أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عن لوكينو فيسكونتي وفيلم استحواذ والواقعية الجديدة مرة اخرى














المزيد.....

عن لوكينو فيسكونتي وفيلم استحواذ والواقعية الجديدة مرة اخرى


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 22:48
المحور: الادب والفن
    


عن لوكينو فيسكونتي وفيلم استحواذ والواقعية الجديدة مرة اخرى:
لوكينو فيسكونتي 1906-1976
هو ابن لعائلة ارستقراطية عريقة في ميلان وابدى في حياته المبكرة اهتماما بالفن والمسرح والموسيقى،انضم خلال الحرب العالمية الثانية الى الحزب الشيوعي الايطالي ولم يخفي فيسكونتي في يوم من الايام مثليته الجنسية مثله في ذلك كمثل رفيقه المعاصر له (بازوليني) أو الالماني الآخر راينر فاينر فاسبندر...
بدأ حياته السينمائية مساعدا لجين رينوار في فيلم توني(1935) ومن ثم سافر الى الولايات المتحدة زائرا لهوليوود ،ومن ثم عاد للعمل كمساعد لرينوار في فيلم (la Tosca 1939-) .
وبعد التقائه بعدد من المخرجين الايطاليين منهم فليني وروسليني،عمل على كتابة سيناريو الفيلم الأول له (استحواذ 1943) وهو فيلم منسوب الى الواقعية الجديدة والتي كما هو معروف كانت البذرة التي عملت على اشهار وبراز كل المخرجين الايطاليين الكبار والعظام.
الفيلم مقتبس عن رواية (ساعي البريد يدق الجرس مرتين) محققا تاليا فيلم (الأرض تهتز1948) كاتبا للسيناريو ايضا،واعتبر الفيلم دعامة اساسية في الواقعية الجديدة،ولكنه على شاكلة كل المخرجين الايطاليين الذين خرجو من رحم الواقعية سينحرف لاحقا عن هذا الاتجاه...احد المهتمين بمسيرة فيسكونتي السينمائية قال ذات مرة:
فيسكونتي بدون الواقعية مثل لانغ بدون التعبيرية ومثل ايزينشتاين بدون الشكلية
اذا فيلم استحواذ كما قلنا هو الفيلم الأول في مسيرة فيسكونتي،واعتبره البعض الفيلم الأول في المسيرة الواقعية برمتها وهذا يعطي المخرج والفيلم ايضا بعض المبررات للقول عنه بانه فيلم يلتمس طريق الواقعية وليس واقعيا اصيلا،بل هو بالنسبة لتيار واقعي ملتزم لايضاهي الفيلم القادم لفيسكونتي (الأرض تهتز) من حيث التزامه بقواعد اللعبة الواقعية.
قصة الفيلم مقتبسة كما قلنا عن رواية(ساعي البريد يدق الباب مرتين) للكاتب(جيمس كين) وهي صورت مرتين عام 1946 وعوملت كفيلم امريكي اسود(noir) ومن ثم اعيدت الكرة مع جاك نيكلسون وجيسيكا لانغ عام 1981،وكلتا المحاولتين لم تحققا ذلك النجاح المتوقع،وعن محاولة فيسكونتي هذه فهي بالكاد تذكر في مسيرته السينمائية وتعتبر الأقل شهرة والأقل نجاحا في نفس الوقت...
بقي الفيلم حبيس العرض في ايطاليا فقط حتى عام 1970 لمشاكل تتعلق بحقوق الرواية وحتى داخل ايطاليا ظل يعرض بشكل محدود لمشاكل مع الرقابة...
إذا جينو هو شخص متشرد يمر صدفة بمطعم تعمل فيه (جيوفانا) تحت امرة زوجها القاسي البليد والذي يكبرها عمرا والتي كانت قد تزوجته خوفا من الفقر ليس الا،وبسرعة تنشأ بينهما قصة حب مفتاحها المصالح ليتخلص جينو من تشرده ولتتخلص جيوفانا من زوجها.
تبدأ الخطة بالهرب ولكن جيوفانا تتردد وتعود أدراجها لأنها ليست معتادة على هذه الحياة،ومن ثم تعود بهم الأقدار للألتقاء وتدبير خطة لقتل زوجها تظهر كحادث سير وتنجح الخطة،ولكن هذه الخطة لن تقود الى اي سعادة حقيقية بينهما،على الرغم من ان جيوفانا كانت تحب جيو لشخصه فقط،ولكن المسار المرسوم ان تموت جيوفنا في حادث سيارة بعد ان يقرران هجران حياتهما القديمة وبداية حياة جديدة...
الفيلم لايمكن ان يسرد سوى بهذا الشكل،سوى من بعض احداث عرضية مثل التقاء جيو لصديق مخلص مدمن على التشرد،ويتهمه لاحقا بالانشقاق عن المتشردين الطيبين الحقيقيين،ولكن فيسكونتي يروي هذه الحكاية بطريقة تقليدية ومن دون اي اشكالية واحدة،وباسلوب سينمائي يبدو بانه يلتمس طريق اكاديمية اكثر من التماسه طريق ابداعية،وكأن فيسكونتي كان يخرج هذا الفيلم وهو ممسك بكتاب لكي تساغرق هذه الاحداث ساعتان و15 عشر دقيقة...
حافظ فيسكونتي على مسار درامي واضح وهو الامر ال1ذي حافظ على مستوى واحد للفيلم ولن يقع في الميلودراما في اي لحظة من لحظات الفيلم وبقي فقط علينا ان نحكم على النهاية.
النهاية ان لم تكن ميلودرامية فان لها نصيب منها،كما ان النهاية كانت هوليودية مكررة،ولا نعتقد ان هم فيسكونتي الأول كان هو تقديم قصة وعظية عن الجريمة والعقاب واقدار الحياة التي لابد ان تحاكم المجرم حتى لو افلت من يد العدالة،فهذه واقعية مختلفة عن الواقعية الايطالية التي كان همها الوحيد هو تصوير الواقع كما هو...هذه الواقعية تدعى بالواقعية النقدية الاشتراكية، وعلى علمنا فان فيسكونتي كان بعيدا عن هذه الافكار التي كانت غير مقصودة ابدا في فيلمه هذا،إلا ان فيلم استحواذ يصح ان نقول عنه بانه يقدم قصة وعظية،كما ان هذه القصة الغارقة في احداث وهموم ذاتية لايصح ابدا ان تنعت بالواقعية.
إذا علينا ان ننظر الى بدايات مخرجين كبار مثل فليني وبيرغمان حتى ننظر نحن بعين اكثر واقعية الى هذا الفيلم والى فيسكونتي نفسه،لأن فيسكونتي سيقع في زلات مستقبلية يعتبر بالنسبة اليها فيلم استحواذ فيلما جيدا.
اذا كان فيلم استحواذ 1943 كما يرى بعض النقاد البذرة الحقيقية للواقعية...... إذا اردنا أن نأخذ هذه الجملة على علاتها على الرغم من عدم قناعتنا بها هنا سيكون فيلم استحواذ تحفة فنية.
بلال سمير الصدّر 2014/1/4



