , وحاولت الكتابة عنه , كل ذلك لم يعنِ شيئا أمام تلك اللحظة التي فتحت فيها عينيّ ,,
كان ممراً طويلاً بالكاد أستطيع رؤية الزنازين على طرفيه , وبالكاد أشعر لأنه مكان حقيقي وليس فضاء في عقلي المريض بالكتابة . إنه واقع ! ممر بالكاد يكفي لمرور جسدين متلاحمين , الأسود يحيط بحدوده , ممّر منفصل عن الوجود , أنظر خلفي فلا أرى شيئا ,أمامي , السواد المطلق . ممر بلا نهاية ولا بداية, معلق في العدم , وأنا في الوسط وأبواب مغلقة . الرجل الواقف أمامي يقوم بفتح أحد الأبواب . أزيز حاد يبدأ بسرعة ثم ينتهي بدقات بطيئة . كانت دقات حزينة تشبه لحناً سمعته ذات يوم في بار يوناني . أمسكني الرجل من مرفقي , ورأيت ثلاثة , إلى الداخل , وبقي ممسكاً بيدي والباب مفتوح وهناك .... رأيتهم ؟ زنزانة بها شخصان أو ثلاثة لم أستطع أن أحدد لكني في الغالب رأيت ثلاثة أجساد معلقة في مكان ما , لا أعرف كيف ! اقترب بي أكثر كنت مذهولة , وبدأ بطني يرتجف . الاجساد الثلاثة شبه عارية وكان ثمة ضوء خفيف يتسرب من مكان ما , لم أعرف إن كان فتحة في السقف , ولكنه يتحول الى خيوط واهية من الرؤية التي كانت كافية لأعرف أنهم شباب لم يتجاوزوا العشرين , او في أوائل العشرينيات . أجسادهم الغضة الفتية كانت واضحة من تحت الدماء , أيديهم معلقة بأصفاد معدنية وأصابع اقدامهم بالكاد تلامس الأرض , والدماء تسيل من أجسامهم , دماء طازجة دماء يابسة , جروح عميقة ترتسم على أجسادهم مثل ضربات ريشة عبثية . وجوههم تتدلى نحو الأسفل كانوا في حالة إغماء ويتأرجحون مثل ذبائح .
تراجعت إلى الوراء فأمسكني أحد الرجال ودفع بي ثانية بصمت تام , في تلك اللحظة رفع شاب رأسه بتعب , بالكاد رفع رأسه , وكانت تلك الخيوط الواهية من الضوء التي سمحت لي برؤية وجهه .
لم يكن له وجه , عيناه مطبقتان تماماً , لم ألمح لمعة عينيه لا مكان لأنفه , ولا حتى لشفتيه , وجهه مثل لوحة حمراء بلا خطوط , احمر متداخل مع الأسود الذي كان أحمر !
تهاويت حينها على الأرض , وقام الرجلان بإنهاضي , لدقيقة كنت أتارجح في منطقة لزجة عائمة , وبقيت لدقائق حتى استعدت ثبات قدمي على الأرض . سمعت أحدهما يقول للاّخر : " يا زلمة هي ما بتلقى كف واحد , من الشوف هيك صار فيها , هي بتموت من دولاب " ! ثم تدفقت تلك الرائحة , رائحة دماء وبول وغائط .

