أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - حول ما يجري في العراق














المزيد.....

حول ما يجري في العراق


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




في الأيام الماضية فوجئ العالم باندحار الدولة في العراق عن مناطق واسعة، وعن سيطرة مسلحين على الموصل وعلى محافظة نينوى وصلاح الدين وديالى، ووصولهم أطراف بغداد. كل الإعلام المتناقض، والصحافة التي يشتم بعضها بعضاً، والتي تعبّر في الأخير عن اتجاهات ومصالح متناقضة، وكل الدول "المتصارعة"، أكدت بأن "دولة الإسلام في العراق والشام" (داعش) هي التي قامت بكل ذلك. وتعممت الصورة لكي تصبح هي ما يكرره كثر من اليمين ومن اليسار، وكأن الأمر حقيقة مطلقة. وانبنت على أساس ذلك تحليلات شتى، وجرى اختراع صراعات وتناقضات. مما أظهر وكأن داعش هذه كأخطبوط يمتلك "سوبر قوة" خارقة تستطيع مد سيطرتها على نصف سورية ونصف العراق. باتت داعش هي الخطر الذي يستطيع تحقيق كل هذه "الانتصارات". وهي التي "تقلب" وضع المنطقة.
كان يتوضّح في الفترة السابقة أن نوري المالكي يستخدم داعش لدعم النظام السوري، كما أشار وزير العدل في حكومته، واستخدمها ضد اعتصام الأنبار الذي استمر أسابيع، وظهرت معلومات مباشرة من الناطق الإعلامي في داعش بأن التنظيم لا يستهدف إيران، وركز الإعلام الداعشي خلال الأيام الأخيرة على شتم الشعب السوري وتبيان أن النظام أفضل. وكل ذلك موجود على النت. رغم كل ذلك، جرى تعميم فكرة أن داعش هي التي تسيطر على كل هذه المناطق في العراق، وكأنها تقاتل نظام نوري المالكي، وكأن لديها مئات آلاف العناصر، وكل هذه الخبرة في الحرب. ليبدو أن قصداً يحكم النظر، فيصبح كل تحرك هو من صنع داعش، بعد أن كان في الماضي من صنع تنظيم القاعدة.
ما يبدو واضحاً في العراق أن الأمر أكبر من أن يحمَّل لداعش، فهو عمل عسكري منسق ومنظم، وكل المدن التي باتت خارج سيطرة السلطة جرى تنظيمها في إطار هيئات مدنية، وجرى حفظ الأمن فيها. وكل ما ينقل منها يؤكد ألا وجود لداعش أو لمظاهر أصولية فيها. بالتالي لا بد من التدقيق فيما يجري، وتلمس الوضع "على الأرض" وليس تكرار ما بات واضحاً أنه خطاب معمم حول دور داعش. الذي يبدو أنه خطاب مقصود وهادف.
يمكن العودة إلى أشهر سابقة لكي نتذكر الاعتصام الكبير الذي جرى في محافظات العراق الغربية، من محافظة الأنبار إلى محافظة نينوى وصلاح الدين، والذي استمرّ أسابيع قبل أن تقوم الحكومة بفضه بعنف ووحشية، وبعد أن أدخلت اسم داعش كذلك، وكأنها تخوض صراعاً ضدها. ما تبع ذلك هو تشكيل المجلس السياسي العام لثوار العراق، ومن ثم المجلس العسكري العام لثوار العراق، هذا الأخير تشكل من مجموعة قوى كانت تقاتل قوات الاحتلال الأميركي لسنوات ومن الشعب الذي كان للتو قد سُحق اعتصامه.
تلك القوى قاتلت الاحتلال لسنوات أربع، لكن وجود تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين (الذي أصبح يسمى دولة العراق الإسلامية)، حيث قام بتحويل الصراع إلى صراعات طائفية (بالتوافق مع القوى الطائفية التي أتى الاحتلال بها)، وفرض سلطته على المناطق "السنية"، هذه السلطة التي أثارت العراقيين، فرض "تحالف" بعض قوى المقاومة مع الاحتلال لصد هذا التنظيم بتشكيل مجالس الصحوة، وهو ما أضعف المقاومة وهمشها. وبهذا أصبحت العملية السياسية هي التي تحكم الوضع العراقي، وظهر أن الأمر استقرّ تحت سلطة نوري المالكي. لكن هذه العملية باتت تعيش أزمة كبيرة، خصوصاً بعد الانسحاب الأميركي في عام 2011. لهذا سنلاحظ أن الاحتجاج الشعبي الذي ظهر في السنوات الأخيرة في العراق، والذي توِّج باعتصام الأنبار والمحافظات الأخرى، أعاد تشكيل تلك القوى التي تعرف الصراع المسلح، خصوصاً أن في قيادتها عدد كبير من ضباط الجيش العراقي الذي تدرّب جيداً في القتال مع إيران طيلة سنوات ثماني.
