أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد غميرو - خطييير..فضيحة مدوية لن تصدقها














المزيد.....

خطييير..فضيحة مدوية لن تصدقها


خالد غميرو

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 07:39
المحور: كتابات ساخرة
    


في علاقاتنا اليومية بجميع أشكالها نحتاج إلى الكثير من الأسباب، لنبرر كل الأشياء والأمور التي نقوم بها، فالجميع ينتظر منك أن تكون نموذجا مشابها لما هم عليه، الأب و الأم والأخوة و الأصدقاء، أن تكون النموذج الذي ساروا فيه و تربوا عليه، لذلك يدفعنا نظامنا الإجتماعي الحالي، لأن نكون مصانع للتبريرات، لأننا يجب أن نبرر كل الأشياء الغير مألوفة بالنسبة لهذا النموذج، لما أنت مختلف، لما ترتدي هذا، و لما تمشي بهذه الطريق، و تتحدث بهذا الشكل،، وتنتمي إلى هنا ولا تنتمي إلى هناك...
هكذا يفرض نظامنا الإجتماعي قيمه، ونحن نتكيف معها وننفلها إلى داخلنا وبالتالي تكون لدهننا القدرة الهائلة على تبرير أي شيء، مهما كان قاسيا وغير إنساني، فصرنا نبرر الأخطاء والخيانات التي إرتكبناها أو إرتكبها الأخرين في حقنا، فنسميها الظروف، أوالتجربة الشخصية، وفي مستوى أخطر خلقنا الإديولوجيا و السياسة لنبرر بها المصالح الأنانية والجشع و السلطة، وإخترعنا شعارات الوطنية والقومية لنبرر بها الحرب، وخلقنا الدين و "الأفكار" لنبرر بهما العنف والصراع، وهذا ما يجري في العالم الآن بشكل واضح، فأغلبية الناس يرحبون بالحرب طالما أن هناك تبرير مقنع بالنسبة لهم، كمحاربة الإرهاب مثلا، أو الدفاع عن حقوق الإنسان...
هكذا يستمر نظامنا الإجتماعي والإقتصادي في العالم، يستمر طالما هناك صناعة هائلة لتبريرات تُصنع بداخلنا نحن، فالعقل الذي يريد أن يجد حلا لمشكلة ما أو يفهم ظاهرة ما، لا يجب أن يبحث عن الحل أو الفهم عن طريق ظاهرة أخرى أو فكرة أخرى، بل يجب أن ينظر إليها مباشرة، كما هي بدون أن يبحث لها عن مبررات الوجود، فأزمة مجتمعاتنا ليست سياسية أو دينية أو إديولوجية، أو لها علاقة بالديمقراطية، بل هي أزمة إجتماعية، أي هي الطريقة التي نعيش بها كبشر، و القيم التي نمارسها و نتبناها بشكل يومي، وبما أننا نخاف كثيرا على طريقة عيشنا التي توارثناها، وغير قادرين على تغييرها، فلابد لنا من خلق التبريرات، و تأييدها و ضمان إستمرارها لنحس بنوع من والإطمئنان النفسي وعدم تأنيب الضمير، ثم نقنع أنفسنا بأن أوضاعنا مرتبطة بهذه التبريرات التي نحن أنفسنا من خلقناها، والأغبى من ذلك أننا نحاول تغيير أوضاعنا عبر السياسة و الدين و الإيديولوجية أو الديمقراطية، التي هي في الأصل نتيجة لهذه الأزمة الإجتماعية؟ أي كيف نغير أوضاعنا بالتبريرات التي نحن من خلقها؟
في الأخير يا عزيزي القارئ ستتساءل عن أين توجد الفضيحة فيما قرأته هنا، في الحقيقة لقد خُدعت، و أرجوا أن تسامحني لعدم وجود أي فضيحة في هذا المقال، فقد تعمدت أن أضع هذا العنوان لسببين إثنين، أولا لأني أردت أن أضمن أكبر عدد من القراء، و أظنك تعرف أن مثل هذه العناوين هي من تجذب اليوم أغلبية الناس ليضيعوا عشرة دقائق من وقتهم في القراءة، فنحن نعشق قراءة و مشاهدة الفضائح، و لو كنت وضعت عنوانا يتناسب مع مضمون المقال لما قرأه أحد، و ثانيا لأني أردت أن أقول لك أن لاتثق في العناوين، و لا تثق في أي شيء تقرأه بما فيه هذا المقال، فقط تق فيما تفهمه و ما تنظر إليه مباشرة، و ليس ما تنظر إليه عن طريق أفكار و ملاحظات و تجارب الآخرين، لكي لا تتحول إلى آلة لصنع التبريرات، وأكبر فضيحة في حياتنا، هي إختيارنا أن نكون أغبياء، و نساهم في إستمرار غباءنا الجماعي...



#خالد_غميرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السِحرياسة
- -قافلة ملك ملوك إفريقيا-
- يوسف مرة أخرى
- يوسف
- مطلوب سيسيقار
- أرضنا الإفريقية
- -الصعاليك الاشتراكيون-
- لا تخبروا الجنود الأمريكان، أن في بلدنا إرهابي !!
- بين الإضراب العام والضرب العام للصحافة
- ثلاثة هدايا من مدينة -آسفي-.
- مواجهة الشيطان هو الحل !!
- لا تظلموا امريكا...
- -شجرة القايد- - قصة قصيرة
- زعيم مملكة الشعب
- دي كوورة يا عم !!
- ثورية اليسار و فروسية الدون كيشوت !!
- الحلم أمريكي...الكابوس إرهابي !!
- لكي لا ننسى ما نسيناه !! -سبق الميم ترتاح-
- ماذا عن الديمقراطية؟؟
- التحرر الجنسي...تكتيك أم إستراتيجية؟؟ -رد على حالة إفتراضية-


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد غميرو - خطييير..فضيحة مدوية لن تصدقها