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة خلف الباب 1981(فرانسوا تروفو): السينما هي اسلوب سمي ب ...
- المترو الاخير 1980(فرانسوا تروفو):فيلم عن كل شيء
- الحب الهارب1979(فرانسوا تروفو):عن فيلم بطله الاسترجاع
- الغرفة الخضراء 1978 فرانسوا تروفو:تروفو والقدرات الأخرى
- الرجل الذي احب النساء1977(فرانسوا تروفو):تروفو والاحتفاء الع ...
- قصة اديلا1975 فرانسوا تروفو:لعبة الكبار
- النهار من أجل ليلة 1973(فرانسوا تروفو):قطع مونتاجي
- فتاتان انجليزيتان1971(فرانسوا تروفو):عن جولي وجيم وفيلم خارج ...
- رواية الضائعون
- طريق مولهولاند2001ديفيد لينش:ديفيد لينش مخرج أدق التفاصيل
- سرير ولوح 1970 فرانسوا تروفو:استكمال اخير لمسيرة انطوان دوني ...
- الطريق المفقود1997:فيلم من كتابة واخراج ديفيد لينش: بين حبكة ...
- -رأس ممحاة 1977(ديفيد لينش): قصة عن عوالم غير مكتملة والمكتم ...
- طفل الطبيعة(الطفل المتوحش) 1970(فرانسوا تروفو):فيلم خارج الن ...
- أبناء الجنة 1945(مارسيل كارنيه): تشكيل واقعي سينمائي لزمن ما ...
- قبلات مسروقة 1968(فرانسوا تروفو):أحداث مركبة لخدمة كوميديا م ...
- مخمل أزرق 1986(ديفيد لينش):عندما يقسم لينش الواقع الى مستويا ...
- الرجل الفيل 1981(ديفيد لينش):عن عوالم ديفيد لينش والخلط بين ...
- طعم الكرز 1997(عباس كيارومستاني):عن عباس كيارومستاني والانتح ...
- فهرنهايت451/فرانسوا تروفو1966: بل هو شيء اراد أن يقوله تروفو ...


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عن لوكينو فيسكونتي وفيلم استحواذ والواقعية الجديدة مرة اخرى