أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الفصل الأول _ربيع النرجس والرمان ج2 . من رواية النرجس والرمان














المزيد.....

الفصل الأول _ربيع النرجس والرمان ج2 . من رواية النرجس والرمان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 21:59
المحور: الادب والفن
    


قضى نهاره يفكر في كيفية تدبير أمره بعد أن أستنفذ ما لديه من مال وأمامه مشاريع كثيرة والتزامات قادمة تحسر على الأيام التي كان فيها يفرط المال يمينا وشمالا ,لم يتعود أن يستلف من أحد ولكنه كان قد أعطى بعض أصدقاءه مبالغ يتأمل أن يسترجع شيئا منها قد تساعده على أجتياز هذه الفترة , ترك مكانه وذهب لسوق العلاوي باحثا عن بعضهم لم يجد إلا محمد الأطرم حاول أن يبدأ معه حديث عن ما يريد لكن هيأته لا توحي أنه يملك شيئا ما رجع قافلا ليبحث عن تدبير أخر .
أعادت نرجس أغراض البيت قطعة قُطعة محاولة أن تبقي على معالم ما كان سابقا وتعدل ما يمكن تعديله لكنه في الأخر وجدت أن ما صار الآن لا يمت للماضي بشيء لمسات أكثر أناقة برغم بساطة الموجود منه لكن يد الأنثى تصنع الجمال بالدقة والتناسق المطلوب ,أعادت تنظيم غرفة أبو الياس لتجعلها غرفة جلوس ورفعت كل ما ليس له علاقة بالوصف والوظيفة وعلقت بعض الصور المرسومة التي كانت مخبأ بين الأغراض , في حين لم تزل أغراض المرحومة خارجا تنتظر أن يحضر أبو الياس لتفتح صناديقها وترى ما فيها وما ينفع وتتصدق بالباقي .
عرج على المحامي ليسلمه دفتر النفوس الذي وصله توا من بغداد ويسأله عما يجب أن يفعله ويتأكد من صحة الأجراء وأرسل في ذات الوقت من بخبرها أن لا يستطيع الحضور وعليها أن تكمل المهمة لوحدها كما أخبرها بوصل الدفتر كاملا منجزا , وصول الرسول لها زادها نشاطا وهمة وبدأت بسحب الصندوق الخشبي الكبير الى داخل الغرفة ,. أخرجت المفتاح الذي استلمته من الحاجة لأول مرة من بين أغراضها ترددت أن تفتح لكنها تذكرت أن كل ما في قد لا يتعدى أشياء بسيطة مما تحتفظ به العجائز عادة من مستلزمات النساء ,لم يكن ثقيلا ما يمنعها أن ترفع طرفه لتضعه على حافة الشباك الجانبية بوضع مائل ليسهل عليها أن تخرج ما فيه شيئا فشيئا .
في محل عمله الكل يبحث عنه فقد تأخر كثيرا حتى من جاء من نرجس كان يبدو عليه الارتباك والعجلة ,قال له بعد أن شاهده ينزل من مكتب السيد المحامي أن باجي نرجس تريدك في البيت بعد أن تنتهي من العمل وبدون تأخير لا يحتمل الأمر أي تأجيل , الجو في هذه الأيام بدأ يزداد برودة مع أول ساعات الليل والناس تنصرف باكرة لبيوتها , لملم أغراضه وأطفأ نار الموقد وجمع العدة في الصندوق الحديدي بعد أن غسل يدسه ورجليه ووجه الذي يبدو بعد الحلاقة قرمزيا مشوب ببياض ,دخل محل صاحب أبو الأسنان وأستبدل ثياب العمل بثياب نظيفة بعد أن نصحته نرجس ذات مرة ومشط شعره ليبدو لمن لا يعرفه شاب في الثلاثين من العمر .
كانت نرجس التي قضت نهارها وجزء من المساء تنتظر أبو الياس على جمر متقد لا تستطيع أن تمسك نفسها عن مفاجأته بما يحب ولا تستطيع أن تصبر حتى يعود لذا كانت تقطع الوقت بالذهاب لباب الدار الكبيرة وأحيانا تخرج منه لتنظر في الطريق عسى أن بكون قادما لتعود وتجلس على مضض في غرفة الأم ,حتى سمعت وقع أقدامه لبست عباءتها لترد السلام عليه من خلف الباب ,بادرها فورا أنه اليوم قرر ترك الشراب وأنه يحاول أن يتعلم الصلاة ,بقدر فرحتها بما وجدت زادها هذا الخبر فرحة مضاعفة لتقول له أدخل البيت وأترك الباب خلفك مفتوحة أنا أيضا عندي لك ما لم تتوقعه أبدا .
