أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند البراك - في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 3 من 5















المزيد.....



في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 3 من 5


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1270 - 2005 / 7 / 29 - 12:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد سارت الدكتاتورية في خططها لتأطير المجتمع والسيطرة عليه، على اساس الضغط القاسي على قوى المعارضة، بعد تملّق وخداع وانخداع قسم والضغط على قسم ، لمواجهة الآخروتحطيمه بشكل متوالي، وفق خطط مواجهة الأكثر خطراً عليها في الوقت والظرف المعيّن، فاستندت على بعضها او على سكوته، في مواجهة الآخر، ودقّت بذلك اساساً كان من نوع جديد، في تفريق القوى السياسية عن بعض، من جهة.
ومن جهة اخرى، سعت الى التسرّب اليها في محاولة للوصول الى مواقع نفوذ فيها، لحرفها وتقليل نفوذها ثم تفتيتها بهجوم مدمّر وحشي عليها. وشكّلت لتلك الأهداف دوائرة امنية مخابراتية متخصصة بكل قوة وطنية او تجمّع اجتماعي له تأييد شعبي او التفّت الناس حوله . . فصارت دائرة متخصصة بشؤون القضية الكردية، الحزب الشيوعي والقوى اليسارية، القوى القومية العربية، القوى الأسلامية والطرق الصوفية، العشائر . . تحت عنوان ( استيعاب الواقع والتهيؤ لتطوراته ومتغيّراته، وفق الزمان والمكان) لمواجهة القوى التي كانت تشكّل خطراً عليها، بشعاراتها وافكارها ذاتها بل وبتبني شعاراتها وتنفيذ بعض مطاليبها، وبالوقت نفسه تشديد الضغط لتحطيم نواتاتها الأصلية، بما يخدم استمرار وقوة وتبلور الدكتاتورية، كما كشفت وثائق عديدة بعدئذ. الأمر الذي ضاعف التشوّه الفكري وابعد اوساط كبيرة عن النضال السياسي المعارض بعد ان حصلت على بعض الحقوق من جهة، واقلق ثقة الناس بماهية وجدوى المعارضة ونضالها ضد السلطة من جهة اخرى، في وقت كانت سلطة البعث فيه، تنال دعماً دوليا شرقياً وغربياً مدفوع الأجر، بجهود دبلوماسية وعروض نفطية وبشراء ودفع عمولات خيالية لمسؤولين كبار في دول العالم، وخاصة لصاحبة القرارات المؤثرة منها، من الدول العظمى .
وفيما يرى عدد من السياسيين والمتخصصين، ان صدام وعصاباته ركبوا حزب البعث، ويرى آخرون ان حزب البعث ذاته كان حاضنة طبيعية لتفريخ دكتاتور على غراره، لأعتماده وسائل الأرهاب، الأغتيال، العنف، التعصب القومي الشوفيني، الأنقلابات العسكرية والديماغوجيا السياسية والكذب في تحقيق اهدافه والوصول الى غاياته . . الاّ انه مما لايقبل الجدل ان الدكتاتور صدام استند على وجود حزب البعث على رأس السلطة من جهة وعلى عصاباته من جهة اخرى، في محاولاته ركوب كل الموجات الفكرية والسياسية والدينية التي كانت تغزو الشارع وتعارض نظامه، على توالي المراحل الزمنية لها، بعد ان جهد على المحافظة على طاعة واضعاف وتحطيم الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية بتلك العصابات وبالترغيب والوعيد، وبشتى السبل، راح ضحيّتها مئات الآلاف سواءاً من خيرة ابناء وبنات العراق ومناضليه، او من القطاعات الشعبية الواسعة، على اختلاف طيفها القومي والفكري والديني.
ومن ناحية اخرى لابد من الأشارة الى ان، السعي لخلق المجتمع الصدامي تحت شعارات ابتدأت من (العراقي يتقدّم ) الى منافقة وتشويه المشاعر القومية العربية ومثلها النبيلة، انه كان يجري في خطة ابقت على دور العراق (الصدامي) متحرّكاً خارج السرب العربي التقدمي، وزادت من دوره الذي كان يحاول اضعاف وخلخلة ذلك الصف العربي ، بدوره في طرح المُزايدات، الذي لم يخرج عن الخطط الدولية ومعادلات الشرق الأوسط المتداخلة، بل وطّدها وزادها احكاماً، ضمن ظروف ومعطيات وطموحات ومواجهات تلك المرحلة التاريخية دولياً واقليمياً، رغم المزايدات (الثورية) (1) .
من جهة أخرى، لابد من الأشارة الى ان الشعب لم يكن متلقياً سلبياً، وانما قاوم مخططات الدكتاتورية مقاومة مستميتة، مقدّما اعداداً هائلة وبمئات الآلاف، من الشهداء والسجناء والمعذبين في السجون سيئة الصيت وفي الزنزانات الأنفرادية وزنزانات الأعدام، على مرّ الفترات المتنوّعة، بل واستمرّ بالتضحيات حتى بعد انحسار واضعاف او شلل دور قوى معارضة الدكتاتورية تحت الضربات الدموية الوحشية. وامام عظم المخططات بدأت مقاومة الشعب المتنوّعة باطيافه تنحسر وتتحطم، بسبب انعدام ديمومة التواصل لندرة التعويض عن الخسائر بسرعة، بسبب الأرهاب والقمع الوحشي والديماغوجية المدفوعة بمليارات الدولارات وبراميل النفط وغيرها من العملات الصعبة في الداخل والخارج . . طيلة خمسة وثلاثين عاماً من الصراع الدموي الذي لم يعرف رحمة ولااعراف بين دكتاتورية الجريمة والشعب العراقي بجماهيره وقوميّاته واديانه وقواه السياسية والفكرية، رجالاً ونساءاً ، بنضالات لاهوادة فيها شملت قطاعات شعبية واسعة، سلمية وعنفية و متعددة الأشكال .
اخذت طابع البيشمه ركه الأنصار والأنتفاضات الشعبية المسـلحة وعصيانات الوحدات العسكرية النظامية، شملت الريف والمدينة وكل حياض الوطن الأشم في السهول والجبال والأهوار، ووجهت بالحديد والنار، بالتعذيب وسموم الثاليوم والتغييب، وبالأعدامات الجماعية والراجمات والسلاح الكيمياوي، وبالتهجير ورمي المواطنين رجالاً ونساءاً، شيوخاً واطفالاً الى خارج الحدود، وغيرها من الأساليب الوحشية، التي لم يكن يتصوّرها انسان من قبل في العراق .
