أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما أسهل حديث العاطفة وما أصعب حديث العقل















المزيد.....

ما أسهل حديث العاطفة وما أصعب حديث العقل


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 13:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع أنه حتى اللحظة وبعد مرور أسبوع لم تعلن أية جهة تبنيها لعملية خطف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في الخليل المحتلة ،إلا أن ردود فعل الفصائل وقطاع مهم من الشعب الفلسطيني جاءت مرحبة بالعملية باعتبار أنها ردة فعل مشروعة على سلوكيات الاحتلال الاستيطانية وممارساته ، و اعتقد أنه من الصعب على أي مواطن فلسطيني استنكار هذه العملية أو التباكي على المستوطنين الثلاثة فيما خمسة آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال وعشرات المعتقلين الإداريين يتهددهم خطر الموت جوعا بسبب إضرابهم عن الطعام استنكارا للاعتقال الإداري غير القانوني ، وفيما الاستيطان يتواصل وكذا تدنيس المقدسات الخ .

لا شك أن الحق بالمقاومة و الجهاد ثابت وطني ما دام الاحتلال قائما علي أرضنا، إنه حق يستمد شرعيته من القانون الطبيعي والشريعة الدينية والشرعية الدولية، وبالتالي ليس من حق احد أن يلغي هذا الحق ما دام الاحتلال جاثما علي أرضنا في الضفة وغزة التي يعترف العالم بأنها أراضي محتلة . الحق بالمقاومة يستمر ما دام الاحتلال موجودا، وحتى من منطلق الإستراتيجية السياسية سيكون من غير المنطقي أن يُعلن أي مسئول فلسطيني التخلي عن الحق بالمقاومة لان هذا الحق ثابت من الثوابت الوطنية والثوابت لا يجوز التصرف بها إلا بقرار من الشعب وبإرادته الحرة، حني الدساتير لا يجوز أن تتضمن نصوصا تقول بإلغاء الحق بالمقاومة.
مع افتراض أن هذا الحق غير قابل لصيرورته راهنا ممارسة منتجة لمنجز سياسي فلا يجوز التخلي عنه ، لأن هذا التخلي يُفقد القيادة السياسية الراهنة والأجيال القادمة ورقة قوة قد تحتاجها إن فشلت نهائيا العملية التفاوضية، أيضا لا يجوز لأي مسئول أن يسقط الحق بالمقاومة وفي نفس الوقت يطالب المجتمع الدولي بتطبيق قرارات الشرعية الدولية لان الحق بالمقاومة جزء من الشرعية الدولية.

لكن المقاومة كما أنها حق فهي عقل أيضا ،بمعنى ضرورة ممارسة هذا الحق بعقلانية وبتخطيط حتى نتجنب ردة فعل من العدو تُوقِع خسائر أكثر مما يُنجز الفعل المقاوم ،فكم من حقوق أضاعها أصحابها لسوء تصرفهم وليس لقوة الخصم ،المقاومة حق ولكن : أين يُمارَس ؟ ومَن يُمارِسه ؟ وكيف يُمارَس هذا الحق ؟ . نتفهم حالة الغضب والحقد على الاحتلال كما نتفهم حالة التعاطف والتأييد الشعبي لكل عملية نضالية تستهدف العدو ،سواء كانت خطف جنود أو إطلاق صواريخ أو مهاجمة جندي بسكين أو قذف مستوطن بحجر،فالاحتلال يستدعي المقاومة تلقائيا ، وعندما نحذر من ردات فعل العدو على عملية الخليل أو أية عملية جهادية إنما لنكون على علم مسبق بما يفكر العدو ونضع في الحسبان إستراتيجية وطنية لمواجهته وليس الاكتفاء بالحديث عن البطولات الانتصارات ،فحسابات النصر والهزيمة تشمل الفعل وردة الفعل والمقارنة بينهما .
إذن مع تفهمنا لكل عمل ضد الجيش والمستوطنين داخل الأراضي المحتلة إلا أنه يجب التأكيد على ضرورة وجود إستراتيجية وطنية للمقاومة ووجود تنسيق بين القوى السياسية وخصوصا أن رد إسرائيل لن يقتصر على الجماعة التي قامت بالعمل الفدائي بل سيَدفِع الشعب والمشروع الوطني كله الثمن ، وقد أعلنت إسرائيل الحرب على الكل الفلسطيني وممارساتها على الأرض تُشير لذلك حتى قبل أن تعلن الجهة المنفذة عن نفسها .

في حالة إذا ما تبنت حركة حماس عملية الخليل سنكون أمام احتمالين:
الأول:- أن الجماعة التي قامت بالعملية لم تنسق مع قيادة حماس وخصوصا في قطاع غزة ،وان هذه الأخيرة علمت بالأمر لاحقا وليس أمامها إلا تبني العملية وتتحمل تداعياتها مُكرَهَة.
الثاني : أن حركة حماس كانت تعلم بالتخطيط للعملية وموافقة عليها حتى وهي تنجز حكومة توافق مع حركة فتح ، وهذا يعني أنها لم تكن جادة بالتوصل لقواسم مشتركة مع حركة فتح وأنها غير معنية لا بنجاح حكومة التوافق ولا بالمصالحة وإنهاء الانقسام ،أو أنها كانت تريد نسخ تجربة حزب الله اللبناني بمعنى أن تستمر كحركة مقاومة وتشارك في السلطة والحكومة أو يكون لها حق الفيتو على عملهما.