كذلك ظهر واضحاً أن الاحتجاج الشعبي يتصاعد، ويتوسع، بحيث كان واضحاً أن الاستقرار الذي حدث بعد تراجع المقاومة العراقية بات يهتزّ، وأن ذلك كان يزيد من ارتباك "العملية السياسية"، ومن تفكك الأحزاب، ومن تصاعد الصراع لإزاحة نوري المالكي، الذي بات يسيطر كدكتاتور، وكوكيل لكل من أميركا وإيران. وبهذا فإن ما يحدث الآن هو تفجّر لهذا الاحتقان، وسعي لإسقاط النظام الذي أسسه الاحتلال الأميركي. وبالتالي يمكن القول بأن ما يجري هو استمرار للاحتقان الشعبي الذي تطور خلال العقد الأخير، والذي يتخذ الآن صفة العمل المسلح بهدف إسقاط حكومة المالكي، والتخلص من سيطرة إيران، وبالتالي استكمال تحرير العراق بطرد كل الذين أتوا مع الاحتلال الأميركي.
ولا شك في أن هذا الأمر يخيف أطراف عديدة، ويخلق وضعاً جديداً في كل المنطقة. حيث سيزيد من ارتباك إيران بعد تورطها المتزايد في سورية، ويضعف مساومتها مع الدول الغربية وهي تفاوض بشأن البرنامج النووي، خصوصاً وأنها تعاني من أزمة اقتصادية نتجت عن الحصار الاقتصادي الأميركي، الذي طال البنك المركزي، وجعل إمكانية تحويل أموال الصفقات النفطية صعبة (ما دامت تحوّل بالدولار، ولا بديل عن ذلك إلى الآن). لكن الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للنظام السوري، حيث أن تفجر الصراع بهذا الشكل في العراق سوف يوقف إرسال الميليشيات الطائفية التي تدعم النظام، والذي يعتمد أساساً عليها وعلى ميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني لكي يستمرّ في البقاء.
إذن، الأمر يتعلق بتطور صراع الشعب ضد النظام، ربما لم يصل إلى كل مناطق العراق لكن بالتأكيد سوف يصل، لأن وضع الشعب العراقي بات سيئاً، ويُحكم من قبل مافيات طائفية تتقاسم نهب النفط، وممارسة القهر. وهنا يكون الحديث عن داعش ليس إلا تغطية وتعمية على هذا الواقع الذي بات سمة عامة في المنطقة، وربما في العالم.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية ... محاولة لفهم المجزرة
- منظور أخلاقي للثورة السورية
- نقاش خفيف مع -الرفيق- محمد نفاع - الإمبريالية والاستعمار وال ...
- الثورة والاستعصاء الثوري في سورية
- بعد ثلاث سنوات من الثورة في سورية: من أجل إعادة نظر شاملة
- النتائج الممكنة لمؤتمر جنيف2 والموقف منها
- المهمات الديمقراطية والاشتراكية
- الحرب على الإرهاب في سورية
- عن الإمبريالية وتشويه -اليسار الممانع- للماركسية
- قانون ضبط التظاهر يعيد الحراك الاجتماعي لشوارع مصر
- روسيا والحل الروسي وقاسيون
- معركة حزب الله وإيران.. في سوريا
- الطائفية و«النظام الطائفي» في سورية
- ممكنات نجاح مؤتمر جنيف 2
- أزمة الثورة في سورية: تعدد الأعداء وتعدد مصالحهم
- الثورة السورية وآفاق صراع متعدد
- عن تحديد التخوم (ملاحظات حول وحدة اليسار)
- درس للأغبياء حول الإمبريالية الروسية
- توضيحات ضرورية حول الماركسية
- الأسد أو لا أحد كأيديولوجية سلطوية


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - حول ما يجري في العراق