رائحة صدا حديد , رائحة تشبه التحلل . فجاة أخرجني من الزنزانة وفتح زنزانة أخرى , وهو يقوم بذلك بدأت أصوات الصراخ والتعذيب تخرج من مكان ما, مكان بعيد وقريب , وكنت أرتجف . لم أسمع يوماً أصوات وجع تشبه هذه الأصوات , قادمة من أعمق نقطة في الأرض وتستقر كلها في قلبي , الأصوات لم تتوقف حتى غادرنا الممرّ , فتحت الزنزانة الثانية وكان فيها شاب تبدو عظام عموده الفقري مثل رسم تشريحي . ويبدو أنه أيضا في حالة إغماء . ظهره مشقق , وكأن سكيناً حفر خارطة فيه . اغلقوا الزنزانة , وهكذا زنزانة وراء زنزانة , كانوا يمسكون بي من مرفقي ويدفعونني إليها , ثم يقومون بإخراجي منها . أجساد مرمية وراء أجساد متكومة , انه الحجحيم ! وكأن البشر مجرد قطع من اللحم معروضة لتبيان أفضل ما يمكن عرضه من فنون القتل والتعذيب .
شباب لم يتجاوزوا الثلاثين هكذا يتحولون الى قطع من اللحم البارد في زنازين ضيقة ورطبة , وجوه ليست بالوجوه , أجساد بتضاريس جديدة . قلت لأحد الرجلين وهما يقومان بشدّ العصبة حول عيني ثانية : هدون الشباب تبع التظاهرات ؟ رد أحدهما بجلافة : هدون الخونة تبع التظاهرات . انزعج من سؤالي وهو يمسك بمرفقي فضغط عليه بقسوة حتى شعرت أنه سيهشمه , لم أعرف ما يدور في ذهنيهما , لكن بطني عاد لللإرتجاف , وكان الرجل يمسك بي ويجرني, فتحتَكّ ركبتاي بالدرج , ثم يفعل ذلك بقسوة أكبر ثم أخيراً جرّني على الدرج , مثل كيس بطاطا , وكان ألم عظامي حارقاً حين فكرت بالشباب الذين يخرجون للتظاهرات ارتجِف ثانية , ويتركز ارتجافي عميقا داخل بطني , صارت الروائح كلها في فمي وصور الزنازين تغطي عتمة عينيّ . توقفنا , ونزعوا العصابة , ورأيته جالسًا وراء مكتبه الأنيق , وصدقت أني لا أعيش كابوساً . نظر بسخرية وقال : شو رأيك... شفتي رفقاتك الخونة ؟ )

--------
أجمل صفعة عفوية طبيعية للجلاد !؟
أحياناً تعبّر الحواس الخمس أوأجهزة التنفس و الهضم للتعبير عن مواقف يتعرض لها المرء !
هنا سوف تتدخل مع موقف الأديبة أجهزة الهضم , والنفس , ما تشم ويعرض أمامها من مناظر غير طبيعية نتنة , الرافضة روائح غير طبيعية مقرفة , ستأخذ - دور اللسان - للتعبير عن الحالة الذي تمر بها - أن تعبر عن رفضها لما شاهدت وتشاهد من مناظر وحالات وروائح أطعمة غير مستحبة - فكيف روائح اّدمية منكهة بدماء الضحايا البريئة ! يا لها من تعبير ولقطة سينمائية أو مسرحية معاشة تردّ على الجلاد بأبهى لغة عفوية وأسلوب دون أن تتفوه الكاتبة الضحية بكلمة واحدة ! بوركت أيتها البارعة ..
وصفاً مدهشاً ومؤثراً ورداً بليغاً ؟؟
------------
تواصل الكاتبة :

( هنا بدأ شئ يخرج من إمعائي بسرعة شديدة , وكأني أردت أن أخرج من جلدي . في الحياة أقول لصديقاتي : إن لمسة رجل, لا تجعلك تبدّلين جلدك كافعى , ليست لمسة حب . الاّن أستطيع القول أن هناك أشياء أخرى تبدل جلودنا : الإنسلاخ نحو الموت والطيران نحو الهاوية ! تلك اللحظة كانت الطير ان نحو الهاوية وعوضاً عن التحليق , تقيأت . كنت واقفة وسقطت على ركبتي , غضبوا بشدة , وقام من مكانه ينظر مذهولاً إلى الأثاث الذي تلوّث . وبقيت أتقيا , عيناي تشرّان أيضا بالماء , لم تكن دموعاً أنا واثقة , الدمع يتساقط كقطرات , وما خرج من عينيّ لم يكن كذلك , عادت تلك الفكرة , كل من يخرج للتظاهرات في الشوارع هنا , إما أن يقتل بالرصاص , أو يعيش هارباً متخفياً , أو يُعتقل ويُعذب كهؤلاء , أي شجاعة نبتت فجاة من هذا الصوان ؟

