أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل تكون الفوضى العراقية خلاقة ؟














المزيد.....

هل تكون الفوضى العراقية خلاقة ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماحدث في الايام الاخيرة ، نقل العراق بل المنطقة كلها الى مرحلة اخرى و واقع اخر لا يمكن ان يعود الى ما كان عليه مهما حصل. و تكلمنا عن الاسباب كثيرا، فعلينا ان نتعامل مع الحاضر و الواقع بعقلانية و ان تحضرنا قليلا بعقلية انسانية .
ما نراه اليوم على الساحة العراقية نتيجة حتمية لما سار عليه العراق في ظل بروز اسباب ما يدمر الانسان وفق ما حدده غاندي، للمسيرة الصحيحة في حياة الشعوب فكنا بعيدين عنه تماما . نعم السياسة اصبحت بعيدة عن المباديء، و المتعة التي تمتع بها الفاسدون كانت حقا بلا ضمير، و الثروة التي جمعتها الناس المحسوبين و المنسوبين الى السلطات كانت تاتي و بمقادير كبيرة جدا بلا عمل، و من المحزن جدا ان المعرفة توقفت او تراجعت الناس عنها، و حتى لم يعتمد احداصلا على المعرفة و الالتزام باية قيمة لنطلب ان تكون معرفتهم مستندة على القيم ، و لم تكن التجارة الفوضوية البعيدة عن علومها مستندة على الاخلاق، فشاهدنا الاحتكار و سيطرة المقربين و المنتمين الى السلطا عليها، و شاهدنا كيف فسدوا و اثروا في ليلة و ضحاها، اما العلم فمنذ عقود لم نعمل به بل ابتعدنا عنه و جل الالمام اصبح بالسلاح و الحروب و القتل و الفتك و الصراع و هذا ما فرض علينا الابتعاد عن العلم، و حتى لم نحاول تصحيح ما اعوج منه من العلوم الانسانية و ليس العلم البعيد عن الانسانية فقط، و نتذكر حتى بعض التقرب منه كان في مجال بعيد جدا عن الانسانية، و هو التصنيع العسكري في زمن الدكتااورية، اما العبادة فانها اصبحت مظهرية بشكل لم نكن نتصور ان تتحول هكذا، بحيث اصبحت العبادة وسيلة للمعيشة و التقرب من السلطة و الاحزاب الاسلام السياسي من اجل الامتيازات و المناصب و الثراء . فلن ترى من يتعبد و يضحي من اجل عبادته الا لمصلحة حياتية، و اغرقوا العراق في سلبياتهم و التي يبثون سمومها من خلال التمظهر بالعبادة، فنرى ما تتمسك به داعش و تعتبره عبادة و ما يبصمه الاخرون من الوشم على الجبين صناعيا لغرض دنيوي باسم العبادة و التدين .
اذن كل هذا وصلنا الى حال الفوضى التي نلمسها اليوم، و لكن السؤال، الى اين نصل؟ و هل تكون هذه الفوضى خلاقة و تخرجنا من الوحل و تفرض علينا الحلول الجذرية، ام تكون مرحلة و نعود الى ما كنا عليه دون اي تغير محتمل .
بناءا على المتغيرات على الارض، نعتقد؛ ان المعادلات تغيرت بشكل و غيرت معها التفاعلات السياسية بشكل جذري، فلا يمكن ان نتصور غير واقع جديد متغير و بنسبة كبيرة، ان المخاض التي عاش فيه العراق و المنطقة بشكل نسبي لا يمكن ان يكون عقيما، لانه كان حاملا بالتغيرات و مضغوطا، وفكان من الاساس البناء و التولد غير طبيعيا و مصطنعا من قبل الاستعمار البريطاني و الفرنسي و وفق اتفاقية سايكس بيكو المغرضة، و فرضوا الزواج غير الشرعي على مكونات المنطقة لاجل مصلحتهم من الاساس، و امتدت فترة الزواج طويلا و ان كان متعة و باسم و طابع مدني .
اذن الفوضى هذه يمكن ان يعيد النصاب الحقيقي و الواقع الى حالته الطبيعية التي كان من المنتظر ان تعود منذ مدة طويلة، فمهما طال الزمن على التشويه و البناء غير الصحيح لابد ان يتهاوى و يُبنى من جديد بشكل طبيعي و مناسب على لارضية التي تتحمل و تصلح ان يبنى عليها .
و عليه يجب ان نتوقع ما يُصلح او توضع كل المسارات على السكة الصحيحة لها، بعد العذابات و التضحيات و الدماء التي سالت طوال هذه العقود . اذن، نحن في مرحلة التصحيح و الانتقالة الى واقع طبيعي صحيح مهما طالت مرحلة الانتقالة او البناء الذي العراق و المنطقة بصدده، و ان كانت الفوضى هي الخلاقة له .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعو كركوك و المدن المستقطعة بسلام
- داعش نتاج العقليات السائدة
- ما الموقف المناسب لاقليم كوردستان في هذه المرحلة
- سيناريوهات ما بعد مجيء داعش
- ثورات الربيع العربي و الخريف العراقي
- كيف يمكن تفادي اطالة سفك الدماء في العراق
- الاستقواء بالخارج ام تنظيم البيت الداخلي
- ساندت امريكا المالكي و تحمله مسؤولية ماحصل ايضا !!!
- هل من حل لما يحصل في العراق الان
- لماذا النظرة الدونية للاخر
- المالكي و الداعش على دفتي الميزان
- هل من مصلحة الكورد ان يحاربوا الداعش
- امريكا لن تغامر مجددا في العراق
- الجيش العراقي و ازمة الولاء
- احداث الموصل و ما بعدها اسقطت الاقنعة كافة
- المالكي يشكر الجميع الا اقليم كوردستان
- تنظيم داعش و هذا التوقيت لمفاجئاته
- هل يستفيد المالكي من تحركات الداعش
- ماذا وراء تحركات داعش الاخيرة
- الولايات المتحدة و خطوات اقليم كوردستان السياسية


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل تكون الفوضى العراقية خلاقة ؟