لقد ادّت سياسة صدام القمعية الدموية الأنتقامية المنفلتة والمتصاعدة، واساليب عصاباته الوحشية البشعة، وسدّها لأبسط منافذ الأعتراض والأختلاف والتعبير، الى خلق الأحباط واليأس والأحقاد المكتومة من جهة، والى انفجارها ومواجهة الدكتاتورية بالعنف الذي سنّته هي وتفننت به . . حتى صار العنف والعنف المضاد واقعاً َوسَم العمل السياسي اللاحق، وكان وسيلة لفتح طريق او اي مجال للعمل السياسي للمواصلة بعد ان حظر لسنوات اخذت تطول وصارت طويلة بالفعل .
لقد غذّت سياسات صدام منطق العنف بممارسته هي له باشكال واسعة وحشية من جهة وبالدعوة له، تحت شعارات منافقة طبّلت كذباً لـ (العودة وتحرير القدس)، ومن ثم توسيعه بسوق الشعب العراقي لأول مرة الى حروب لاناقة له فيها ولاجمل، تارة (ضد العدو الفارسي المجوسي) و اخرى من اجل (عودة الجزء الى الأصل ) وغيرها، من التي شكّلت بمجموعها اسس توسّع وتفاقم العنف في المجتمع، ووضعت اساساً خطيراً للتطرف وشكّلت تربته الخصبة، التي امدت التعصب والتطرف حتى بعد سقوط الصنم، بعد انتشار الأسلحة، وفقدان ثم قصور وحدات حفظ أمن وسلامة المواطن، لأسباب متنوعة، تتالت سريعاً وبتواصل .
وفيما شوّه حزب البعث بقيادة صدام، النضال العربي التحرري بـ ( كلّ شيء يهون في سبيل المبادئ والأرض العربية)، تنازل هو بلا حياء عن اراض ومياه وطنية هامة، وصلت حد التنازل لبلدان جوار بفتح الحدود امام جيوشها متى ما ارادت، ثم التنازل لبلدان جوار عن أراض حوت وتحوي اغنى الآبار النفطية، الى اشعال الحروب ثمّ مسلسل التنازلات والتفريط بالسيادة الوطنية، مقابل بقائه بأي ثمن على كرسي الزعامة مهما تهرأ، وغيرها من التي شوّهت المفاهيم الأنسانية للأنتماء القومي، وحطّمت مفهوم السيادة الوطنية والوطن، اللذين يتلخصان بحياة وحرية المواطن في ارض اهله ومرابعها مرفوع الرأس بكرامة وبلا خوف، لتصبح ارض الأجداد والآباء، وطناً يستعد ان يفتديه بالغالي والثمين ويذود عنه وعن كرامته واستقلاله وحريته.
ان طموح صداّم المجنون ادىّ الى محاولاته الدنيئة في صياغة شوّهت مفهوم الأنتماء الوطني، بمفاهيم ان (الوطن هو صدام )، وبسياساته واساليبه الدموية الوحشية المرعبة، وديماغوجيته وتصريحاته التي كان يصرّح فيها علناً عن استعداده لـ ( استبدال ) الشعب واعادة صياغته (او اعادة صبّه) باشاعة شعار ان المعارض عدو للوطن، وبـ ( من لايعجبه هذا الوطن(!) فليتركه، والاّ فان حكومة الثورة ستسحقه، هناك ملايين تتوسّل العيش فيه، اننا لانحتاج كفاءات الرافضين، وقادرون على شراء حاجتنا من الكفاءات بفلوسنا )، وقد طبّق ذلك باستقدام اعداد وصلت الملايين ـ ان جمعت بتواليها ـ من العمال الأجانب، من مصريين، اسيويين، صينيين، سودانيين . . جلبوا معهم امراضهم الى مجتمعنا، وعلى سبيل المثال، جلب المصريون الذين كانوا من اكثر الفئات المسحوقة فقراً وثقافة في مجتمعهم، " الحشيش " والمخدرات والدعارة، اضافة الى استعدادهم للقيام باي شئ يحقق لهم المال بلا حدود، الأمر الذي استغله الدكتاتور واستخدم (وساق) اعداداً هائلة منهم في اجهزة مخابراته وفي تنفيذ مهماته القذرة، مانحاً فئات ليست قليلة منهم حصانات لم يكن يحلم بها اي مواطن عراقي . . في استغلال بشع مهين، لشعارات الوحدة العربية والعمل العربي الموحّد، الأمر الذي ادىّ الى تفاقم الأزمات الأجتماعية وزيادتها، وخلقت ردود افعال اجتماعية مأساوية حادة (2) .
من ناحية اخرى، فأن استخدام الأرهاب والمال والديماغوجيا والحروب والأكثار من جداريات ونصب الدكتاتور اضافة الى التعتيم الأعلامي بمنظومة قمع واحدة، وفي ظروف كانت فيها وسائل دفاع الشعب مشلولة وقاصرة، وفي ظروف سكت فيها العالم عمّا كان يجري في العراق . . اضافة الى كونها محاولات شريرة لفرض ( ان الوطن هو صدام ليس الاّ!) فأنها ادّت الى رفع سؤال بقي مفتوحا في عقول كثير من العراقيات والعراقيين " ماهو الوطن؟ "، " ماهو الوطن الذي يقتل ابنائه ويجرّدهم منه ويرميهم عراة خارجه ؟! " ، الأمر الذي بدأ بالشيوع منذ ذاك، كتعبير عن الألم الممض لتغرّب العراقي، حتى وهو في وطنه، وكدلالة على الدرجة التي قاساها العراقيون باطيافهم، في وطنهم الذي عرفوا واشتهروا بتمسكهم به، وافتخارهم به طيلة العصور .
لقد ادّت سياسات صدام فيما ادّت، الى تفاقم ردود الفعل العدواني الطبيعي في السلوك البشري لدى اوساط واسعة، ووصوله الى سلوك عدواني، اضافة الى ظهور نزعات عدوانية خطيرة كمضاعفات وردود افعال شبه مستديمة، على جرائم قهر البشر والسعي الى اخضاعهم وعوائلهم بالتعذيب الجسدي والنفسي والعنف وتحطيم وتشويه الذات البشرية ومُثُلها، والتي استمرت عقوداً ليست قصيرة وعاشتها اجيال متعددة منذ الطفولة بل ومنذ الولادة . وادّت الى تفاقم وتنوّع نزعات الأنتقام والثأر للروح البشرية المعذّبة، والى تصاعد التعامل بالعنف وبالروح العسكرية، دفاعاً عن النفس في البداية، ثمّ انفجاراً على الآخرين، وادّت الى ظهور نزعات التطرف كردود افعال على خطر الأبادة والموت والتشويه، والى التقوقع على الذات البشرية ذاتها امام خطر الموت الدائم، وضعف وتضاؤل وعدم الأهتمام بالمجموع وقدراته ومصيره النابع من الشك بقدرته وبجدوى فعله، والى طغيان عدم الطمأنينة والقلق .