خرج صوتي ضعيفاً لكني استطعت أن أسمعه : إنتَ اللي خاين . عرفتُ أنه سمعها , لأنه انحنى وصفعني بقوة , وسقطت نهائياً على الأرض , ثم بدأت الأشياء تتهاوى وقبل أن أفقد الوعي استطعت الإحساس بذلك . كان فمي مفتوحاً على الأرض ودم ساخن ينزّ منه , وعرفت ماذا يعني قولهم بالعامية :والله لبزقك الدم . ) .
*****


فعلاً , لقد بزّقوا الشعب الدم , شعبنا الصابر نصف قرن في العذاب والمعتقلات والدَوس على رقاب المعتقلين والمناضلين من كل اتجاه , إستمرار سلطة النظام وأمنه لا يتحقق الا بهذه اللغة والأساليب والقمع وتعذيب الناس . إن العذاب الذي استعمله النظام ضد المعارضة القديمة والجديدة لا مثيل لها إلا في أقبية الغستابو النازية وتفوق عنه ! لا أحترام للمرأة ولا للشيخ ولا للطفل , لا للكاتب ولا للمحامي والفنان والرسام والشاعر الكل تحت الجزمة وتحت الكرباج لا كرامة للإنسان عند فاقدي الإنسانية حتى أوصلونا إلى هذا الجحيم والخراب !!

لنتابع ما دونته وسردته الكاتبة سمر عن تجربتها المرة بين أيدي الجلادين في هذه الأقبية التي لا تعفي أحد من زيارتها ومعايشة تجربتها عن كثب إنها لغة الدم والوجع :

– ( اخرجوني من هناك , وعدت لبيتي , لم أكن أنا الذي أعرفني . دخلتُ إلى البيت وأنا اراقبني , كنت امراة بين تخوم الحياة والموت , أراها ترمي مجموعة من المفاتيح على الطاولة ثم تشعل سيجارتها , تغمض المرأة عينيها , تعيد العصبة إلى وجهها , تفعل ذلك كأنها على خشبة مسرح , وتعود تلك الصور للأجساد الممزقة , تمر ضحكة إبنتها , وعينا أمها الجميلتان , خطفاً تلمح بصيصًا وهي تطبق بشدة حتى تصاب عمداً بالعمى , وتشعر بتلك الحفرة العميقة والهائلة التي تبدأ بالتشكل وسط قلبها , تكبر الحفرة , وتمد المرأة أصابعها داخل الحفرة التي تصل أعلى رقبتها , المرأة تصير حفرة من الدمامل والقيح .
بعد مرور يومين على هذه الحادثة , كان موقعهم على شبكة النت المسمى " فيلكا " يصفني بالخائنة والعميلة , ثم انقضت أيام و وكانت المناشير الورقية ترمى أمام بيوت مدينة جبلة والقرى المحيطة بها عن عمالتي وخيانتي , وتحضّ على قتلي .
ماذا يريد مرّة أخرى , لقد هجرت بيتي , وعشت في بيت سريّ , ولم أعد أنشر المقالات , هل يعرف بنشاطي مع الشباب والصبايا ؟ لا أظن كنت خائفة , خوفي كان على ابنتي . قلت لنفسي : ربما ينسون في غمرة ما يحدث . لكني تلقيت اتصالاً . كان هو . قال بصوت اجشّ : وليه حيوانة و لو بتروحي لاّخر الدنيا بجيبك . قلت , وأنا أحاول المناورة وكسب أكبر وقت ممكن , حتى أسجل ما يحدث على أرض الواقع : أنا لا أفعل شيئاً . قال : هذا اّخر تنبيه لك . كنت سأنفجر من الغضب , حاولت الاختفاء , رفضت دخول أي حلقة حوار مع السلطة , وكانت الإتصالات تتم بينهم وبين بعض المعارضين, واختفيت حتى على الفيسبوك . فماذا يقصد ؟ هل هو ترويعي فقط وتخويفي وجرّي إلى الجنون ؟ أفكر أني رواية حقيقية , وأن شخوصها وسردها بحاجة لرحابة وعمق في البناء , فأستطيع التماسك والصلابة وأمسك خيوط حياتي أكثر , هكذا كانت الكتابة تعينني على مصاعب الحياة , هكذا كنت , لأني روائية أستطيع أن أكون أكثر رحابة مع نفسي , وخيوط حياتي المتشابكة والصعبة الحل , كنت أدير عقدها كما أدير دمي متحركة , لكن الفارق أني كنت اللعبة والخيوط واليد الغامضة الكبرى المجهولة .