كان لديه شكوك لكنه لم يسأل عنها أن المبالغ التي يسلمها لوالدته لم تصل ليد الحاج عبد الرحمن وهو على ما يبدو صاحب البيت أو مخول بأدرانه ,العجيب أنه وطول هذه السنين لم يدفع إيجار السكن أسوة بالنزل ولم يطلب أحد منه ولا من أمه أن يفعل ذلك , لم يدرك أن هذا الأمر غير طبيعي وليس من العادة أن تكون علاقة المالك بالمستأجرين كعلاقة الحاج عبد الرحمن بوالدته خاصة عندما يأت محملا بالكثير من الهدايا والأطعمة وحتى الملابس النسائية لوالدته ظنها من ما هو معتاد , لقد غير ما في الصندوق الكثير مما كان في باله , ففيه الما يقارب سبعة ألاف دينار أو يزيد قليلا إنها ثروة وثروة كثيرة كيف أمكن للزايرة حسب ما يناديها أن تحتفظ بهذا المبلغ طول هذه السنين .
قضى ليلته متقلبا لا يستطيع أن تغمض له عين من سلسلة المفاجآت التي رافقت وجود نرجس في حياته لقد أنقلب كل شيء في كيانه عرف الحب لأول مرة ويخشى أن يبوح لأحد لكنه متأكد أن المسألة مجرد أيام حتى تنقضي أزمته ,ليس أكثر من شهر حتى يهل فرحة الزهراء قادم بالفرح وسيطلب منها أن تنزع السواد يكفيه ما يلاقي عليه أن يكون جادا الأيام تجري بسرعة وحنينه يزداد لها ,لا يعرف متى تأتيه اللواعج ولكن ما يعرفه أن عاشق بصمت ,ضل يتقلب ليلته حتى سمع أذان الفجر خرج من غرفته وتوضأ بما يعرف وتوجه للصلاة لكنه لا يعرف إلا الحركات ويعرف الفاتحة فقط ,صلى ودعا ربه أن يتمم له ما بدأه وأن يرزقه بنرجس وليس غيرها وعاد لينام مرة أخرى .
الأوراق الكثيرة التي كانت مع المال في الصندوق تثبت أن البيت هذا يعود لوالدة أبو الياس وأنه موهوب لها من شقيق زوجها الحاج عبد الرحمن عوضا عن حصتها وحصة ولدها في أملاك قد ورثوها من أبيهم وموقعة من الكاتب العدل ومصدقة أيضا بتواقيع عديدة منها مختار المنطقة ورجال ممن يسكنون جوار الدار وأن جميع منافع الدار ورقبته ملكا صرفا لها ثمن ولولدها سبعة أثمان من السهام وكذلك براءة ذمة موقع من جميع أشقاء زوجها ,لفت أنتباه نرجس أن جميع ما في الصندوق من مبالغ مطابقة للحساب الذي كان يجمعه أبو اليأس وأن المبلغ غير منقوص ولا فلس فلم لم تتصرف الزايره بهذا المال طيلة هذه السنين .
أستدعى أحد أصدقاءه للحلول محله لأنه يريد أن يراجع المحامي في المحكمة حاملا معه أمثر من تساؤل وأكثر من علامة أستفهام أطاحت بنسيج حياته وأصابته بالدوار الذي مزق بنسقها البسيط التي كان يعيشها راضيا مطمئنا وهو يغوص اليوم بالكثير مما لا يعرفه ,أخبره السيد المحامي أن يجلب كل الأوراق التي في الصندوق وأن يحضر عنده ومعه نرجس بعد صلاة المغرب ليدرس ما فيها وسيتصرف على ضوء ما تجود به من معلومات وحقائق .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في معنى الوجود ح2
- في معنى الوجود
- الفصل الأول _ تنظيف الجذور ج1 . من رواية النرجس والرمان
- الفصل الأول _ تنظيف الجذور ج2 . من رواية النرجس والرمان
- الفكر والمفكرون العرب وعقدة الضد والضديد
- الفصل الأول _ لقاء طائر الأحزان ج2 . من رواية النرجس والرمان
- الفصل الأول _ لقاء طائر الأحزان ج1 . من رواية النرجس والرمان
- بيان الأمانة العامة للمبادرة الوطنية للمصالحة والسلام بشأن ا ...
- ملامح من الوضع العراقي القادم
- السلام ومطلب الحرية
- مفهوم المقاومة الشعبية
- هل نجح الجيش العراقي في الأستعداد للمواجهة
- صباح العراق
- الموقف الإقليمي والدولي ومسألة الموصل
- قرار المواجهة وحدود التنفيذ
- زمام المبادرة مفتاح التحرك نحو النصر
- هل ينبغي ترك الموصل للقوى المسلحة والاكتفاء بالتفرج
- خيارات الحرب والسلام في العراق
- لماذا الأنهيار المفاجئ للجيش العراقي في الموصل
- العمل العراقي في التعامل مع المستجدات الأمنية والعسكرية


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الفصل الأول _ربيع النرجس والرمان ج2 . من رواية النرجس والرمان