وفي الوقت الذي تمسّكت فيه اوساط واسعة بالدين وبقدرة السماء، بعد ان فقدت ارادتها وثقتها بذاتها، ووجدت لها مساحة في المساجد، منذ الفترة التي استثنتها ولم تقصفها فيها الطائرات الأيرانية في غاراتها المواجهة لغارات طائرات صدام، واعلانها اماكن آمنه . . التي صارت عادة، طيلة عقد من الحرب ثم طوال السنين التالية. وفيما بقيت دور العبادة ملاذاً للذات، رغم اغلاق الدكتاتورية اعداداً كبيرة من الحسينيات ودمّرت اخرى، وزادت من نزعات الأنغلاق ونزعات الطائفية، التي لم تستطع الغاء ممارسة الشعائر الأسلامية الشيعية بالكامل . فان المقدّس الكلاسيكي غاب وضاع لدى اوساط كبيرة اخرى، بعد ان لم يوقف او لم يستطع ايقاف قوى الشرّ او ان يقلل انفلاتها، ولاحماية ارواح القادة الروحيين، رغم المواظبة على اداء الفروض والنذور، بل لم يستطع حماية حتى دور العبادة من الدمار، الأمر الذي ادىّ الى ضياع قدرة اوساط واسعة على التفسير . . وادىّ الى الأيمان بالقضاء والقدر، الأيمان بالحظ والبخت، الودع وقراءة الغيب، قراءة الخِيرة والفنجان وقراءة الكف، والسحر، والأيمان بقدرة العرّافين والعراّفات.
وفيما جعل البعض من المقدّس وسيلة انقاذ وبناء مشاريع تدرّ ارباحاً . . او لأجل توفيرثقة وراحة للنفس من جهة وللتنفيس عن المكبوت، ومواجهة حالة الخوف بالركون اليه واستمداد الثقة منه، جعلت اوساط اخرى من قراءة الغيب والفنجان والكف مشاريع ومصالح كثيرة الربح، لم تنجُ هي الأخرى من محاولات الدكتاتورية لركوبها وتوجيهها والضغط عليها وفق مصالحها واهدافها. وفيما كان كلّ ذلك يجري، كانت تتشكّل من ردود الأفعال ارضية وحاضنة لمشروع الأسلام السياسي، في وقت كان فيه الأسلام الأصولي والأسلام السياسي يتصاعدان في المنطقة .
وبضوء قوانين صدام كأوراق وقّّعها على حد تعبيره، واعتماده على مريديه هو سواء كانوا في البعث او خارجه، ممن كان اغلبهم من فئات عشائرية وريفية متأخّرة . . صارت المشاريع المربحة بيدهم، وصاروا يتحكمون بها على طريقة ولي نعمتهم، الأمر الذي اضافة الى اضراره بالأقتصاد الوطني، فأنه صعّد من اخلاقيات السوق السوداء والتهريب والمضاربات المتنوعة، في خضم الصراع الوحشي لتحقيق اعلى الأرباح. لقد اخذت تلك الأخلاقيات تسود بانواع ودرجات متفاوتة، بعد ان اسست لها (سياسة العصا والجزرة)، و( الثراء او الموت )، في وقت غاب فيه اي دور لأية مؤسسة اجتماعية، مهنية، علمية، ابداعية، ثقافية، فنية، بعد ان حُطّمت بالعنف، وتحوّل الموجود منها الى مؤسسات للوشاية وللتقرب والتسبيح بحمد الدكتاتور.
الأمر الذي ازداد وتيرة في زمان الحرب العراقية ـ الأيرانية 1980 ـ 1988 ، اضافة الى ما ادت وتؤدي اليه كلّ الحروب وتضاعفه، من خوف وفقر وسقوط اخلاقي ادىّ الى انتشار الدعارة ثم بدايات انتشار المخدرات، التي بدأت ترد بشكل كان في توسّع مع مجئ الأوساط المصرية الفقيرة التي استوردها النظام لتسيير ماكنته الأنتاجية كما مرّ، اضافة الى قيام رجال النظام انفسهم بتسريب المخدرات بشكل منظّم منذ البداية الى السجون(3) التي كانت تعجّ بعشرات آلاف من البشر، رجالا ونساءاً واطفالا وشيوخا، في كلّ دورة من الدورات التي كانت تلقي بها الدكتاتورية في مراحلها المدمّرة .
وفي الوقت الذي يشير فيه كثيرون الى الدور الخطير الذي لعبته الوحدات العسكرية وقوانين الجيش (العقائدي) في عسكرة المجتمع واشاعة الرعب فيه، بتحطيم ابسط شكوى او في كسر ايّ تفكير مستقل حتى لو كان لايتعلق بالواجبات العسكرية وتنفيذها . . الوحدات التي ساد فيها حكم الأعدام ونفذ بحق مئات الشباب ممن كانوا يؤدون الخدمة العسكرية الألزامية الأجبارية !! بتهمة الأنتماء لأحزاب غير البعث حتى ولو لم يثبت عليهم انهم مارسوا عملاً سياسياً ما ! وليس عسكرياً حتى! الأمر الذي استفحل وصار شراً مستطيراً في سنوات الحرب التي تسببت اضافة الى زيادة التشدد بتلك الوجهة الوحشية، تسببت بخلق فرق الأعدامات الميدانية التي اعدمت آلاف العسكريين بتهم الخيانة او الجبن، جرى تثبيتها في سجلاتهم وحرموا من كلّ حقوقهم بعد وفاتهم، بل جرى استيفاء ثمن اطلاقات تنفيذ تلك الأحكام الوحشية من اهاليهم كما مرّ، في الوقت الذي اشار ويشير كثيرون فيه، ان غالبية تلك التهم كانت ملفقة وكاذبة . اضافة الى الأحكام شديدة القسوة في السجون العسكرية التي كانت من اكثر السجون وحشية ودموية وممارسة للتعذيب كالمعتقلات السياسية، ان لم تفوقها في فترات .
يشيرآخرون الى دور السجون العادية في تحطيم نفوس عشرات ومئات الآلاف من المحكومين العاديين، وشكّلت (معاهد) لتعليم فنون الأجرام بعد ان نُظّمَ ورُبط عدد من كبار المجرمين والقتلة، بكبار مجرمي صدام، واوكلت لهم مهام متنوعة داخل السجون، هدفت اساسا الى تكوين شبكات اجرامية تخدم الدكتاتورية. فقد مارس رجال الدكتاتورية شتى الوسائل والمحاولات، لتكليف عدد من المجرمين العاديين الملائمين وخاصة من كانوا محكومين بالأعدام، للقيام باعمال شائنة مقابل تخفيف العقوبة عنهم ( انقاذهم من الموت )، كقتل عدد من السجناء السياسيين او الأيقاع بمعارضين خارج السجون، التي كان مما اشتهر منها بوقت مبكّر جريمة قتل السياسي المعروف فؤاد الركابي (4)، لواء الجو وليد محمود سيرت . علماً ان الفاعلين لم تخفف عقوبتهم ، بل اعدموا للحفاظ على سريّة تلك التكليفات !