أحاول التركيز في تلك الأيام العشرة التي كانوا ياتون فيها الى بيتي أربعة رجال او ثلاثة يقومون بوضع عصبة على عيني ويذهب الى غرفة الضابط نفسها, لم أعرف أن هذا مكتبه فعلاً , وهل نحن في منطقة الجسر الأبيض في دمشق , ام في منطقة كفر سوسة ؟ المسافة بدت مُبهمة قبل أن أغير بيتي . بعد أن قمت بتغيير بيتي , صارت السيارة تدور وتدور ثم تتوقف , أنا أفقد تركيزي في المرة الرابعة أيضا , نزلت الى الزنازين لم يعتقلوني , لم يضعني في زنزانة بل كنت أجول بين الزنازين , سأكتب في يوم اّخر عن رحلاتي الجحيمية تلك . سأحاول تذكر ما حدث بالتفصيل , كيف كنت أنزل من البيت كيف وضعوا العصبة على عيني حالما كنت أجلس في السيارة , وكيف يتحول العالم حينها إلى جحيم أسود تلك اللحظات التي أعانت روحي على الصمت وأنا محشورة بين جسدين غريبين , أشم روائحهما , وأشعر بذعر إضافي . العصبة حول عينيّ , وأنا أتخيل أني أدخل في العمى قسراً , الدخول في العمى وانتظار أياد تتحرك حولي , كنت أستعين بحالات قرأت عنها , وأفلام مرّت أمامي عن السواد المطلق للعين , في إحدى المرات , وأعرف لأني فقدت تركيزي , فكرت أن العمى هو نافذة لتغلق الخارج , وهي باب سري للدخول في عتمة النور , هي فرصة للتأمل في أعماق النفس , لذلك يصير العميان أنصاف فلاسفة . هكذا كنت أحارب العصبة السوداء حول عيني , أعاملها بازدراء , أفترض أني شخصية من ورق , ولست من لحم ودم , وإني أنا من يقرأ الاّن عن امرأة معصوبة العينين و تقاد قسراً إلى مكان مجهول , لتلعَن ويبصق عليها , لأنها تجرأت وكتبت شيئاً من الحقيقة لم يعجب الطاغية , وعند نقطة الخيال هذه , أشعر بالقوة وأنسى ضعف جسدي , والروائح الكريهة , وكل المجهول القادم . ) .


