أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم هادي - كيف هي الخيانة














المزيد.....

كيف هي الخيانة


قاسم هادي

الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 15:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كان "هو" أهم من في حياتي "أنا"، كنا نحب الحياة والمرح وكان همنا معا البحث عن وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية. كان هو أبرع في الاناقة وأكثر وسامة وأجرأ مني لذا فانه كان لديه صديقة جديدة كل شهر، وفي قياس المراهقين فإن هذا هو التفوق. وحين تعرفت على فتاة مرة وبادلتني الإعجاب وقبل أن أحدثه عنها قال لي لم لم تسألني من هي فتاتي الجديدة؟ وكانت هي، فقلت لنفسي إذا كنت أحبها فعلا فهي تستحق الأفضل. أما إنشغالنا وهمنا في الحياة الجادة (من عادة المراهق أن يقسم حياته بانفصال تام بين المرح والجد، مع ان الحياة لا تقبل التقسيم) كان همنا هو كيف نجد الطريق الى والوسيلة لإنهاء الظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية. وحينما تخرج هو من الاعدادية بدانا نبتعد رويدا رويدا عن التفكير معا والغوص في أعماق علم النفس أو الاجتماع أو حتى السياسة المحرمة حينها، وبينما كتبت الشعر لأجاريه في شعره الغزلي الرقيق صرت أقترب من شعر السياسة والمجتمع فيما غادر هو الشعر تماما.
بعد ما يقرب من العام صرت ألحظ إنه أقل إهتمام بالحياة، أقل تأنقا، أكثر ميلا للتجهم. تغيرت نظرته للحياة وأولوياتها وتغيرت نظرته الى النساء من الإعجاب بتسريحة ديانا وطريقة لبس سامانثا فوكس الى انتقاد لاذع لطريقة لبس البنات ثم تحول الى إحتقار عام وخصوصا للفتيات اللواتي أقمن علاقة معه، وخلال هذه الفترة لم يحدثني عما يفكر به ولم يذكر لي تخليه عن حلمنا وهمنا حتى دعاني يوما قائلا ان موضوعا مهما يود التحدث فيه حينها دار بيننا الحديث التالي:-
هو: أتعلم حلمت بك بالأمس
أنا: حقا! وماذا كان
هو: رأيت انك تجلس في واحة جميلة وقد ظهر نور من بعيد فاذا هو الحسين عليه السلام يعطيك ثوبا أبيضا وعندما لبسته صار النور يشع منك
أنا: إنما حلمت بي كذلك فقط لأنك تراني صالحا لكنك تعرف إني لا أؤمن بهذا
هو: حسنا لكن هذا ما رأيته في حلمي، لقد إقترحت قبل فترة على أخواني في الدعوة أن نلتقي معك انت ورفاقك الشيوعيين لأننا لدينا هدف مشترك وهو إسقاط نظام البعث وإنهاء الظلم
أنا: أوافقك الرأي بانه هدف مشترك لكنك تخليت عن تحقيق العدالة الاجتماعية
هو: مع هذا اريد انهاء الظلم وهذا ايضا ماتريده انت
أنا: لكنك الان ترى إن العدالة الاجتماعية لايمكن تحقيقها الا بموتنا في السماء
هو: فهل تريد ان نجمع قوانا معا لقتال البعث وإسقاطه أم لا؟
أنا: أريد قطعا، لكني لا أرى أي وجه إشتراك فيما بعد ذلك، ماذا تريد أنت أن تفعل بعد سقوط البعث وماذا أريد انا، بالنسبة لي العدالة الاجتماعية هي الهدف فهل انت مستعد لأن تشترك معي في هذا
هو: حسنا لديك الكثير من الوقت لتناقش هذا مع رفاقك وتعطيني جوابا رسميا لاحقا
أنا: أعدك إني سافعل مع إني أعرف الجواب
كانت لقاءاتنا بعدها لاتتعدى "شلونك.... شلونك بعد" وقد لمست وقتها من تعامل الآخرين معه إن شأنا كبيرا صار له في حزب الدعوة لكنه ليس من القادة الآن وودت لو أسأله ماهو موقف حزب الدعوة الآن بعد إسقاطه للنظام (بجهود ليست له) وإستلامه السلطة هل حقق العدالة الاجتماعية أم إننا سننتظر الآخرة لتحقيقها؟؟؟
في النهاية فإن الخيانة ليست حين تتركك حبيبتك من أجل شخص آخر، لكن حين يتخلى أقرب الناس إليك عن حلم حلمتماه معا، جعتما معا، حزنتما معا، ظلمتما معا، وفرحتما معا بالرغم من قلة أيام السعادة حينها. الخيانة هنا ليس لأنه إختار أن يكون إسلاميا وإخترت أن أكون شيوعيا بل لأنه يطلب من المجتمع ان يؤجل حصوله على العدالة الى ما بعد موته وفنائه فيما يرزخ تحت الفقر والعوز والقتل اليومي وغياب الخدمات والبطالة..... وما لا يعد من اوضاع كارثية تنخر جسد المجتمع. حين يجعل الموقف من العدالة هو إن عليك ان تساند المجرمين سارقي قوت المجتمع في قتال المجرمين الماضين في أفغنة المجتمع وجره الى عصور التخلف. حين يضعك في مأزق إختيار النار أو السعير، الظلم أو البطش، إغتصاب الاطفال تحت بند القانون الجعفري أو تحت بند جهاد النكاح، ولاية الفقيه أو الخلافة. فهل مازلت تؤمن يا صديقي بحلمنا معا قبل ضياعك، بالعدالة الإجتماعية؟ إن كنت كذلك حقا فان علينا الآن إذا ان نقاتل كلا الجبهتين أن نصطف معا ضدهما معا، أن نكنس معا كل الخفافيش التي تقتات من دمنا وظلامنا. أن نفرض عدالتنا الاجتماعية بثورتنا الاجتماعية.



#قاسم_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتخابات العصر الداعشي
- لمحة عن المناظرات الدينية
- -متاسلمون- تضليل فج
- قزوينكم ام مدّنا من سيضحك أخيرا؟
- حوار ... برئ
- القبانجي ليس بثائر ...
- أبي وأمي ليسا فداءا لأحد
- إحتفال القتل البربري
- الجماهير في طريق اللاعودة
- الناتو يريدها حرباً
- سنكون معا ... ضد إتحاد البرابرة
- المجالس العمالية... مصير لا يمكن تفاديه
- معضلتان في أحداث العراق
- الجبهة المدنية والتحررية الغائبة
- رسالة إلى العالم بصدد اعتقال مسؤول حملة محاكمة صدام
- الى العمال في العالم
- مشروع قرار حول حل ازمة البطالة
- أزمة البطالة..الى أين تأخذ المرأة
- مشروع السلامة الوطنية.. أعادة أنتاج الاستبداد
- رداً على تصريحات وزارة العمل


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم هادي - كيف هي الخيانة