ورغم مقاومة السجناء العاديين لتلك الضغوط حد التعرّض للتعذيب والموت، جرى تجنيد عدد كان في توسّع منهم للقيام بمهام قذرة، من اعمال تعذيب، اغتصاب، تخريب، قتل معارضين سياسيين او شخصيين او منافسين، وجرى اختيار اعداد اخرى، لأشراكها في دورات خاصة بشكل سريّ، بعد ان نقلوا من سجونهم بحجج متنوعة، واخذت منهم تعهدات بأن لايخونوا الأتفاق وبخلافه يُقتلون، وقد اعدوّا في تلك الدورات للقيام بنشاطات اجرامية خارج البلاد، في سوريا وايران التي كان العراق في حالة حرب معها، والى الحرب الأهلية وحيث المنظمات الفلسطينية في لبنان، والى دول العالم الأخرى، وقد شُدّت لعدد منهم رتب عسكرية ونسبوا الى وحدات عسكرية وخاصة لأهداف متنوعة.
لقد عملت الدكتاتورية من السجون العادية للرجال والنساء، وحدات عسكرية خاصة للتدريب على الأجرام ومنحت كبار المجرمين سلطات كبيرة للتحكم بالسجناء السياسيين ـ ممن كانوا ينقلون الى السجون العادية ـ والأساءة اليهم والمشاركة في ارعابهم وتحطيمهم او تشويههم بطرق شرّ متعددة وبلا حدود، مقابل مكافئات مالية، اطلاق يد في المتاجرة بالمخدرات، اجازات خارج السجن، عفو خاص، وشيّدت بشكل سرّي في عدد من السجون اقسام لسكن من كانوا يقومون بمهام سريّة خلال فترة عقوباتهم، ولسكن من اشيع عن انه قُتل، اضافة الى سكن من لم يعد لديه سكن ولاشعور بصلته بعائلته، بعد انهيار قيَمِه بالكامل وصار مستعداً للقيام بكل شئ بحماية قوانين صدام، مقابل ان يبقى حيّاً.
بذلك وغيره شكلت السجون دائرة هامة لتنظيم واشاعة اعراف جديدة لعب فيها مجرمون معروفون وقواّدات معروفات دورا هاماً في تقرير مصير اعداد كبيرة من السجناء السياسيين، فكان بامكان " ام غانم " ، " سامية البصراوية " (5) مثلا ان تتوسطا لاطلاق سراح عدد من المحكومين بالأعدام بعد ان نصحوا بكتابة عرائض استرحام لهن! علما انهما قامتا بادوار لم تكن تخلو من شهامة بالقياس الى مجرمي صدام، بشهادة كثيرين . وقد تكفي الأشارة الى الدور الذي اوكل الى السجون في تشكيل شبكات المخدرات والدعارة والتجارة بالرقيق الأبيض، والدخول الى شبكاتها الأقليمية والدولية، من خلال تشكيلها مصدراً لبيع سجينات جميلات بالقوة الى تلك الشبكات وغيرها، والتشبيك على عوائل السجينات والسجناء العاديين، باستغلال اوقات زيارات العوائل للسجون ورغبة تلك العوائل العارمة لمقابلة ذويهم بعد انقطاع اخبارهم عنها، لتحقيق تلك الأهداف البشعة .
ويمكن تصوّر حجم الخراب الأجتماعي الهائل الذي احدثته نلك الأجراءات والأساليب الوحشية وفق وبحماية قوانين صدام ، اذا علم ان تهم وشاية عادية او ملفقة كانت قد ساقت مئات الآلاف اليها، وسيق آخرون اليها لأغراض (التأديب)، او لعدم الظهور بمظهر (مطيع) متذلل امام مسؤولين من الدولة، وان عدد من مرّوا بالعيش خلف القضبان في تلك السجون ومن مختلف اطياف العراق الأثنية والدينية لمدد متنوعة، طيلة حكم الطاغية، كان قد جاوز الثلاثة ملايين انسان، وان الاف الأطفال ولدوا وعاشوا فيها، وفق تقديرات اخصائيين لم يتوفقوا الى معرفة كل الحقيقة بعد. وكان يدير تلك المشاريع الأجرامية خبراء عراقيون، عرب، اجانب، اي كانت تجري بشكل مخطط اجرامي بحماية الدولة و(رعايتها)(6).
وفيما استمر ذلك الواقع المؤلم بالتفاقم والتوسع والتضاعف طيلة عقد الحرب العراقية ـ الأيرانية في الثمانينات بفعل قوانين واجراءات الطوارئ والحرب، اندلعت مشاكل جديدة على ارضية واقع ازداد هبوطاً وتردياً عن السابق، بفعل توقف الحرب وعودة الجيشان الى مواقعهما الأولى، الذي ترافق بارتفاع السخط الهائل كما مرّ . . عاد مئات الألوف من جبهة الحرب ليواجهوا بطالة، عوائل محطّمة بفعل الخوف الرهيب والفقر، دعارة وابناءاً غير شرعيين، عودة مفقودين وغائبين كانت قد صرفت (مكرمات القائد)(7) لذويهم لكونهم مفقودين ورفضوا تسليمها للعائد، او حسمت عائديّتها بجريمة . . الأمر الذي ادخل المجتمع في صراعات عنيفة واعمال انتقام وتهديد من نوع اوطأ من السابق، وظّفتها السلطة ووجهتها بعيداً عنها، صوب الأجانب من المصريين وغيرهم، وصوب العشائر وصوب افراد ارادت التخلص منهم . . في تحطيم اكثر للمجتمع، فغضّت النظر عن اندلاع الموجة الجديدة من جرائم القتل والنهب والسلب، كي يتفرّغ السخط والألم بعيداً عنها .
ثم عملت اضافة الى اهدافها الأخرى، الى توجيه ذلك السخط وتصعيده نحو الكويت الشقيق، واوصلته الذروة بحماقة احتلالها للكويت عام 1990، الذي ادىّ الى اندلاع حرب جديدة مدمّرة مع القوى العظمى والتحالف الدولي، بعد مماطلة وعدم استجابة الدكتاتور للقرارات الدولية، وما لحقها . . . ليتفجّر كل المكبوت آنذاك بوجه الدكتاتورية في انتفاضة ربيع 1991 الباسلة، التي اشعل فتيل انفجارها، اطلاق النار من جندي عراقي على جدارية للدكتاتور في البصرة، اثرقراره بانسحاب القوات العسكرية المريع بفعل خططه الحمقاء، تحت نيران الصواريخ والقنابل المدمّرة، في صحراء مكشوفة عارية، وبتأثير نداء الرئيس بوش الأب للشعب العراقي للأنتفاض . . فانتفض العراق من اقصاه الى اقصاه وبكّل الوان طيفه، ليهاجم ويدمّر ازلام ومقرات البعث والدكتاتورية واجهزة القمع، واسقط تسلّطها في غالبية محافظات العراق.