لا نبكي على حكومة ولِدت متعثرة بقدر ما نتخوف على الشعب من ردة فعل صهيونية ستكرس الانقسام والقطيعة بين حماس وفتح وبين الضفة وغزة و ستعاقب الجميع والانقسام الداخلي سيساعدها على ذلك ،وخصوصا بعد تصريحات الرئيس أبو مازن حول إدانة العملية وتأكيده على استمرار التنسيق الأمني مع الإسرائيليين،وموقف دول عربية متفهمة للموقف الإسرائيلي وما سيترتب على ذلك من استمرار بل وزيادة معاناة أهلنا في القطاع وخصوصا على معبر رفح . من جهة أخرى ، إذا كان الخاطفون يزمعون عقد صفقة تبادل أسرى كما جرى مع صفقة شاليط وهو هدف يجد قبولا لدى أوساط شعبية ولدى ذوى الأسرى ، إلا أنه يجب لفت الانتباه أن إسرائيل أعادت خلال الأيام الماضية اعتقال عدد كبير من محرري صفقة شاليط المتواجدين في الضفة ،ومع افتراض أن إسرائيل ستقبل بعقد هكذا صفقة ، إلا أن عملية التبادل ستكون بعد مرور سنوات وبعد إجراءات خطيرة في الضفة وغزة تجعل مُنجز إطلاق سراح أسرى إن تم لا قيمة له ،وستكون صفقة سياسية لن تقتصر على تبادل أسرى بل إعادة موضعة حماس في المشهد السياسي الفلسطيني وقد يكون ذلك على حساب حركة فتح وسلطة أبو مازن.
ما نخشاه أن إسرائيل ستوظف عملية خطف المستوطنين – بغض النظر عن هوية الخاطفين- لإفشال حكومة التوافق وإضعاف السلطة الوطنية بل العمل على تقويضها وتكريس الانقسام ،وستعمل على إضعاف حركة حماس والسلطة الوطنية معا ، ولا نستبعد أن تقوم إسرائيل بعملية واسعة في الضفة وقطاع غزة تقوم بمقتضاها بنقل مئات من قادة حماس وربما بعض رجال السلطة الوطنية إلى قطاع غزة.
وأخيرا قد يرى البعض فيما نقول موقفا متخاذلا واستهانة بالمقاومة وترهيب للشعب من تداعيات العملية الخ ، ولكن ألا يمكننا ممارسة حقنا بالمقاومة بطريقة أكثر عقلانية ؟ ألا يمكننا تحرير ممارسة حق المقاومة من الأفعال الارتجالية والانفعالية ومن الحسابات الحزبية الضيقة ؟. نعم المقاومة حق والانتفاضة حق ، ولكن في إطار إستراتيجية وطنية ومصالحة وطنية ووحدة وطنية . ونتساءل لماذا باتت المقاومة عندنا فصائلية ونخبوية إما إطلاق صواريخ أو اختطاف جنود ؟ ! ولماذا لا نفعل مقاومة شعبية سلمية شاملة في كل مكان ؟ وفي ظني أن تفعل مقاومة شعبية شاملة تلتقي مع حالات المقاطعة الدولية لإسرائيل والانتقادات الموجهة لها ستكون أكثر جدوى الآن من عمليات الخطف وإطلاق الصواريخ ، وستخدم قضية الأسرى أكثر.
كم هو سهل مخاطبة عواطف الجماهير بمفردات الثورة والنضال والجهاد ومقاومة الاحتلال والانتصارات التي لا تنتهي للمجاهدين والثوار وقدرة الشعب الفلسطيني الخارقة على الصمود والصبر الخ ، ولكن للعقل علينا حق ، وحق العقل أن نأخذ العبرة من تجاربنا السابقة ، سواء من صفقة شاليط أو من انتفاضة الأقصى ، أو من عشرين سنة من المفاوضات التي سببت خرابا لا يقل عن خراب الانتفاضة عندما تم تجييشها ولم تعد خاضعة لاستراتيجية وطنية موحدة . إذا وُجِد عندنا حكماء أو تصرفت الأحزاب بحكمة ،وقمنا بمراجعة إستراتيجية لكل ما سبق يمكننا آنذاك التوصل لإستراتيجية وطنية متعددة المسارات تجمع ما بين المقاومة والمفاوضات والشرعية الدولية .
[email protected]




ل



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثمن السياسي لعملية الخليل أخطر من الرد العسكري
- الهويات الفرعية كتهديد للهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة
- إسرائيل الدولة الاستعمارية العنصرية الوحيدة المتبقية في العا ...
- تشكيل حكومة تكنوقراط توافقية لا يعني نهاية الانقسام
- البرنامج السياسي لحكومة (التكنوقراط) لا يُلزِم إلا الحكومة
- في ذكرى النكبة : انهزم العرب فانتكب الفلسطينيون
- الخلل ليس في وجود سلطة وطنية بل في وظائفها ومرجعياتها
- المصالحة الفلسطينية بين الإرادة والقدرة
- ضرورة تحرير حركة فتح من استحقاقات السلطة والتسوية
- منظمة التحرير الفلسطينية أمام مفترق طرق
- هل نحن امام استراتيجية فلسطينية متعددة المسارات ؟
- في ذكرى يوم الأرض ؟ لماذا لا يكون يوم للأرض في مواجهة الاستي ...
- الأرض أهم من الإنسان
- احتجاز وإعاقة الشعب الفلسطيني
- ما وراء استهداف الإعلام المصري للفلسطينيين
- قصة واحد أراد أن يكون فكان، ويا ليته ما كان
- خطاب الرئيس يثير إشكالية مؤسسة القيادة الفلسطينية مجددا
- زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قياد ...
- لا تخذلوا الرئيس أبو مازن كما خذلتم الرئيس أبو عمار
- ما يجري في مصر يُعيد الديمقراطية لأسئلة البدايات


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما أسهل حديث العاطفة وما أصعب حديث العقل