أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - غرفةٌ نائيةٌ خلفَ حدودِ الضباب














المزيد.....

غرفةٌ نائيةٌ خلفَ حدودِ الضباب


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


جاءني اتصال من رقمٍ غريب فتجاهلتهُ مثل عادتي في هذهِ الحالات لكنّ إصرار صاحبهِ على معاودة الكرة مرة إثر مرة حرّك في نفسي الفضول للإجابة عليه،، الصوتُ الأنثوي المثير نشّط دورتي الدموية فدفع الكريات باتجاهِ القسم السفلي لتعمل عملها بينما راحت مخيلتي ترسم صورة لصاحبة الصوت التي لا أعرفها والتي شرعت تحدثني كمن يعرفني منذ سنين رافضة أن تفصح عن اسمها.

العزلةُ التي اخترتها طواعية بنسبة معينة أبعدتني عن الناس،، نسيتُ كيف أخاطب بلباقة انثى تحاول التقرب مني،، أجوبتي كانت مقتضبة وتعطي للسامع انطباعاً بكوني شخصاً متكبراً أو مغروراً أو أبلهاً،، في الحقيقة الخيار الثالث كان هو الأرجح.

تفاجأت بجرأة هذه الزائرة ( الهاتفيه)،، في صوتها رغم الرقة والأنوثة هنالك فحيح،، فحيح يغري باللدغ،، وأي لدغ أشهى من لدغ امرأة تشتهي! ،، راحت كلماتها تنساب كالكوكائين في عروقي،، حالة من السكر اجتاحتني وأنا الذي لم يشرب الخمر،، فليذهب خمر الكروم إلى الجحيم أمام هذا الصوت اللذيذ.

حاولت أن أبدو متماسكاً أمام العبارات الشهوانية لكنني فشلت،، استسلمت لهذه الأنثى الغريبة بكل ما للكلمة من معنى،، جاريتها بالحديث وعلى الفراش الوهمي الذي دعتني إليه استلقيت بلا إرادة ،، تدخل الكلمات إلى أذني فتتحول إلى قنابل في عروقي.

أشعلت سيجارة ورحتُ أنفث دخانها كقطار بخاري،، ألحيتُ عليها كي تقول لي ما اسمها لكنها أبت ذلك طالبة مني الاكتفاء بما تقدمه لي،، رفضها القاطع البوح بشخصيتها أثار حيرتي،، فأعدت سؤالي مراراً وتكراراً لكنها تشبثت بموقفها،، هنا قلت إني مضطر أن أنهي الاتصال إن لم تعرفني بنفسها،، بلا مبالاة أنهت هي الاتصال.

بعد شهر كامل جاءني اتصال من ذات الرقم،، يبدو أن هذه الأنثى تعرفني جيداً ومعجبة بي جداً فلم تستطع مقاومتي وقررت أن تصارحني بحقيقتها،، حين فتحت الخط سمعتُ صوتَ أنثى مثيرة لكنها ليست التي حادثتني من قبل،، وبذات الطريقة راحت تحاول إيقاعي بشباكِ إغوائها،، اللعنة،، ما الذي يحدث لي،، من هؤلاء النسوة اللواتي يتلاعبن بي في عزلتي عن العالم،،، استسلمت كما استسلمت قبلاً،،، وعلى فراش هذه السيدة الخيالي استلقيت أيضاً،، واستلقيت على عشرين فراشٍ غيره خلال الأشهر التسعة الماضية قبل أن أدرك أن لا هاتف لدي في هذهِ الغرفة النائية خلف حدودِ الضباب



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الانتظار
- كَأسٌ خَاويةٌ لِغَرِيبٍ فِي المَنفَى
- اسمُهَا مَريَم
- عندما يصبحُ (الدين) مُشكلة!
- كُونِي بِلادِي
- بوحٌ لناياتِ القَصَبْ
- لَن أعضَّ شفتيكِ... كثيراً
- بُرجُ الدُّب
- العَاشِقة والسِّندِبادْ
- مَجنون
- إنَّهَا تَبتسِم
- اختلافُ لهجات
- حَورٌ عَتيق
- فيمَا يرى النائمُ
- بقايَا مِن خَيبر
- حكاية مُحاربٍ سوري (2)
- تلوحُ اللاذقية
- نهارٌ جديد
- رحلَ وحيداً
- حِيرَه


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - غرفةٌ نائيةٌ خلفَ حدودِ الضباب