وفيما ارعبت الأنتفاضة النظام، فانها فاجأت القوى العظمى ذاتها ايضا بتقدير اوسع المراقبين والمحللين. الأمر الذي ادىّ بقوات التحالف آنذاك الى غضّها النظر عن استخدام الدكتاتورية للمروحيات، التي استخدمتها بهستيرية وانفلات وحشي في قمع الأنتفاضة بالحديد والنار وبالمقابر الجماعية، وبتصعيد اساليبها الوحشية الدموية اكثر من السابق !! في زيادة وتائر القتل والتعذيب وزيادة تنوّع حمم الضياع والموت. اضافة الى تشريد مئات الآلاف الى دول الجوار رجالاً ونساءاً واطفالاً وشيوخاً، بتأثير استخدام اساليب جديدة اكثر وحشية من السابق، من قتل وموت جماعي وبالتلويح باستخدام الأسلحة الكيمياوية مجدداً، كان ابرزها االتشرّد المليوني للكورد الى تركيا وايران، وتشرّد عشائر الأهوار وجنوب العراق الى ايران والى السعودية .
لتؤدي الى تحطم بقايا الحلم الذي عاشت على بصيص بقاياه وبنته في الخيال، بالحرية والسعادة . . والى تحطيم الأنسان العراقي اكثر، في الوسط والجنوب بشكل اخص، بعد ان فقد الثقة تماماً بقدرته الذاتية وبجدوى الأنتماء السياسي والقومي، وجدوى نداء الرئيس الأميركي بوش الأب، وبعد ان شاهد شلل ونفاق مواقف العديد من الدول بكبيرها وصغيرها، بشرقها وغربها.
وكان ان بدأ فصل جديد، قام به الدكتاتور بمحاولات تملّصه من تنفيذ القرارات الدولية. وبعد اعلان الحصار وفرض مناطق الحظر، الذي ادّى الى تحرر كوردستان من قبضة الطاغية، والى البدء باقامة المؤسسات الدستورية الكوردستانية على اساس الأنتخابات، في عملية كثيرة التعقيد، بين التهديدات غير المقيّدة للدكتاتورية، وتهديدات الجيش التركي، اضافة الى القتال الكوردي الكوردي، الذي دخل فيه الطرف الكوردي التركي وبشكل اقل الكوردي الأيراني، في ظرف حاولت الأطراف الأقليمية فيه وبضغوط متنوعة، عسكرية ونفطية ودبلوماسية، وخاصة من قبل دكتاتورية صدام، ان تحوّل القضية الكردية العراقية الى ورقة لتحويل الصراع الى صراع اقليمي ودولي وتفجيره بذلك الأتجاه، في محاولة لأطالة زمان دكتاتورية صدام البائدة، وتحقيق طموحات وارباح على حساب دماء ودموع الشعب الكردي واطياف كوردستان خاصة، والشعب العراقي بشكل عام .
من جانب آخر، ادىّ ذلك الظرف، الى ارتكاز النظام على عشائر غرب العراق الممتدة على طول الحدود الغربية من الشمال الى الجنوب، اضافة الى كلّ ما من شأنه ترميم واقامة مرتكزات عشائرية و بشرية له في الجنوب وحيثما امكن، بعد ان قام بـ (الأعتذار) ودفع اموال ( فصلية) لمن عاملهم بقسوة في السابق ؟! بالترافق مع الأعتماد على افخاذ عشائرية جديدة طامحة بزعامة . . لتأمين تهريب النفط، شريانه الأساسي لديمومة دكتاتوريته، غيرمبال بما تحصل عليه تلك العشائرالتي اخذ عدد منها يبني خزاّنات ويسيّر قوافل الشاحنات (تانكرات) لنقل النفط، بل تسابقت عليه ايضاً. ورغم مسك (الحسابات)، فأنه لم يكن يبالِ بالسرقات العادية لأنه سوق سوداء يتحمّل من جهة، ولأن ماكان يجري في كلّ الأحوال لايوازي ما كان يحصل عليه هو من ذلك في البقاء حاكماً مطلقاً، اضافة الى ضمان ولاء تلك العشائر، باعتباره ولي نعمتها وارباحها الجديدة. الأمر الذي ادىّ الى نشوء علاقات سوق سوداء اقتصادية ـ عشائرية ـ نفطية ـ عسكرية . في اثبات جديد على . . ان حكم صدام هو الذي شجّع السوق السوداء ولااخلاقيتها و(شطاراتها) ونفاقها في النهب والأجرام، بحماية ( الدولة والقانون) ودلالات ذلك الخطيرة في افساد المجتمع وتشويهه، وليس كما قد يتصوّر البعض، ويسوّق آخرون بان الشعب العراقي باطيافه متوحش اصلاً .
من ناحية اخرى . . برزت مؤسسة العشيرة، بعد ان ضاعت حقوق الناس، وصارت تلتجأ الى من يحميها، من ابناء جلدتها لأنهم من دمها ولحمها على الأقل، تنخاه وتناشده العون، كأخر جدار للقيَم البشرية التي تحطّمت . . في عودة مؤلمة الى الأصول الأولى، ودلالة كبيرة على افول المشروع القومي العروبي الذي كان يدعو اليه ويحكم به الدكتاتور، بعد ان لم تعد الدولة توفّر الحماية للمواطن، وبعد استكلاب اعضاء البعث ومؤسسات الأمن والمخابرات في انتقامها من المدنيين. الأمر الذي حاولت الدكتاتورية ركوبه ايضاً، لمواجهة وشقّ وموازنة التديّن، الذي اخذ ينتشر ويبني مصالح مالية تقي من جوع ومن عوز لمجاميع، واخذ يدعو الى مواجهة الظلم . فاعاد الدكتاتور بناء وتفعيل نشاط مكتب شؤون العشائر بضمان شغل مفاصله الأساسية من معتمديه الجدد، وقرّبه بجعل صلته بمكتبه الخاص وبشرط ان يبقى ذلك النشاط تحت خيمته ورهن قراراته .