11/ 5 / 2011
( دبابات تابعة للجيش السوري تقصف حي باب عمرو في مدينة حمص . رجال الأمن دخلوا البيوت وسرقوها , وقصف يستمر لساعات وسقوط 19 شهيدا , والنظام السوري سيعلن أنه بصدد التحضير للجنة إعداد إنتخابات .
بانياس تعود اليها الكهرباء والماء والاتصالات , ويفرج فيها عن 300 معتقل , والإعلان عن 11 الف معتقل في السجون .
بدأت صباحي بأخبار القتل , وقصف حمص , بالكاد فتحت عينيّ , وحضرت قهوتي , وفتحت التلفزيون حتى جاء الخبر , باحث من حمص يتحدث عن باب عمرو , التي يقطنها مزارعون فقراء , أخبار تاتي من كل الجهات , كيف تقصف الدبابات منازل السوريين مرة اخرى ؟ القتلة .
نمت ودموعي على خدي ليلة البارحة , وأنا أسجل شهادة صحافي دخل درعا أثناء الحصار , وأفيق وخيط يحرق عيني . وتعاودني نوبات البكاء, لم أعد أستطع الإحتمال . أفكر أني بحاجة للموت , ولن أكمل لقاء الناس , وتدوين شهاداتهم , وإني سأترك إبنتي عند أبيها , ثم أمضي في التخفي . هذا الدم يجعلني أسير نحو الجنون . نوبات ألم في الرأس لا تنتهي الا بحبوب " الإكزناكس " التي تجعلني أنام .
البارحة جاءني تهديد في منتصف الليل , مرة أخرى اتصالات التهديد , كنت أفكر مع إحدى الصديقات , في الذهاب إلى جبلة بشكل سري , مدينتي التي يجب أن أدخلها الاّن , والتي جعلها رجال الأمن البعثيون منطقة محرّمة عليّ . اتفقنا أن نذهب في سيارة أحد الأصدقاء , وأن أخفي هويتي . كان يكفي وضع غطاء على رأسي , ووضع نظارات سميكة وارتداء فستان طويل , كان يجب أن أدخل حي الدريبة , ولقاء الناس وهو الحي المفترض أنه معاد للطائفة العلوية, كما حاول رجال الأمن أن يوحوا للعلويين . الحقيقة أنه الحي الذي خرجت منه حركة الإحتجاج .
أيتها السماء , أعينيني على هذا الموت المتسلسل , سيكن صعباً عليّ , أنا بنت العائلة المعروفة في جبلة , الدخول غلى تلك المنطقة , لربما يقتلني اي طرف , ربما أحد السنّة المتطرفين , إنتقاماً لموت أهله , أو أحد العلويين ال ذين يعتبرونني خائنة , أو قنّاص , وربما ؟ أسئلة كثيرة . يعود المشهد الذي حدث في مدينة بانياس عند بداية الأزمة , عندما جاء بعض غلاة العلويين بتركسات وأرادوا هدم بيت الشيخ 0 ع 9 , رغم أنه من أقدم سكان المدينة , لأن إبنه كان في صف المتظاهرين , ورغم ان الإبن اعتقل وبقي ثلاث أيام في السجن , إلا أن ذلك لم يكفهم .
السلفية لا علاقة لها بالسُنّة فقط , هناك سلفية بين العلويين أيضاً ! ) .

*
سأكتفي اليوم بهذا القدر من رواية شعبنا في درب الاّلام ( تقاطع نيران ) التي لا تنتهي طالما باقي هذا النظام ..
تحية تقدير للكاتبة السيدة سمر يزبك
مريم نجمه / هولندا



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اليوميات : لقد انتصرت الجريمة على القانون ؟ - 66
- شهادة حيّة من الداخل السوري : الروائية سمر يزبك - 2
- شهادات حيّة من الداخل السوري - الروائية سمر يزبك - 1
- يوم الغضب , من اليوميات - 65
- من اليوميات - كلهم عابرون - 64
- بلادنا موطن الأديرة والفكر والمكتبات - لوحة مصر - 1 - 5
- مروج الطفولة - الحدائق في صيدنايا القديمة -
- إعرف بلادك : الغوطة حاضنة الثورة - وريف دمشق السور - 1
- يوميات القهر والصبر والجمر - 63
- الحِرَف اليدوية في صيدنايا - 1
- من اليوميات - 62 أحمل العالم في رأسي
- ثقافتي ? - 1
- فلسطين في القلب .. إكراماً ليوم الأرض 30 اّذار
- سهر - رسائل للوطن
- صلّيت اليوم ماركسية - 2
- سريانيات - من التراث السرياني - 7
- هولنديات - أطفالنا - 5
- بلادنا موطن الأديرة والفكر والمكتبات - لوحة العراق جزء ثاني ...
- همسات نسائية .. للمرأة في عيدها - 3
- بلادنا موطن الأديرة والفكر والمكتبات - لوحة العراق - 4


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مريم نجمه - شهادات حيّة من الداخل السوري , الروائية سمر يزبك ؟ - 3