الأمر الذي ادىّ اضافة الى اعادة اصطفاف التناقضات . . ادىّ الى نشوء قطط سمان جديدة، والى نشوء فئات اخطر من السابق، من ضباع الحروب المدعومين بعشائر وافخاذ ( ليست عربية فقط ) تمتد الى دول الجوار، من التي وجدت فرصة ذهبية لها، لأثراء سريع ولتحقيق زعامة في حياة . . صارت تلك معطياتها، اضافة الى لاعبين في تجارة النفط والسوق السوداء، بالقتل وبتوثيق الصلات مع العصابات والمافيات الدولية، في ظرف تعمّق فيه تدهور المعيشة والفقر والمرض والموت من الجوع ومن الأمراض للغالبية، وشكّل نهاية عملية مؤلمة لدور مؤسسات التعليم والثقافة، وادى الى درجات اخذت تتفاقم من شلل المجتمع، حين صارت الحياة عبارة عن هم وحيد، هو تدبير العيش باي وسيلة كانت، فازداد التملق والكذب بشكل مروّع واكثر مأساوية من السابق، وصارت الرشوات وكأنها رسوم حكومية، بعد ان صارالمرتشون والرشوات دعائم اساسية بل هي مؤسسات الدولة في الواقع، وصار المال والحصول عليه مهما كانت الوسيلة والأسلوب، الهدف الأساسي ثم الوحيد لديمومة البقاء حيّاً لااكثر، للغالبية الساحقة.
الأمر الذي ادىّ الى تزايد الأجرام والعنف اكثر واكثر كفعل ورد فعل، وبدأ السخط ينفجر بين فترة واخرى، ليقمع بطرق كانت تزداد همجية ووحشية باضطراد ! بعد ان اخذت قطاعات تنشق عن الدكتاتورية، لأسباب مالية، عشائرية، قضايا شرف، رفض تنفيذ اوامر خوفاً من انتقام لاحق، او طموح للسلطة نابع من ذلك الواقع وعلى شكله .
لقد بدأ الدكتاتورالعمل تحت شعارات (الحملة الأيمانية) المنافقة، وادعائه بالأيمان وبكتابته آيات من القرآن الكريم بدمه ؟! وبعد ان خطّ عبارة (الله اكبر) على راية البلاد (8)، وبدأ يعمل بوتائر كبيرة لركوب الموجة الأسلاموية، في محاولات لصياغة شرعية بائسة له بظهوره كـ (رئيس مؤمن) من جهة، وفي محاولة لتزييف وحرف الأتجاهات الأسلامية. فبدأ العمل بوتيرة اكبر من السابق لدعم المعاهد الأسلامية، واقامة (اكاديمية صدام الأسلامية) وتفريغ وتخصيص مئات الحزبيين (من البعث الحاكم) للأنخراط في تلك المعاهد كطلبة وكاساتذة، في محاولة لركوب الحركة والمشاعر الأسلامية لحرفها ومواجهتها بسلاحها، بعد ان تأججت تلك المشاعر بفعل الفساد المعيشي والأخلاقي، والتحريم والأنتقام المنفلت ضد المعارضة وضد الشعب، ثم بسبب استخدامه لظروف الحصار لمضاعفة ارعابه وتجويعه وتشديد قبضته عليه .
وفي تطوّر كان متناقضاً بتقدير كثيرين، سمح الدكتاتور بالسفر وغض النظر عن الهجرة بشكل عام، في محاولة للتخفيف على حكمه من السخط الهائل الذي اخذ يتراكم ويهدد بانفجار هائل جراّء كلّ الأسباب السابقة اضافة الى تفاقم البطالة بشكل افضع من السابق، التي اخذت اوساط كثيرة وخاصة من موظفي وعاملي قطاع الدولة والخريجين واعداد هائلة من المسرّحين من الأنواع الكثيرة للقوات المسلحة تعاني منها، بعد ان تدمّر عدد كبير من مؤسسات الدولة وبعد ان حُلّ الكثير من وحدات وقطاعات القوات المسلحة. في وقت استفادت فيه الدكتاتورية من الرسوم العالية التي فرضتها على وثائق السفر وتأشيرات الخروج وسمحت بالبدل النقدي بالدولار! عوضاً عن الخدمة العسكرية الألزامية . . البدل الذي من جانبه لم يكن يتحقق ايضاً الاّ بعد دفع رشاوي كبيرة لموظفي اجهزة الدكتاتور، في وقت خططت فيه الدكتاتورية للأستفادة من العملات الصعبة التي كان المهاجر سيرسلها لأهله وعائلته، ان استطاع ان يعمل بشهادته او بتأهيله او بأي عمل، بل وحتى مما يرسل العراقيون رجالاً ونساءاً الى اهاليهم من المخصصات الأجتماعية على اساس حبّهم ووفائهم لأهلهم المغلوبين على امرهم، كما حسبته دوائرها الأجرامية وهيّأت له في سماحها بالتعامل بانواع العملة الصعبة في البلاد، وغضّت النظر عن التصريف وعن المضاربات بالعملة الصعبة، و اخذ كبار رجالها يمارسوه بعد ان وجدوا فيه مسرحاً جديداً للسرقة، بل شكّلوا مؤسسات ودوائر قادوها هم (بكل الطرق) للسيطرة على تلك التجارة المربحة، التي حققت لهم ارباحاً اسطورية جديدة اضافية !!
وكان ذلك من جهة اخرى، محاولة من الدكتاتورية لأقلمة مشاكلها(9)، بربط ما استطاعت عليه من دول الجوار بمصيرها مستخدمة جموع العراقيين الفقيرة مرة اخرى، غير مبالية بمصيرهم وما قد يواجهون، لتحقيق تلك الأهداف الشريرة . . مقابل عرضها حصصاً مغرية لتلك الدول من النفط، بشكل ماكان يدفع كثمن مغري للسماح بنقل النفط بتانكرات خاصة من جهة، او بالتنازل عن اراض نفطية حدودية، نفطها قيد الأستثمار . . وغيرها، حتى وصلت حد اعادة تعمير واستخدام انبوب النفط المار بسوريا بعد العودة الصاروخية للعلاقات (الرفاقية) معها، والشروع باقامة مصفاة الزرقاء في الأردن والتخطيط لبناء مصفاة نفطية دولية عملاقة ـ على غرار ما لعبته مصفاة عدن الشهيرة في ازمان سابقة ـ، اضافة الى تسيير قوافل النفط التي لم تنقطع الى تركيا بآليات مشابهة . . في تطبيق مباشر لسياسة النفط مقابل السياسة .
وفي الوقت الذي تسبب فيه لقاء المهجّرين واللاجئين السابقين بالجدد، من مشاكل متنوعة جرى حل قسم منها وبقي قسم آخر دون حلول، اتخذت الدكتاتورية من الهجرة غطاءاً لبناء شبكات من نوع جديد مستفيدة من قوانين اللجوء الدولية، هدفت الى تهريب الأموال وتبييضها وعقد صفقات متنوعة، بفتح حسابات واقامة وتوثيق مصالح مع عصابات ومافيات دولية، اضافة الى عقد صفقات نفطية ـ سياسية مع حكومات او اجزاء من حكومات، اضافة الى محاولاتها المحمومة للنفوذ الى اطراف معارضة الدكتاتورية وخاصة الجديدة منها . .
من جهة اخرى، ورغم انواع المحن والتشرد والضياع وعذابات الهجرة، لعب تواجد اللاجئين والمهاجرين الذين صار عددهم يناهز الأربعة ملايين انسان ـ وفق احصاءات المنظمات الدولية ـ ، وخاصة ممن سنحت لهم فرص الأقامة في اوروبا مثلاً، وباصرارهم الذي لم يعرف حدوداً، دوراً كبيراً في زيادة معارفهم، تجاربهم، تصوّراتهم وفهمهم لمعاني التمدن والديمقراطية والحداثة، اضافة الى تعلّم اللغات العالمية والى حيازة تطوّر علمي، ادبي، فني، ثقافي وغيره، اضافة الى الأستفادة من دور الأنترنت التي كانت ممنوعة في زمن الدكتاتور، ومن حرية الصحافة واجهزة الأعلام العالمية غير المقيّدة . . الأمر الذي يساعد بفاعلية بتقدير كثيرين في عملية اعادة بناء العراق الجديد، اذا فسح له المجال واحسن تنظيمه واستثماره . .
من ناحية اخرى، لابدّ من الأشارة الى لجوء صدام بوقت مبكّر وبتأثير الرعب الذي احدثته انتفاضة ربيع 1991 في صفوفه، الى خطة لأعادة بناء عصاباته ومنطماته في الداخل على اسس جديدة، بدأت بتحويل منظمات البعث في مناطق الخطر، الى العمل السري المخابراتي الصرف، بعد (تسريح من لايستطيع المواصلة ومن لايصلح). وقد ازدادت وجهة بناء المنظمات والأعمال والصلات السريّة منذ حدود عام 2001 عندما أُعلن عن بناء تنظيم سري جديد بأسم (حزب النواة) الذي عقد مؤتمره السري الأول في الموصل بقيادة عزت الدوري، بعد ان اعلن عن (ان تنظيمات حزب البعث اخذ يعلوها الصدأ) وقد جرى اعفاء عدد غير قليل من عضوية البعث على حد نشرصحف النظام المقبور ذاتها في ذلك الوقت .
ويشير متخصصون الى ان تهيؤ صدام لسقوط نظامه، وتهيؤه لمواصلة النشاط السرّي بعده، كان قد ترافق مع احاديث عن السعي لتشكيل حزب جديد من تلك العصابات ومن متطوعين عرب، باسم (حزب العودة)، ـ ثم بأيّ اسم يلائم المتغيّرات ـ . . في محاولة لتجسيد ترابط بين عودة صدام الى الحكم وشعار (العودة الى فلسطين) الذي طبّل وخدع به اوساطاً غير قليلة، وتوظيفه في دعوة عروبية الطابع، الى موالين عرب ومسلمين للأنخراط . . استمر في الظروف التي كان فيها لايزال طليقاً بعد سقوط دكتاتوريته .
في الوقت الذي تم الكشف فيه بعد القاء القبض عليه، وبعد اكثر من عامين على سقوطه، عن ان مجموعات الدكتاتور المنهار تواصل نشاطها الأجرامي، بنفس الأسلوب الذي دأبت عليه في ركوب الموجات الأجتماعية والسياسية، بواجهات واسماء متنوعة؛ ارهابية، اصولية، سلفية، طائفية وغيرها . . وبتصعيد اساليبها الوحشية اكثر لأرعاب المجتمع الذي اصبح لايبالي باساليبها الوحشية السابقة التي لم تعد تمّض به، بتقديرها . . في سعيها الجنوني للحفاظ على مانهبته وسرقته من جهة، وفي محاولات دموية مرعبة جديدة للعودة الى الحكم بتقدير محللين، مستغلة الصعوبات القائمة وعاملة على زيادتها واطالة الأحتلال، بذات اللاأبالية بارواح المدنيين رجالاً ونساءاً واطفالاً، في سعي ضاري وحشي يرمي الى عرقلة الجهود التي تبذل في سبيل بناء عراق فدرالي برلماني جديد . (يتبع)

مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. راجع " وثائق يكشف عنها حديثاً " من الأرشيف الأميركي والبريطاني، محاضر اجتماع سعدون حمادي ـ هنري كيسينجر في عام 1973 في باريس / وكالات / صحيفة الوطن السعودية ، آذار 2004 .
2. ادى استخدام الدكتاتورية البشع لمئات الآلاف من المصريين تحت شعارات منافقة لـ ( استقدام العمالة العربية والتكامل العربي )، لسد نقص الشباب العراقي في المؤسسات الأنتاجية، بسبب سوقه الى جبهات الحرب، الى مجئ انواع من العصابات المنظّمة للجريمة والمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض، اضافة الى عدد كبير غير مسبوق من محترفي حياة الليل، من مواخير وملاهي وقوادين وممتهنات بيوت دعارة،غلمان، مغنيات وراقصات داعرات من ممتهنات هزّ البطن الهابط والتعريّ، واتخذت اجراءات من جهات عليا، تخطّت القوانين المعمول بها في البلد ووفرت لهم اماكن وبيوت وشقق مريحة سواءاً في العاصمة او في عموم المناطق السياحية في البلاد، اضافة الى المدن الدينية . . بقوة الوحدات الخاصة المدججة بالسلاح.
وقد دللت وقائع ومستندات متعددة، على انها كانت ضمن خطط رسمية للـ (الترفيه عن المقاتلين ورفع روحهم المعنوية) من ناحية، وبتواطئ عدد من كبار مجرمي الدكتاتورية وضباط فاسدين ومرتشين، الذين عمل قسم منهم على غض النظر وتسهيل مرور واقامة انواع العصابات، مقابل عمولات ثابتة وغيرها، وحققوا ملايين الدولارات في فترات زمنية قصيرة .
الأمر الذي ادىّ الى انتشار الجريمة المنظمة التي تشابكت مع مخابرات النظام وعصاباته ، والى انتشار المخدرات وكسر الحواجزالأجتماعية لأنتشار الدعارة، بسبب الفقر المدمّر الذي انحدرت اليه فئات عراقية واسعة، اضافة الى غياب الرجال في الحرب، وماخلقته الحرب من رعب وخوف، خاصة في العوائل التي اصبحت بلا رجال . . الأمر الذي خلق ردود افعال اجتماعية حادة ادّت الى اندلاع اشتباكات بين الجنود العراقيين العائدين في اجازات وبين من عاش من المصريين على تجارة المخدرات والدعارة، وصلت حد استخدام الأسلحة النارية والرشاشات، وسقط فيها عشرات من القتلى والجرحى، كان ابرزها ماحصل لمرات في منطقة " المربعة " في بغداد .
وقد حلّ الدكتاتور تلك المشاكل التي كانت تتفاقم بسبب ردود الأفعال واثارة المشاعر الدينية والأخلاقية وجراّء حالة الفقر والحزن والحداد التي لفّت البلاد، التي وصلت الذروة اثر توقف الحرب العراقية ـ الأيرانية وعودة الرجال العراقيين الى بيوتهم وحاراتهم، وبدءهم بالبحث عن عمل ووجدوا ان المصريين يحتلّون اعمالهم . . حلّها برفع الحصانة التي تمتع بها المصريون خوفاً من تصاعد الغضب الشعبي وانفجاره ضدّه، الأمر الذي ادى الى هجوم اعداد كبيرة من الشباب العراقيين على المصريين، لتوفير اعمال لهم من جهة وثأراً للوطن وللكرامة وللشرف المستباح في المشاعر، وادي الى سقوط آلاف المصريين قتلى في الشوارع، والى حدوث ازمة " النعوش الطائرة " بين العراق ومصر، التي حلّت بعدئذ بتعويض مصر بالنفط العراقي، كما تناقلته وكالات الأنباء عام 1989.
وقد نقل وقيل الكثير، عن أن ذلك الهجوم الدامي على المصريين لأجبارهم على الرحيل، لم يكن دون تحريض ودعم من اجهزة مخابرات صدام ذاته، لتوفير اماكن عمل للعراقيين المسرّحين من الحرب من جهة، ومحاولة للتقرّب اليهم مما كان يعتمل في نفوسهم، جراّء الحرب التي لم تحقق شيئاً لا لهم ولا للبلاد، بعد ان عاد الجيشان الى مواقعهما الأولى قبل الحرب الطاحنة، التي خلّفت مئات آلاف القتلى والشهداء وطوابير المعوقين والعاطلين عن العمل، اضافة الى مشاعر المهانة من انثلام الشرف وتحطّم الوطن .
ولابد من الأشارة هنا الى ان اعداد من المصريين (تطوّعت) ـ فيما يقال اجبرت ـ في قوات المرتزقة (الجاش) ضد الثورة الكوردية، ووصل بعضهم مواقع متقدمة فيها . اضافة الى الأعداد الأخرى التي جرى زجّها بشكل فاعل في اجهزة قمع ومخابرات صدام الخارجية ـ كونها بغطاء عربي وليس عراقي ـ . اضافة الى مجئ اعداد غير قليلة من مريدي ونشطاء المنظمات التكفيرية الأسلامية السنيّة في تلك الموجات، قيل انه تم غض النظر عنها لمواجهة الحركة الأسلامية الشيعية على اختلافها والتي كانت تتصاعد من نتائج الظلم ومن الحرب ضد الجارة ايران .
3. شكّلت السجون الكبيرة، كسجن ابو غريب الذي ضمّ عشرات آلاف السجناء العاديين، مصدراً خطيراً للمتاجرة بالمواد المخدّرة كأدوية مهرّبة ومسروقة، وبالحشيش وبالمواد الأولية لصناعات المخدراّت كانواع من السيكوتين والصمغ وانواع من الكيمياويات المستخدمة في الأصباغ، التي كان قسم منها ساماً ادى الى وفاة العديد من السجناء. وقد اشارت وتشير عديد من التقارير والمستمسكات الى ان كباراً من رجال النظام كانوا يديرون تلك التجارة الرابحة ويحققون ارباحاً خيالية منها .
4. فؤاد الركابي، ابرز مؤسسي وامين سر القيادة القطرية للبعث العراقي الأسبق، القي القبض عليه اوائل السبعينات بعد ان شكّل ورفاقه، الحركة الأشتراكية العربية، وكان قد قتل على يد سجين عادي ـ جرى اعدامه بعد تجريمه ـ . وقيل ان صدام تخلّص منه لمعرفته الكثير من الأسرار المقلقة عن بدايات صدام في البعث، وبسبب كتابه الموسوم بـ " الحل الأوحد " الذي وصف فيه كيفية اتخاذ البعث قرار اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، وكيفية اختيار افراد المجموعة التي اوكل اليها تنفيذ العملية، وتعداده اياهم مع صفاتهم ودرجاتهم في الحزب، ووصف فيه صفة صدام التكريتي في الحزب،بكونه " شقي " ، لااكثر ولا اقلّ .
5. من القوادات المعروفات في عقد الثمانينات .
6. يتسائل كثيرون عن مصير سجلات وبحوث السجون، التي صارقسم كبير منها بعد سقوط الصنم، بحوزة مشاريع رصدت لها ملايين الدولارات، اوكل اليها القيام بدراسات واعداد توصيات لمعالجة المخاطر الهائلة التي تسببت بها في افساد وتشويه المجتمع .
7. وهي عبارة عن مكافأة االدولة التي كانت تصرف كهدايا من الدكتاتور صدام، لعوائل العسكريين الذين استشهدوا دفاعاً عن الوطن، وكانت في البداية سيارة مرسيدس ثم برازيلي، بيت، قطعة ارض، ثم لم يصرف شيئاً سوى للبعثيين، ثم سوى للمنتقين على اساس الولاء لصدام.
8. وبعبارة ادق، علم البعث العراقي، الذي جاء به انقلابه في 8 شباط الدموي عام 1963، حين وقع بالأحرف الأولى مشروع للوحدة الثلاثية مع الشقيقتان مصر وسوريا، ووضعت النجوم الثلاثة كتعبير عن مشروع البعث للوحدة، في الوقت الذي بقي فيه علم مصر يحمل نجمتي وحدة مصر وسوريا في تلك الفترة ، في زمن الرئيس المصري الراحل عبد الناصر .
9. اقلمة المشاكل : تحويلها من مشاكل تخص البلد الى مشاكل ترتبط بكل الوضع الأقليمي من جوار وغيره .

(*) نشر في مجلة " الرؤية " العدد السابع / مؤسسة حمدي للطباعة والنشر .




#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 2 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 1 من 5
- الدستور . . والآمال المنتَظَرة ! 2 من 2
- الدستور . . والآمال المنتَظَرة ! 1 من 2
- وداعا جورج حاوي ! 3 من 3
- وداعا جورج حاوي ! 2 من 3
- وداعا جورج حاوي ! 1 من 3
- المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 3 ـ
- المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 2 ـ
- المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 1 ـ
- عن الأحزاب وحركة المجتمع . . والعولمة !
- صدام بين المحاكمة وقضية الواقع الدامي !
- في عيد ربيع الطلبة !
- ذكريات عن يوم السباع الخالد في - الصدور- !
- طلبة البصرة والنضال ضد ملامح الأستبداد الجديد !
- - بحزاني - على ابواب عام جديد !
- ماذا يكمن في الصراع حول حقوق المرأة ؟
- من اجل حكم تعددي ودستور مدني في العراق!
- - قانون ادارة الدولة للمرحلة الأنتقالية والجمعية الوطنية الأ ...
- - قانون ادارة الدولة للمرحلة الأنتقالية والجمعية الوطنية الأ ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند البراك - في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 3 من 5